الحرب الباردة وأثارها

    • الحرب الباردة وأثارها

      مرحبا للكل

      مصطلح الحرب الباردة معروف للجميع تقريبا .. و بهذا الموضوع حبيت أوضحه للكل


      الحرب الباردة




      الحرب الباردة مصطلح يطلق على العلاقات الجديدة التي نشات بين المنتصرين في الحرب العالمية الثانية خلال الفترة بين نهاية هذه الحرب وانهيار الاتحاد السوفيتي. عمليا كان قطبا الحرب هما الولايات المتحدة الاميركية و الاتحاد السوفيتى،وكان هدف كل منهما الحصول على مناطق نفوذ عسكري او سياسي وتوسيعها كلما كان ذلك ممكنا، والطرفان، وان كفا عن استخدام السلاح الا انهما لم يتوقفا عن تطوير قدراتهما العسكرية والدخول في سباق تسلح لم يشهد له العالم مثيلا من قبل وهذا السباق من ابرز سمات الحرب الباردة اضافة إلى سعي كل من الطرفين للاستئثار بمناطق نفوذ علي حساب الاخر وانهاكه عن طريق اشعال حروب محدودة لاستنزاف الخصم ، ولقد التزم الطرفان بالقواعد التى شكلتها هذه المرحلة ولم يتجاوزاها إلى حرب ساخنة حتى في اشد الازمات بينهما كما هو الحال في ازمة صواريخ كوبا.
      الحرب الباردة ، بعكس الحرب الساخنة التي تُشعل فيها النيران ويتبادل فيها الأطراف القصف والضرب هي حرب استمرت بين الأعوام 1945 إلى 1990 وكان الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه طرفاً من أطراف الحرب وكان هذا الطرف يسمى بالكتلة الشرقية او المعسكر الشرقي. ومن الجانب الاخر، الولايات المتحدة وحلفاؤها وكانوا يعرفون بالمعسكر الغربي او الكتلة الغربية.
      تمثلت الحرب بالشعور المتبادل بين الطرفين بانعدام الثقة وتقديم سوء النية على حسنها. وفي مرحلة من المراحل (ازمة الصواريخ الكوبية)، تنامت الشكوك بين الطرفين بما أوحى باندلاع حرب عالمية ثالثة. وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يتهمون الاتحاد السوفييتي بنشر الفكر الشيوعي في العالم بينما كان الاتحاد السوفييتي يتهم الكتلة الغربية بنشر الإمبريالية ومنع الحركات الثورية.
      استمرت الحرب الباردة بعد الحرب العالمية الثانية حتى عام 1990 بتفكك الاتحاد السوفيتي. وفي الفترة المذكورة، قامت عدّة صراعات مسلحة بسبب الحرب الباردة كحرب كوريا، فيتنام والغزو السوفييتي لأفغانستان. وظلّت تلك الصراعات العسكرية محدودة لعدم تعرض الكتل الكبيرة أو شعوبها للأذى.
      في الصراع الاستراتيجي بين الكتلتين، كان هناك صراع من نوع اخر تمثل في الصراعات التقنية وسباق التسلح كما لم يدّخر الطرفان جهداً في عملية التجسسواغتيال عملاء الطرف الند. وتجدر الاشارة ان الصراعات المسلحة الجانبية كحرب فيتنامومثيلاتها أرّقت منام العالم في احتمال تطور تلك الصراعات إلى حرب عالمية نووية. كان من نتائج الحرب الباردة انهيار الاتحاد السوفيتي و ميلاد النظام العالمي الجديد الذي نادى به الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب ،عقب نهاية حرب الخليج الاولى، التي اسقطت شبه النظام الاقليمي العربي ، وقد سمح النظام العالمي الجديد للولايات المتحدة الاميركيةالقطب الذي كسب الحرب الباردة الانفراد بالسياسة العالمية وتطويعها وفقا لمصالحها ورغباتها وفرض رؤيتها على الدول والتدخل في شؤونها وصار العالم يتشكل وفقا للنمط الاميركي من التعددية الحزبية إلى التجارة الحرة والحدود المفتوحة دون مراعاة لأية خصوصية دينية او ثقافية .

      يتبع ...

    • أثارها :

      أزمة صواريخ كوبا





      استناداً على مذكرات الرئيس السوفييتي خوروشوف، فقد رأى الاتحاد السوفيتي أن يقوم على نشر صواريخ بالستية لتحول دون محاولة الولايات المتحدة من غزو الجزيرة. وفي 15 أكتوبر 1962، اكتشفت طائرات التجسس الامريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا ورأت تهديداً مباشرا للولايات المتحدة نتيجة المسافة القصيرة التي تفصل بين كوبا والولايات المتحدة (90 ميل). و قامت البحرية الامريكية بتشكيل خط بحري يعمل على تفتيش السفن المتجه إلى كوبا. و في 27 أكتوبر 1962، بعث الرئيس الكوبي كاسترو برسالة خطية للرئيس السوفييتي يحثه فيها على شنّ هجوم نووي على الولايات المتحدة ولكن الاتحاد السوفييتي لم يستجب لهذا الطلب. ورضخ الاتحاد السوفييتي لإزالة الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا والتخلص من الصواريخ البالستية الأمريكية في تركيا. و باستتباب الأمن وزوال الخطر، اتسمت العلاقة بين الولايات المتحدة و كوبا بالعدائية، واستمرت الولايات المتحدة بدعمها لمحاولات اغتيال كاسترو .



      يتبع ...
    • الثورة المجرية 1956



      الثورة المجرية 1956، المعروفة أيضاً بالانتفاضة المجرية، كانت ثورة معادية للسوفيت في المجر دامت من 23 أكتوبر إلى 4 نوفمبر 1956. هيأت التغيرات السياسية بعد الستالينية في الإتحاد السوفيتي، والحركات القومية للأحزاب الاشتراكية في أوروبا الشرقية، والاضطراب الاجتماعي بسبب الأحوال الاقتصادية السيئة لعامة المجريين الظروف لظهور انتفاضة شعبية في أكتوبر/تشرين الأول عام 1956.

      في عام 1945، أثناء الحرب العالمية الثانية، قدم الروس لتحرير المجر من النازيين، ولكن عندما سيطر الشيوعيون في عام 1949، أصبح التحرير هيمنة، وأصبحت الحكومة المجرية بالكامل تحت السيطرة السوفيتية. توفي الدكتاتوري السوفيتي جوزيف ستالين قبل ثلاثة سنوات من ذلك؛ وفي مارس/آذار 1956، كان نيكيتا خروتشوف ضد ستالين في كونجرس الحزب العشرين. بقيادة الطلاب والعمّال، بدأت الثورة المجرية التلقائية. شعر السوفييت بأنهم قد يفقدون السيطرة في المجر، لذا أرسلوا إليها دباباتهم وقواتهم. قاوم مقاتلو التحرير المجريين بشدة، ولكنهم انهزموا مع حلول 4 نوفمبر. في عام 1989 مع سقوط حائط برلين، انهار الاتحاد السوفيتي أخيراً. كانت الثورة المجرية من أول الأخطار الصريحة للنظام السوفيتي.
      حينما ذهبت القوات السوفيتية إلى بودابست في 24 أكتوبر، حمل المجريون السلاح للدفاع عن النفس. رد ناغي على النداءات المطالبة بإلقاء الأسلحة واستسلم بوعد من العفو. لكن الجماهير المجرية رفضت الثقة بناغي. تظاهروا بأنهم لا يثقون بأحد سوى أنفسهم. في 25 أكتوبر بدأ العمال بإضراب عام.
      خلال عدة أيام، تحشد كامل البلاد ضد البيروقراطية الحاكمة والقوات السوفيتية. بدأ العمال المجريون بتنظيم أنفسهم للمحافظة على النظام ولتوزيع المأكل والملبس. المجالس، وهي أجزاء من قوى العمال، كانت مشابهة لتلك التي بنيت من قبل العمال الروس في عام 1917 وقد أبدوا إصرارهم لانهاء الانتهاكات البيروقراطية، والامتيازات، وسوء الإدارة.
      تبنى الدستور مجلس عمال بودابست الأعظم في 31 أكتوبر1956، وهو يصور عمق هذا الكفاح لديمقراطية العمال. يذكر الدستور بأن "المصانع تعود للعمال". مهام مجلس العمال، كما اشترط الدستور، تضمنت التالي: "موافقة وتصديق كل المشاريع التي تتعلق بالاستثمار؛ وإقرار مستويات الأجر الأساسية والطرق التي تقام بها؛ وإقرار كل الأمور التي تتعلق بالعقود والإئتمان الأجنبي؛ وتوظيف وإقالة العمال المستخدمين في المشروع؛ وفحص الميزانيات وإقرار استعمال الأرباح".
      بخلاف مقولات الحركة الستالينية الدولية حول الثورة المجرية 1956، العمال المجريون لم يطلبوا إعادة الرأسماليين وعلاقات الملكية الرأسمالية. من بين آلاف القرارات التي تبنتها مجالس العمال، لا يوجد قرار يدعو إلى تجريد الجنسية للمصانع والمزارع. العمال المجريون رفضوا الستالينية وجميع الرموز البيروقراطية المشابهة. لكنهم لم يرفضوا جوهر البرنامج الإشتراكي: الرقابة السياسية والإقتصادية للطبقة العاملة تبدى خلال منظمتهم الرسمية الخاصة. منذ البداية حاول ناغي خدمة البيروقراطية السوفيتية والعمال. ولكن انتهى به الأمر بعدم الرضاء من قبل الطرفين. نداءاته المتواصلة إلى العمال لنزع أسلحتهم لم تحظى بأي رد.
      ولكن وضع القوة الثنائية التي ظهرت في البلاد لم تسمح بأية من التسويات. عندما أعلن ناغي تحت الضغط الجماهير في 1 نوفمبر انحلال الحزب الستاليني الحاكم وحياد المجر من حلف وارسو، كان ذلك كثيراً على البيروقراطية السوفيتية.
      في 4 نوفمبر، بدأ الهجوم الثاني على بودابست. ولكن هذا الوقت، سحبت البيروقراطية السوفيتية قواتها المستعملة في الهجوم الأول لأنهم أصبحوا "مصابين بروح التمرد" ولذا كانوا "عديمي الثقة". عوضاً عن ذلك، جلبت قوات سوفيتية جديدة للمواجهة النهائية.
      حينما اقتربت الدبابات السوفيتية، استقالت معظم حكومة ناغي. ناغي ومؤيدوه لجأوا إلى السفارة اليوغوسلافية. ترك ناغي السفارة اليوغوسلافية بعدما أعطى تأمينات للعبور الآمن، ولكنه اعتقل من قبل الشرطة السرية وقتل بعد سنتين.
      لعدة أسابيع، قاوم العمال المجريون أسلحة القوات السوفيتية. نظمت مجالس العمال المقاومة وقامت بهجوم ناجح في 11 ديسمبر، ولكن قوة الدبابات السوفيتية والشرطة السرية اكتسحتا العمال المجريين في النهاية.



