أولا :تعريف الإدمان
يعتبر الإدمان من الأمراض الاجتماعية الخطيرة . وهو يتعدى بتأثيره المدمر الفرد ليطال الأسرة والمجتمع . وبقدر ما يتفشى يعتل المحيط ويصبح عرضه لشتى المشكلات والحوادث .
والإدمان في قاموس علم النفس " شهوة أو رغبة عنيفة باستهلاك منتجات سامة تولد حالة من التبعية "
وتبعية مزدوجة :
¯ إحداها نفسية متمثلة بالرغبة التى تقاوم بتناول منتظم للمخدر إذ بفقدان المخدر تحصل عوارض قلق وانزعاج وكآبة وإحساس بالفراغ وانعدام الوجود مما يضطره إلي تعاطي المخدر حتي يشعر بالامتلاء والوجود .
¯ بدنية أو مادية بحيث إن بعض أنواع المخدرات تعيد التوازن إلي الجسم حين ظهور الاضطراب ولا يستكن الجسم ألا بتناولها إذ بفقدان المخدر تظهر الاضطرابات عقلية مع أوجاع وتشنجات وتقيؤ ...
وفي تعريف آخر للمخدر تقول منظمة الصحة العالمية O.M.S. (أن المخدر يعنى كل مادة أدخلناها في جسم حي تغير سير عمله )
وقبل غرق الفرد في شرك المخدرات ( المورفين , الهيرويين , الحشيش ..) يمر بدرجات من التعود المتنامي وبحالات من الحاجة المتعاظمة في الضرورة إليها ويستمر بهذه الطريقة إلى أن يفع في فخ الإدمان ويستعصي علية بعدئذ النهوض والإقلاع عنه . فتتولد عن ذلك حالة من الاعتماد تؤدي إلى الاستعمال القسري بهدف الحصول على الشعور المرغوب الذي يكون , إجمالا , شعورا وهميا ومزعوما .
يعرف الإدمان الطبية " بأنه اضطراب عصبي بيولوجي مزمن يؤثر على كل من الناحية الجينية والنفسية والاجتماعية والبيئية وهو استخدم مادة ما باستمرار على الرغم م آثارها السلبية وعدم القدرة على الامتناع عن تناولها ( سلوك لااردي ) أو استخدام المخدرات لإغراض غير علاجية (أي الحنين للمخدرات) غالبا ما يصاحب الإدمان سلوكيات منحرفة مثل (سرقة الأموال وتغير الوصفات الطبية ) من أجل الحصول على المخدرات
وبحسب منظمة الصحة العالمية O.M.S فان التبعية تمر بمراحل ثلاث :
¬ مرحلة التعود Accoutumanceحيث الإمنتاع عن تعاطي المخدر لا يسبب مضاعفات خطيرة لدى الفرد . والتعود " حالة يتكون فيها التشويق لتعاطي المخدر لما يجلبه من شعور بالراحة , ولكن هذا التشوق ليست له قوة مكرهة وهذا ما يفرق بين الاعتماد والإدمان "
¬ مرحلة الاحتمال Tolerance حيث إن الجسم المدمن يستطيع المقاومة ويتحمل كمية أكبر من المخدر ويتكيف الجسم معها مع ظهور الحاجة إلي زيادة الكمية بهدف الحصول على الشعور نفسه وبهدف تحقيق سعادته المزعومة .
¬ مرحلة التسمم أو تحل السم Assuetude حيث تصبح الحاجة ملحة على المستويين النفسي والفيزيولوجي وهى الدرجة الأخطر في الإدمان إذ إن حرمان المدمن من المخدر يؤدي إلى اضطرابات خطيرة تشمل معظم وظائف الإنسان العقلية والجسمية والاجتماعية .
وهذه التبعية المرضية تكون نفسية إلي ظهور عوارض كالقلق والكآبة والانزعاج بغياب المخدر أو الامتناع عن تعاطيه . وتكون جسدية تظهر من خلال بعض الاضطرابات السلوكية العنيفة أو الغضب الشديد أو التشنجات أو التقيؤ
وعل العموم فأن الإدمان لا يمكن حصوله إلا بتوافر شروط أربعة :
­ وجود المخدر أي مادة الإدمان .
