اوراق منسية

    • اوراق منسية

      نبذة النيل والفرات:
      حين أغمض الطفل عينيه أبصر جناحين ينخفضان من مكان بعيد، خلف الضباب. مد الطفل يده فلامست أنامله الريش الحريرى وافترت شفتاه عن شبه ابتسامة. قال الطفل للجناح الأول: اقترب واحملني... وقال الطفل للجناح الثاني: أنت مركبتي الصغيرة، وسفينة حلمي، ارفعني، ارفعني، وطر بي إلى حيث... ولم يكمل الطفل عبارته... هبط ملاك النوم وحط فوق أهداب عينيه. وبين يقظة الحلم، وإغفاءه الحقيقة، راحت أحلام الطفولة تفر مثل أسراب الطيور. وعينا الصغير المغمضتان، تتابعان رفيف الأجنحة، ترافقان الصعود والهبوط والقلب يخفق خفقان الفرح. حين أغمض الطفل عينيه، هبط المساء وراح يسير فوق البحر. بخطى خفيفة. مثل نقلة فراشة فوق بثلاث زهرة، وكل خطوة تغرس في الماء نجمة من ذهب.
      وفي الصباح مشى الطفل فوق الرمال على شاطئ نعسان، وترك أنامله الطرئية تكرج فوق حروف الموج تلتقط مع الزبد، رسائل النجوم الليلية. وعند الأفق البعيد، بدأ طائر النورس ناشراً جناحيه، مثل مركبة خيالية تستعد لسفر بين الكواكب المجهولة. في هذا الكتاب نصوص هي بمثابة أوراق منسية، لكنها مستيقظة في أعماق الذاكرة، أخرجتها الكاتبة من عتمة الصندوق العميق الذي لا يفرغ لأنه كالحلم، وترجمتها لكلمات وحركات وصور، عبرت فيها عن أحاسيسها الدافئة، في ذاتها التي تتماوج بهدوء وسلام، كحقل من السنابل.
      اذا الزمان انساك يوم ودي فلاتظن ينساك قلبي صور رومنسيه