      يتبع....
    • الحرب السوفيتية في أفغانستان




      الحرب السوفيتية في أفغانستان أو الغزو السوفيتي لأفغانستان هو اسم يطلق على حرب دامت عشرة سنوات، كان الهدف السوفيتي المعلن منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للإتحاد السوفيتي، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفييت، والذين حصلوا على دعم من مجموعة من الدول المناوئة للإتحاد السوفييتي من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية ، السعودية، باكستان والصين. دخل السوفييت البلاد في 25 ديسمبر 1979 وإنسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 مايو 1988 و 2 فبراير 1989 وأعلن الإتحاد السوفيتي إنسحاب كافّة قواته بشكل رسمي من أفغانستان في 15 فبراير1989.



      مقدمة تأريخية




      أفغانستان، مفترق الطرق في وسط آسيا، لها تاريخ طويل في الصراع العسكري. ففي القرن الرابع قبل الميلاد دخل الإسكندر الأكبر المنطقة، والتي كانت في ذلك الحين جزءا من الإمبراطورية الفارسية، للسيطرة على بكتريا (اليوم بلخ)، والسيطرات اللاحقة من قبل شعب سيثيا والأتراك في القرون اللاحقة. وعام 642 للميلاد، سيطر العرب المسلمون على المنطقة بالكامل مدخلين الإسلام للمنطقة.
      تعتبر أفغانستان من أكثر دول العالم وعورة، بجبالها الوعرة وطبيعة أرضها الصحراوية، وتركيبتها الإثنية التي يشكل البشتون أكبر مجموعاتها العرقية، ترافقها مجموعات الطاجيك، الهازار، الأيماك، الأوزبك والتركمان ومجموعات أخرى صغيرة، بيئة يصعب التعامل معها.

      انقلاب ابريل 1978

      ورث محمد ظاهر شاه العرش وحكم بين الأعوام 1933 و1973. وتقلد ابن عمه محمد داود خان منصب رئيس الوزراء بين العامين 1953 حتى 1963. في تلك الفترة إزدادت شعبية الحزب الماركسي - حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني - وفي عام 1967، إنشق الحزب إلى قسمين متنافسين، خلق (الجموع) بقيادة نور محمد تراقي وحفيظ الله أمين، وبرشم (البيرق) بقيادة بابراك كارمل.
      وصل رئيس الوزراء السابق محمد داود خان السلطة بإنقلاب عسكري تم دون سفك دماء تقريبا في 17 يوليو1973من خلال إتهامات بالفساد السياسي والأوضاع الإقتصادية السيئة. وبذلك وضع داود حدا للحكم الملكي ولكن محاولاته للإصلاح الإقتصادي والإجتماعي باءت بالفشل. الخلافات الشديدة مع أقسام حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني طفت بفعل القمع الذي مارسه نظام محمد داود خان. وقام الحزب بإعادة توحيد صفوفه بهدف وضع حد لحكم داود وفي 27 أبريل1978قام الحزب بإزاحة وإعدام محمد داود مع أفراد من عائلته، وأصبح نور محمد تراقي السكرتير العام لحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني رئيسا للمجلس الثوري ورئيس للوزراء لـ"جمهورية أفغانستان الديمقراطية" حديثة التأسيس.


      الحكومة الماركسية


      خلال الأشهر الـ18 الأولى من الحكم، قام حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني بتطبيق برنامجا ماركسي الأسلوب في الإصلاح. وصدرت مراسيم طالبت بتعديلات في عادات الزواج وإصلاح الأراضي تم فهمها خطأ من قبل السكان المنغمسين في التقاليد، وشديدي الإرتباط بالإسلام. فإضطهد آلاف من النخبة التقليدية، المؤسسات الدينية والطبقة المثقفة. وفي ضمن حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني، أدت الخلافات إلى النفي، الإزاحة والإعدام .
      بحلول صيف 1978بدأت ثورة في منطقة نورستان شرق أفغانستان وإنتشرت الحرب الأهلية في أنحاء البلاد. وفي سبتمبر1979، وصل نائب رئيس الوزراء حفظ الله أمين السلطة بعد إطلاق نار في القصر أدى إلى مقتل رئيس الوزراء تاراكي. وخلال شهرين من عدم الإستقرار غمرت حكومة أمين حيث تحرك ضد معارضيه في الحزب كما وقف ضد الثورة المتنامية.
      كتب مدير الـCIA السابق روبرت غيتس في مذكراته المعنونة "من الظلال"، أن المخابرات الأمريكية بدأت بمساعدة الحركات المعارضة في أفغانستان قبل 6 أشهر من التدخل السوفييتي. وفي 3 يوليو 1979، وقع الرئيس الامريكي جيمي كارترت وجيها يخول لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية القيام بحملات دعائية لأجل "تحويل" موقف الناس من الحكومة الثورية. أدت هذه المعلومات إلى تجدد النقاش حول كيفية بدء الحرب. فمؤيدوا التدخل الأمريكي يدعون أن نوايا الإتحاد السوفييتي بالسيطرة على أفغانستان كانت واضحة، مستشهدين بنظام بريجينيف الدكتاتوري. بينما يؤكد المعارضون أن الولايات المتحدةالأمريكية أعطت الإتحاد السوفييتي بشكل متعمد حجة حرب لجرهم في صراع لا يمكنهم ربحه ، وذلك على حساب أفغانستان.
      بل أكثر من ذلك، كانت العلاقات الدبلوماسية الأفغانية السوفيتيية جيدة ومريحة. قبل التدخل السوفييتي كان بحدود 400 مستشار عسكري سوفييتي قد أرسلوا إلى أفغانستان في مايو1978وفي 7 يوليو1979، أرسل الإتحاد السوفييتي كتيبة مجوقلة مع طواقمها في إستجابة لطلب من الحكومة الأفغانية. وطلبات لاحقة من الحكومة الأفغانية تعلقت بشكل أوسع بأفواج بدل طواقم منفردة. وبوضع أفغانستان المريع حيث كانت الهجوم من قبل ثوار مدعومين خارجيا، فإن الإتحاد السوفييتيتدخل بقوات الجيش 40 ردا على طلب سابق من الحكومة الأفغانية. والجيش 40 هذا تكون من وحدتين من البنادق الرشاشة بعربيات، وحدة مجوقلة، وحدة هجوم وفوجين من القوات بآليات ذات مدافع رشاشة.


      التدخل السوفيتي


      في ديسمبر1978، وقعت موسكو معاهدة صداقة وتعاون ثنائية مع أفغانستان تسمح بالتدخل السوفييتي في حال طلبت أفغانستان ذلك. إزدادت المساعدات العسكرية السوفييتية وأصبح حكومة أمين معتمدة أكثر فأكثر على العتاد والمستشارين العسكريين السوفييت. ولكن في شهر أكتوبر1979فترت العلاقة بين أفغانستان والإتحاد السوفييتي عندما تجاهل أمين النصائح السوفييتية بجعل حكومته أكثر إستقرارا.
      تحرش المقاتلون الإسلاميون في المناطق الجبلية بالجيش الأفغاني إلى درجة أن حكومة حفظ الله أمين توجهت إلى الإتحاد السوفييتي بطلب بزيادة حجم الدعم. قرر الإتحاد السوفييتي تقديم هذا الدعم للحفاظ على الحكومة الثورية، ولكن شعرت بأن أمين كقائد أفغاني ليس قادرا على القيام بهذا الدور. شعر القادة السوفييت بناء على معلومات قدمتها المخابرات السوفييتية (كي جي بي) بأن أمين يصعب الموقف في أفغانستان. وآخر الطروحات للتخلص من أمين كانت معلومات تم الحصول عليها من عملاء الكي جي بي في كابول، تلخصت في أن ما يفترض بأنهم حارسين من حراس أمين قتلا الرئيس السابق نور محمد تراكي بمخدة، وأن الشكوك تدور حول كون أمين عميلا لوكالة الإستخبارات الأمريكية (السي آي إيه). ولكن كان هناك شكوك في صفوف المستشارين العسكريين السوفييت للجيش الأفغاني، فمثلا إدعى الجنرال فاسيلي زابلاتين، والذي كان مستشارا سياسيا في ذلك الوقت، أن أربعة من وزراء تاراكي كانوا وراء عدم الإستقرار. كما أن طرحا قويا آخر يعارض كون أمين عميلا للمخابرات الأمريكية هو أنه دائما وأبدا أظهر وبشكل رسمي صداقة وتقرب من الإتحاد السوفييتي. وحتى بعد موت أمين وإثنين من أبناءه، قالت زوجته أنها وإبنتيها وإبنها أرادت الذهاب إلى الإتحاد السوفييتي، لأن زوجها كان صديقا للإتحاد السوفييتي. وتوجهت لاحقا إلى الإتحاد السوفييتي لتعيش هناك، ولكن زابلاتين لم يؤكد ذلك بشكل كافي .
      في 22 ديسمبر، أشار مستشارو القوات المسلحة الأفغانية السوفييت على القوات المسلحة الأفغانية بالعمل على صيانة الدبابات وأشكال أخرى من العتاد الحرج والمهم. وفي تلك الأثناء إنقطعت شبكة الإتصلات إلى المناطق خارج كابول، عازلة بذلك العاصمة. وبوضع أمنى متدهور، إنضمت أعداد كبيرة من القوات السوفييتية المجوقلة للقوات المتمركزة على الأرض وبدأت بالهبوط في كابول. وفي ذات الوقت نقل أمين مكاتب الرئاسة إلى قصر تاجبك، معتقدا أن ذلك سيكون أكثر أمنا من المخاطر المحتملة.
      في 27 ديسمبر 1979، قام 700 بينهم 54 عميل كي جي بي من القوات الخاصة من مجموعة ألفا وزينيث، مرتدين اللباس الأفغاني الموحد بإحتلال الأبنية الحكومية والعسكرية والإذاعية الرئيسية في العاصمة كابول، بما فيها هدفهم الرئيسي- قصر تاجبك الرئاسي، حيث تخلصوا من الرئيس حفظ الله أمين. بدأت تلك العملية الساعة السابعة مساء، عندما قام أفراد القوات الخاصة السوفييتية من المجموعة زينيث بتفجير مقسم الإتصالات الرئيسي في كابول، شالين بذلك القيادة العسكرية الأفغانية. وفي الساعة السابعة والربع، بدأت المعركة في قلعة تاجبك وإستمرت لمدة 45 دقيقة، وفي ذات الوقت تم إحتلال مواقع أخرى (وزارة الداخلية مثلا ، الساعة السابعة والربع)، وتم الإنتهاء من العملية كليا بصباح 28 ديسمبر. وأعلنت القيادة العسكرية في ترمز على راديو كابول بأنه جرى تحرير أفغانستان من حكم أمين.
      ووفقا للمكتب السياسي السوفييتي، كان السوفييت يطبقون معاهدة الصداقة، التعاون وحسن الجوار لعام 1978 التي وقعها الرئيس السابق تاراكي. إعتقد السوفييت بأن إزاحة أمين ستنهي الصراع الداخلي على القوة ضمن حزب الشعب الديمقراطي الافغاني ويقلص من السخط الأفغاني.
      قال السوفييت أن إعدام حفظ الله أمين تم على يد اللجنة الثورية المركزية الأفغانية. وإختارت تلك اللجنة بعدها النائب السابق لرئيس الحكومة بابراك كارمال، والذي كان إختياره للموقع الغير مهم نسبيا كقنصل في تشيكوسلوفاكيا بعد سيطرة خلق على السلطة.
      دخلت القوات الأرضية العسكرية أفغانستان من الشمال في 27 ديسمبر. وفي الصباح، هبطت كتيبة فايتبسك المظلية في مطار في باجرام وكان الإجتياح السوفييتي لأفغانستان جاري على قدم وساق.
      بشكل عام، رفض بريجينيف 18 طلب رسمي للمساعدة العسكريةمن الحكومة الأفغانية قبل الامر بالتدخل السوفييتي الفعلي في أفغانستان. وبشكل قانوني، لم تكن العملية إحتلالا، وإدعى الإتحاد السوفييتي أن التسمية كانت نتيجة للدعاية الأمريكية المضادة للسوفييت.