­ وجود القابلية أو الاستعداد لدى الشخص المدمن .
­ وجود الظروف النفسية والاجتماعية الضاغطة أو المستهلة لعملية التعاطي .
­ غياب سلطة القانون وفقدان الرقابة والرعاية .
.........................................................................
الإدمان إذا حالة تسمم مزمنة ناتجة عن استعمال متكرر لمواد مخدرة يؤدي الحاجة مكرهة لتعاطي المخدرات من ناحية وإلي نزعة لزيادة كمية الجرعة من ناحية ثانية
ثانيا: أنواع المواد المخدرة
وجدت هذه المواد لاستعمالات طبية وفي حالات معينة . وهي في الأصل غير معروضة للبيع ألا في بناء على وصفات طبية ومن الصيدليات ولكمن وللآسف طمع الإنسان ومتاجرته بصحة سوا من البشر جعلاها سلعة في السوق السوداء وذات مردود كبير لدى المتاجرين بها لتبعية المدمنين إليها وهي إما طبيعية ( من أصل نباتي أو حيواني أو معدني ) وإما تركيبة أو صناعية :
والمواد المخدرة التي تعتبر حلم التاجر وكابوس المستهلك مصنفة إلي فئات مختلفة نذكر منها اختصارا :
N المسكنات كالمورفين ومشتقات المورفين المصنعة ( مواد تستعمل ضد الأوجاع وتؤثر لى وظائف أخرى في الجسم ) الأفيون , الهيرويين والكودايين .
N المنبهات كالكوكايين , الامفيتامينات ( مواد مثيرة ومنبهة ومهيجة للجهاز العصبي . يزيل التعب والإحساس بالجوع )القات والنيكوتين .
N فئة القنبيات : المارجوانا والحشيشة .
N فئة المذهلة : الكوكايين , الأفيون . أوراق الكوكا , الكراك .
N فئة المهلوسة : طبيعة كالحشيشة , زيت الحشيشة ( تؤثر على الوظائف العقلية والإدراكات والسمعية ) ومصنعة كال L.S.D .
N فئة المسكرات : الكحول , الأثير , والبنزين .
N فئة المواد الطيارة : الأسيتون , الجازولين . وبعض المواد المستخدمة في التخدير مثل الأثير والكلوروفورم .
N فئة القات والكافيين .
N فئة المنومة أو المهدئة وهي عقاقير طبية مهدئة ومسكنة تساعد للحد من التوتر والقلق .
ويمكن إضافة التبغ الذي يعتبرا مخدرا لكنه يدخل إلي الجسم , عن طريق التدخين , مواد السامة كالزفت
, النيكوتين و القطران والزرنيخ والبونزوبرين وهذه كلها مواد مضرة بالصحة . أما من حيث القوة تأثيرها فهي نوعان :
M المخدرات الخفيفة أو البسيطة .
M المخدرات الثقيلة
ثالثا : هل المدمن مريض أو مذنب؟ :
هذا التسأول يدفنا إلي القول : إذا كنا نعتبر المدمن مريضا فهل يجوز لنا أن نعاقبه ؟ وإذا كان مذنب فلماذا إذن العلاج ؟ إنه ليس ذاك, بل إنه حاله نتجت عن تداخل ظروف وعوامل متعددة جعلته ضحية استمدت عناصر وجودها من أخطاء تراكمت في حياة الشخص أوصلته إلى الإدمان وجعلت منه مريضا من نوع الخاص , إنه ضحية ظروف تربوية سيئة وضحية تنشئة اجتماعية خاطئة لم تشعره بأهمية القيم الاجتماعية لذا فهو يخالفها ؟ وبقدر ما يتعزز لدية هذا المرض الاجتماعي يتشكل عنده مرض بيولوجي يؤرقه ويعاني من تبعاته .الأمر الذي يدفعنا إلى القول إنه لو عوقب في البداية لما كان بحاجة إلى العلاج فيما بعد مما يعني أيضا إنه ضحية بدأت بذنب ( السعي للحصول على مخدر ) وانتهت بمرض ( وقوعه فريسة الإدمان ) . لو إنه عوقب في البداية كمذنب وأزيلت الظروف من أمام المتعاطي لما توصل في النهاية إلى حاجاته للعلاج .
