بسمة والبحر

    • بسمة والبحر

      [B]هناك قناعات وأفكار تنغرس في عقولنا وقلوبنا .. نؤمن بها ونصدقها ..ولا يقدر أحدٌ على زعزعتها ..وقد نتحول إلى أسرى لحالة حبٍ أو احتياج غريزيّ لذلك الشئ الكبير في حياتنا ...
      وفجأة .. قد يحدث حدثٌ ما .. يحوّل أعماقنا إلى واحة من الغضب والحزن والقهر .. حينها نرى صورة أخرى تكون كافية لنغيّر اتجاهنا الأول .. وحبنا الأول ...




      هي كانت وحيدة والديها .. وكان منزلها مطلا على البحر ..مما زاد عشقها لذلك الأزرق الممتد
      بهدوء على طول مدى النظر ... كان البحر جميلاُ جداُ .. وكان ملجأ أحزانها الوحيد ..كانت تحكي لهُ وتحكي بحيث لا تمل من سردها اليوميّ عليهِ ..لم تكن من النوع الذي يؤمن بالصداقات ...لذلك لم تكن لها علاقات مع بنات جيلها ,,,فقد كان البحر أقرب مخلوقات الله إليها. كل يوم على الشاطئ ..تقف على أصابع قدميها لتشاهد امتداد البحر .. منظر القوارب الصغيرة كان رائعا ..خاصةُ في الليالي المقمرة .. حين تشاهد أضواء صغيرة جدا على سطح البحر لقوارب صيادين اعتادوا الموج كما الأرض الثابتة ...

      "بسمة" هوايتها المفضلة الكتابة .. كانت تؤمن بأن العالم ليس من الصعب التعامل معه .. ولكن عليها التعامل بحذر .. في كل شئ كانت حذرة .. وأحلامها كانت صغيرة أيضاً ... بحجم قلبها النابض الصغير ... ولكنها في الأعماق .. كانت تعشق البحر ..وتراه ملكا في عالمها .. فهو القوة .. وهو العطاء .. وهو المثالية التي تكتمل في عيناها ... أخبرته عن قصتها الأولى .. وحبها الأول ... وكيف أنه في لحظة ضعف ضاع منها ...وتعلّق بمسميات واهية .. كان ثمنها ذلك الحب .. فقد كانت تعشقه حتى الجنون .. وكان يعشقها بالجنون ذاته ..وكانت بريئة جدا حتى في عاطفتها المغمورة بملح الحياة .. وهو الحب ...

      تعودت أن تبني على الرمال .. وكانت دائما تشير بإصبعها إلى الأمكنة .. هنا ستكون حديقة المنزل .. وهنا ستكون غرفتي الخاصة للكتابة .. أليس كذلك ...وكان البحر دائما هناك .. يجرف بيتها الرملي الصغير .. فتضحك من أعماقها .. لتواجه وجه حبيبها قائلة :

      إنه موج غيور منك حبيبي .. إنه يداعبني فقط ...!!!



      قال لها يوما :
      إنه ليس بتلك المثالية التي تتصورينها .. إني أخشى عليكِ منهُ ... أخشى عليكِ من أحلامك وبراءتك ..



      ولكنها غضبت ذلك اليوم ... وتركت حبيبها ... مضت بدون رؤيته ..وظل يراقبها ... إلى أن اختفت ...

      ولكنها كانت على يقين بأن عينا حبيبها حملتا لها شئ آخر ... لم تفهمه حتى افترقا ...


      مضت سنتان الآن وهما بعيدان ... ولكن البحر ما زال هو العشق الأول .. فقد حفظ أسرارها .. و أستمع إليها بصبر كبير ... منحها من الحب الشئ الكبير ... لم يخذلها يوما ..

      وذات صباح ... استيقظت على جَلَبة أفزعتها ... دبّ خوف في قلبها .. وتسارعت الأسئلة الخرساء على عقلها

      ماذا حدث ؟؟؟ ما وراء هذه الضوضاء ؟؟؟ أسرعت نحوهم .. إنهم كثر ..يحيطون بشئ ما ..



      تمنت أن تخترق أجسادهم لتصل إلى قلب الحدث ..

      أخيراً استطاعت الوصول !!! جثة طفل صغير في نحو الثامنة .. جسدٌ ملئ بإنتفاخات كثيرة .. رائحة عفنة .. شئ من التآكل في جسده ْ ... أطرافه ممزقه .. لا بدّ وأنه غرق منذ أيام في " عمق البحر " .. ولا شك أن أمواج البحر تقاذفته حتى وصل هنا ...

      شعرت بحزن كبير .. هوّة عميقة في قلبها .. بكت .. بكت كثيرا ...
      تساءلت ..

      ترى هل أنت الوفاء أو الغدر
      الحنان أم القسوة
      الأمان او الخوف



      مضت حانية الرأس وهي تردد بهمس ...

      ترى لو كان للبحر لسان ..هل سيملك القدرة على حفظ أسراري ..
      ترى لو غرقت ذات يوم ... هل سيحملني موجه إلى بر الأمان .. فأنا عشقتهُ منذ سنوات !!!
      ألا يعشقني هو الآخر ؟؟!!!
      أم سيبتلعني مثل ذلك الطفل الصغير ... أعتقد بأنه عليّ إعادة حساباتي ...
      المثالية !!! تضحكني هذه الكلمة !!!



      وهنا تذكرت وجه حبيبها ... إبتسمت .. بشئ من الحزن .. تركت الرياح تتلاعب بشعرها .. كانت .. تتساءل .. و نظرها ضائع في مدى السماء ...