      الأحتلال السوفيتي
      العمليات السوفيتية



      بعد التدخل السوفييتي، لم تستطع القوات السوفييتية بسط سلطتها خارج كابول. وظل حوالي 80% من مناطق البلاد خارج السيطرة الفعلية لسلطة الحكومة. وتم توسيع المهمة الأولى المتمثلة بحماية المدن والمنشآت لتشمل محاربة قوات المجاهدين المعارضة للشيوعية، ولذلك تم توظيف جنود الإحتياط السوفييت بشكل أساسي.
      أشارت التقارير العسكرية الأولى إلى الصعوبات التي واجهت السوفييت أثناء القتال في المناطق الجبلية. فالجيش السوفييتي لم يكن معتادا على ذلك الشكل من القتال، لم يحظ بتدريب لمواجهة حرب غير نظامية وحرب عصابات، وكانت آلياتهم العسكرية وخاصة السيارات المصفحة والدبابات ليست كفؤة في كثير من الأحيان، وعرضة للهجمات في البيئة الجبلية. وتم استخدام المدفعية الثقيلة بشكل مكثف أثناء قتال قوات الثوار.
      إستخدم السوفييت المروحيات (من ضمنها ميل( Mi-23 كقوة الهجوم الجوي الرئيسية، مدعومة بقاذفات القنابل المقاتلة وقاذفات القنابل، القوات الأرضية والقوات الخاصة. وفي بعض المناطق إستخدم السوفييت أسلوب الأرض المحروقة مدمرين القرى، البيوت، المحاصيل والماشية، إلخ.
      إرتفع صوت الإستنكار الدولي بسبب القتل المزعوم للمدنيين في أي منطقة كان يشك بوجود المجاهدين فيها. كانت العمليات للقبض على تشكيلات الثوار كانت تمنى بالفشل عادة وكان من الضروري تكرارها في ذات المنطقة أكثر من مرة وذلك لأن الثوار كان بإمكانهم العودة إلى مخابئهم في الجبال وإلى قراهم بينما يعود السوفييت لقواعدهم.
      كان فشل السوفييت في الخروج من المأزق العسكري والحصول على الدعم والنصرة من شريحة عريضة من الأفغان، أو إعادة بناء الجيش الأفغاني، إضطرهم لزيادة التدخل المباشر لقواتهم لقتال الثوار. ووجد الجنود السوفييت أنفسهم يحاربون المدنيين بسبب التكتيك المراوغ للثوار.


      رد فعل العالم



      أشار الرئيس الأمريكي جيمي كارترأن التوغل السوفييتي كان "أكثر التهديدات جدية للسلام العالمي منذ الحرب العالمية الثانية" كما فرض كارتر لاحقا حظرا على تصدير السلع كالحبوب والتكنولوجيا المتقدمة إلى الإتحاد السوفييتي من الولايات الأمريكية . أدى التوتر المتزايد بالإضافة إلى الإنزعاج في الغرب من وجود أعداد كبيرة من القوات السوفييتية قريبة من مناطق غنية بالنفط في الخليج وصل وبسرعة لإتخاذ موقف العداء.
      كان رد الفعل الدولي قويا، متراوحا بين تحذيرات شتيرن ومقاطعة الالعاب الأولمية لصيف 1980 في موسكو.وقد شارك الإحتلال السوفييتي بالإضافة إلى أحداث أخرى كالثورة الإسلامية في إيران وأزمة الرهائن الأمريكيين التي رافقتها، الحرب الإيرانية العراقية، الإجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 التوتر المتصاعد بين الهند و باكتسان، وتصاعد الحركات الأصولية المعارضة للغرب والمستخدمة للإرهاب، شارك في جعل الشرق الأوسط منطقة توتر وعنف وتقلب أثناء العقد الثامن من القرن الماضي .
      لم تتمتع حكومة باربك كارمال بالدعم الدولي في البداية. إستهجن وزراء خارجية دول منظمة دول المؤتمر الإسلامي الإحتلال السوفييتي وطالبوا السوفييت بالإنسحاب في اجتماع في إسلام أبادفي يناير 1980. كما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بواقع 104 أصوات مقابل 18 وإمتناع 18 عن التصويت لصالح قرار "يستهجن وبشدة" "التدخل المسلح الأخير" في أفغانستان، ودعت إلى "الإنسحاب الكامل للقوات الدخيلة" من البلاد.
      كان قيام مجلس الأمن بأي عمل حقيقي أمرا مستحيلا لأن الإتحاد السوفييتي كان يملك حق الفيتو، ولكن الجمعية العامةللأمم المتحدة مررت وبشكل متكرر قرارات تعارض الإحتلال السوفييتي.


      المقاومة الأفغانية



      بحلول أواسط الثمانيات، كبدت حركة المقاومة الأفغانية المدعومة من قبل كل من الولايات الأمريكية المتحدة، المملكة المتحدة، الصين، السعودية، باكستان ودول أخرى موسكو خسائر عسكرية كبيرة وعلاقات دولية متوترة. وكان المحاربون غير النظاميون الأفغان يتم تسليحهم وتمويلهم وتدريبهم بشكل رئيسي من قبل الولايات الأمريكية المتحدة وباكستان.
      وقد كان يتم إرسال سعوديون وخليجيون باستمرار إلى أفغانستان ليشاركون المقاومة كمجاهدين وكان ذلك يتم برضى أمريكي تام.
      ومن الجدير بالإهتمام كان التبرع بنظام الصواريخ الأمريكية المضادة للطائرات FIM-92 ستينجر، الذي رفع حجم الخسائر في القوات الجوية السوفييتية. كما أصبح بامكان المقاتلين إستهداف الطائرات المنطلقة من والتي تحط في القواعد الجوية.

      يتبع...
    • [TABLE='class: tborder, align: center']
      [TR]
      [TD='class: alt1, bgcolor: #ffffff']
      الخمير الحمر



      الخمير الحمر "Khmer Rouge" كان الحزب السياسي الحاكمفي كمبوديا - التي سميت وقتها كمبوتشيا الديمقراطية - منذ عام 1975إلى عام 1979و هو عبارة عن حلف لمجموعة احزاب شيوعية في كمبوديا تطورت لاحقا لتشكل الحزب الشيوعي لكمبوتشيا Communist Party of Kampuchea او اختصارا (CPK) و لاحقا حزب كمبوتشيا الديمقراطية Party of Democratic Kampuchea. عرفت أيضا باسم منظمة حزب الخمير الشيوعي Khmer Communist Party او الجيش الوطني لكمبوتشيا الديمقراطية National Army of Democratic Kampuchea . .




      تعتبر منظمة الخمير الحمر المسؤولة عن موت 1.5 مليون شخص (أحيانا يقدرون بين 850,000 إلى 3 مليون) في ظل نظامهم، عن طريق الإعدام، و التعذيبو الأعمال الشاقة forced labor. حاول زعيمهم بول بوت تطبيق نوع راديكالي متشدد من الشيوعية الأغرارية agrarian communism حيث يجبر كامل المجتمع على نوع من الهندسة الاجتماعية تجبرهم على العمل في مجتمعات زراعية او في اعمال شاقة.


      يتبع ...



      [/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD='class: alt1, bgcolor: #ffffff'][/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • حرب فيتنام




      حرب فيتنام أو الحرب الهندوصينية الثانية كانت نزاع بين جمهورية فيتنام الديموقراطية )فيتنام الشمالية)، متحالفة مع جبهة التحرير الوطنية، ضد جمهورية فيتنام )فيتنام الجنوبية ) مع حلفائها (وكانت الولايات المتحدة الأمريكية إحداهم بين 1956\9\13 و 1973 )بدأت الحرب في 1956\9\13 وانتهت في 17\6\1975 في عام 1957م بدأت قوات الفيت منه في الجنوب في التمرد على حكومة ديم. وقد عُرف هؤلاء بالفيت كونغ. وفي عام 1959م أعلنت فيتنام الشمالية تأييدها لهذه الفئة وأمرتها بشن كفاح شامل ضد حكومتها. وفي عام 1960م شكل الثوار جبهة التحرير الوطنية التي أوكلت إليها مهمة قيادة الثورة. ورويداً رويداً تشعبت الحرب وازدادت ضراوة. وفي الخمسينيات كانت الولايات المتحدة قد شرعت في إرسال مستشارين مدنيين وعسكريين لفيتنام الجنوبية. وبحلول عام 1965م بدأت في إرسال قوات عسكرية وشن غارات جوية على فيتنام الشمالية. واستمر التورط الأمريكي في هذه الحرب حتى عام 1973م ، علماً بأن الصين والاتحاد السوفييتي (سابقًا)كانا يمدان فيتنام الشمالية والفيت كونغ بالأسلحة والإمدادات.

      كانت الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية، تايلند، أستراليا، نيوزيلندا، والفلبين متحالفة مع فيتنام الجنوبية، بينما تحالف الاتحاد السوفياتي والصين مع فيتنام الشمالية.