إذا شئنا التمييز الحصري نقول إن المرض البيولوجي لا يتم علاجه ألا بأسلوب طبي ( دواء أو جراحة أو استئصال أو زراعة ) بينما علاج الإدمان بحاجة , إلى جانب العلاج الدوائي ألي علاج نفسي واجتماعي وسلوكي .... وبذلك يختلف عن المرض أم القاسم المشترك بين المرض والإدمان فهو القهر والضغط النفسي الذي يقع على كل من المدمن والمريض بمعنى أن كليهما لا يستطيع التغلب على حالته ألا بمساعدة خارجية تستدعي تدخل الطبيب أو المعالج للبدء بعملية العلاج التي قد تكون نسبيا أقصر لدى المريض منها لدى المدمن .
ومن المتفق , كما يقول عمر شاهين , أن الإدمان نوع من المرض النفسي وإن مقاومته وعلاجه يجب أن ينظر من خلال هذا التصور كم وجد علاقة وثيقة بين الإدمان والمرض النفسي
رابعا :الأسباب المؤدية إلي المخدر
أولا الأسباب التي تساهم في الإدمان :
ليس من شك أن الإدمان سلوك اجتماعي . فهو عموما , لا يولد مع الإنسان إنما يكتسب لاحقا . لذا فإننا نسال : أين يكمن سبب الإدمان ؟ في شخصية المدمن أم في بيئته العائلية أو الاجتماعية ؟ من نحمل المسؤولية : الاستعدادات أم السن أم إلي الرعاية والتوجيه ؟ هل يعني أزمة حضارية أم سلوكا مريضا ؟
عوامل نفسية واجتماعية ؟
إن الأسباب تعود , على العموم , إلى العوامل النفسية والاجتماعية . فالنفسية تؤم الميل والاستعداد الذي يدفع المتعاطي إلي فعلته بدافع التجريب أو الاستطلاع أو التقليد . والاجتماعية تؤمن الظروف المشجعة .
لا بد من الإشارة هنا أن متطلبات الحياة المتضاعفة يوما بعد يوم , والمسؤوليات المترتبة علي الإنسان حيال الأدوار الاجتماعية المتتالية , وحالات التسابق إلى إثبات الذات والصراع من أجل البقاء والتفوق وما يولد من جهود وضغوطات نفسية واجتماعية , دفعت الفرد إلى البحث ع وسائل مهدئة تخلق لدية حالة من الاسترخاء والهدوء وصفاء الذهن فالكثيرون وجدوا مبتغاهم وتلمسوه من خلال تنمية بعض الهوايات لديهم كالموسيقى والرياضة والرسم والسباحة والبعض السوء حظه وجد وسيلته من خلال تعاطيه المكيفات والحشيش والمواد المصنعة
وبشكل عام فأن مشكلة المتعاطي مرتبطة باتجاهات ثلاثة :
ß المتعاطي بما يحمله من عنصر الاستعداد الفطري والعوامل النفسية
ß مرتبط بالمادة المختارة كعنصر الثمن أو توافر المادة أو القوانين المتحكمة بها .
ß مرتبط بالبيئية ( العائلية والاجتماعية ).
