قصة لم تكتمل ولم تكتمل خيوطها ولا أحداثها .. حاولت أن أغوص اكثر واكثر في حياة رحمة ولكن لم يدندن القلم معي لتكملتها حاولت مرارا وتكرارا ولكن للأسف كأن القلم يعاندني..
فلكم أحبتي أقصوصتي القصيرة هذه والتي لم تكتمل .. واتمنى أن تعذروني إذا كانت غير واضحة أو أنها لا ترتقي أن تكون هنا .. فما زلت أتعلم منكم دوما وأبدا ..
فلكم أحبتي أقصوصتي القصيرة هذه والتي لم تكتمل .. واتمنى أن تعذروني إذا كانت غير واضحة أو أنها لا ترتقي أن تكون هنا .. فما زلت أتعلم منكم دوما وأبدا ..
تتفاقم الأحداث ، وتعلو الصرخات .. خطوات متكسرة محطمة تمشي على أطراف الأصابع .. قطرات متساقطة على صفيح الأرض ، صوت خفيف يشبه حفيف الأشجار ينساب بين ظلمة الليل وظلمة الخوف .. وصوت الخطوات المتكسرة ترتجف فزعة.
من أنت ؟ هكذا طبقت شفتيها بسؤالها .. سرد قصصي بدأ يدغدغ عقلها ، وحكاوي ليلية كانت تسمعها من جدتها العجوز وهي تجلس أمام ( الموقد ) المشتعل.. سؤال أطلقته لم تجد له إجابة .. بل لمست أنين خوف وفزع ، وأحست بأن الدنيا بدأت قاتمة حالكة السواد.
رحمه .. رحمه قومي يا بنتي للصلاة ، ما تسمعي صوت المؤذن يأذن .. صوت متثاقل ، وجسم تعبان خاوي القوى .. سوف أقوم يا أمي ولكن .......
من ذاك الذي رأيته في الحلم ؟ وما تفسيره ؟ هكذا انتعشت رحمة من نومها بعد أن تذكرت ذاك الحلم الذي دغدغ نومها .. صوت الديك يصيح فوق شجرة ( الشريشه ) متناغم مع صوت الدجاج الكسول الذي بدأ ينزل من الشجرة .. أصوات الماعز الممتزجة مع صوت غراب حط برحالة بالقرب من ام رحمة وهي تصنع خبز ( الرخال ) لعل وعسى يحصل نصيبه.
حملت رحمة (الهاندوه) واتجهت ناحية الفلج القريب من البيت ، وبدأت في ملئ الوعاء بالماء حتى امتلئ ، وبينما ترفعه لقمة رأسها ، وهي تستعد للرجوع إذا لمحت شخص جعل الوعاء يسقط من يديها .. وبعد ذلك تبعه سقوط رحمة القوي على الفلج.
عين وأصابتها .. بكاء قوي ، اجتمعت النسوة في بيت رحمة للاطمئنان عليها .. المسكينة كانت طيبه .. ما تشوف شر .. عين حارة وأصابتها .. وبعد ذلك شق ذاك التجهمر شيخ كبير في السن ( معلم ) بصحبة أبو رحمه وهما متجهان ناحية الغرفة ..
...... ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسدا إذا حسد . صدق الله العظيم صوت المعلم بدأ قويا وهو يتلو القران الكريم .. وبعد ذلك دمدم بكلمات غريبة عجيبة لم يفهما أحد..
البنت مسكونه بجني .. خبر كالصاعقة جعل من أم رحمة تصرخ بقوه ، بكاء ونحيب .. (ما لقيوا إلا رحوم يسكنوا فيها)
بخور اللبان برائحته الذكية انتشرت في حوش البيت .. أصوات متداخلة كثيرة ، نار تم إشعالها بالقرب من شجرة الشريشه مما جعلت من الديك يصدر صوتا كأنه يستنكر ما يدور تحت الشجرة ، حتى أن الحضور سمعوا رفرفت جناحيه وصراخه القوي من شدة الأدخنة المتصاعدة للأعلى.
أصوات الدفوف بدأت تعلو .. أناشيد تنشد ، وصوت قوي يصرخ (شلو شلة احمد البدوي) صرخ أخر لا ثم قال : هيل يا الله يا محمد هيل يا الله ، هيل يا الله يا محمد هيل يا الله ، أنت نورا فوق نوري هيل يا الله ، وأنت مفتاح الصدوري هيا الله .. ومع أصوات الدفوف والحركات المتقنة للحضور ، صرخ أحدهم صرخة قويه وبدأ يهتز في مكانه ثم حمل معه (مجمر) المختلط باللبان العماني .. وبدأ في السير يمنة ويسره وبأصوات غريبة جدا وعجيبة .. وما لبث إلا أن صرخ ثاني وثالث ، وقال أحدهم ( رمس الشيخ رمس ) حتى انتهى المنشد.
