قصة جميلة بعنوان : بلا طريق بقلم


  • "بـــلا طـــــــــــريق "


    نامت أناملها فتخدرت بجوفها الحروف ... حتى تجمد حبـر القلم ... فصـار لا ينطق سوى نداء الإستغاثة ... إحتجز كياني ... وعصف بأعماق وجداني ... صراخ طفل ضعيف لفاجعة اثكت خطاه ... فأستسلم في مكانه واقفاً بلا حراك ... لا ينطق ... لا يتحرك .. لا يسمع ...!

    ولكن ... كانت هناك كلمة واحدة كان يطلقها في نداء خافت ... تزأر بشدة ..خارجة بقوة... تابى أن تغفوا في جوفه ... فما تلبث غير أن تجر معها إعصار من المشاعر المتزاحمة ... في خضم الحنين ... كلمات لا تعرف السكون ... مندفعة كأعصار جامح ... ودموع ترسمها اهداب العيون ... تترجم إحساس كاسح ... .!!

    ما تلبث ان تهدأ.... حتى تغفوا الأطيار ... على غصون تلك الاشجار ...
    براءة مشهد يجمع بين العطاء والحرمان ... حضن دافئ يوقد منبع الحنان ... فلا يزال عطاءه منهمر ... ولا يزال ذلك الحضن أجمل مدثر ... !

    أرنو بناظرى إلى ذاك الأفق البعيد ... فلا أجد ما يداري حنيني ويطفأ ظمأ مشاعرى سوى ذاك المشهد الحاني ...ذكرى جمعتنا في ذات المشهد بروعة يترجمها أحساس يحتضنه صمت وسكون ... في المكان الذي التقيتك به في المرة الاولى ... صدفة صادقة جمعتنا ... وقدر جميل تبسم لنا ...!



    لم يكن يخيل لي بأن الأنسان الذي طالما تمنيته هو نفسه من كان واقفاً أمامي في نفس اللحظة .. كانت ملامحة توحي لي بأنه ملاك على هيئة بشر ... قدر جميل ... ولقاء جديد جمع بين العطاء والحب ... الأمل والصبر ... الحنان والصدق ... حيث كانت الأحداث غير متوقعة ...!


    كان الموقف أشبه بخيال خصب لا يمكن وصفه ... فالمشاهد أقوى من أن تترك دون أن ترسمها الحروف على جدران الورق ... حينها قررت أن ابدأ من هنا بالكتابة ... ولكنني سأبدأها من دون توقف ...!!


    بدأت سطوري الأولى تصف أحساساً رائعاً ... فهي لا تزال تذرف من الكلمات مشاعر المحبة .. ولا تزال الحروف تجر خلفها أمازيج الحنان إثر ذكراها لك ..!

    كلمات إنساقت منحدرة مني بلا إستأذان ... دون أن أضع لها نقاط بداية أو نهاية ... فقد كانت تخجل من الوقوف والأنصياع للصمت ... لم يكن أمامي سوى أن أترجمها لك بهذة الطريقة ...فقد كانت عقدة لساني دائماً توحي لي بالهزيمة ... وكان تعودي على الصمت يأرقني بإحساس الفشل.!




    ولكنني الآن لم أعد أخشى مما يدعى بالفشل ... فقد قررت أن ابدأ بك قصتي من جديد ... حتى أٌذكر نفسي دائماً ... وأجلب لها الحافز الذي يجعلني دائماً أحبك وأعبر عن مدى حبك ... فيلهمني ذاك الأسلوب الذي يجرفني خلف أمواج لا تهدأ ... بمزيج من العاطفة الحانية ...إلى أن أغرق في محيطها اللامحدود .. متمنية أن أبقى سابحة هناك و أستمر في ذاك المكان الغريب ...الذي طالما كنت أنقاد اليه بلا أحساس ....!!

    مكان لا أعرف له طريق ... لا أدري من أين أجد له بداية أو نهاية... ولكنني أحسست بأنها .... بداية للحب ... أوسطها عشق ... ونهايتها غرام!!

    قررت أن أهزم بك لحظات الضياع ... التي تتقاذفني أمواجها بجبروت لأستقر اليك ويهدأ روعي حين أسكن بحضنك ... في بحرك ... بجوف محيطك ... بين زواياك ... لأفهم غموضك ... وأكتشف أسرارك ... وأُكون من عبارات حبك مزيجاً من القصص التي سأبداها بلا طريق...!!

    نعم .... بلا طريق ... قررت أن أخوض التجربة وأنا معك ... حتى لا أقف أمام نقطة النهاية ... فكم كنت أتشوق لهذه الفرصة ... بالإنظمام إلى مباراة حبك ... حين أدخل قلبك ... وأسكن في جوفك ... بين أحضانك .. حينها سأحتجز حبك ... بين زوايا قلبي ... ليضمني في سكون... .!!




    ولكن في هذه المرة قررت أن أسكن هناك إلى الأبد ... وكلما أحسست بالوحدة سأعود إليك لأكون معك ... بل سأعيش بداخلك ... إلى الأبد ... !

    سأنصب خيمة حنيني ... وأغلفها بجملي وأفكاري .. وسأبدا من هناك مشواري .... لأبقى دائماً معك ...فكم أنا متلهفة بأن تخبأني في حضنك ... وتغلق خلفي كل باب يأرقني بالإحساس ببعدك ... !!

    فأنا لا أزال محتاجةَ إليك ... بالرغم من تأكدي بأنني سأعاني متاهات حبك حتى وأنا أنصب خيمة قلبي حواليك ........... سأعجز عن إيجاد المداخــــل والمخارح لها .. لذا قررت أن أبدأ معك من هنا مسيرة حبي... ولكــن ""... بـــــلا طريــــــــق ...""



    فهلا كنت لي طريقي ... مرشدي .. مونس وحدتي ... ورفيقي ...؟؟ّ!!!




    بقلم : منيرة عبدالله هاشم الفكري
    ولاية شناص

    225 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