الفئات الأكثر تعرضا للإدمان :
أن الفئة الأكثر تورطا بشكل عام في هذا التعاطي أو الاستجابة لإغراء المخدر عي فئة المراهقين , الفئة الأكثر حبا للمخاطرة ولاستطلاع المجهول , الفئة الأكثر حبا للمعارضة وللمواجهة والأقل التزاما بمعايير المجتمع مما يسهل انجذابها إلى هذا الفخ سعيا وراء لذة مزعومة أو مرحلة في السعادة سريعا ما يصل في نهايتها إلي مأساة حقيقية . من هنا فأن المراهقة تحمل من ضمن هذه المواصفات إمكانية الانزلاق إن لم نحسن رعايتها والتعامل معها إضافة إلي أن المراهق يعشق المجازفة ويحب الحشرية ويسعى لإثبات وجوده .
ولابد من التنويه بوجود عوامل الفردية :
§ الفضولية : التي تدفع كل مراهق إلي أن يجربه كل شي بنفسه .
§ الموضة وضغط المجموع بحيث يميل بعض الشباب إلي إتباع الموضة السائدة حتى إن بعضهم يتناول المخدرات ليس أجل الشعور باللذة بل من أجل خرق وتجاوز الممنوعات.
§ أزمة المراهقة وما يرافقها من صراع الأجيال في المواقف والتصرفات والأفكار .
§ البحث في توسيع آفاق الفكر حيث أن العقاقير تحدث تغيرات في المجالات الفكر وتفتح أبعادا جديدة في حقل الذكاء والإحساس .
§ البحث عن التقرب والاتحاد مع الغير . وإن الفرد الذي يعيش في بيئة تتميز بعدم الاكثرات واللامبالاة يضطر لاستعمال جميع الوسائل ومن بينها المخدرات لكسر الطوق الذي يشعرون أنهم سجناء داخله .
العوامل المحيطية :
وزيادة في التركيز علي العوامل المحيطية المؤثرة نتساءل عن أهم تلك العوامل تلك العناصر المؤلفة لمحيط المدمن : إنهاء باختصار : المحيط العائلي , والمحيط الاجتماعي
أ- المحيط العائلي
تتحمل الأسرة باعتبارها المؤسسة الأولى للتنشئة الاجتماعية والتى تعهد إليها عمليات الرعاية والاكتساب والتطبيع , مس-سؤلية التردي الحاصل أو أي انحراف قد يقع فيه الفرد . فليس بمستغرب أن نجد بين أفراد عائلة مفككة أو عائلة تعصف في داخلها اضطرابات علائقية منحرفا يتعاطي الإدمان أو اللصوصية والإجرام ..
ومن العوامل المتعلقة بالمحيط العائلي يمكننا أن نذكر :
الطبقة التي تنتمي إليها الأسرة
الحوادث التي تتعرض لها الأسرة : مثل انهيار المكانة الاقتصادية , الطلاق , الخصام
عمل الأسرة ( الوظائف المهنية )
عجز الأسرة أو ضعفها المادي أو المعنوي
ب- المحيط الاجتماعي
تؤثر عوامل البيئة الوسط الاجتماعي الذي يتحرك ضمنه الفرد في صياغة شخصيته وتاليافي سلوكه السوي أو غير السوي . فالمؤثرات تلاحق الفرد منذ ميلاده .فيقدر ما يفشل الفرد في المواجهة متطلبات المجتمع وضغوطه تضطرب عملية التوافق عنده ويصعب التكيف في البيئة مما يسبب قلقا مزمنا يشكل أرضية قابلة لتعاطي المخدر وتسهل له تاليا إمكانية الانحراف .
· ومن الأسباب التي حددها علماء النفس الاجتماعي للإمراض الاجتماعية بصورة عامة ومن بينها الإدمان نذكر :
سوء توظيف العوامل الحضارية والثقافية
اضطراب التنشئة الاجتماعية
سوء التوافق الاجتماعي
الصحبة السيئة ورفاق السوء
سوء الأحوال الاقتصادية
الكوارث الطبيعية وحالات الحرب
سوء التوافق المهني
تدهور نظام القيم
انهيار القيم المعنوية والدينية والخلقية
أسباب انتشار الإدمان في دول الخليج العربي
يمكن أن نذكر هنا اختصارا وبالاستناد إلى كتاب " الشباب والمخدرات في دول الخليج العربية "وبعض العوامل التي ساعدت على انتشار المخدرات في الخليج العربي وهي في معظمها عوامل اجتماعية اقتصادية مثل :-
v التغير الاجتماعي السريع .
v العمالة الوافدة .
v التركيب السكاني للمجتمع الخليجي .
v الموقع الجغرافي .
v ارتفاع المستوى الاقتصادي .
v السفر والرحلات خارج المنطقة .
v الشباب الخليجي والفراغ ثم النقص في الإمكانات المتعلقة بمكافحة المخدرات .