      ملخص الأحداث



      في عام 1954أرسل الرّئيس ترومان مجموعة إستشارية عسكرية مكونة من 35 رجل لمساعدة القتال الفرنسي لإبقاء القوّة الإستعمارية في فيتنام .
      في عام 1956، وبعد هزيمة الفرنسيين في ديان بيان فو، مهدت اتفاقيات جنيف) يوليو/تموز) لإنسحاب الفرنسيين وفيت منه لأحد الجهتين من منطقة التخطيط (DMZ) مع انتظار إنتخابات إعادة التوحيد، والذي لم يحصل. الرئيسان آيزنهاور و كندي )من 1954فصاعدا) أرسلا مستشارين مدنيين، ولاحقا أفراد جيش لتدريب الفيتناميين الجنوبيين.
      في عام 1964، شكّل الشيوعيون جبهة تحرير وطنية في الجنوب. وبين عامي 1960 و 1963، ارتفع عدد المستشارين العسكريين الأمريكيين في جنوب فيتنام من 900 إلى 15000 في عام 1963، اغتيل رئيس وزراء جنوب فيتنام نغو دنه ديم بعد إنقلاب في 1 نوفمبر.
      في 2 أغسطس1967، هاجمت المراكب الطوربيدية للفيتناميين الشماليين المراكب المدمرات الأمريكية في خليج تونكين. بعد ذلك أمر الرّئيس جونسن بهجمات جويّة إنتقامية. صدّق الكونجرس قرار خليج تونكين في 7 أغسطس، والذي خوّل للرئيس إتّخاذ كلّ الإجراءات الضرورية للربح في فيتنام، وسمح له بالتوسّع الحربي.
      في عام 1965، بدأت الطائرات الأمريكية بالمهمات الحربية على جنوب فيتنام. في يونيو/حزيران، تعهد 23000 مستشارياً أمريكياً بالمقاتلة. مع قرب نهاية السنة كان هناك أكثر من 184000 جندي أمريكي في المنطقة.
      في 31 يوليو1966، قصفت قاذفات بي 52منطقة التخطيط (DMZ) بواسطة فيتنام الشمالية للدخول إلى الجنوب.
      في 21 أكتوبر1967، وافقت جمعية جنوب فيتنام الوطنية على إنتخاب نجيين فان ذييو كرئيس.
      في عام 1968، كان للولايات المتّحدة ما يقارب 525000 جندي في فيتنام. في هجوم تيت( من يناير إلى فبراير)، هاجم فدائيي فيت كونج منطقة سيجون، وهيو، وبعض العواصم الإقليمية. في 16 مارسفي مذبحة ماي لاي، قتل الجنود الأمريكان 300 قرويّ فيتناميين. في 31 أكتوبر، طلب الرّئيس جونسن توقّف القصف الأمريكي لفيتنام الشمالية. انضمت سيجون و NLF إلى الولايات المتّحدة وفيتنام الشمالية في محادثات باريسللسلام.
      في 14 مايو1969، أعلن الرّئيس نيكسون عرض سلام على فيتنام، وبدأ ذلك بالإنسحابات في يونيو/حزيران. شكّلت فيت كونج حكومة ثورية مؤقّتة. في 25 يونيودعا مجلس الشيوخ الأمريكي إلى التقيد بالإلتزامات. في 3 سبتمبر توفي هو تشي منه، رئيس فيتنام الشمالية، عن عمر ناهز 79 عاماً؛ فقامت القيادة الجماعية بالإختيار. في 30 سبتمبر، إنسحب حوالي 6000 جندي أمريكي من تايلند و 1000 من جنود البحرية من فيتنام. في 15 أكتوبر، قامت مظاهرات هائلة في الولايات المتحدة إحتجاجاً أو دعماً للسياسات الحربية الأمريكية.
      في 1 مايو1970، غزت القوات الأمريكية كمبوديا لكي تحطّم الملاجئ الفيتنامية الشمالية هناك.
      في 1 يناير1971، منع الكونجرس استعمال القوّات الحربية في لاووس وكمبوديا، ولكن ليس قوّات السلاح الجوّي. القوّات الفيتنامية الجنوبية، مع التغطية الجوّية الأمريكية، فشلت في لاووس. إنسحبت العديد من القوّات الأرضيّة الأمريكية من معركة فيتنام. نشرت النيويورك تايمز أوراق وزارة الدفاع الأمريكية عن توسّع الحرب في يونيو/حزيران.
      في 1 أبريل1972، ردّ نيكسون على الاندفاع الفيتنامي الشمالي عبر المنطقة المخططة (DMZ) بتلغيم موانئ فيتنام الشمالية وقصف مكثّف لمنطقتي هانويوهيفونج. في ديسمبر/كانون الأول، أمر نيكسون بما سمي "بقصف عيد الميلاد" للشمال لإستعادة الفيتناميين الشماليين على منضدة المؤتمر.
      في 15 يناير1973، طلب الرّئيس توقّف العمليات الهجومية في فيتنام الشمالية. في 27 يناير، وقع ممثلو شمال وجنوب فيتنام، والولايات المتّحدة، والـ NLF معاهدات هدنة في باريس، والذي أدت لانتهاء أطول حرب في التاريخ الأمريكي. غادرت القوّات الأمريكية أخيرا في 29 مارس.
      في عام 1974، اتّهم كلا الجانبين بعضهم البعض بالإنتهاكات المتكرّرة لإتفاقية وقف إطلاق النار.
      في 21 أبريل1975، استقال رئيس وزراء جنوب فيتنام نجيين فان ذييو. في 30 أبريل، إستسلمت الحكومة الفيتنامية الجنوبية إلى فيتنام الشمالية؛ وقام السفارة البحرية الأمريكية بالحراسة، ورحل جميع المدنيين الأمريكيين. في 6 يونيو، غادر أكثر من 140000 لاجىء فيتنامي بالطائرة وعبر البحر.
      في عام 17\6\1975، مهّدت إنتخابات الجمعية الوطنية الطريق لإعادة توحيد الشمال والجنوب.
    • حلف وارسو




      حلف وارسوأو معاهدة وارسو ( اسمها الرسمي معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المشتركين) هو منظمة عسكرية سابقة لدول أوروبا الوسطى والشرقية الشيوعية. أسست هذه المنظمة عام 1955م لتواجه التهديدات الناشئة من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)وكان من أبرز المحفزات لإنشائها هو انضمام ألمانيا الغربية لحلف الناتو بعد إقرار اتفاقات باريس. استمرت المنظمة في عملها خلال فترة الحرب الباردة حتى سقوط الأنظمة الشيوعية الأوروبية وتفكك الاتحاد السوفيتي(عام 1991م) ووقتها بدأت الدول تنسحب منها واحدة تلو أخرى. حل الحلف رسميا في يوليو 1991 م.



      الأعضاء:

      الأتحاد السوفيتي
      ألبانيا ( أنسحبت منه عام 1968 لأختلافات الرؤى و الأفكار )
      ألمانيا الشرقية ( أنضمت في 1956 و أنسحبت منه عام 1990 )
      بلغاريا
      بولندا
      تشيكوسلوفاكيا
      رومانيا
      المجر

      الدولة الأوروبية الشيوعية الوحيدة التي لم تنضم لهذا الحلف هي يوغسلافيا. من أهم أهداف هذا الحلف الدفاع عن أي دولة من أعضائه إذا هوجمت. تنص المعاهدة على أهمية التعاون المشترك بين دول الحلف دون التدخل في أي من الشؤون الداخلية لدولة ما (تتبع الحلف) واحترام سيادتها واستقلالها. على الرغم من ذلك فإن هذا البند قد خرق أكثر من مرة في تاريخ هذا الحلف ففي الثورة المجرية وربيع براغ تم التدخل من دول أخرى في الحلف لقمع هذه الثورات وكانت الحجة في التدخل دائما هي أن القوى المتدخلة إنما دعيت لذلك التدخل، وبالتالي فإن البند في المعاهدة رسميا لم يخرق.
      ألبانيا انسحبت من الحلف بعد الانفصال السوفيتي الصيني والذي أدى لتكوين حلفاء جدد لكلا النظامين الشيوعيين السوفيتي والصيني. انسحبت ألبانيا رسميا من الحلف عام 1968بعد أن تبعت النظام الشيوعي الصيني.
      خلال الثورة المجرية التي قامت عام 1956م قامت الحكومة التي يتزعمها إيمري ناجي بالانسحاب من حلف وراسو. نتيجة لذلك اقتحم الجيش الشيوعي المجر وقمع تلك الثورة بعنف مستندا في ذلك إلى دستور الحلف. لم تشارك أي دولة أخرى في هذا الهجوم.
      تم استخدام قوات حلف وارسو عدة مرات فمثلا خلال ثورة ربيع براغ عام 1968م قامت القوات باقتحام تشيكوسلوفاكيا للقضاء على تلك الثورة التي كانت بقيادة ألكسندر دوبتشك.
    • [TABLE='class: tborder, align: center']
      [TR]
      [TD='class: alt1, bgcolor: #ffffff']
      الحرب الكورية




      الحرب الكورية بدأت كحرب أهلية في شبه الجزيرة الكوريةبين عامى 1950-1953. كانت شبه الجزيرة الكورية مقسمة إلى جزئين شمالي و جنوبي، الجزء الشمالي خضع لاحتلال الاتحاد السوفيتي، والجزء الجنوبي يقع تحت سيطرة الأمم المتحدةبقيادة الولايات المتحدة.كانت بداية الحرب الأهلية في 25 يونيو1950 عندما هاجمت كوريا الشمالية كوريا الجنوبيةو توسع نطاق الحرب بعد ذلك عندما دخلت الأمم المتحدةبقيادة الولايات المتحدة, ثم الصين كأطراف في الصراع. انتهى الصراع عندما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 27 يوليو 1953.
      حصلت كوريا الشمالية على دعم واسع النطاق من جمهورية الصين الشعبية، ودعم محدود من الاتحاد السوفيتي في مجال المستشارين العسكريين، والطيارين، والأسلحة. دعمت كوريا الجنوبية من قبل قوات الأمم المتحدة، التي كان معظمها يتكون من قوات أمريكية، وشاركت عدة دول بقواتها في الصراع.و قد ظهرت كوريا الشمالية و الجنوبية نتيجة التنافس بين الحكومات المؤقتة للسيطرة على شبه الجزيرةالتى تم تقسيمها بواسطة الولايات المتحدة و الاتحاد السوفيتي.
      في كوريا الجنوبية يُطلق على هذه الحرب اسم حرب 25/6 و هو اليوم الذى بدأ فيه الهجوم و رسمياً اسمها الحرب الكورية و في كوريا الشمالية شائعة بإسم الحرب الكورية و لكن الاسم الرسمي لها هو حرب تحرير الارض أما الولايات المتحدة اسمته عمل عسكري(النزاع الكوري)بدلاً من الحرب و ذلك لتجنب ضرورة الحاجة إلى اعلان الحرب بواسطة الكونغرس الامريكي و في الصين كانت معروفة بحرب مقاومة أمريكا و مساعدة كوريا و يُطلق عليها أحياناً اسم الحرب المنسية خارج كوريا نظراً لأنها لم تجذب الإنتباه بصورة كبيرة مقارنة بالحرب العالمية الثانية التى سبقتها و حرب فييتنام التى لحقتها و على العموم فالأسم المعروفة به هو الحرب الكورية بالرغم من أنها من الأحداث الرئيسية في القرن العشرين .


