قصة حلوة بقلمي اقرأها ولكن.... بتأمل

  • مــــرآة القــــــدر


    عندما تمسك يد القدر قلمها... لتخط به على مرآة الزمان الصافية ... وتبدأ بتدوين روايتها الجديدة ... لابد أن أقف قليلا ... لا لأتأملها وهي تسطر روايته الحزينة في صمت ... ولكن ... لأحاول أن ادرس من تعابير وجهها الغامض بعض من العبارات التي لا تزال حائرة في ترتيبها ، لتكون منها جملا ترسم تفاصيل لملامح صورة بطل الرواية ، التي همت بتدوينها بين صفحات الزمان التي ... والتي أصبحت خاضعة لسيطرتها ...!!!

    هنا ينتابني الشعور الغامض ... حيث لا ادري متى يحين الزمان الذي استطيع فيه أن أتخطى هذا الحمل ... والذي أوشك أن يهز صروح قلبي الشامخة ... تلك الصروح التي لم تهزها يوما غير يد الزمان القاسية ... حتى بدأت افقد كل قواي ... عندما اتضحت لي بعض الجمل التي سطر منها القدر روايته الغاضة ...!!
    لأنني خشيت يوما أن استسلم لدوامة القدر واجعلها ترسم من حياتي رواية تبدأها وتنهيها كيفما تشاء ...!!!!
    ولكن بعد انقضاء فترة يسيرة من الوقت ... أحسست بأنني خارج نطاق النزاع الذي كنت فيه قبل وقت قصير ... مما جعلني أصغي بكل تمعن إلى تلك الرواية ... التي بدأ القدر بكتابته أحداثها ... حاملة جملة من التفاصيل لكل ما مر بقترة الحياة الأولى لتلك الشخصية ...!!

    هنا انعكس كل ما قد توقعته ... عندما اكتشفت في بدايتها بأن جميعها كانت حافلة بالفرح والمرح ... مما جعلني أتشوق لمعرفة الأحداث القادمة ... والتي ترسمها يد القدر لتلك الشخصية التي أحسست من كل قلبي بأنها ستكون شخصية عظيمة لها وقع وتأثير واضح في حياتي ...!!!

    مضى بي الوقت وأنا ما زلت أتابع هذه الأحداث بكل تمعن ... حتى أدركت بأنني على علم بما تحملها وما تحويه من مفاجآت غامضة ، لأنني شعرت فجأة بان تلك الأحداث ليست غريبة ... ولكن كيف لي أن أدرك القادم منها وأنا لم أشاهدها من قبل ؟؟!

    وما لبثت إلا أن بدأت الصور تتضح أمام مخيلتي شيئا فشيء ... وستار الخيال ينزاح من أمام ناظري ذرة فذرة .. حتى استقضت أمام احد المشاهد ... لأدرك أنني أشاهد أحداث سينمائية عظيمة كما لو انه فيلم قديم ...!!
    فكنت اضحك تارة وابكي تارة أخرى ... اسعد باللحظات السعيدة واحزن لأنها لم تدوم طويلا لاطلع على ما تبقى فيها منذ فترة حياته الأولى ...!

    وفي النهاية ... أجد نفسي أمام باب موصد من الأفكار المتزاحمة ... والمتخفية بين زوايا من الحزن والألم ...!! لم أدرك السبيل للخروج منها ... وهكذا اكتشفت أنني الشخص الذي كانت ترتسم الأحداث حول حياته ... وأنني ما زلت أقف أمام مرآة القدر ...!!

    كنت استذكر كل ما مضى من حياتي ... ولكنني ما زلت أتساءل حتى الآن ... بعد أن وصلت بي الأحداث إلى ما أنا عليه ... وأقول : هل ستكمل لي المرآة أحداثها لتخبرني بما سيحدث لي فيما تبقى من حاتي ..؟! أم أنها ستقف عند هذه الزاوية من الأحداث ... ؟؟!

    (وهذا ما كنت أخشاه في نفسي) ... ولكن للأسف ...
    حدث ذلك ....!!!


    أدركت حينها أن كل إنسان عاجز عن معرفة ما ستخطه له يد القدر بعد فترة من الزمن ... لذا لم يتبقى أمامي الكثير من الوقت ... فيجب علي أن أسرع في التخطيط لحياة أفضل ... وأعوض ما فقدته من ماضي حياتي ... حتى أعيش حياة اسعد مما أنا أعيشها الآن ....!

    وحينما يفتح لي المجال مرة أخرى وأكون في هذا الموقف أمام مرآة القدر ... سأرى أجمل أحداث من ما مضى من هذا الزمن... فجأة ... رددت في نفسي سؤال غامض ....!!
    ترى متى ستكمل لي مرآه القـــدر باقي أحداثها ... ؟؟!

    بقلم : منيرة الفكري

    241 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