وعن القيادة العامة لشرطة دبي يمكن تلخيص الأسباب على الشكل التالي :
? الشخصية الضعيفة والمضطربة .
? الأسرة المحطمة التى تعتبر المنتج الرئيسي لأبناء مدمنين من خلال بعض العوامل مثل :
! الخطأ الوالدين وفي توقيته وطريقته .
! إهمال الوالدين للطفل ماديا ومعنويا .
! الحماية الزائدة للطفل ماديا ومعنويا
! القسوة في التدريب على عمليات النظافة وضبط الخروج .
! التشدد في فرض السلطة والنظام على الطفل أو التساهل التسيب في ذلك .
! التذبذب بين القسوة الشديدة أو اللين المفرط في مواجهة السلوك العدواني .
! الاعتماد الطويل على الوالدين الذي ينقطع فجأة وبعنف .
! الموت والتفكك الأسري .
? المدرسة التي يتواجد فيها العوامل التالية :
! الأعداد الكبيرة من الطلاب .
! وجود المدرسة في بيئة مزدحمة ومتخلفة.
! المدرس السيئ وغير الجاد .
! غياب التنسيق بين المدرسة والأهل .
! إهمال الاهتمام بظاهرة الانحراف السلوكي في المدرسة وذلك بغياب المرشد النفسي والاجتماعي عنها .
! غياب التوجيهات التربوية والوطنية العامة عن المدرسة .
! غياب الملاعب والمكتبات ووسائل مل الفراغ .
! ابتعاد برامج التعليم عن اهتمامات ورغبات الطلاب .
? الصعوبات اليومية التي يعاني منها المدمن والتي تولد لديه الإحباط الذي يصل إل عتبة الانفجار .
? البيئة التي يعيش الفرد وهي إما الفقيرة وإجمالا تدفع إلي الإدمان بسبب الحاجة والعوز وإما إجمالا تدفع إلي الإدمان بسبب ظروف الحياة الاصطناعية التي تبعد الإنسان عن السعادة الحقيقية وتجعله يعيش في الفراغ وجداني.
? الفراغ القاتل الذي لا يملأ بالعمل الجاد والنافع وإنما بأساليب تقطيع الوقت , والإدمان أهم هذه الأساليب .
? التمثيل بشخصية محبوبة .
? عدم فعالية القانون الاجتماعي ونسق القيم والضوابط الاجتماعية من خلال ضعف الرقابة الرسمية والاجتماعية والذاتية .
? التعددية الثقافية والهجرة والنزوح إلى المدينة بحيث يتشكل المجتمع الهجين الذي تتضارب فيه القيم والعادات والتقاليد ويصبح تاليا سلوك الإدمان ظاهرة طبيعية كمحاولة للهروب من الواقع الاجتماعي غير المتجانس .