      تقسيم كوريا بعد الحرب العالمية الثانية


      في 10 اغسطس1945و مع استسلام اليابان الوشيك لم تكن الحكومة الامريكية واثقة من التزام السوفيت بإقتراح الولايات المتحدةحيث أنه قبل ذلك بشهر قام كلاً من الكولونيل دين راسكو بونستيل برسم الخط الفاصل بين القوات الامريكية و السوفيتية عند خط عرض 38متخذين خريطة لمنظمة ناشيونال جيوغرافيك كمرجع لهم و قد علّق راسك - الذى اصبح وزيراً للخارجية بعد ذلك - معللاً ” ان القوات الامريكية المتواجدة هناك تواجهها صعوبات تتمثل في عاملي الزمان و المكان مما يعوق اى تقدم نحو الشمال دون أن تسبقهم القوات السوفيتية ”و لقد اوضح التاريخ أن السوفيت قد اوفوا بإلتزاماتهم و توقفوا عند خط عرض 38،و قبل السوفيت هذا التقسيم مع القليل من التساؤلات مما ساعدهم على التفاوض بشأن أوروبا الشرقية.
      و طبقاً لهذا التقسيم يقوم اليابانيون شمال هذا الخط بالاستسلام للاتحاد السوفيتي و في الجنوب للقوات الامريكية و هكذا و دون استشارة الكوريين تقاسمت القوتان العظمتان شبه جزيرة كوريا لتتحول إلى منطقتي احتلال واضعين الاساس لحرب أهليةلا مناص منها و رغم أن السياسات و الأفعال التى تمت قد ساهمت في ترسيخ انقسام الكوريتين إلا أن الولايات المتحدة لم تنظر لهذا التقسيم على أنه نهائي.
      اتفق الجانبان الامريكي و السوفيتي في ديسمبر1945على إدارة البلاد بما وصف باللجنة الامريكية السوفيتية المشتركة - و التى خرج بها اجتماع موسكولوزراء الخارجية - وانه بمرور 4 سنوات من الحكم الذاتي تحت الوصاية الدولية ستصبح البلاد حرة مستقلة،و بالرغم من أن كلاً من الولايات المتحدةو الاتحاد السوفيتي قد اتفقا على أن كل قسم سوف يُحكم تحت قيادة الكوريين إلا أن كل قوة عملت على إقامة حكومة موالية لأيدلوجيتها السياسية و قد رفض غالبية الشعب الكوري لكثير من هذه الترتيبات مما ساعد على قيام سلسلة من التمردات الدموية في الجانب الشمالي و إضرابات في الجانب الجنوبي، ففي كوريا الجنوبيةعارضت مجموعة يمينية مناهضة للوصاية تُعرف بالمجلس التمثيلي الديمقراطي كل الاتفاقيات التى دعمتها الولايات المتحدةبالرغم من ان هذه الجماعة نشأت بمعاونة من القوات الامريكية المتواجدة هناك و نظراً لأن الكوريين ذاقوا مرارة الاحتلال الياباني لكوريا من 1910 إلى 1945فقد عارض معظمهم فترة اخرى من السيطرة الاجنبية مما دفع الولايات المتحدة إلى التخلي عن اتفاقيات موسكو و لم يرغب الامريكان في وجود حكومة ذات ميول يسارية في كوريا فقامت بتغيير موقفها و دعت إلى انتخابات كورية و حينئذ ايقن السوفيت خسارة رجلهم في كوريا كيم ايل سونغ نظراً لأن سكان الجنوب ضعف سكان الشمال لذلك اُجريت الانتخابات في الشطر الجنوبي فقط بدعم من الامم المتحدة و الولايات المتحدة حيث تم استبدال اللجنة السوفيتية الامريكية المشتركة بلجنة مؤقتة تحت رعاية الامم المتحدةللإشراف على الانتخابات.
      سهلت القوات الامريكية وصول العديد من الكوريين للسلطة كجزء من برنامج احتلالي بالرغم من أن الكثير من الكوريين كانوا ينظرون إليهم كخونة لشعبهم لتعاونهم مع اليابانيين فكانت النتيجة النهائية لنظام حكم يفتقد الدعم الكامل من غالبية المواطنين و يفتقد الشرعية ان قامت سلسة من الشغب و اجتاحت الاضرابات البلاد و تمردات شملت جزيرةجوجو و يوسو و مناطق اخرى و لقى أكثر من 100,000 كوري جنوبي خلال هذه الفترة حتفهم كنتيجة لإستخدام القوة العسكرية التابعة للنظام و المدعومة من قبل القوات الامريكية.
      الحرب الأهلية الكورية
      تنافس كلاً من ريي و كيم ايل سونغعلى توحيد شبه الجزيرة الكورية مواصلين الهجمات العسكرية على طول الحدود خلال الفترة من 1949 حتى اوائل 1950لكن الشمال غير طبيعة الحرب من مجرد مناوشات على الحدود إلى حرب أهلية واسعة النطاق.
      و كان وزير الخارجية الامريكي آنذاك قد صرح في 12 يناير1950ان الحدود الدفاعية للولايات المتحدة تتشكل في جزر إلوشنز و جزر ريكيو و اليابان و جزر الفلبين مُلمحاً أن أمريكا غير مُقدمة على حرب من اجل كوريا و أن مسئولية الدفاع عن كوريا تختص بها الامم المتحدة.
      في منتصف 1949عمل كيم ايل سونغ على تحريك القضية بمساعدة ستالين موضحاً أن الوقت قد حان لتوحيد شبه الجزيرة الكورية فقد كان في حاجة إلى الدعم السوفيتي كي ينفذ بنجاح خططه العسكرية بعيدة المدى في ظل طبيعة جبلية وعرة لشبه الجزيرة الكورية لكن ستالين كقائد للكتلة الشيوعية و مصدر للإمدادت التى يحتاجها كيم رفض اعطاؤه الإذن مبدياً قلقه ازاء نقص الاستعدادت النسبية للقوات الكورية الشمالية و احتمال تدخُل الولايات المتحدة.
      و على مدار السنة التالية عملت قيادة كوريا الشماليةعلى تشكيل جيش هائل كآلة حرب هجومية على النمط السوفيتي تم تدعيمها مبدئياً بتدفق الكوريين الذين خدموا في جيش تحرير الصين الشعبية منذ الثلاثينيات و ببلوغ عام 1950كان جيش كوريا الشمالية مسلح بأسلحة سوفيتية عتيقة لكنها تمتعت بتفوق جوهري في كل فئات المعدات العسكرية مقارنة بكوريا الجنوبيةو بحلول 30 يناير 1950 أبلغ ستالين كيم عبر التلغراف عن نيته في مساعدته في خطته بشأن توحيد شبه الجزيرة الكورية اعقبها مفاوضات اقترح فيها ستالين امداده ب 25,000 طن من الرصاص سنويا على الاقل مقابل دعمه في الحرب و بعد زيارة اخرى قام بها كيم لموسكو في شهري مارسو ابريل وافق ستالين على الهجوم .

      يتبع





      [/TD]
      [/TR]
      [TR]
      [TD='class: alt1, bgcolor: #ffffff'][/TD]
      [/TR]
      [/TABLE]
    • هجوم كوريا الشمالية



      بدأ جيش كوريا الشمالية هجومه المفاجئ قبل فجريوم الاحد25 يونيو1950بساعات مخترقين خط عرض 38تحت غطاء من القصف النيراني الكثيف بواسطة المدفعية و مجهزين ب 242 دبابةمن ضمنهم 150 دبابة تي- 34 سوفيتية الصنع، كانت كوريا الشمالية قد دخلت الحرب وهى تمتلك 180 طائرةحربية من ضمنهم 40 طائرة مقاتلة من طراز ياك(yak) و 70 قاذفة قنابل هجومية أما سلاح البحرية فلم يكن ذو أهمية كبيرة لكن أكثر نقاط الضعف خطورة لدى كوريا الشمالية كانت عدم وجود نظام لوجيستى يمكن الاعتماد عليه لنقل المؤن و الذخائر مع تقدم الجيش للجنوب و بالرغم من ذلك فقد كان جيش كوريا الجنوبية ضعيف مقارنة بجيش كوريا الشمالية و قد استغلت كوريا الشمالية المدنيين الهاربين إلى الجنوب لحمل المؤن و الذخائر و الذين قُتل الكثير منهم في الغارات الجوية لكوريا الشمالية بعد ذلك.


      حقق هجوم كوريا الشماليةالمُخطط له جيداً و نفذه 135,000 جندينجاح مفاجئ و سريع حيث هاجمت كوريا العديد من المناطق الهامة بما فيها جيسونغ ،شونشيون، يوجيونغبو و اونجين و كان من الهجوم في الفجر له مزية اخرى و هو ان معظم جنود كوريا الجنوبية خارج الخدمة و خلال ايام كانت مجموعات من القوات الكورية الجنوبية المتشككة في حكومتها تنسحب انسحاب تام او تهرب إلى الشمال و فيما تواصل الهجوم البري كان الطيران الحربي لكوريا الشمالية يقذف مطار كيمبو بالقرب من سيولو بعد ظهر يوم28 يونيواحتلت قوات كوريا الشمالية العاصمة سيول لكن آمال الشمال في استسلام سريع لحكومة ريي و انحلال جيش كوريا الجنوبية تبخرت بعد تدخل القوي الاجنبية.

      كانت كوريا الجنوبية تمتلك جيش قوامه 65,000 جندي مُسلح و مُدرب و مُجهز بواسطة الجيش الامريكي و لكن كان يعاني نقص في المدرعات و المدفعية، لم يكن هناك اى وحدات قتالية اجنبية كبيرة بالبلاد عندما بدأت الحرب الاهلية و لكن كان يوجد قوات امريكية كبيرة متمركزة في اليابان .


      رد الفعل الغربي


      جاء غزو كوريا الجنوبية مفاجئاً للولايات المتحدة و باقي القوى الغربية ففي الاسبوع الذى سبق الحرب أعلن دين اشيسون وزير خارجية الولايات المتحدة في الكونغرس الامريكي يوم 20 يونيو بأنه لا يوجد احتمال لحدوث حرب.

      كان القرار الامريكي بالتدخل نتيجة لعدة اسباب فهاري ترومان كرئيس ديمقراطي تعرض لعدة ضغوط داخلية حيث اتهمه العديد من بينهم النائب الجمهوري جوزيف مكارثر بأنه يتعامل مع الشيوعية بمرونة شديدة و كان الصرحاء منهم قد اتهموا الديمقراطيين بخسارة الصين لصالح الشيوعيين كذلك كان التدخل هام لتحقيق مبدأ ترومان الجديد – الذي ايد محاربة الشيوعية في أى مكان تحاول الانتشار فيه – و قد تأثر القرار الامريكي بالدروس المستخلصة من اتفاقية ميونخ عام 1938التى قادتهم إلى الاعتقاد أن مهادنة الدول المعتدية لن يشجعها سوى على التمادي و التوسع في العدوان. و بدلاً من أن يقوم ترومان بالضغط للحصول على موافقة الكونغرس لإعلان الحرب - و الذى اعتبره ترومان تنبيه للآخرين دون داعي و مضيع للوقت الذى هو أهم شئ في القضية - اتجه إلى الامم المتحدةللحصول على موافقته للتدخل في كوريا و في اليوم الذى بدأت فيه الحرب رسمياً (25 يونيو) سارعت الامم المتحدة بوضع مسودة قرار مجلس الامن رقم 82 و الذى نادى إلى التالى :

      1- إنهاء كافة العمليات العدائية و انسحاب كوريا الشمالية إلى خط عرض 38 .

      2- تشكيل لجنة للامم المتحدة في كوريا لمراقبة الوضع و ابلاغ مجلس الامن.

      3- على جميع الأعضاء مساندة الامم المتحدة في تحقيق ذلك و الإمتناع عن امداد كوريا الشمالية بالمساعدة .

