يــــــافا

    • يــــــافا

      يافا في ذاكرة التاريخ

      يافا ... عروس فلسطين ... وثغرها الجميل !

      صور رائعة تعكس حنين الانسان

      وذكريات تثير الشجن تدور حول اثار مجد كان يتألق




      عودة الى عروس فلسطين ... الى صفحات من ذكريات التاريخ ... الى الامل الذي ينير القلب بشوق يحمله عبر اجنحة من العزم والتصميم ... الى مدينة يافا ... المدينة الفلسطينية التي بناها الكنعانيون و استوطنوا ارضها الى من تمثل الحسن والجاذبية بما تميزت به من شواطيء جميلة و أشجار برتقال مثمرة ، تفوح رائحة زهور بياراتها على بعد اميال ... و كانت يافا من اكثر المدن الفلسطينية ازدهارا ، تقع على ربوة ترتفع عن سطح البحر حوالي 35 مترا ، تبلغ مساحتها 176 كيلومترا مربعا ، و يتخللها نهر روبين جنوبا ، وكان اهلها يحتفلون بموسم روبين المنسوب الى النهر ، وكان من المواسم التي اهتم باقامتها القائد صلاح الدين الايوبي في اماكن مختلفة من فلسطين لحشد القوة العربية الاسلامية يتخللها نهر العوجا شمالا ، و كان عدد سكانها قبل احتلالها ، يبلغ حوالي 115 الف نسمة ، عدد مساجدها 14 مسجدا ، اشهرها جامع حسن بك ، الذي شيده حسن بك البصري الجابي الدمشقي خلال الحكم العثماني عام 1916 ، كما كان يوجد فيها عشر كنائس ، وثلاثة اديره .

      اشتهرت كمركز للثقافة والاعلام ، كان اهلها متميزين بوطنيتهم و ثقافتهم التي جعلت مدينتهم عروسا لفلسطين ، البوابة التي تطل على البحر الأبيض المتوسط لتمثل نقطة اتصال رئيسي مع الشرق والغرب ... و جسر عبور للقوافل التجارية ، و بحكم مركزها في منتصف السهل الساحلي الفلسطيني كانت تعتبر من اكثر الطرق التجارية امنا لنقل البضائع المتجهه من مصر او من بلاد الشام ، يافا المدينة التجارية والثقافية التي شهدت المؤتمرات والندوات والمحاضرات اضافة الى الاندية والجمعيات ، كان فيها اذاعة الشرق الأدنى التي بدأ بثها عام 1942 ، لعبت دورا حيويا في اثراء الحياة الثقافية ليس في مدينة يافا فحسب ، لكن في فلسطين عموما من خلال استضافتها لكبار الادباء والفنانين والمثقفين ، كانت تعتبر ايضا المركز الحيوي للصحافة و المنتديات الادبية نتيجة ما كان عليه اهلها من وعي ونضج سياسي و ثقافي و حضاري ، و سكانها كانوا في اوائل من عمل في مجال الزراعة ، ليس في فلسطين فقط .. و لكن بين شعوب العالم .. كانت يافا اول من اصدر الصحف في فلسطين ، فقد صدرت جريدة ( القدس الشريف ) عام 1903 و بعدها بحوالي ست سنوات صدرت جريدة ( الاخبار ) ثم صحيفة ( الترقي ) ، وفي عام 1911 صدرت جريدة ( فلسطين ) و صدر في العشرينات صحف السلام ، والجزيرة والصراط المستقيم ، وصوت الحق ، كما صدرت فيها العديد من الصحف خلال عهد الانتداب البريطاني .. ففي الثلاثينات صدرت الصحف ( الجامعة الاسلامية ) و ( الدفاع ) و ( الجهاد ) و ( مجلة الفجر ) اما في الاربعينات فقد صدرت جريدة الشعب ، وهي اخر ما صدر من الصحف الفلسطينية ( اليافاوية ) قبل احتلال الكيان الصهيوني لهذه المدينة الجميلة



      يافي ... أي الجميلة ... المدينة الكنعانية التي تعرضت للغزو



      يافا ... هذا الاسم المشتق من كلمة ( يافي ) أي ( الجميلة ) من الكنعانية ... فقد اطلق عليها اول من استوطنها من الكنعانيين هذه الكلمة لموقعها على الساحل الفلسطيني ، ولجمال الطبيعة التي كانت تغطيها من اشجار مثمرة تمتد عشرات الكيلومترات من كل جهة ... تبعد عن مدينة القدس الشريف حوالي 60 كيلومترا ، و تلتقي مع المدن الرئيسية في فلسطين

