قصة واقعية ( فهل من معتبر ؟)

    • قصة واقعية ( فهل من معتبر ؟)

      تقول.. صاحبة القصة :

      بعد أن وقعت في المصيدة
      أكتب قصتي بدموعي التي صارت أنهاراً من دم، بعد ما غرق قلبي في الحزن والبكاء والندم، ولكن هل يجدي الندم نفعا ً؟ وهل تخضر الأوراق بعد اصفرارها وذبولها، وهل تعود الأيام واللحظات بعد رحيلها؟!
      أما قصتي فهي ليست من نسج الخيال ولا أحاديث جدات ترويها لأحفادها ليناموا عليها، ولا هي مشهد من فيلم تنتهي أحداثه بكلمة النهاية ولا يبقى منه إلا الأثر، قصتي مأساة رهيبة أحالت حياتي إلى أشباح وكوابيس مخيفة تحيط بي أينما اتجهت، فما هي مأساتي وقصتي؟
      أرويها فقط لعلّ من تسمعها تأخذ منها عبرة وعظة، أو لعلَّ تلك الشاردة عن طريق الصواب تستيقظ قبل فوات الأوان، أرويها لتلك الفتاة التي أينعت أوراقها وأزهر شبابها، وتفتحت أيامها وهي في ريعان الصبا، قد أنستها الغفلة سياج التقوى فسبحت في بحيرة الرغبة لا تدري ماذا سيحلُّ بها..

      تأملي قصتي باختصار..

      لمَّا بلغت عامي الثامن عشر أحسست أني أستقبل الحياة بكل حرية، لا قيود ولا مراقبة، وسياج الثقة من الأهل قد دفعني لاكتشاف المجهول، تعرَّفت على مجموعة من الصديقات في أول سنة في الكلية، وبما أني أزعم أني متطورة و(مودرن)؛ فقد وافقت على أن أتخذ ما يسمى (بوي فرند)، أي صديق، فاختارت صديقتي أخ صديقها، ودون تردد وافقت، وتمَّ التعارف دون تقدير للعواقب، فقد ضرب الشيطان على سياج الحرية والثقة بالنفس، وأنَّ هذا الأمر طبيعي، فاندفعت إليه بكل عفوية وبراءة طفولية، وبعدها بدأ مسلسل اللقاءات والزيارات والمكالمات، فكنت أذهب إليه ونذهب إلى حيث نريد، كل ذلك وأمي لا تعلم شيئاً، فقد كنت أكذب عليها، وليتني أخبرتها، ولكن ما أصعب الندم.

      أحسست أني متعلقة به جداً ولا أقوى على فراقه، وفجأة نزل عليَّ خبر كالصاعقة، فلم أصدق أول الأمر، ولكن دائماً نحن هكذا، لا نصدق الأخبار المهمة إلا بعد هدوء النفس، نعم إنه الرحيل الحتمي، فقد توفي صديقي متأثراً بمرض تليف الكبد، واكتشفت أنه كان بسبب المخدرات؛ لأنه كان مدمناً ولم أكن أعلم، وخيَّم الحزن عليَّ، وضاقت نفسي، ولكن هل يفيد الحزن؟

      وبينما أنا أتجرَّع مرارة الحزن، وإذا بالذي غيَّر مجرى حياتي، وقلب كياني وأطار صوابي وبعثر أوراقي، فأفقت من صدمتي وأنا كالمجنونة، وراح لساني يلعنه دون إرادة مني، فقد همست صديقة لي تعرفه قائلة: إنه كان مصاباً بمرض خطير جداً قبل وفاته مع مرض تليف الكبد، قالت: إنه كان مصاباً بالإيدز!! نعم كان مصاباً بالإيدز.. فتلعثمت عن الكلام وتوقف قلبي عن الخفقان ويبس الكلام وانشل تفكيري، فأيقنت بالرحيل.. أغلقت على نفسي باب غرفتي، أضربت عن الطعام، ولكن هل أقول فات الأوان؟.. رحمتك يا ربي.. تراقصت تلك الليالي وتلك اللقاءات أمام عيني.. فمزقتُ كفي وأصابعي من الندم، ولكن ندمي لو وزع على فتيات العالم لكفاهن، فأحاطت بي الحيرة ماذا أفعل؟

      .. التحليل.. ولكن ماذا أقول لأمي، وأبي المريض بالقلب، تفهمت أمي بعد ما بكت طويلاً وأشفقت عليَّ أن أموت من الحزن بين يديها، اتجهنا للمستشفى، وأخذوا مني عينة من الدم.

      الموعد بعد أسبوع لمعرفة نتيجة التحليل، فصار هذا الأسبوع كأنه الزمان كله، صار عليَّ أطول من القرن، لم أذق فيه طعماً للنوم، أو مذاقاً للأكل.. كلما اقترب الموعد زاد خوفي وهلعي ووجلي وترقبي، سقطتُ من الإعياء والإجهاد..

      بخطى متثاقلة دخلت أنا وأمي المستشفى بعد أن شحب لوني وابيضت شفتاي واحمرت عيناي من البكاء وطول السهر، جلست في غرفة الانتظار.. المكان مزدحم بالنساء، فتيات في مثل سني يضحكن وهنَّ في منتهى الأناقة، هذه معها طفلها الأول، والأخرى قد تعينت حديثاً هنا، والأخرى مع أمها يظهر أنها حديثة عهد بعرس، والقاسم المشترك بين الحضور هو الفرح، أما أنا لو يعلمن ما على قلبي من الحزن والوجل وأنا أنتظر نتيجة التحليل، وهل سأكون مع الأموات وأنا في عداد الأحياء؛ أم أكون قد نجوت من الغرق، وأتشبث بالحياة من جديد وأحيط نفسي بسياج العفاف والتقوى؟! ولكن ما أصعب أن ينتظر الإنسانُ الموت في أية لحظة ولا يدري من أين يأتيه، ما أبشع الخوف من شيء لا تراه .