      و قد تم الموافقة على القرار دون إجماع و ذلك يرجع إلى غياب الاتحاد السوفيتي المؤقت عن مجلس الامن – كان السوفيت قد قاطعوا مجلس الامن محتجين على ان مقعد الصين كان من المفروض ان ينتقل إلى الصين الشيوعية و ليس ان يبقى في قبضة الكومنتانج الموجودين بتايوان – و هكذا في غياب الاتحاد السوفيتي و عدم قدرته على التصويت بالفيتو و امتناع دولة وحيدة عن التصويت هي يوغوسلافيا صوتت الامم المتحدة على مساعدة كوريا الجنوبية في 27 يونيوو تولت الولايات المتحدة تنفيذ القرار و اشترك مع قواتها بالجنود و المؤن 15 دولة عضوة بالامم المتحدة هم: كندا،استراليا، نيوزيلاندا، بريطانيا، فرنسا، جنوب أفريقيا، تركيا، تايلاند، اليونان، هولندا، اثيوبيا، كولومبيا، الفلبين، بلجيكا، لوكسمبورغ و دول اخرى و بالرغم من كثرة الدول المشاركة فقد تحملت الولايات المتحدة توفير 50% من القوات البرية (تحملت كوريا الجنوبية معظم الباقى) و 86% من القوة البحرية و 93% من القوات الجوية. حاول الاتحاد السوفيتي و حلفاؤه الاعتراض على القرار استناداً على عدم قانونيته لغياب عضو دائم في المجلس و هو الاتحاد السوفيتي عن التصويت و في مواجهة ذلك كانت الرؤية الغالبة أنه لابد للعضو الدائم من اعلان حق الفيتو بوضوح لابطال هذا القرار.ولم تبدى حكومة كوريا الشمالية أيضا اتفاقها مع هذا القرار معللة ان هذا الصراع ما هو إلا حرب أهليةأى خارج مجال اختصاصات الأمم المتحدة. و في نفس العام تم رفض القرار السوفيتى الداعي إلى انهاء الاعمال العدائية و انسحاب القوات الأجنبية.

      بالرغم من أن الرأى العام الامريكي كان مؤيد لضرورة التدخل إلا أن ترومان تلقى انتقادات شديدة بعد ذلك لعدم حصوله على اعلان حرب من الكونغرس قبل إرسال القوات إلى كوريا لذلك وصف البعض حرب ترومان بأنها خالفت روح و رسالة دستور الولايات المتحدة الامريكية.



      التدخل الأمريكي




      بالرغم من أن تسريح قوات من الولايات المتحدةو الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية قد سبب مشكلات خطيرة في تزويد الجنود الامريكيين في المنطقة لكن ظلت الولايات المتحدة لديها قوات ضخمة في اليابان لمواجهة جيش كوريا الشمالية و معداته السوفيتية العتيقة و كانت هذه القوات تحت إمرة الجنرال دوجلاس ماك ارثر ( في الصورة ) كجزء من قوات الكومنويلث البريطاني و بمجرد اعلام هاري ترومان بإندلاع أعمال عدوانية على نطاق واسع في كوريا امر ماك ارثر بإرسال العتاد الحربي لجيش كوريا الجنوبية و استخدام غطاء جوي لحماية عمليات إجلاء المواطنين الامريكيين و لم يوافق على ما اقترحه مستشاروه بعمل غارات جوية من جانب الولايات المتحدة فقط على قوات كوريا الشمالية و لكن أمر الاسطول السابع بحماية شيانج كايشيك في تايوان مُنهياً بذلك سياسة الولايات المتحدة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للصين و قد طلبت الحكومة الوطنية بتايوان المشاركة في الحرب إلا أن الولايات المتحدة رفضت طلبها خوفاً من أن يشجع هذا على تدخل جمهورية الصين الشعبية في الحرب.

      كان أول تدخل هام للقوات الأجنبية هو قوة المهام سميث التى كانت جزء من الفرقة 24 مشاة بالجيش الامريكي المتواجد باليابان و دخلت أول معاركها في 5 يوليو بمدينة أوسان حيث هُزمت و خسرت خسائر فادحة لتستمر قوات كوريا الشماليةالمنتصرة في التقدم نحو الجنوب واجبار نصف قوة الفرقة 24 للتقهقر لمدينة تايجون التى وقعت ايضاً في أيدي القوات الشمالية ليتم اسر الجنرال ويليام إف دين - الذى يُعتبر أكبر رتبة تم أسرها في الحرب الكورية بواسطة الشماليين - و قد تفاجأ الكوريون الشماليون بإستمرار الحرب لفترة طويلة سمحت بتدخل قوات أجنبية إلا أنهم استمروا بالتقدم في اقصي الجنوب و بحلول اغسطس كانت قوات كوريا الجنوبية و الجيش الثامن للولايات المتحدة قد تقهقروا إلى منطقة صغيرة في الركن الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة الكورية حول مدينة بوسان و مع تقدم قوات كوريا الشمالية قاموا بجمع الموظفين المدنيين و قتلهم. ليرسل دوجلاس ماك ارثر رسالة إلى كيم ايل سونغفي 20 اغسطسيحذره فيها بأنه سوف يُحمّله مسئولية اى اعمال وحشية تُرتكب ضد قوات الامم المتحدةو قد تمكن قائد الجيش الثامن الجنرال والتون واكر من المناورة بقواته لمقاومة الشيوعيين الذين حاولوا تجنب هذه المناورات بدلاً من حشد قواتهم و الذى كان من الممكن ان تؤدي إلى إبادة قوات الامم المتحدة و بالرغم من تلك المناورات إلا أنه في شهر سبتمبركانت المنطقة المحيطة ببوسان فقط – حوالي 10% فقط من شبه الجزيرة الكورية – هى التى ظلت في ايدي القوات المتحالفة . و بفضل المساعدات الامريكية الضخمة و المساندة الجوية و التعزيزات الاضافية تمكنت قوات الولايات المتحدةو جيش جمهورية كوريا (كوريا الجنوبية) من الاحتفاظ بخط دفاعي على طول نهر ناكدونج و اصبح هذا الخط المُستقتل في التمسك بالأرض معروف في الولايات المتحدةبإسم محيط بوسان و مع أن المزيد من الدعم جاء من الامم المتحدةإلا أن المشهد العام كان يوحي باليأس حيث ظهر كأن الشمال سوف ينجح في توحيد شبه الجزيرة.


      حشد القوات المتحالفة


      نتيجة الهجمات الشرسة لقوات كوريا الشمالية دخلت القوات المتحالفة ( الامم المتحدة – كوريا الجنوبية) في معركة يائسة اطلق عليها الامريكان " معركة محيط بوسان" حيث فشلت القوات الشمالية في الإستيلاء على بوسان ، بعد ذلك بدأت القوات الجوية الامريكية في الوفود إلى أرض المعركة بأعداد كبيرة حيث قامت بحوالي 40 غارة جوية لمساندة أعمال القتال البرية و إستهداف القوات الشمالية و لكنها أيضاً خلفت دمار واسع بين المدنيين و المدن و قامت القاذفات الإستراتيجية ( معظمها بي-29 المتواجدة باليابان) بإغلاق معظم الطرق و السكك الحديدية و دمرت أكثر من 32 جسرمهم ليس فقط لمواصلة الحربو لكن لهروب المدنيين أيضا لذلك كانت القطارات سواء عسكرية أو مدنية تنتظر بالأنفاق طوال النهار لتجنب القصف.و في كل مكان بكوريا دمرت القاذفات الأمريكية مستودعات المؤن و الذخائر و كذلك معامل تكرير البترول و الموانئ التى تقوم بإستيراد المؤن العسكرية و ذلك بهدف تجويع قوات كوريا الشمالية حيث أدى الدمار الذى سببته القاذفات الأمريكية إلى منع وصول الإمدادت الضرورية لقوات كوريا الشمالية في الجنوب بالرغم من أن معظم شبه الجزيرة الكورية في قبضة الشمال.

      في هذه الأثناء تدفقت الأسلحة و الجنود من القواعد الموجودة باليابان و اُرسلت بسرعة كبيرة كتائب الدبابات الأمريكية من سان فرانسيسكو إلى بوسان ليصبح لدى الولايات المتحدةحوالي 500 دبابةمتوسطة بمحيط بوسان في أواخر اغسطس و في أوائل سبتمبرفاقت قوات الامم المتحدة و جمهورية كوريا قوات كوريا الشماليةبما يقارب من 180,000 إلى 100,000 ليبدأ في هذا الوقت الهجوم المضاد.



      استرداد كوريا الجنوبية


      نتيجة التعزيزات المتدفقة على الجبهة و الهجمات المتتالية عانت قوات كوريا الشماليةمن نقص الأفراد و ضعف النظام اللوجيستي للدعم و ذلك بالإضافة إلى افتقادهم للقوة البحرية و الجوية التى تمتع بها الأمريكان و من أجل تخفيف الضغط على محيط بوسان ناقش الجنرال ماك آرثر القيام بعملية إنزال برمائي في العمق خلف خطوط الكوريين الشماليين عند إنشون كان قد بدأ التخطيط لها بعد بدء الحرب بأيام قليلة إلا أن المد و الجزر العنيف و كذلك وجود العدو هناك جعل العملية شديدة الخطورة لذلك عارض البنتاجون القيام بها إلاإنه في النهاية وافق عليها ليقوم ماك آرثر بتفعيل فيلق " إكس كوربس" تحت قيادة الجنرال إدوارد ألموند ( احتوى الفيلق على 70,000 جندي من الفرقة الأولى مارينزو فرقة الجيش السابع مشاةو تم إضافة 8,600 جندي كوري) و أمرهم بالإنزال في إنشون في عملية سُميت " عملية كرومايت " يوم 15 سبتمبر لتجد مقاومة ضعيفة تواجههم عند الإنزال نتيجة المعلومات الخاطئة و استطلاعات الميليشيات و القصف المكثف الذى سبق غزو المدينة و الذي ادى إلى تمركز اعداد قليلة من الجنود الكوريين، كان النجاح في الإنزال نصر حاسم حيث تمكن فيلق إكس كوربس من القضاء على المدافعين عن المدينة و هدد بمحاصرة جيش كوريا الشماليةمما أدى إلى تراجع الجيش الكوري الشمالي الشبه معزول مسرعاً إلى الشمال ( حوالى 25,000 إلى 30,000 ) ليسترد ماك آرثر العاصمة سيول.



      غزو كوريا الشمالية


      دفعت قوات الامم المتحدة بقوات كوريا الشمالية إلى خلف خط عرض 38 ليتحقق هدف الولايات المتحدة في الحفاظ على حكومة كوريا الجنوبيةلكن النجاح و احتمالية توحيد شبه الجزيرة الكوريةتحت حكم سنجمان ري أغرى قوات الامم المتحدة للتقدم داخل كوريا الشمالية ويُعد هذا نقطة حاسمة في سياسة الولايات المتحدةالخارجية عندما قرر القادة الامريكيين الذهاب إلى ما هو أبعد من احتواء التهديدات الشيوعية المُدركة إلى سياسة الرد الفعلي و كان من المغريات الأخري لغزو كوريا الشمالية التأثير النفسي لتدمير دولة شيوعية و تحرير أسرى الحرب .

