مخاض كون على ارض..."ذكرى ميلاد مضيئة ". - almuharby

    • مخاض كون على ارض..."ذكرى ميلاد مضيئة ". - almuharby

      مخاض كون على أرض
      "ذكرى ميلاد مضيئة"في خضم الأحداث الملتهبة في جسد الأمة الإسلامية التي نعايشها في هذه الفترة وسقوط نظامين من الأنظمة الحاكمة لدولتين من دول الإسلام وهما تونس ومصر تطل علينا ذكرى حبيبة على قلب كل مسلم ألا وهي ذكرى ميلاد الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه هذه الذكرى التي تعيدنا قروناً إلى الوراء نتذكر فيها كيف كان صلوات ربي وسلامه عليه رضيعاً عند السيدة حليمة السعدية وكيف كان تأثيره على حياتهما أي السيدة حليمة وزوجها فقد كانوا أفقر الناس وتحول حالهما إلى اليسر فقد أخضرت الأرض وسمنت الماشيه وأمتلئ ضرعها بالحليب وهذه من بركاته سيد الكونيين والثقلين ولا شك في هذا وهو المحمود عند الله وهو الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وبعثه الله متمماً لمكارم الأخلاق ،نتذكر كيف عاش يتيم الأبوين فرحل أبوه ولم يره ولم توفت السيدة آمنة بنت وهب كان هو دون سن السابعة من عمره ليكون الدرس الأول في حياته الأعتماد على النفس بعيداً عن حنان الأبوين ليكفله جده ثم عمه ويخرج بعد ذلك بالتجارة للسيدة خديجة بنت خويلد وأمنته على مالها وتجارتها وكيف لا؟! وهو الذي يعرف بالصادق الأمين عند قريش كل هذا هذا سردٌ بسيط يبين أن المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه كان قدوة لمجتمعه قبل أن يبعثه الله رسولا فقد تحلى بأحلى الأخلاق وأرفعها وكم نحن بحاجة إلى شباب يسيرون على درب نبيهم في زمن أنحطت فيه الأخلاق وأصبح المرء الخلوق منبوذا وكأنه حالة شاذة نعم وصلاح أمتنا فيما أصلح أولها سلوك الطريق القويم والسير على منهج الله تعالى ،ودرسٌ آخر نتعلمه منذ هذا الميلاد المبارك وهو اليتم الذي عاشه المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يجعله عالة على مجتمعه بل على العكس جعله فعّالاً جداً نافعاً للناس فكم في هذا الزمن من يتيم جعل من يتمه حاجزاً للأبداع وكم من يتيم أستغل يتمه ليكون مجرماً وفاسداً في مجتمعه ولكن المصطفى القدوة جعله طريقاً للأبداع وخدمة أمته ورفعة مجتمعه.
      ما أجملنا أن نتأخذ من سيرة الحبيب المصطفى نبراساً لحياتنا نسير على ضياءه ونقتبس من إشعاعه لنكون للمتقين أماما وختاماً نداء إلى شباب الإسلام تدارسوا سيرة رسولكم الأعظم وكونوا على دربه تطيب لكم الدنيا والآخرة .
      نصر بن سعيد المحاربي
      9 ربيع الأول 1432هــ

      13 فبراير 2011م