فقط لـهـ ..

مَنْ سيدرك مني ما أفل بــ كَ ..؟
مَنْ سيدرك مني ما أفل لأجلكَ ؟


قلتُ لكَ ... لا تقصصكَ عليّ ..
أحتاج صدري ليخبركَ أن قلبي يستمع ..
وأحتاج قلبي ليعلم صدري كم عليه أن يحنو لأنه ... عمركَ الذي أوجعكَ ..

مَنْ سيعلن توبتي من ذنبي بــ قلبكَ ؟


أيها " القلب " الذي خفقني فوق مستوى الأحلام ...
أعرف أنكَ ماضٍ لا محالة ، وكذلك أنا لم يبق لي إلا أن أنتعل حرفي الذي خابت خطوته ،
وتجحَّظت عيناه من سهر الحكايا والأغنيات التائهة ..
و اطمئن .. يا سيدي ..
لن أقيس تضاؤلي أوهشاشة قدري وانتكاسة الأماني بي ..
فقط سأتلو عليك ماتيسَّر من سورة الـ غد ! ومرايا المساءات واتكاء الشفق على ساعد السحاب
وأخير شظايا " الكتابة " التي تبعثرت بين تباين المواقف وانفصام الحقيقة حيث يتوقف نهر الهذيان
في بلاد " المستحيلات " لنفاجأ بجريانها العكسي من وراء ملامحنا واشتقاقات أمنياتنا ..

حين تبحث " أنانيّة منهكة " مثلي عن قناعة ياسيدي ..
فهي لا تجدها في متناول حرفها ، ولا نغمة خاصة في هاتفها ..
لكنها قد تقع عليها عناقيد كتابة ،كما هي حالتي مساء الأمس حين كان احتياجي
لك فوق مكابرة الحقيقة و تجريب استبدال الحروف ،
أقسمتَ عليّ ...
ألا أفتح باب ذاكرتي لهاجس ،
وألا أسقيك ماء الملام ،
لكنني كعادتي أجدتُ مفاجاتكَ في الركن الأوجع من كل ممر تسلكه باتجاه ضوء حنون ..
لكم جرفتكَ فيضانات حزني يا سيدي ..و كنتَ معي تُهادن الريح دائما ..
لكنَّ تناقضي الُمذهل بين رفض واقع ماثل واختلاق واقع قرين مرغوب يتحقق من خلاله خلود
الفرح و رغبتي دائما في الانكسار تحت أقدام الغد هي ما جعلكَ تُشرع في البقاء المُتاح
وتكتفي فقط باستحضار البدء مهما سقط الوقت كله في فوهة المقارنة ..
كان كل هذا ياسيدي .. بحة دامعة جدا ومؤلمة جدا على مستوى اللحظة ..
لكنها تشبه ألم ولادة الحرف بكَ ..
يتشوَّك تاجها فأحيله ذهبا حين تخرج به مليكاً على عرش النظر ..

حين سأطلبكَ أن لا تقرأني
لا أكون حينها قادرةً على أن أكون لئيمةً لأستفزَّكِ بقرائتي ..
بل إنني أتلبَّس حزنكَ ووجعكَ حين تقرأ وتتوغل فيكَ " بي "
يا سيدي ... يا دفئاً انتثر رغم أنف اللايكون ..
الزمن الذي يحتاط أعذب من غريزتنا البشريّة .. لم يُعلّمني إلا الحرص على
أن تبقى الذاكرة منديلا أخضرًا معلقا على حبلٍ يمتد من أول العطر حتى دعوات
قلبٍ مُحب آخر الليل ..!


كُثرٌ هم من يقفون على حافة الوقت يجدلّون أحلاما لا .... تقال
ولكن أتعلم يا ....... متى صدئت أرواحهم ؟
فقط عندما أيقنوا أن أمنياتهم أكبر من التمني
ياللفاجعة ...
يا ... أنت.. ألم تخبرك العرّافة أن ثمة شجن لا تفصح عنه متاهات اللغة ولا القواميس الجائرة ؟
من يصدف عن " الاعتراف " حتما لا يملك قلبا ..
ومن خلا فؤاده من لحظة إصغاء لأمنيات " خفق " لن يتسع لقشة واهنة تقلدها الفاتنات
تمائم الحياة وتتلو عليها آيات الزمن الآتي ..
سيدي ... هل مازال وقت لانتظار ؟
وهل سيأتي الغائبون ؟

سيدي ..
أسألك بمن خلق الأطفال والعصافير المغردة، لا تغمض عينيكَ عن مرآة أحلامك ..
فهي نوافذنا التي نشرّعها ونرسمها ونتوهمها .. ثم نستسلم لخدرها ..
لأننا أردنا ذلك .. رغماً عن الراحلين ورغماً عن العالم و أوجاعه الغبية ..
أخرج مابك سيدي ..
ولكن ...
تذكر.. أن نبعكَ
أشهى
وأصفى
من الموت
أصفى من روحي العالقة بـ زمنِ لا يأتي
وربّي هو ..
أصفى من روحي وأنقى ..



23/3/2010