      و هكذا في أوائل أكتوبر 1950 عبرت قوات الامم المتحدة إلى داخل كوريا الشمالية و قام فيلق إكس كوربس بإنزال برمائي في كلاً من وونسان و ايون بينما اتجه باقي الجيش الامريكي و الكوريين الجنوبيين من الجانب الغربي لكوريا ليحتلوا بيونج يانجفي 19 اكتوبرو بنهاية شهر أكتوبر كان جيش كوريا الشمالية ينهار بسرعة و تمكنت قوات الامم المتحدةمن اخذ 135,000 أسير. اثار غزو الامم المتحدة لكوريا الشمالية قلق الصين التى كان لديها اعتقاد بأن قوات الامم المتحدة لن تقف عند نهر يالو الذى يفصل بين كوريا و الصين بل ستمتد سياسة الرد إلى داخل الصين و كان يشاركها في هذا الإعتقاد العديد في الغرب و من ضمنهم الجنرال ماك آرثر الذى رأى ضرورة امتداد الحرب إلى الصين إلا أن هاري ترومان و باقي القادة رفضوا ذلك و أمروا ماك آرثر بأن يكون شديد الحذر عند اقترابه من الحدود الصينية و لكنه استخف بهذه التحذيرات مشدداً على أن جنود كوريا الشمالية يتم امدادهم بواسطة قواعد موجودة بالصين لذلك يجب قصف هذه المستودعات و مع ذلك ظلت قاذفات الامم المتحدةخارج منشوريا طوال الحرب إلا في حوادث نادرة.



      التدخل الصيني


      حذرت الصين القادة الامريكيين عبر دبلوماسيين محايدين بأنها سوف تتدخل في الحرب لحماية أمنها القومي و اعتبر ترومان هذا التحذير محاولة صريحة لإبتزاز الامم المتحدة و لم يأخذه بمأخذ الجدّ و في 15 اكتوبر1950ذهب ترومان إلى جزيرة وايك من أجل اجتماع قصير تم الاعلان عنه بكثرة مع ماك آرثر و قبلها كانت السي اي ايه قد اخبرت ترومان بأن التدخل الصيني في الحرب غير محتمل و قال ماك آرثر انه فكر في ذلك و وجده فيه بعض المخاطرة للصينيين و فسر ذلك بأن الصينيين فقدوا فرصتهم في مساعدة كوريا الشمالية في غزوها و أن عدد الجنود الصينيين في منشوريا حوالي 300,000 جنديو ما بين 100,000 – 125,000 على طول نهر يالو يمكن جلب نصفهم إلى كوريا عن طريق عبورهم للنهرلكن لا يمتلك الصينيين قوات جوية و من هنا إذا حاول الصينيين دخول بيونغ يانغ فستحدث هناك أكبر مذبحة و افترض ماك آرثر بأن الصينيين مدفوعين بالرغبة في مساعدة كوريا الشماليةمع الرغبة في تجنب الخسائر الفادحة.



      في 8 اكتوبر1950بعد يوم من عبور القوات الامريكية لخط عرض 38 أصدر ماو تسي تونغ ( في الصورة ) الأمر بتكوين جيش الشعب التطوعي - و الذي كان 70% من أعضائه جنود نظاميين بجيش التحرير الشعبي - ثم امرهم بالتحرك إلى نهر يالو و الإستعداد للعبور كان ماو يبحث عن مساعدة السوفيت و يرى أن التدخل ضرورة دفاعية قائلاً لستالين :" إذا سمحنا للولايات المتحدة بإحتلال كوريا ... فيجب أن نكون مستعدين لأن تُعلن الولايات المتحدة الحرب على الصين" و أرسل رئيس وزراءه تشاو إن لاي إلى موسكو لتأكيد حججه و أخّر ماو خطة الهجوم من 13 اكتوبرإلى 19 اكتوبرمنتظراً مساعدة السوفيت الضرورية إلا أن المساعدات السوفيتية كانت محدودة .


      يتبع ...
    • جدار برلين




      "سور برلين" كان جدارا طويلا يفصل شطري برلين الشرقي والغربي والمناطق المحيطة في ألمانيا الشرقية. كان الغرض منه تحجيم المرور بين برلين الغربية وألمانيا الشرقية. بدأ بناءه في 13 اغسطس1961م وجرى تحصينه على مدار السنين، ولكن تم فتحه في 9 نوفمبر1989م وهدم بعد ذلك بشكل شبه كامل.



      لمحة تأريخية




      بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م ، قسمت ألمانيا إلى أربعة مناطق محتلة بحسب اتفاقية يالطة، كانت الدول المحتلة هي الولايات الامريكية المتحدة، الاتحاد السوفييتي، المملكة المتحدة وفرنسا، وكانت هذه الدول المتحكمة والمديرة للمناطق المحتلة من ألمانيا، وتبعا لذلك، قسمت العاصمة السابقة للرايخ الألماني إلى اربعة مناطق أيضا، وفي ذات الحقبة بدأت الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي الشرقي والغرب الرأسمالي، ومثّلت برلين مسرحا للمعارك الاستخباراتية بينهم.
      في عام 1949م بعد قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية )ألمانيا الغربية) في المناطق المحتلة من قبل الولايات الامريكية المتحدة ، المملكة المتحدة وفرنسا ، وقيام جمهورية ألمانيا الديمقراطية )ألمانيا الشرقية) بعد ذلك في المنطقة المحتلة من قبل السوفييت ، بدأ العمل على قدم وساق على حدود كلا البلدين لتأمين الحدود ، وبقيام كيانين ، دَعم التقسييم السياسي لألمانيا ، وبين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية ، وضع بشكل اولي شرطة وحرس الحدود ، ولاحقا على الطرف الشرقي بدء وضع الاسيجة ، رسميا كانت مدينة برلين المقسمة اربعة اقسام منطقة خالية من العسكر ، وكانت مستقلة عن الدولتين الالمانيتين الجديدتين ، ولكن عمليا لم يكن الحال كذلك ، المناطق الغربية من برلين اصبحت اقرب إلى كونها ولاية المانية غربية ، وخلافا للمعاهدات اعلنت برلين الشرقية عاصمة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية.
      مع زيادة حدّة الحرب الباردةالتي من جملة ما أدّت اليه تقييد في الحركة التجارية مع المعسكر الشرقي خلقت معارك ديبلوماسية صغيرة مستمرة بالاضافة لسباق في التسلح ، بدء ايضا تعزيز الحدود ، وحدود جمهورية ألمانيا الديمقراطية لم تعد حدود بين اقسام ألمانيا ، بل اصبحت الحدود بين المعسكر الشرقي والغربي ، بين حلف وارسو وحلف الناتو، اي بين ايدولوجيتين سياسيتين مختلفتين ، بين قطبين اقتصاديين وثقافيين كبيرين.
      ومنذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاشتراكية ، بدأ انتقال اعداد متزايدة من مواطنيها إلى ألمانيا الغربية ، وعلى وجه الخصوص عبر برلين ، التي كانت من شبه المستحيل مراقبة الحدود فيها ، حيث كانت الحدود تمر في وسط المدينة واحيائها. وبين عامي 1949 إلى 1961ترك قرابة 3 ملايين الماني جمهورية ألمانيا الاشتراكية ! وحيث انهم كانوا في معظم الاحيان من الفئة المتعلمة ، هدد ذلك القدرة الاقتصادية لألمانيا الشرقية ، وهدد كيان الدولة ككل. وكان سور برلين بذلك الوسيلة لمنع هذه الهجرة، وقبل بناء السور او الجدار ، كانت القوات الالمانية الشرقية تراقب وتفحص التحركات على الطرق المؤدية إلى غرب برلين بحثا عن الاجئين والمهربين.
      ولا يمكن اهمال حقيقة كون الكثير من سكان برلين الغربية والشرقيين العاملين في برلين الغربية حصلوا بتبادل العملة في السوق السوداء على ميزة الحصول على المواد الاساسية باسعار مغرية وقلة شرائهم للكماليات العالية القيمة من الشرق ، الامر الذي كان يضعف الاقتصاد في برلين الشرقية أكثر فأكثر .


      سقوط جدار برلين



      بتاريخ 9 نوفمبرمن عام 1989، بعد أكثر من 28 عاما على بنائه الذي اعتبر تقسيم لمدينة وتقسيم لشعب ، اعلن للصحافة ان قيود التنقل بين الالمانيتيين قد رفعت ، فتوجهت اعداد كبيرة من الالمان الشرقيين عبر الحدود المفتوحة إلى برلين الغربية ، واعتبر هذا اليوم يوم سقوط سور برلين.

      يتبع ...
    • سباق الفضاء




      سباق الفضاء هو سباق بدأ أساساً بين الاتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة الأمريكية كجزء من الحرب الباردة، محوره التسابق علي أخذ أكبر مساحة من الفضاءعن طريق الأقمار الصناعية و مركبات الفضاءالمأهولة و غير المأهولة، كان الأمر إظهار للقدرة و التقنية لكلتا الدولتين في مجال غزو الفضاء.




      بدأ هذا السباق عندما أطلق الاتحاد السوفييتي أول قمر اصطناعي في العالم هو سبوتنك-1في 4 أكتوبر 1957م، ثم أكد الاتحاد السوفييتي سبقه عندما أطلق قمره الاصطناعي الثاني سبوتنك-2في 3 نوفمبر 1957م.

      سباق غزو الفضاء كانت منافسة لاستكشاف الفضاء بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي الذي دام تقريباً من عام 1957 إلى 1975. تضمنت جهود استكشاف الفضاء الخارجي بإطلاق الأقمار الصناعية، إرسال البشر إلى الفضاء، وهبوط الإنسان على سطح القمر.

      أساس بداية سباق غزو الفضاء كان في تقنية المبكرة للصواريخ والتوترات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية. بدأَ السباق فعلياً بعد إطلاق أول قمر صناعي من قبل الاتحاد السوفيتي في عام 1957 الذي أدى إلى نشأة سباق التسلح العسكري بين الدولتين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. أصبح غزو الفضاء جزء مهم من التنافس الأيديولوجي والتقني والثقافي أثناء الحرب الباردة. لذا أصبحت تكنولوجية الفضاء مهمة جداً في هذا النزاع بسبب تطبيقاتها العسكرية المحتملة.


      الصواريخ




      أثارت الصواريخ اهتمام العلماء والهواة لقرون عديدة حيث استعملها الصينيون كأسلحة بحدود القرن الحادي عشر لكنها كانت صواريخ بسيطة غير دقيقة في التوجيه و تستخدم على متن السفن و قواعد أرضية حتى القرن التاسع عشر. في عام 1880 وضع العالم الروسي قسطنطين تسيولكوفسكي (1857-1935) نظرياته حول الصواريخ التي قد تصل إلى الفضاء من حيث المراحل التعددية للصاروخ واستخدام الوقود السائل. قام تسيولكوفسكي بتأَسيس أساسيات علم الصواريخ منها ' معادلة الصاروخ ' التي تقرر سرعة الصاروخ (ما زال حتى يومنا هذا تستخدم هذه المعادلة في تصميم الصواريخ الحديثة). وكتب تسيولكوفسكي الوصف النظري الأول عن الأقمار الصناعية. على أية حال، ليس حتى في عام 1926 عمل الأمريكي روبرت غودارد على تصميم أول صاروخ يستعمل الوقود السائل.


      المساهمات الألمانية




      في منتصف العشرينات بدأ علماء ألمان بتجريب صواريخ بالوقود السائل التي كانت قادرة على وصول إلى ارتفاعات ومسافات عالية نسبياً. كان ويرنر فون براون ( في الصورة ) عالم صواريخ ألماني طموح انضم إلى جهود تطوير صواريخ لألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. استعار فون براون الكثير من بحث روبرت غودارد الأصلي و قام بالدراسة والعمل على تطوير صواريخ غودارد.