توجه رجل طاعن في السن ناحية رحمة القابعة وسط من النسوة ، وجلس أمامها بعد أن قدم لها البخور ، ومسكها من يديها وسألها : من أنت؟ أنا جني الأرض؟ وما لقيت إلا هذا المكان تسكن فيه؟ يضحك الجني ( طبعا بصوت رحمه ) ارتحت لهذا المكان وباغي اسكن؟ الشيخ بصوت قوي : لا ما تسكن .. الجني : بسكن وحدث جدل بين الاثنين حتى قام الشيخ واقفا ( ونعش ) بعد أن امسك بالمجمر ثم مسك رحمة مرة أخرى .. بتطلع أم لا .. لا .. إذا جبت حال نفسك الموت وقام الشيخ بتهديد الجني .. حتى رضخ الجني وقال : سوف اخرج الان من الفم .. فهنا مسك الشيخ بيد رحمة بقوه وهزها بكل قوه لا .. بل اخرج من إصبعها الصغير في قدمها اليسرى وإلا ..... قال الجني وهو في حالة فزع خلاص خلاص بخرج .. بتخرج ولكن ما ترجع مرة ثانية وتسكن ... ما ارجع ما ارجع
طفح الكيل بالديك وقرر بعمل مظاهره سلميه بالصراخ القوي مع الدجاج .. وفعلا بدأت الأصوات تعلو وتعلو مستنكرة في ذاك الإزعاج المتعمد (ولكن لا حرية هنا) وكل من يحاول بعمل مثل هذه المظاهرة يكون مصيره السقوط للأسفل جثة هامدة .. وبعدها اختفت الأصوات ، وتفرقت المظاهرة بالهروب الكبير للدجاج ، بعد أن صاب حجر أحد الدجاج فارداها قتيله.
بدأت خيوط الشمس ترسل ظفائرها الذهبية للأرض ، مشتتة ظلمة ليلا طويل تخللته صرخات مدوية وانتهت بقتل الدجاجة .. تقوم رحمة من فراشها وحاولت الوقوف ولكنها لم تتزن في وقفتها فرجعت مرة أخرى للفراش ..
أمي اشعر بصداع فضيع في رأسي ، ورجولي ثقال ما اقدر أوقف عليهم .. بتتحسني بنتي بتتحسني أن شاء الله .. هذا ربما تأثير دوا المعلم مراش ..
راشد .. راشد كيف رحمة الحين .. المعلم مراش بخير .. لحظة بس انزل من النخلة .. وبدأ الشايب راشد ينزل من النخلة بكل خفه وتوازن ، وعند وصوله للحافة فك من جسده النحيل ( حبل الطلوع ) وتوجه للمعلم مراش .. شي علوم شيء أخبار معلم .. ما شيء إلا علوم الخير .. من صوبكم ، نوبه ما شيء .. انزين بروح الحين تأمرني بشيء .. تو الناس معلم ، انزين لحظة شوي .. غاب الشايب راشد بين النخيل ثم رجع وفي يده ( قفير ) من رطب النغال.
بكل حزن واصفرار في الوجه ، بكل بؤس وسكينة .. بدأت تلملم ظفائرها وكأنها تودع من حولها ، منظر يجعل من المتأمل يقف برهة من التفكير العميق متمعنا في قوله تعالى " وجعلنا النهار معاشا ، وجعلنا الليل لباسا " نعم ها هي الشمس ترحل بعد أن طويت أخر ظفيرة لها .. وبدأ الليل يوزع لحافه الأسود على تلك المنطقة القابعة وسط النخيل .. وبدأت قطعان الماشية يعود أدراجه (الدرس) المعد لها للمبيت بعد أن تأخذ وجبة العشاء .. وذاك الديك يراقب الدجاج تارة وتارة أخرى يطقطق بجناحيه ولسان حاله يقول : من سيموت الليلة ؟ ثم ما لبث إلا ان اعتلى شجرة الشريشه.
أصوات عواء الذئاب يتردد صداه من بين الجبال المحيطة بالقرية .. رحمه تعيش في صراع مع نفسها في ليلتها .. صوت غريب ينساب بين جدران غرفتها البالية العتيقة ، ترتجف وتطوي لحفاها على جسدها .. شخص غريب ذو ملامح غريبة يقترب منها ، تحس بوقع أقدام مما زاد الخوف في قلبها الصغير ، حاولت الصراخ ولكنها لم تستطع ، زاد خفقان قلبها وزادت سرعته كأنه في سباق قوي. وقع الأقدام يقترب رويدا رويدا ......... رحمه مالك ماه ما راقدة؟ ارتاحت رحمة عندما سمعت صوت أمها .. لا ماه ما جاني رقاد.