      واجهت مدينة يافا الحروب نتيجة موقعها الجغرافي المرموق ، كمحط انظار الدول الاخرى ... مما ادى الى احتلالها عدة مرات ... وقعت هذه المدينة الجميلة تحت حكم مصر الفرعونية ، و اطلق عليها قدماء المصريين اسم يايو ، بعد ان تصدى اهلها لحملات مصرية متكررة لغزوها فقد كانت مصر في تلك الفترة في اعلى قوتها و لها اطماع في فتوحات لتوسع حكمها في تلك المناطق ، استمر الاحتلال المصري لفسطين فترة من الزمن حيث بدأ من القرن الخامس عشر قبل الميلاد و حتى القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، وفي هذه الفترة واجهت فلسطين حملتين عسكريتين في وقت واحد الاولى كانت من يهود مصر الذين جاءوا اليها عبر صحراء سيناء او ما كان يطلق عليهم يهود التيه نتيجة فرارهم من الحكم الفرعوني ... و قصة هذا الهروب معروفة في كتب التاريخ ، او بالاحرى في التوراة كمصدر وحيد لما يعتمد عليه اليهود في تسجيل تاريخهم

      جاء انهم عبروا نهر الاردن الى فلسطين ، وكانت اريحا اول مدينة يحتلها اليهود بقيادة يوشع بن نون ، و كعادة اليهود في الحروب والغزو ابادوا سكان اريحا ن و دمروا بيوتهم و اهلكهو النسل و الحرث كما داء في تعاليم توراتهم .. ومن اريحا توجهوا صوب المدن الكنعانية الفلسطينية الاخرى التي دمروها ايضا و اهلكو نسلها و فتكوا باهلها لبسط حكمهم على ارض الكنعانيين ... اما الغزوة الثانية فقد تزامنت مع الغزوة اليهودية حيث حملت الفلسطينيين من جزيرة كريت و غيرها من الجزر اليونانية لتتجه نحو شرق البحر الابيض المتوسط ، و كانت ميناء يافا اول محطة انزال لهم ، ومن هناك انتشروا على طول الساحل من يافا الى غزة ، اصطدم الفلسطينيون الذين جاءوا من كريت و هم من قبائل ( الفسطو ) مع اليهود الذين عبروا نهر الاردن و زحفوا باتجاه الغرب لتدور معارك طاحنة استمرت زهاء قرنين انتصر فيها الفلسطينيون انتصارا كبيرا و قد قتل فيها عدد كبير من قادة و ملوك ورؤساء ، و تعامل الفلسطينيون مع السكان الكنعانيين وفق روابط و علاقات اجاتماعية تم فيه الاندماج بعد ان ذاب المهاجرون من كريت مع اهل البلاد و طبعوا اسمهم على ارض كنعان باطلاق اسم فلسطين على الارض الكنعانية ، عكس اليهود الذين رفضوا الاندماج مع سكان الارض الاصليين و اقاموا ( دولة ) على جزء صغير من فلسطين دامت عشرات السنين في عهدي داود و سليمان ، انقسمت بعد ذلك الى قسمين ، قسم جنوبي و جعلوا عاصمته القدس ، و قسم شمالي جعلوا عاصمته احيانا سبسطية و احيانا نابلس

      و عندما تعرضت فلسطين للغزو الاشوري قضوا على مملكة السامرة ثم جاء عهد البابليين الذين قضوا ايضا على مملكة يهودا بقيادة ملك بابل ( نبوخذ نصر ) حيث تم تدمير عاصمتهم القدس عام 586 قبل الميلاد كما تم تدمير الهيكل الذي شيده سليمان معبدا لليهود وتم اسر السكان والزعماء اليهود و كان عددهم 50 الف حملهم نبوخذ نصر معه الى بابل كخدم يعملون في القصور و المزارع و لدى الاسر الغنية المعروفة .

