إليكم أولى محاولاتي
((لم أعــــــــــــد دمية))
هاهو ذا أدم يفتح كتاب مذكراته للمرة المليون ويردد جملته التي اعتاد أن يرددها كلما فتح هذا الكتاب"لم أعد دمية في يديك يا حواء،لا لم أعد كذالك......."وكعادته،يقلب الكتاب...تتهيج مشاعره...يبكي، ثم يترك الكتاب مفتوحا ويمضي.ولكنه وللمرة الأولى ومنذ أمد بعيد لم يترك الكتاب لا مفتوحا ولا مغلقا وإنما جعله بين ذلك والغريب أنه لم يسقط دمعة وأحد’من عينه كما كان يفعل وكأنه قرر أن يضع نهاية لألمه وعذابه،ولكن نفسه ما زالت تتأرجح بين رفض وقبول،جزء منها يرفض حقيقته وواقعه والجزء الأخر يقبل بهما.
مسكين هذا الرجل،لا أحد معه يمد له يد العون،الجميع ضده،يلقون عليه أسواتا مؤلمة من اللوم والعتاب والتأنيب،لم يقف أحدا يوما بجانبه وينصحه،جميعهم يسخرون منه.وحواء أين هي من جميع هذا؟!هل هي بجانبه؟هل تؤنس وحشته؟هل تخفف عنه ألمه وعذابه؟ بالطبع لا.إنها بعيدة عنه كل البعد.لم تحتضن يوما مشاعره،وتلامس أحاسيسه بالدفء الذي يحتاجه الرجل.
وبالرغم من كل ذلك فهو لا يشتكي ولا يتذمر ؛ إن فعل فإنها كعادتها ترشقه بنظرات تغلفها ابتسامة ساخرة ؛ وكأنها رسالة تحمل في طياتها الكثير والكثير من الأوامر وعليه التعجيل بتنفيذها .
وما أسرع استجابته وما أشد ضعفه ، لدرجة أن وجهه يكاد يلامس الأرض ويقبلها .
يال ظلمها وقسوتها ، لقد قيدته وطوقته سنينا طويلة ، ولم تأبه به أبدا ، فقد باتت تدرك أنها أصبحت تملكه ، وكيف لا ؟ وهو يحبها بجنون غارق في الإفراط .
وهاهي ذا ذاته تصحو من غفوتها ونومها العميق وتعلن تمردها عليه تقيده هي الأخرى بقيود أشد ضراوة من قيود حواء ، وتطالبه بحقوقها الضائعة . إنها تتألم وتتمزق في داخله وتصرخ ، تصرخ صرخا يتوغل في أعماقه المقهورة . صراخاً يجبره على إغلاق ذلك الكتاب للأبد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
تنفس أدم بعمق وعبا نفسه بقليل من الشجاعة والقوة ، وذهب إلى حواء وفتح عليها الباب ووجدها تقلم أظافرها ، وطلب منها الإصغاء إليه ، فقد كان يريد إعطائها فرصة للدفاع عن نفسها ، ولكنها قالت له " لا وقت لدي لحديث تافه يا أدم " وعندما أراد متابعة حديثه ، رمقته بنظراتها وابتسامتها المعهودة دائما ، وانتظرت استجابته طويلا ، ولا كنه لم يستجيب ، ورأت في عينيه هذه المرة بريقا مختلفا تماما ، ورأسا مرفوعا بأنفة وعزة .
صرخ في وجهها صرخة مدوية امتدت لتعيد كرامته المسلوبة ولتكسر تسلطها وجبروتها ، وبصوت عال مملوء بأنفاس الحرية قال لها :
" لم أعد دمية في يديك يا حواء . لا ، لم أعد كذالك ..... "
((لم أعــــــــــــد دمية))
هاهو ذا أدم يفتح كتاب مذكراته للمرة المليون ويردد جملته التي اعتاد أن يرددها كلما فتح هذا الكتاب"لم أعد دمية في يديك يا حواء،لا لم أعد كذالك......."وكعادته،يقلب الكتاب...تتهيج مشاعره...يبكي، ثم يترك الكتاب مفتوحا ويمضي.ولكنه وللمرة الأولى ومنذ أمد بعيد لم يترك الكتاب لا مفتوحا ولا مغلقا وإنما جعله بين ذلك والغريب أنه لم يسقط دمعة وأحد’من عينه كما كان يفعل وكأنه قرر أن يضع نهاية لألمه وعذابه،ولكن نفسه ما زالت تتأرجح بين رفض وقبول،جزء منها يرفض حقيقته وواقعه والجزء الأخر يقبل بهما.
مسكين هذا الرجل،لا أحد معه يمد له يد العون،الجميع ضده،يلقون عليه أسواتا مؤلمة من اللوم والعتاب والتأنيب،لم يقف أحدا يوما بجانبه وينصحه،جميعهم يسخرون منه.وحواء أين هي من جميع هذا؟!هل هي بجانبه؟هل تؤنس وحشته؟هل تخفف عنه ألمه وعذابه؟ بالطبع لا.إنها بعيدة عنه كل البعد.لم تحتضن يوما مشاعره،وتلامس أحاسيسه بالدفء الذي يحتاجه الرجل.
وبالرغم من كل ذلك فهو لا يشتكي ولا يتذمر ؛ إن فعل فإنها كعادتها ترشقه بنظرات تغلفها ابتسامة ساخرة ؛ وكأنها رسالة تحمل في طياتها الكثير والكثير من الأوامر وعليه التعجيل بتنفيذها .
وما أسرع استجابته وما أشد ضعفه ، لدرجة أن وجهه يكاد يلامس الأرض ويقبلها .
يال ظلمها وقسوتها ، لقد قيدته وطوقته سنينا طويلة ، ولم تأبه به أبدا ، فقد باتت تدرك أنها أصبحت تملكه ، وكيف لا ؟ وهو يحبها بجنون غارق في الإفراط .
وهاهي ذا ذاته تصحو من غفوتها ونومها العميق وتعلن تمردها عليه تقيده هي الأخرى بقيود أشد ضراوة من قيود حواء ، وتطالبه بحقوقها الضائعة . إنها تتألم وتتمزق في داخله وتصرخ ، تصرخ صرخا يتوغل في أعماقه المقهورة . صراخاً يجبره على إغلاق ذلك الكتاب للأبد وإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
تنفس أدم بعمق وعبا نفسه بقليل من الشجاعة والقوة ، وذهب إلى حواء وفتح عليها الباب ووجدها تقلم أظافرها ، وطلب منها الإصغاء إليه ، فقد كان يريد إعطائها فرصة للدفاع عن نفسها ، ولكنها قالت له " لا وقت لدي لحديث تافه يا أدم " وعندما أراد متابعة حديثه ، رمقته بنظراتها وابتسامتها المعهودة دائما ، وانتظرت استجابته طويلا ، ولا كنه لم يستجيب ، ورأت في عينيه هذه المرة بريقا مختلفا تماما ، ورأسا مرفوعا بأنفة وعزة .
صرخ في وجهها صرخة مدوية امتدت لتعيد كرامته المسلوبة ولتكسر تسلطها وجبروتها ، وبصوت عال مملوء بأنفاس الحرية قال لها :
" لم أعد دمية في يديك يا حواء . لا ، لم أعد كذالك ..... "