أولا : التأثير من الناحية الفردية والاجتماعية
ليس من شك في أن الإدمان على المخدر يعتبر آفة اجتماعية خطيرة لا سيما بعد أن تعقدت صورة المخدرات وتنوعت لما لها من تأثير سلبي مدمر يطال الفرد بأبعاده المختلفة : وهن جسدية , تبعة نفسية ,ضعف عقلي , انحلال أخلاقي , وتفلت من الضوابط والمعايير , ضعف في القدرة على الإدراك وتوقع الأمور ... مما يسهل أمام المدمن الطريق إلى الجريمة بمستوياتها المختلفة تحقيقا للمال كي يوصله إلي المخدر الذي يعتبره , برأي فرانسراز دولتو أحد الأكبر الأفخاخ أو الكمائن في عصرنا لأنه بشكل كإرثي حياة المدمن وكامل مستقبله . مع الإشارة هنا إلى أن المضاعفات أو الآثار السلبية الناجمة قد تكون ناتجة عن آثار المخدر نفسه أو قد تكون ناتجة عن حرمان الشخص من مخدر أدمنه مما يدفعه إلي سلوكه المنحرف بدافع اللهفة للحصول على مادة المخدر كي يستعيد بوساطتها الآثار النفسية والعضوية التى يطلبها .
لابد من الآشارة أيضا إلي أن لكل مادة من المواد المخدرة( طبيعية أو مصنعة) الآثار النفسية والعضوية الخاصة بها إنما القاسم المشترك بينها جميعا عند إدمانها حصول اضطرابات نفسية واجتماعية وسلوكية تحط من قيمة الآنسان وتدمر تباعا , بحسب مستوى الإدمان , قواه الإنتاجية على مختلف الصعد .
أن حالات الإدمان تؤدي إلي الموت البطئ أو المفاجئ لأنها أشبة بالانتحار أو دفعات . إضافة إلي أنه يقتل إنتاجية الفرد بعد أن يغتال إنسانيته فيحوله من طاقة فاعله إلى شخص أقرب إلي الحطام يثير الأسى والفزع للآخرين .
والمدمنون عادة يعانون من اضطراب في دينامية الاتصال مع الآخرين ويسيئون فهم الواقع ويضطرب لديهم الآحساسهم بالوقت وإدراكهم لما يجري مما يؤدي إلى انقطاع الحوار وتاليا إلى انسحاب المدمن من وسطه الأمر الذي يسبب له الوحدة والوحشة .وهذه العزلة الموحشة المرافقة مع مشاعر الذنب ومشاعر التخلي التي تزيد من شدة اضطرابه واتصاله بالآخرين , وكمشاعر احتقار الذات وتشويه صورتا تدفعه من جديد إلى المخدر كي يؤمن نفسه إمكانية الخروج مما هو فيه ومواجهة الواقع بالسلاح نفسه الذي كان سبب تدميره فتكمل بذلك الدائرة المفرغه التى يتخبط فيها . وهذا الواقع يزداد سوءا عندما تكون دينامية الاتصال الأسرية معطلة أو مضطربة وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار وجود مدمن في أسرة موشرا على وجود خلل فيها ونكتشف ذلك عندما تحاول أسرة أيجاد التبريرات لها .
وعلى العموم إن الإدمان إذا شق طريقه إلي داخل الإنسان فتح طريق الانهيار أمامه . انهيار في قينه الاجتماعية والوطنية والعلائقية , انهيار للمقاييس والتقاليد والروابط العائلية .
الانهيار الأخلاقي
أكثر انهيارات سحقا وتهديما هو الانهيار الأخلاقي حيث يصبح كل شي, لدي المدمن مباحا ومسموحا به .لذلك نسمع بالإجرام والاغتصاب وبكل أنواع الرذيلة . وعن تفسير للعلاقة بين تعاطي المخدرات وبين السلوك الإجرامي يعترف الدكتور عمر رمضان بعدم وجود تفسير علمي محدد ولكنه يورد بعض الاعتقادات السائدة نذكر بعضها :-
· إن المخدرات تورث من تعاطاها روح العنف والمغامرة وعدم المبالاة .
· أن تعاطي المخدرات يؤدي إلي الانحطاط في البدنية والذهنية فيقل بالتالي دخل المدمن إضافة
إلى أن تعاطي يتطلب كثيرا من النفقات مما يزيد من الضغط الاقتصادي على المدمن الأمر الذي يدفعه ألي ارتكاب الجرائم للحصول على المال ..
