رهين المحبسين 3


  • أيها الحبيب الغالي ..


    ما كفت عيني يوما دمعها..


    ولا ملت أناملي يوما مسحها وجنتي المحترقة...


    أقف في كل لحظة بذهول ...


    يا ترى أهو حق ما يقال ؟!


    أرحل حبيبي؟!


    أرحل من كان أنيسي في وحشتي ؟


    أرحل من كان بدر ظلامي وشمس صبحي؟؟


    ..........


    ...



    وألف مليون سؤال تتلاحق بجزع وجنون ...تقرع بوابة وجداني وفكري


    كلها تسأل عنك .... يا حِبِّي وحُبي


    ألقيتُ عليك وجها سوّدَه ليل الأسى ...وغاب بدر أنسه


    ليت القدر أخذني بدلا عنك وكنت أنا الفداء لك ...




    ولكنها سنة هذه الحياة وناموس هذا الوجود .. لا بد لكل إجتماع من فرقه .. ولكل إلتئام من تشتت ...وما من إكتمال إلا ويعقبه نقصان ...وما من خضرة إلا ويعقبها صفرة ولا نضرة إلا ويخلفها ذبول ...



    هذه السنة و هذه الحقيقة لا بد أن يعيها كل ذي لب وعي مدرك لمعناها متبصر لفحواها وما تحمله من سر عظيم فلو بقيت لغيرك ما وصلت إليك و لو دامت لكان صفوة خلق الله صلوات ربي وسلامه
    [إقرأ المزيد]
  • تتبعثر أوراق الربيع الزاهية بحلول خريف الرحيل .. و تظل الانامل رطبة دافئة بإلتصاقها بيد خلها حتى.. حتى يحين رقصها على سيمفونية الرحيل ... ووتر الفراق ...حينها يغتالها البرد القارص فيعيث فيها جورا وبغيا ... ويرحل عنها بصدوع لا يرأبها إلا ... دفء خلها من جديد ...


    تواردت هذه الكلمات بمشارط التشريح لتمزق وبقسوة وبلا أدنى ذرة من رأفة أو شفقة.. لتمزق كيانه المتلألأ في ذلكم الركن البالي ومعه نزف قلبي حتى آخر قطرة من حياة .. ومع رحيله سقطتُ على أرضي المتهالكة لأجدني أنا الآخر قد رحلت ... وإلى مدى بعيد ... بعيد جدا .. كوريقة عطشى في قلب إعصار مغضب..وعيناي قد عانقتا الجمود ... حتى قطرات الدم أعلنت تمردها...وتوقفت عن السيلان على خدي الأرجواني ... المتلفع بحناء الدم


    بين تقلبات العتمة إلى فلق الإصباح ومن شروق الشمس إلى غروبها .. تأخذنا إلياذة الأيام من طور إلى آخر ومن حال إلى حال مختلف .. ولا حال يدوم ... القلم الباكي الفياض ينثر من سحابة كل حياة
    [إقرأ المزيد]
  • كثيرة هي اللحظات التي تمر بمرافئ الحياة فنقف عليها وتقف هي علينا لوهلة ثم تذهب وتغادر بزمنها لا بأثرها فأثرها باق بعمق حيزها من هامشيته في أرواحنا لتجد بعضا منها قد حفر وبعمق على جدار الروح ولحاء شجرة الوجدان والبعض الاخر لا يكاد يكون حتى يتلاشى فكأنه ما كان في جزء من الثانية من عمر الزمن المتسارع بلهفة المشتاق نحو بوابة التلاشي والعدم ...


    نعم هذه هي الحياة في صورة مختزلة بين أحرف متشابكه جمعهتا الأقدار لتنسج لنا معنى اللحظة في عمر الانسان بعمقها وهامشيتها .. بحلاوتها ومرارتها.. ببهجتها وتعاستها.. بابتسامتها النابعة من أعمق عمق في أعماق الروح إلى دمعة حارقة أتون هتون تشق طريقها بجبروت وكبرياء على خد قد اهتز كيان مملكته الوجهية بتعابير الأسى الفاجع والدهشة الصامته المغلفة بإطار التساؤل المجنون و المتغابي: كيف ومتى و أين.....؟!!!


    تتزاحم اللحظات وتتدافع بضراوة الوحوش الجائعة التي أضناها موسم القحط والشح في موارد الحياة حتى غدت أشباح موتى تتنقل بين أروقة المقابر في
    [إقرأ المزيد]