      و تعرضت يافا لاحتلال فراعنة مصر ثم جاء الفرس و بقيت يافا خاضعة للحكم الفارسي الى ان جاء الاغريق الذين احتلوا الشام والعراق و مصر و بلاد فارس والهند بقيادة الاسكندر المقدوني و قد اهتم الاغريق بهذه المدينة الجملية فاعادوا اعمارها و انشأوا فيها المسارح و الهياكل والمصانع ثم ورثت البلاد الامبراطوية الرومانية و ايضا اهتم بها الرومان فبنوا فيها قلعة حصينة و اصبحت مدينة يافا مركزا للمسيحية بعد اعتناق اهلها المسيحية



      يافا و الفتوحات الاسلامية والاحتلاال الخارجي



      Tahoma]و عندما انطلقت الفتوحات الاسلامية خضعت يافا كغيرها للدولة العربية الاسلامية بعد ان فتحها القائد عمرو بن العاص عام 37 ميلادية و دخل اهلها في دين الاسلام لتعود عربية كما كانت دوما عبر تاريخها و تتحول الى مركز تجاري كميناء مهم يقع على البحر الابيض المتوسط لتشهد مدينة يافا الازدهار و التقدم في جميع مناحي الحياة ، و يافا كما هو معروف تاريخيا خضعت للعديد من الغزو ، و في عهد صلاح الدين الايوبي عندما احتلها مرة ثانية الصليبيون اوعز القائد المسلم الى جنوده بهدم المدينة كليا حتى لا يستفيد الصليبيون من حصونها و قلاعها و مينائها ، تم تحرير يافا التي كانت الحصن والميناء والقلعة و المدينة التي اشتهرت بالرخاء و جمال الطبيعة حيث كانت الزهور تبدو فيها الى مالا نهاية اضافة الى ثمارها الشهية ، خاصة الرمان والعنب وقصب السكر والتوت ، كما كانت اشجار الليمون والبرتقال تعطر انحاءها الى اكثر من مسافة ساعتين من السير على الاقدام و كان البحارة وهم في وسط البحر وعلى بعد مسافة منها يستنشقون اريج عطر اشجارها الفواح ، اضافة الى شهرتها بصيد الاسماك حيث كان يخرج الصيادون كمجموعات الى عرض البحر لرمي شباكهم وهم يترنمون بالاغاني الفلسطينية الفلولكورية .. كما كان هنا روبين وهي منطقة مشهورة جدا ، كان اهل يافا يحتفلون بموسم روبين هذا الذي يعتبر من اهم المواسم الشعبية ، ويقال ان نساء يافا كن يتسابقن للاستجمام فيه في فصل الربيع ، و في التراث الشعبي ليافا يقال ان المرأة كانت تصمم على التوجه الى روبين و تقول لزوجها ( يا تروبني ! يا تطلقني ! وكان بالطبع يأخذها الى روبين حيث يلتقي مع جيرانه واهله وأحبابه واصدقائه .. فقد كان كل المناطق المحيطة بيافا تتوجه الى روبين ، فكانت احياء تعرف باسم المنطقة او المدينة حيث تنصب الخيام في تلك المنطقة التي تعتبر من اهم واجمل المنتجعات التي تجتذب لواء اللد للتجمع فيه ، تعرضت يافا خلال التاريخ المليء بالاحداث و الحملات والحصار والمعارك والاخضاع للعديد من احتلال خارجي .. وخلال الانتداب البريطاني انبثقت من مدينة يافا ثورة فلسطين الكبرى عام 1936 التي استمرت ثلاث سنوات بينما استمر الاضراب مدة ستة اشهر و كانت بداية الثورة يوم 19 يناير ( كانون الثاني ) فقد خرج المصلون في مظاهرة حاشدة على رأسها موسى كاظم باشا الحسيني رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمر فلسطين ، وفي ساحة الشهداء وامام سراي الحكومة اصطدمت بطوق كبير من الجنود البريطانين الذين فتحوا النار على المتظاهرين فقتل منهم ثلاثون شخصا و جرح حوالي مائة ، اصيب موسى كاظم بجراح واعتقل عدد من الزعماء لتنتشر الثورة بعد ذلك في جميع انحاء فلسطين و نتيجة لهذه الثورة الثانية قامت حكومة الانتداب البريطاني بنسف مدينة يافا القديمة كليا بعد صدور قرار الامم المتحدة بتقسيم فلسطين ، تعرضت يافا الى اشرس عمل وحشي و مجازر بعيدة عن الانسانية ، فقد قام اليهود بنصب مدافعهم الثقيلة التي منحتها او سمحت لهم سلطات الانتداب البريطاني بالاستيلاء عليها ، لتدمير المديتة وارغام اهلها على الهروب رغم مواقف المجاهدين واستبسالهم في الدفاع عنه الاان حاجتهم للسلاج والتدريب خاصة في ظل قوانين تعسفية من الحكم البريطاني الذي كان يحول بين عرب فلسطين وبين اقتناء السلاح او التدرب عليه للدفاع عن مدينتهم ليتم ترحيل سكانها وتهجيرهم قسريا ، دون ان يوقف عند ثوارها شعلة الجهاد ، التي اعطت العصابات الصهيونية مثلا اعلى في بطولة فلسطينية في معارك متصلة رغم القصف والقتل والمحاصر واعترف الارهابي السابق مناحيم بيغن بقوة النضال والدفاع المستميت عن المدينة خاصة في حي المنشية الذل اشتهر بانه حي القبضايات و كان الصغار يرددون فيه دائما ( احنا ولاد المنشية حمالين الشبرية ) ، و صرح بيغن ( لقد هاجمنا يافا بافضل قواتنا و احسنها تدريبا و مرانا .. وفي المرات الخمس رددنا على اعقابنا و حملنا في ميادين العركة ابطالا اعزاء علينا مضرجين بدمائهم و بلغ من صلابة حماتها ان فكرنا بالعدول عن اقتحامها ) لقد ساهمت بريطانيا بسقوط مدينة يافا و غيرها من المدن الفلسطينية بأيدي العصابات الصهيونية المسلحة الذين كانوا يدخلون القرى والمدن لتدميرها وقتل سكانها ،ـ وفي يافا قامت العصابات بسد جميع المسالك المؤدية للمدينة الا ان القوات المهاجمة رغم مواقف ابنائها البطولية و النضالية كانت اكبر من قدراتهم نتيجة السلاح و التنظيم العسكري والامدادات المتاحه لها [/color]


