قريب من الهاوية ..

  • كيف بقلبي تورق الأشياء فقط لـ تموت .. !
    أراها على امتداد العُمْر حقيقةٌ من غياب ..
    وضجر لا يستقيم ..







    مرّوا الآن على أطراف أناملي ...
    لم يدركوا بيّ الحضن الذي يشتهيهم ..
    ولا القلب الصادق الذي يدعو لهم ..



    مرّوا .. والخيانة ابتسامة عريضة تحتل الإنسان فيهم
    تأملتُ جيداً وجوههم هذه اللحظة كأني أراها للمرة الأولى ..



    قرأتكَ " أنت " أولاً ... حين سألوني من أنتِ ؟؟
    والتفتُ إليكَ .. حين تشاغلتَ عن الجواب :
    يا ألله ... ألم يروني في عينيكَ ؟؟



    قرأته " هو " ثانياً ... حين صفعوه بـ لماذا ... ؟
    وسمعتها هااادرة بكل خلجة في وجهه ...
    من أين غرستم لها إجابة كي يَنبُتُ الآن لها سؤالٌ ما !


    وأيقنتُ ... مجدداً ..
    كيف بقلبي ستظل تورقُ الأشياء ...
    تأخذ من عمري ما تشاء و ... تموت ..






    اليوم أيضا.. جلستُ على حافة الوقت – كعادتي بهم –
    وإن كنتُ ما عدتُ أبالي بقصور الظلال عن رماحهم القديمة فيّ ...
    ما التمستُ لهم حلماً آخر ينادمون طيفي فيه بلهفة ..
    وما داخلني شعورٌ وهمي أحمق بالتيه داخل تأمّلٍ مُحكَم كمدارات الجنون التي لا يرجع منه أحد


    كانت تحدثني نفسي بأشياء كثيرة تخيفني جداً ..
    حتى داهمني في لحظة ما ودون سابق إنذار من وَهَن .. تهاوي غريب !
    سقطتُ على أرض رخاميةٍ باردة .. وزحفتُ راجيةً خلاصي من انغلاق الكون على صدري الأرحب..
    ناديتُ واستمعتُ للصمت الهائل يبتلع صوت أنيني بلا رحمة، بلا جدوى ..
    نزفتُ مائي كله زحفاً إلى بابٍ أقفلته بيدي، وكتبتُ على روحي بعده العزلة حتى الموت ..
    كنتُ ناااائيةً جداً ...
    كما لو أنني تمكنتُ من شراسات العزلة الصخرية.. وأوّلتُ أحلام الصعود إلى سلمٍ لا نهاية له ..
    احتلتُ على الظلام الموشّى ببرقٍ متقطع..
    و وقعتُ في غيبوبةٍ رحيمة كموتٍ مؤقت .. كنتُ على حافته تماماً ..!
    و .. مرّتني " وجوههم " غاضبة ، قانطة ..
    و مرّني وجه " أماني " ضجراً بي ..
    و مرّ وجه ألف شخصٍ لم أحفل يوماً بقراءة تعابيرهم ..
    لم أعرف حقيقةً أين كنتُ ..!
    ما بين اللحظة التي انقطع فيها الهواء إلى اللحظة الداكنة واليقظة المسروقة
    بماء ورد مُلقى إلى طاسةٍ فضية وصوتٌ يردد آية الكرسي ..
    شعرتُ بالماء ينهال عليّ .. وغرقتُ أكثر برماديّة غريبة تعزلني ..
    وأحسست بأنيني الخافت يتسرب عبر عوازل الصوت الى الطبقة المحيطة بقلبٍ ما بجانبي ..
    طرق بابي، هاتفني .. حاول أن يطرق النافذة، خرج الى شرفتي ودخل من الشق الذي لا أفتأ أتركه للأرواح العابرة ..
    ثم وجدني ميتة تماماً ، وزرقاء داكنة، كأن ألف جنيةٍ أجهضوا في عروقي جنين الحياة الأولية ..
    فانتحب وبكى بحزنٍ ... وبطريقةٍ ما انتشلني .. فانتبهتُ أنا ..







    كاد يكون نأياً رحيماً لأول مرّة ..
    لولا ...
    أنه قدري .. أو روحي .. أو هي أنا.. " روح "
    ذاقت رحمة الانتهاء وعادت منه أكثر عزلةً ..
    وأكثر رأفةً لقلبٍ شفوقٍ يعتنيها ..








    24/3/2010
    اللهم اغفر لوالديّ وارحمهما

    346 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ

التعليقات 0

  • روح -

    مساء الخير " ورود "

    :) شكراً لك

  • ورد المحبة -

    [IMG]http://iraqnaa.com/ico/image2/f/n/ros054.gif[/IMG]