من أنت ؟ هكذا طبقت شفتيها بسؤالها .. سرد قصصي بدأ يدغدغ عقلها ، وحكاوي ليلية كانت تسمعها من جدتها العجوز وهي تجلس أمام ( الموقد ) المشتعل.. سؤال أطلقته لم تجد له إجابة .. بل لمست أنين خوف وفزع ، وأحست بأن الدنيا بدأت قاتمة حالكة السواد.
*******
رحمه .. رحمه قومي يا بنتي للصلاة ، ما تسمعي صوت المؤذن يأذن .. صوت متثاقل ، وجسم تعبان خاوي القوى .. سوف أقوم يا أمي ولكن .......
من ذاك الذي رأيته في الحلم ؟ وما تفسيره ؟ هكذا انتعشت رحمة من نومها بعد أن تذكرت ذاك الحلم الذي دغدغ نومها .. صوت الديك يصيح فوق شجرة ( الشريشه ) متناغم مع صوت الدجاج الكسول الذي بدأ ينزل من الشجرة .. أصوات الماعز الممتزجة مع صوت غراب حط برحالة بالقرب من ام رحمة وهي تصنع خبز ( الرخال ) لعل وعسى يحصل نصيبه.
*******
حملت رحمة (الهاندوه) واتجهت ناحية الفلج القريب من البيت ، وبدأت في ملئ الوعاء بالماء حتى امتلئ ، وبينما ترفعه لقمة رأسها ، وهي تستعد للرجوع إذا لمحت شخص جعل الوعاء يسقط من يديها .. وبعد ذلك تبعه سقوط رحمة القوي على الفلج.
*******
عين وأصابتها .. بكاء قوي ، اجتمعت النسوة في بيت رحمة للاطمئنان عليها .. المسكينة كانت طيبه .. ما تشوف شر .. عين حارة وأصابتها .. وبعد ذلك شق ذاك التجهمر شيخ كبير في السن ( معلم ) بصحبة أبو رحمه وهما متجهان ناحية الغرفة ..
...... ومن شر النفاثات في العقد ، ومن شر حاسدا إذا حسد . صدق الله العظيم صوت المعلم بدأ قويا وهو يتلو القران الكريم .. وبعد ذلك دمدم بكلمات غريبة عجيبة لم يفهما أحد..
البنت مسكونه بجني .. خبر كالصاعقة جعل من أم رحمة تصرخ بقوه ، بكاء ونحيب .. (ما لقيوا إلا رحوم يسكنوا فيها)
*******
بخور اللبان برائحته الذكية انتشرت في حوش البيت .. أصوات متداخلة كثيرة ، نار تم إشعالها بالقرب من شجرة الشريشه مما جعلت من الديك يصدر صوتا كأنه يستنكر ما يدور تحت الشجرة ، حتى أن الحضور سمعوا رفرفت جناحيه وصراخه القوي من شدة الأدخنة المتصاعدة للأعلى.
أصوات الدفوف بدأت تعلو .. أناشيد تنشد ، وصوت قوي يصرخ (شلو شلة احمد البدوي) صرخ أخر لا ثم قال : هيل يا الله يا محمد هيل يا الله ، هيل يا الله يا محمد هيل يا الله ، أنت نورا فوق نوري هيل يا الله ، وأنت مفتاح الصدوري هيا الله .. ومع أصوات الدفوف والحركات المتقنة للحضور ، صرخ أحدهم صرخة قويه وبدأ يهتز في مكانه ثم حمل معه (مجمر) المختلط باللبان العماني .. وبدأ في السير يمنة ويسره وبأصوات غريبة جدا وعجيبة .. وما لبث إلا أن صرخ ثاني وثالث ، وقال أحدهم ( رمس الشيخ رمس ) حتى انتهى المنشد.