      سقوط يافا نتيجة الاحتلال البريطاني



      وعندما سقطت القرى الفلسطينية المجاورة لمدينة يافا ، عم الخوف .. وسادت الفوضى ، وبدا الناس يهربون من قسوة مذابح الصهاينة مما ادى الى تكثيف هجمات العصابات الارهابية الصهيونية الدموية فانهارت المدينة بعد هروب اهلها عن طريق البحر الى مدينة غزة ، خاصة بعد انسحاب القوات البريطانية في الرابع عشر من شهر مايو عام 1948 وهكذا تم اقتحام يافا التي سقطت في ايدي الغزاة الذين سيطرت عليهم مشاعر الحقد فكان القتل والارهاب والسرقة واحتلال المساجد والكنائس واجبار غالبية السكان على الرحيل ... وما تبقى منهم و كانوا ثلاثة الاف نسمة فقط ، حشروهم في ي العجمي وحي المنشية و احاطوهم بالاسلاك الشائكة واخذوا يعاملونهم معاملة بعيدة عن الانسانية .

      يافا ... التي تميزت بمدارسها .. واهمها مدرسة ثانوية الزهراء للبنات ومدرسة ثانوية العامرية للبنين التي درس فيها عدد كبير من رجالات فلسطين بعد ان التحق بعضهم بالتعليم الجامعي خارج فلسطين ، ولا يزال منهم من يكافح و يناضل في سبيل عودة الى مسقط رأسه ومهد طفولته وأرض اجداده ، دون ان يفقده ما يدور على المسرح السياسي من تنازلات وممارسات تغتال فكرة حق العودة الى عروس فلسطين الى مدينة يافا ، رغم انها بكل احيائها ، وشوارعها ، و مبانيها ، تحولت الى حي واحد هو حي العجمي ، وجزء بسيط في المنشية يبلغ سكانها حاليا حوالي 15 الف نسمة يعاني اهلها من مشكلات اجتماعية سكانية نتيجة سياسسة التجهيل التي تمارسها معهم السلطات الارسائيلية من خلال تنفيذ مخطط استيطاني و زحف سكاني لتغيير معالمها العربية ، الا ان الامل سيبقى في وجدان الانسان الفلسطيني ، يتوارثه الاجيال ، بضرورة العودة لوطنه

      و تتتحول يافا ... اجمل المدن الفلسطينية الى مركز لفساد خلقي و اجتماعي تساهم فيه السلطات الاسرائيلية لزيادة ما في اعماق سكانها العرب من الم و قهر و غيظ