· أن المدمن على المخدرات بفقد الكفاية الاقتصادية والعلاقة السابقة بأقرانه فيضطر إلي الانحدار إلى الأدنى والاندماج مع من هم دمن طبقته الأساسية , أي جماعة المدمنين والمنحرفين .
وعن مدى ارتباط الجريمة بالإدمان نقرأ النتائج التي توصل إليها بحث أجري في بليمور في الولايات المتحدة الأمريكية بوساطة باحثين مدربين على 354 مدمنا للهيرويين وقد جاء فيها :-
§ وجود ارتفاع بمعدلات الجرائم التي كانوا يرتكبونها يوميا تقريبا مع بدء إدمانهم الهيروين .
§ تبين إنهم كانوا يمرون بفترات إدمان واضح المخدر كما إنهم يمرون بفترات أخرى يقلعون فيها عن التعاطي . وبحساب هذه الفترات تبين أنهمك في المتوسط مروا ب14فترة الإدمان و8 فترة إقلاع .وعندما حسب لهم معدلات ارتكاب الجرائم في كل من الفترتين تبين أن المعدل في فترات الإدمان يبلغ أربعة أمثال المعادلات في فترات الإقلاع عن التعاطي مما يدفع إلى القول أن إدمان يسبب هذه الزيادة المشار إليها أو على الأقل يسهم في ظهورها .
ومها يكن الخلاف حول أيهما السبب وأيهما النتيجة: المخدرات أم الجريمة أو حول كونهما نتيجة لعوامل أخرى ف
إننا نجد مجموعة أسباب تقود متعاطي المخدرات لارتكاب الجريمة ومن بينها :-
û أن الحصول على المخدر وتعاطيه هو عمل مخالف لقانون والمتعاطي يدرك مخالفته وأنه يقوم بعمل لا يرضى عنه المجتمع ومع الاعتياد على هذه المخالفة يسمح لنفسه بارتكاب مخالفة أكبر أي الجريمة على أنواعها .
û إن السجن الذي يضم مختلف الأشخاص الذين ارتكبوا مخالفات قانونية يفسخ في المجال أما المجرمين بأن يصطادوا وهم في السجون زبائن جددا وبخاصة من المتعاطين الذين إن خرجوا من السجن وأوصدت أمامهم أبواب العمل لجأوا إلى العصابات الممتدة بعناصرها خارج السجن التي تحتضنهم تمدهم بالمعونة الخاصة كي تغذي لديهم الميل للانخراط والانجراف نحو الجريمة .
û إن حاجة المدمن تكون ماسة إلي المال غير الكافي لديه , بسبب ضعف إنتاجيته, حتى يؤمن احتياجاته من المخدر الذي يكلف غاليا بحسب تقدمه في سلم الإدمان , مما اضطراره للدخول في عالم الجريمة بمستوياتها المختلفة تأمينا للمال الذي هو بحاجة إلية .
û أن الرغبة القاهرة والحاجة التى لا تقاوم لدى المدمن تضعه في مواقف ضعيفة جدا تؤجج دافعيته للقيام بأي عمل , أي جريمة , حتى يحصل على مادة المخدر التى هو بحاجة إليها . وهذا ما نراه لدى بعض زعماء العصابات الذين يستغلون النساء المدمنات لإجبارهن على ممارسة البغاء أو استغلال الشبان المدمنين بدفعهم للممارسة أعمال السرقة والتهريب , والمكافأة في كلتا الحالتين الحصول على مادة المخدر .
û إن الإدمان , وبما يرافقه من ظروف وينتج عنه من تبعية نفسية وجسدية , يسهل فعل الجريمة ولكن ليس من الضرورية أن تترافق الجريمة مع فعل الإدمان.,
تدليلا على انهيار الأخلاقي وما يفعله المخدر بالإنسان نسوق بعض الأمثلة .