      في عام 1942 أطلق الألمان صاروخ A-4 حيث اعتبر هذا الصاروخ أول جسم يصل إلى الفضاء. في عام 1943 بدأت ألمانيا بإنتاج صواريخ V-2 بعيدة المدى (300 كيلومتر) وتحمل رأس حربي وزنه 1000 كيلوغرام. سببت هذه الصواريخ أضراراً وخسائر هائلة في الأرواح خلال الحرب العالمية الثانية. في معسكرات الاعتقال مات الكثير من العمال المعتقلين الذين عملوا على صناعة هذه الصواريخ، وكان عدد الموتى من العمال أكثر من عدد الضحايا الذين ماتوا نتيجة القصف التي سببتها هذه الصواريخ.

      عندما اقتربت الحرب العالمية الثانية من الانتهاء، تسابق الجيش الأمريكي والسوفيتي على أسر العلماء و المهندسين التقنيين في برنامج الصواريخ الألمانية. أخذت الولايات المتحدة عدد كبير من علماء الصواريخ الألمان - العديد منهم كان من أعضاء الحزب النازي من ضمنهم فون براون - من ألمانيا إلى الولايات المتحدة. تبنى علماء الأمريكان الصواريخ الألمانية لاستعمالها ضد دول العدو واستعمالات أخرى. بعد انتهاء الحرب قام العلماء من ضمنهم فون براون بتحويل استخدام عسكري لهذه الصواريخ إلى استخدام سلمي مثل دراسة طبقات العليا من الغلاف الجوي من درجة الحرارة وضغط الجو، أشعة كونية، وغيرها من المواضيع.


      جذور الحرب الباردة


      بعد الحرب العالمية الثانية بدأت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي من التجسس والدعاية. تكنولوجية الفضاء والأقمار الصناعية كانت مهمة جداً خلال الحرب الباردة حيث أن الأقمار الصناعية كانت تستخدم لتجسس على الدول الأخرى، بينما الإنجازات الفضائية تعمل كترويج لمهارة الدولة في الإمكانيات العلمية والعسكرية. الصاروخ الذي يرسل إنسان إلى الفضاء والهبوط على سطح القمر بإمكانه أَن يرسل قنبلة ذرية إلى دول العدو. معظم التطور التكنولوجي الفضائي طبق على حد سواء إلى صواريخ عابرة القارات قد تحمل قنبلة ذرية (ICBMs). أدى سباق التسلح العسكري إلى تقدم كبير في تكنولوجيا الفضاء الذي يعرض مهارة في التقنية العالية وتفوق اقتصاد الدولة. البحث في مجال الفضاء لديه غرضان: استخدام سلمي أم استخدام عسكري للتكنولوجيا.


      الأقمار الصناعية


      في تاريخ 4 من أكتوبر/ تشرين الأول 1957 أطلق الإتحاد السوفيتي أول قمر صناعي "Sputnik 1" في مدار حول الأرض، منذ ذلك اليوم بدأ فعلياً سباق غزو الفضاء. سبب ذلك القمر الصناعي ذعراً كبيراً في الولايات المتحدة وحرك نقاشاً سياسياً مما دفعها لتشريع مبادرات عديدة وتشكيل وكالة الفضاء ناسا.




      كان نظير فون براون في الإتحاد السوفيتي هو سيرجي كوروليف ( في الصورة )، المهندس الرئيسي الذي صمم صاروخ R-7 الذي أطلق أول قمر صناعي إلى الفضاء. لاحقاً صمم كوروليف صاروخ آخر ليرسل الرواد الفضاء السوفيت إلى القمر. بعد الإنجازات السوفيتية من إطلاق قمر صناعي للاتصالات وإطلاق كلب حي في الفضاء جعل الولايات المتحدة أن تنفق أكثر من بليون دولار أمريكي لعمل على تشكيل واسع من الإصلاحات مثل بناء مدرسة جديدة وتوفير قروض لتشجيع الطلاب على إكمال تعليمهم العالي، جهود جديدة في التعليم المهني لمقابلة نقص القوة البشرية في مجال الدفاع، وغيرها من البرامج الأخرى. تسمى ردة الفعل هذه في وقتنا الحالي "بأزمة سبوتنيك".

      بعد أربعة شهور تقريباً من إطلاق أول قمر صناعي "Sputnik 1"، أطلقت الولايات المتحدة قمرها الصناعي الأول "Explorer 1" لكن بعد الكثير من حالات الفشل الإطلاق المحرجة.

      استخدمت الأقمار الصناعية الأولى للأغراض العلمية كجزء من اشتراك كلا من الدولتين في السنة الجيوفيزيائية العالمية. قام القمر الصناعي السوفيتي "Sputnik 1 " بتقرير كثافة الأيونات في طبقة الأيونوسفير من الغلاف الجوي و القمر الصناعي الأمريكي "Explorer 1" بتسجيل بيانات التي أدت إلى اكتشاف حزام إشعاع فان ألين.


      الكائنات الحية في الفضاء


      ذباب الفاكهة كان من أول الكائنات الحية التي ذهبت إلى الفضاء التي أطلقتها الولايات المتحدة بواسطة الصاروخ الألماني V-2 في عام 1946.



      كانت الكلبة لايكا ( في الصورة )أول حيوان أطلق إلى الفضاء من قبل الإتحاد السوفيتي في عام 1957. لكن الكلبة ماتت من الإجهاد وزيادة تسخين بعد وصولها إلى الفضاء بفترة وجيزة. أرسل السوفيت المزيد من الكلاب إلى الفضاء وعادت بسلام إلى الأرض. قام برنامج الفضاء الأمريكي بجلب شمبانزي من أفريقيا، وأرسل على الأقل اثنان إلى الفضاء قبل إطلاق أول رائد فضاء أمريكي. السلاحف السوفيتية التي أطلقت في عام 1968 تعتبر أول حيوانات تطير حول القمر.


      الأنسان في الفضاء



      في تاريخ 12 من أبريل/نيسان 1961 أصبح رائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين ( في الصورة ) أول إنسان في الفضاء الذي أطلق في المركبة الفضائية "فوستيك 1". تحتفل روسيا والعديد من الدول الأخرى بهذا اليوم التاريخي .


      المهمات القمرية


      مع تلك الإنجازات المتتالية من قبل الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي حيث جلب الفخر الكبير إلى دولهم، ضمن المناخ الأيديولوجي بأن السباق سيتمر على الأقل حتى مشى أول إنسان على القمر. قبل هذا الإنجاز لابد من استكشاف القمر أولاً بالتصوير الفوتوغرافي و معرفة كيفية الهبوط بسلام على سطحه .
      نجحت مسابير فضائية بعد النجاح السوفيتي في وضع أول قمر صناعي في المدار، ركز الأمريكان جهودهم على إرسال مسبار فضائي إلى القمر. أرسل السوفيت أول مسبار يصل إلى الوجه الآخر من القمر و أول مسبار يهبط على سطح القمر في عام 1959. كانت البرامج الأمريكية ناجحة لإرسال المسابير وتحديد مواقع مناسبة لهبوط مركبات أبولو القمرية.

      أقترح الرئيس الأمريكي جون كندي برامج مشتركة مع السوفيت مثل تطوير الأقمار الصناعية لمراقبة الطقس و لإنزال رواد الفضاء السوفيت والأمريكان على سطح القمر معاً. لكن رئيس الوزراء السوفيتي رفض هذه الأفكار خوفاً من محاولة الأمريكان لسرقة تكنولوجية الفضاء الروسية المتفوقة. كوروليف المصمم الرئيسي لوكالة الفضاء السوفيتية بدأ بتطوير تقنية مركبات فوستيك وبدأ فريق ثاني ببناء صواريخ جديدة. بعد تشكيل القيادة السوفيتية الجديدة أعطت كوروليف كل التأييد للوصول إلى القمر والهبوط فكانت كل المشاريع تحت إشرافه. لكن بعد موت كوروليف وفشل رحلة سيوز الأولى في عام 1967، لم يعد بإمكان السوفيت الهبوط على القمر في وقت وجيز و عانى برنامج الفضاء السوفيتي الكثير من التأخيرات و بعد ذلك الإلغاء التام لبرنامج الهبوط على القمر.
      في 21 من يوليو/تموز 1969 أصبح الأمريكي نيل آرمسترونغ أول إنسان يضع قدمه على سطح القمر في حدث راقبه أكثر من 500 مليون شخص حول العالم. يعتبر الهبوط القمري كأحد اللحظات الحاسمة في القرن العشرين. نفت الولايات المتحدة الحق بامتلاك أي جزء من القمر بعد هبوطها الناجح على سطحه.


      نهاية السباق الفضائي


      بداية سباق غزو الفضاء كانت واضحة جداً حيث بدأت بإطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء لكن نهايته كانت غير محددة. حقبة الستينات كانت حادة جداً و استمر السباق حتى هبوط أول إنسان على سطح القمر أبولو 11 في عام 1969. تم إرسال خمس رحلات أخرى تحمل رواد فضاء لتهبط على سطح القمر. بعد ذلك اتجه علماء الفضاء الأمريكان إلى مجالات جديدة حيث تم بناء محطة فضائية "Sky Lab" لجمع بيانات، و برنامج المكوك الفضائي. يدعي الروس هم من ربح السباق عند إرسالهم أول إنسان إلى الفضاء لكن من جانب آخر يدعي الأمريكان بأن هبوط أول إنسان على سطح القمر هو نجاحهم في السباق.
      بدأت تقل المنافسة على غزو الفضاء بعد هبوط الأمريكان على سطح القمر و جاءت نهايته بشكل واضح جداً بالمهمة المشتركة بين الدولتين التي تسمى " أبولو-سيوز" في عام 1975. حيث مركبة الفضاء السوفيتية "سيوز 19" تلتحم مع مركبة الفضاء الأمريكية "أبولو"، ويقوم رواد الفضاء من كلا الدولتين العبور إلى مركبات بعضهم البعض وإجراء التجارب المشتركة. استمرت مساعي الدولتين في الفضاء في اتجاهات مختلفة وانتهت المنافسة في السباق بعدها.
    • اجتهاد كبير اخي العزيز
      موضوع شامل عن اقوى الدول وعي التي تسمى الدول العظمى

      كي اون صريح لا افقه الكثير في السياسة وامورهاا
      لانني اكره الحروب وما يتبعهااا من امووور

      بوركت اخي
    • كنت قد قرأت فالسابق عن هذه الحرب...

      لذا فإن المتتبع لحقيقة الامر يلاحظ ان التاريخ يعيد نفسه...

      و بعد ان عقدت بعض الدول حلوف مع بعض البلدان "المتطرفة كما تدعي"...نرى انها قد ضربت بتلك العهود و المواثيق عرض الحائط...

      لكن لكل جواد كبوة و هفوة...فلقد وقعت تلك الدول من برجها العاجي... و تهاوت معها كل احاديثها عن السلام و الامن الوهمي...

      و الحال كما هو حاليا... فهي تريد ان تعيد لنفسها مجدها القديم... من خلال تمويلها و دعمها لدول.. قد تظن انها ستسيطر على المنطقة...

      لكنها ستقع كما وقعت دول قبلها... و التاريخ خير شاهد على ذلك...

      بورك جهدك...عزوز...