*******
توجه رجل طاعن في السن ناحية رحمة القابعة وسط من النسوة ، وجلس أمامها بعد أن قدم لها البخور ، ومسكها من يديها وسألها : من أنت؟ أنا جني الأرض؟ وما لقيت إلا هذا المكان تسكن فيه؟ يضحك الجني ( طبعا بصوت رحمه ) ارتحت لهذا المكان وباغي اسكن؟ الشيخ بصوت قوي : لا ما تسكن .. الجني : بسكن وحدث جدل بين الاثنين حتى قام الشيخ واقفا ( ونعش ) بعد أن امسك بالمجمر ثم مسك رحمة مرة أخرى .. بتطلع أم لا .. لا .. إذا جبت حال نفسك الموت وقام الشيخ بتهديد الجني .. حتى رضخ الجني وقال : سوف اخرج الان من الفم .. فهنا مسك الشيخ بيد رحمة بقوه وهزها بكل قوه لا .. بل اخرج من إصبعها الصغير في قدمها اليسرى وإلا ..... قال الجني وهو في حالة فزع خلاص خلاص بخرج .. بتخرج ولكن ما ترجع مرة ثانية وتسكن ... ما ارجع ما ارجع
*******
طفح الكيل بالديك وقرر بعمل مظاهره سلميه بالصراخ القوي مع الدجاج .. وفعلا بدأت الأصوات تعلو وتعلو مستنكرة في ذاك الإزعاج المتعمد (ولكن لا حرية هنا) وكل من يحاول بعمل مثل هذه المظاهرة يكون مصيره السقوط للأسفل جثة هامدة .. وبعدها اختفت الأصوات ، وتفرقت المظاهرة بالهروب الكبير للدجاج ، بعد أن صاب حجر أحد الدجاج فارداها قتيله.
*******
بدأت خيوط الشمس ترسل ظفائرها الذهبية للأرض ، مشتتة ظلمة ليلا طويل تخللته صرخات مدوية وانتهت بقتل الدجاجة .. تقوم رحمة من فراشها وحاولت الوقوف ولكنها لم تتزن في وقفتها فرجعت مرة أخرى للفراش ..
أمي اشعر بصداع فضيع في رأسي ، ورجولي ثقال ما اقدر أوقف عليهم .. بتتحسني بنتي بتتحسني أن شاء الله .. هذا ربما تأثير دوا المعلم مراش ..
*******
راشد .. راشد كيف رحمة الحين .. المعلم مراش بخير .. لحظة بس انزل من النخلة .. وبدأ الشايب راشد ينزل من النخلة بكل خفه وتوازن ، وعند وصوله للحافة فك من جسده النحيل ( حبل الطلوع ) وتوجه للمعلم مراش .. شي علوم شيء أخبار معلم .. ما شيء إلا علوم الخير .. من صوبكم ، نوبه ما شيء .. انزين بروح الحين تأمرني بشيء .. تو الناس معلم ، انزين لحظة شوي .. غاب الشايب راشد بين النخيل ثم رجع وفي يده ( قفير ) من رطب النغال.
*******
بكل حزن واصفرار في الوجه ، بكل بؤس وسكينة .. بدأت تلملم ظفائرها وكأنها تودع من حولها ، منظر يجعل من المتأمل يقف برهة من التفكير العميق متمعنا في قوله تعالى " وجعلنا النهار معاشا ، وجعلنا الليل لباسا " نعم ها هي الشمس ترحل بعد أن طويت أخر ظفيرة لها .. وبدأ الليل يوزع لحافه الأسود على تلك المنطقة القابعة وسط النخيل .. وبدأت قطعان الماشية يعود أدراجه (الدرس) المعد لها للمبيت بعد أن تأخذ وجبة العشاء .. وذاك الديك يراقب الدجاج تارة وتارة أخرى يطقطق بجناحيه ولسان حاله يقول : من سيموت الليلة ؟ ثم ما لبث إلا ان اعتلى شجرة الشريشه.
*******
أصوات عواء الذئاب يتردد صداه من بين الجبال المحيطة بالقرية .. رحمه تعيش في صراع مع نفسها في ليلتها .. صوت غريب ينساب بين جدران غرفتها البالية العتيقة ، ترتجف وتطوي لحفاها على جسدها .. شخص غريب ذو ملامح غريبة يقترب منها ، تحس بوقع أقدام مما زاد الخوف في قلبها الصغير ، حاولت الصراخ ولكنها لم تستطع ، زاد خفقان قلبها وزادت سرعته كأنه في سباق قوي. وقع الأقدام يقترب رويدا رويدا ......... رحمه مالك ماه ما راقدة؟ ارتاحت رحمة عندما سمعت صوت أمها .. لا ماه ما جاني رقاد.
*******
الموقد : مكان لإشعال النار فيه
الشريشه : نوع من أنواع الأشجار والتي تزرع في حوش البيت للاستظلال
الرخال : نوع من أنواع الخبز وهو رقيق الشكل ولذيذ الطعم
الهاندوه : وعاء كان يستخدم قديما لإحضار الماء عليه وشكلها دائري بفتحة في الأعلى
المعلم : ويقصد به هنا الشخص الذي يعالج الناس بالقران الكريم او بالطب الشعبي
مجمر : وهو وعاء طيني يستعمل للبخور
حبل الطلوع : وهو مصنوع من ليف النخيل ويستعمل للطلوع عليه فوق النخيل
قفير : وهو وعاء مصنوع من سف النخيل
الدرس : والمفصود به هنا هو بيت الماشية