      ترى .. أين أنت الآن ... حبيبي !!؟


      مضت وحيدة .. شاردة الذهن ... أشياء كثيرة ماتت في داخلها ..أماني كثيرة ....أحداث هذه اللحظة كانت كافية .. لتعود بسمة بعقلانية أكبر .. ولتتأكد بإن لا شئ ثابت في الحياة ... لا شئ يمنحك كل ما تريد .. لا شئ .. أبيض تماما .. ولا شئ .. أسود تماما ..


      بإختصار لا مثالية موجودة .. فكل مخلوقات الله بها من الانانية والعطاء ما بها .. وهذا ليس عيبا .. إنما العيب في إصرارنا رؤية شئ غير حقيقي .. وأن نسرف في الأحلام ,,, ونتعلق أكثر .. لتكون الصدمة أكبر ...

      [/B]
      عدت والعود أحمدُ
    • مضت وحيدة .. شاردة الذهن ... أشياء كثيرة ماتت في داخلها ..أماني كثيرة ....أحداث هذه اللحظة كانت كافية .. لتعود بسمة بعقلانية أكبر .. ولتتأكد بإن لا شئ ثابت في الحياة ... لا شئ يمنحك كل ما تريد .. لا شئ .. أبيض تماما .. ولا شئ .. أسود تماما ..



      بإختصار لا مثالية موجودة .. فكل مخلوقات الله بها من الانانية والعطاء ما بها .. وهذا ليس عيبا .. إنما العيب في إصرارنا رؤية شئ غير حقيقي .. وأن نسرف في الأحلام ,,, ونتعلق أكثر .. لتكون الصدمة أكبر ...



      رحيل كالعادة حضورك فوق العاده .......


      مدينة يسكنها الأطفال .. الملائكة
      وأوجاع تتحوّل معك/ بك .. إلى طيور محلّقة
      .
      .
      هكذا كلما قرأتكْ
      //

      نصّك مُتقن فوق العادة....

      أرفعُ راية الجمال لحضورك الأبهى

      وأقول


      دام هذا التألق
    • خيال يفوق الوصف ...
      برغم هناك ضعف بالسرد ولكن ربما لامس نوع ما أحساس القاري ..
      وقفت هناك على شاطئ البحر المعهود .. ولكن
      ألم أستطع الأقتراب لأشتكي ما أصابني بذلك اليوم ...
      جميل ما طرح ...

      أختك
    • عزيزتي رحيل ..

      مستوى فوق الأنظار .. وأسلوب يستوطن النجوم علواً ..

      "بسمة" .. إختيار موفق للاسم .. يبعث على التفاؤل في زمن المادية البحته..

      البحر لا يغدر إلا بمن يدخل عالمه بلا استئذان !!

      عاشقٌ هو ذاك البحر للرمل ، للحياة .. لكي تتأكدي ما عليك إلاَّ ملامسة دفء رمل الشاطى بعد احتضانها أمواج البحر الحالمة ..

      مؤلمةٌ هي لحظة الغدر .. خصوصاً إذا ما أنشب أقرب اصدقاءك أظفار الخيانة بخاصرتك مدعياً احتضانه إياك!


      بوركتِ عزيزتي ، وبورك لنا قلمك ..
      وإلى إرتفاع السماء دائما ،،
    • نهلة 2005 كتب:

      [B]
      خيال يفوق الوصف ...
      برغم هناك ضعف بالسرد ولكن ربما لامس نوع ما أحساس القاري ..
      وقفت هناك على شاطئ البحر المعهود .. ولكن
      ألم أستطع الأقتراب لأشتكي ما أصابني بذلك اليوم ...
      جميل ما طرح ...

      أختك

      نهلة 2005 كتب:




      عزيزتي .. نهله ...


      أشكر حضورك ..

      وأشكر تعليقك ...

      ربما قصرت قليلا في سرد بعض التفاصيل ...

      أردت أن تصل الفكرة إلى القارئ بإسلوب بسيط ..

      ولم أرد أن أجعلها قصة حقيقية مليئة بالعقد و حل العقد !!!



      لكِ تحياتي .. :)


      [/B]
      عدت والعود أحمدُ
    • الجوكي كتب:

      تشكري اختي العزيزه على هذه القصة الرائعة جدددددا... اشواقي لك :)



      عزيزي الجوكي

      الشكر لحضورك الجميل ... |a

      ولسطورك الأجمل ..


      تحياتي القلبية
      عدت والعود أحمدُ


    • إيه .. هو البحر .. ذلك الأزرق

      كم أعشقه أنا أيضا ..

      ورماله ..

      وسواحله الذهبية ..

      ينتابني شعور بالجنون ..

      حين أرى جنونه

      حين أسمعه ..

      عبر أمواجه وهي تتراقص على أنغام لحن بديع


      لكني الآن لا أسمع سوى صوت بسمة :

      يا بحر أجبني ؟

      أين حبي ؟

      أين حلمي الوردي ؟

      أين شدوي ؟

      أترى في ليلة النصف غاب بدري ؟

      يا بحر أجبني ؟


      هل أنا وحدي ؟

      وجرحي الغائر في فؤادي ؟



      أصيح ُ .. أنادي ..

      ولا شيء غير صمتك الداجي .. وصدى صوتي المحزون

      يهز أعماقي ..



      عزيزتي رحيل القويطعي

      لكلماتكِ وقعا كبيرا في نفسي ..


      أرق التحايا لكٍ .. لبسمة .. للبحر .. $$e