تلميحات

  • رُوِى أن المنصور وعد رجلا يسمى الهذليِّ بجائزة ثمَّ نسي، فحَجَّا معاً، ثمَّ مرَّا في المدينة ببيت عاتكة، فقال الهذليُّ: يا أمير المؤمنين هذا بيت عاتكة الذي يقول فيه الأحوص:
    يا بَيْتَ عاتكةَ الذي أتَعَزَّلُ ... حَذَرَ العِدا وبهِ الفؤاد مُوَكَّلُ
    فأمَرّ المنصورُ القصيدةَ على باله ليعلم ما أراد ، فإذا فيها:
    وأراك تَفْعَلُ ما تقولُ وبعضهم .. مَذِقُ اللسانِ يقول مالا يفعلُ**
    فعلم أنه أشار إلى هذا البيت بتلميحه الغريب، فتذكر ما وعده به، فأنجزه له . مذق اللسان : كاذب

    ********************************************************
    ** وكان أبو العلاء المعري .. يتعصب للمتنبي فحضر يوماً مجلس الشريف الرضي، فجرى ذكر المتنبي فقلَّل المرتضى من شأنه، فقال المعري: لو لم يكن له من الشعر إلاَّ قوله:
    "لكِ يا منازل في القلوب منازلُ " لكفاه .**
    فغضب المرتضى وأمر بسحبه وإخراجه، وقال للحاضرين: أتدرون ما عنى هذا بذكر هذا البيت؟ قالوا: لا، قال: عني به قول المتنبي:
    وإذا أتَتْك مَذمتي من ناقصٍ ... فهيَ الشَّهادةُ لي بأني فاضلُ ***

    ==========

    البيت بالكامل :
    لك يا منازل في القلوب منازل *** أقفرت أنت وهنّ منك أواهل

    *** يروى أيضا : فهي الشهادة لي بأني كامل

    313 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