      خرجت الممرضة: تنظر في الوجوه، كأنها تبحث عني، تسارعت ضربات قلبي، تردَدَ نفسي، يبس ريقي، ما لها هكذا، نادت أمي، قامت أمي إليها، كم أتمنى أن أعرف ما هي النتيجة، كم أتمنى أن تكون النتيجة أني قد نجوت من المصيدة، ما أرخص الأحلام وما أبشع الواقع!

      قالت الممرضة لأمي: لا بد من حضور رجل! ترى ما الأمر، قالت: لا لن أخبرك.. ولكن لا بدَّ من حضور رجل، أمي تذرف الدموع، ما الأمر يا أمي؟ الصمت يلف أمي بوشاحه، ودموعها أنهار تجري على خديها، أخذت أمي الورقة من يديها، نظرت إليها، مزقتها، ألقت بها على الأرض وهي لا تدري، أخذت قصاصة منها، فتحتها، ألقيت نظرة على ما بها، فكانت الطامة.. رأيت النتيجة.. رأيت ثمن الانحراف عن طريق العفاف، شاهدت بأم عينيّ نتيجة العبث واللهو، فكان في أول الأمر طيش، وإذا به ينتهي إلى مأساة لا يمكن أن يستوعبها عقل.

      أنا في ريعان الصبا، ذات الثمانية عشرة عاماً، هل تصدقون، هل تستوعبون، هل تسمعون؟ أنا.. نعم أنا أحمل الطاعون.. أحمل ثمن الانحراف، أحمل فيروس الإيدز!!

      أفقت، ولكن بعد فوات الأوان، ندمت ولم يفد الندم.. بكيت فجفَّت دموعي، سهرت لأطرد شبح الموت، فأنهكني التعب، أبحث في طرق الحياة عن ملاذ فلم أجد إلا طريق الإيمان والندم، وأنا الآن أقف في مهب الريح أنتظر قدري مع كل إحساس بألم.

      أسوق قصتي لك ولها لعلّ الغافلة تفيق من غفلتها، ولعلّ الشاردة تعود أدراجها، ولعل العابثة تنتبه قبل أن تحترق أيامها، فمعاناتي لا توصف، وألمي لا حدَّ له، ألم أشدّ من فتك الأمراض، وألم الحرمان بحياة آمنة، وألم الخوف من الموت الذي أراه في كل لحظة وفي كل زاوية من أيام حياتي..

      فيا ربي رحمتك وعفوك وغفرانك.

      قال تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}

      {إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم
      }.




      أبو مُخلِد


    • بصراحة كتبت كثيراً ولكن لسوء حظي .. أفلتْ مني تلك العبارات لأسباب لا أعرفها ـ ربما ـ ولكني أقول أن صاحبة .. القصة ، بطلتْ الايدز .. وصديقتها ثُنائية الشللية .. سبباً مباشر .. في تكوين علاقات لا أول لها ولا آخر .. اليس الله قد أعطاها عقلاً ، وعينين .. وأذنين .. ألم ترى الشخص .. ألم تجد في سلوكه وتصرفاته .شيء غير طبيعي .. ألم تسمع عنه .. الخ الحديث .

      لقد كوّنت بطلتْ القصة مُرادها بإقتناعها .. حتى ولو كانت أقل من الثامنة عشر ربيعاً .. كانت بإمكانها وبيدها تجنّبْ كل المشكلات .. على أقل تقدير .. لكن طريقها من وحي رغبتها .. بلا هدف تسير عليه .. ولا خطوة باتتْ تسهر في إقناع نفسها بها .. ولا حتى إحترام مشاعرها الداخلية .ز التي كانت تُهديها بين الفينة والاخرى .. وعلى فكرة أن في الانسان مشاعر .. كانتْ تأتي للانسان أي تُراوده بالعدول عن أعمال الشر .. وهذه لم تُكتشف .. والحقيقة أنا لدي الان فهماً كبيراً من . ( أن في الانسان مشاعر إيجابية تمنعه أو تُحاول تجعله يعدل عن تصرفاته السيئة . ) فإذا كان لديكم أي موقف .. يحدث لكم ثم تأتيكم هذه المشاعر النفسية بُغية العدول .. ثم تستمروا دون سابق إنذار .. بإمكانكم مراسلتي سواء بالخاص مع ذكر الموقف .. وأنا مُستعد لحفظ أسراركم مهما كان .. فقط أستخدمه لصالح مشروع علمي .. فتفضلوا بمراسلتي .. ولكم الشكر والتقدير ..

      اقول لكم أنتم رائعين وتستحقون النجاح .
      لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
      لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
      الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    • لا حول و لا قوة الا بالله , نعم هذه الفتاة هي ضحية اللهو و عدم استخدام عقلها , و لكن

      يتحمل الاهل جزء مما حصل فلو ( و هذه لا تفيد)كان هناك القليل من المراقبة, القليل من الوعي الديني , و القليل من خشية الله لما حدثت مثل هذه الماسي.

      قصة معبرة و ندعو الله تعالى ان يحمي الجميع.
    • لاحول ولاقوة الابالله الي فات فات مايصلح الندم دعوووووووووووووووووواتكم ياجماعه لها ولبنات المسلمين جميعا
      ان الله غفووووور رحيم
      مشكووووووور اخ ابو مخلد على المووضوع الرائع وان شاء الله تكون عظه وعبره للغير
      اخوك
      الفــاتـن
    • يسلموووووووووووو على الموضوع

      استغفر الله العظيم وأتوب اليه :) .......................................................... شاركونا http://aflajoman.tawwat.com