      تبدلت يافا ... بعد ان كانت تمثل الجاذبية و القيادات الثقافية تحولت مساجدها الى حانات ، نسفت احياءها بكاملها ، تم تدمير كل الاثار البارزة في المدينة اندثر في حي العجمي العريق المساجد والكنائس والمدارس ، تغير فيها الجمال ... غابت الشوارع التي كانت تموج بأهلها ... اين المنشية والنزهه والجبلية وارشيد و...و.... و تحولت مناطق السكان العرب ، الى احياء من الصفيح تضم اصحاب المدينة ... التي تئن من احتلال غريب واصبح سكانها العرب اليوم يمثلون حوالي 3 % من مجموع السكان ، يشاهدون سياسة التدمير التي تهدف الى اقتلاع الطابع العربي الاسلامي عن مدينة في ظل الصمت الموجع نتيجة خضوع من يطالب بالتنازل عن الحق المشروع عن الوطن السليب عن العودة لابناء يافا ، عودتهم الى شوارع و حواري واحياء وارض و بيارات وشاطيء المدينة ، وحيث لا يزال جامعها الكبير مسجد حسن بك ، الذي يعتبر قطعة فنية معمارية شامخا يدعو الجيل الجديد للعودة الى الوطن الذي يئن من احتلاال غريب خارجي ، بعد ان تمكن الياس و التراجع من جيل يرفع اليوم راية الاستسلام ... وقد بدأت تستقبل مجموعة من نوعية اوقفت نضالها على الشعارات البراقة والخطب الرنانة والمواقف التمثيلية على مسرح السياسة ، عاد احدهم من هتافين سلام الشجعان ، يدق باب البيت الذي عاش فيه طفولته ، باب بيت ابائة و أجداده في حواري يافا ، في حي النزهه ، ليستقبله من احتل بيته ووطنه و مستقبله وودوده ، واعتال رجولته والغى ذكريات طفولته ... يدير نظراته في كل مكان له فيه ذكريات ... ولا ينسى وهويغادر المكان والابتسامة الصفراء تأكل وجهه ان يشد بحرارة على يد لصوص الوطن ، ثم يدير ظهرة وهو يلوح بمودة و حماس لسارقي ارضه ووطنه و تاريخه و تراثه في طريقه الى مغادرة يافا التي جاءها زائرا بعد ان سمحوا له بالقاء في مسقط رأسه لعدة ساعات ! و يعود من حيث جاء ليمارس دوره مع فئة المتنازلين عن حقوقهم وهو يغمض العين عن الذين يرفضون و باصرار مطرز بالامل والكرامة ان تطأ اقدامهم ارض يافا ن ثغر فلسطين ، موطن الاباء والاجداد زائرين ... بل عائدين لممارسة حقوقهم المشروعة وفق القرارات الشرعية الدولية ! وأصوات الجيل الجديد تهدر تطالب بتحرير الوطن ... من خلال ما يسكن في اعماقهم _ انا لن أعيش مشردا ... انا لن أظل مقيا ... انا ل غد وسوف اظل ثائرا متمردا ...

      وتعبر الذكريات افق خيال ابن يافا ، البيارات من برتقال تحيط مدينته من كل مكان ، البرتقال اليافاوي والذي يحمل شهرة عالمية واسعة خاصة ، البرتقال الشموطي الذي تشتغله اسرائيل ، البرتقال اليافاوي العربي الذي سرقته من الوطن لتصدره الى بلاد العالم ، اصبح يحمل اسما اسرائيليا ، سرقت الاكلات الفلسطينية الشعبية وما اكثرها و توسعت في مجال السرقة لتستولي على الاكلات الشعبية اللبنانية ... حتى التراث و الفولكلوور والملابس الشعبية المطرزة جعلته من تراثها

      مهما حاول الغزاة لصوص الوطن ، طمس معالم يافا ، المدينة العربية والاسلامية ومهما حاوول جيل الاستسلام حرق قوافل العودة فان الاجيال القادمة ... اولادهم ... احفادهم ..و...و...سيحملون الراية شعلة النضال لتستمر المسيرة النضالية الحقيقية التي عبر عنها الشاعر الكبير نزار قباني




      نريد جيلا غاضبا

      نريد جيلا يفتح الافاق

      وينكش التاريخ من جذورة

      وينكش الفكر من الاعماق

      نريد جيلا قادما مختلف الملامح

      لايغفر الاخطاء لا يسامح

      لا ينحني ولا يعرف النفاق

      نريد جيلا رائدا عملاق