فارس الأزد 12

  • أحمد تمام

    شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك التي جرت في العام التاسع من الهجرة ثلاثون ألفا وجمع معه في حجة الوداع في العام العاشر أكثر من مائة ألف، فهل كل هؤلاء يعدون من الصحابة الذين أثنى الله عليهم ووصفهم بكل جميل؟، يقينا فإن كل هؤلاء رأوا النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان كثير منهم لم يجالسه أو يصاحبه على النحو الذي يتبادر إلى الذهن، فهل يدخلون جميعا في التعريف الذي وصفه العلماء للصحابة؟.


    * الصحبة بين الفقهاء والمحدثين:

    العلماء فريقان في تعريف الصحابي وتوصيفه بين التوسعة والتضييق، فأهل الحديث يعرفون الصحابي بأنه: من لقي النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة، وآمن به بعد بعثته حال حياته، ومات على الإيمان.

    ويثير هذا التعريف إشكالات كثيرة أولها استيعابه لفئات وشرائح مختلفة ومتفاوتة، فبناء على هذا التعريف يدخل في مفهوم "الصحابي" من لقي النبي صلى الله عليه وسلم من كبار الصحابة المعروفين، أو من قصرت صحبته ولم… [إقرأ المزيد]
  • قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمّةً وسطًا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدً ا [1]﴾.

    ومعنى وسطًا: عدولاً، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي في الصحيح.

    وقال تعالى: ﴿كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله [2]﴾.

    هاتان الآيتان وإن كانتا تشملان الأمة كلها، فإن الصحابة داخلون في هذا دخولاً أوليًّا لأنّهم المخاطبون بهذا.

    قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة (ج12 ص155): حدّثنا عبدالرّحيم بن سليمان، عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس: ﴿كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس﴾ قال الّذين هاجروا مع محمّد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلى المدينة.

    وسنده حسن.

    وقال تعالى: ﴿والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّات تجري تحتها الأنْهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم[3] ﴾.

    وقال تعالى: ﴿لقد تاب الله على النّبيّ والمهاجرين والأنصار الّذين اتّبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثمّ تاب عليهم إنّه بهم رءوف رحيم [4]﴾.

    وقال تعالى:… [إقرأ المزيد]