مشكلة أسرة أوصلها المخدر إلى ما لا يتصوره الإنسان . الأب خالد (53 عاما ) يعاشر ابنته القاصر (15سنة ) سلبا وإيجابا . وابنه محمد (22 عاما ) يعاشر أخته نهى على طريقة والده .... حتى أنه عاشر والدته دينا (41 عاما ) وبعد مرور ست سنوات على علاقة الأب والإبنه وثلاث سنوات بين الشقيق والشقيقة افتضح أمر العائلة وذاع صيتها . فقبض رجال الأمن على الأب والابن وأحيلا على النيابة العامة في جبل لبنان , فادعى عليهما القاضي التحقيق بجرم ارتكاب الفحشاء والفجور وأحال ملف الدعوى إلي قاضي التحقيق فاستجوابهما وأصدر مذكرتين وجاهيتين بتوقيف الأب الذي زعم أنه يعاشر ابنته سلبا وطبيعيا وهو فاقد الوعي نتيجة إدمانه على الكوكايين وأنه يجهل أن ابنه يعاشرها يدروه , كذلك أن الابن يعاشر والدته .
أما الوالدة فاعترفت لد استجوابها من قبل قاضي التحقيق أن ابنها كان يندس ليلا في فراشها ويعاشرها . وزعمت أنها تكون في حالة غيبوبة تامة ولا يعرف إذا كان يدس لها مادة مخدرة تفقدها الوعي .
تأثيرات المخدر على الفردي :
ومن تأثيرات المخدر على الصعيد الفردي , بشكل عام , مشاعر العظمة , وكثرة الكلام , احمرار العينين , الشرود والنعاس في فترة لاحقه , فقدان السيطرة والتحكم بالنفس , أوهام نفسية ضاغطة , تقلب في المزاج , اضطراب في وظائف الحواس مما يؤدي إلى اضطراب في اتصاله بالواقع وبالآخرين .فقدان مفهوم الوقت والمكان , وزيادة ضغط الدم ودقات القلب , محاولات انتحار ضعف الشهية , اضطراب في الذاكرة , اضطراب الوعي , ضعف الرغبة الجنسية على المدى الطويل . ويقدر ما تزاد كمية الجرعة يصبح التأثير أخطر ويعمق الاضطراب .
تأثيرات المخدر على المرأة الحامل :
وعن تأثير المخدر على المدر على المرأة لحامل ,يقول الدكتور عدنان موره في السابق كان الاعتقاد بأن المخدرات تؤدي إلى العقم عن طريق تعطيل الإباضة عند الإناث وبالتالي احتلال في الدورة الشهرية , كذلك كان الاعتقاد بأن المخدرات تؤدي إلى تعطيل الرغبة الجنسية. ولكن بروز الآلاف من المدمنات الحوامل يدحض هذا الاعتقاد . إضافة إلى أن دراسات عملية التبويض عند المدمنات دلت على أن الإدمان لا يؤثر على الخصوبة . غير أن المدمنة الحامل
إجمالا تهمل الرعاية الصحية قبل الولادة كما تتعرض لظروف معيشية سيئة : الوضع السكني غير الصحي , الدخل المتدني , الحياة الهامشية اجتماعية ...كلها تزيد من التأثيرات السلبية على الحمل والجنين لا سيما أنها لا تسعى إلى الرعاية الصحية والنفسية التي تحتاجها .
ومن جهة ثانية , عندما تدمن الأم فأن الجهاز العصبي للجنين يدمن على المخدر وإذا امتنعت الأم أو وقفت التعاطي فأن الجنين يتشنج في رحم أمه وربا أدى ذلك إلى الإجهاض . والمدمنات على الهيروين والكوكايين مثلا يصبن بذلك وتراجع صحي مما يضعف أجسادهن فيصبن بفقر الدم وبعوز الفيتامينات. وفي حالة الحمل فأن الجنين بحسب الدراسات يتأثر بالمخدر المستعمل وقد يموت في رحم أمه أو يولد ميتا أو يموت أثناء الولادة أو بعدها مباشرة أو يولد قبل أوانه ويكون ضعيفا هزيلا . وتأثير المخدر على الجنين قد يؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية ونقص في النمو مما يسبب ولادة الطفل مشوها أو ممسوخا وإذا قدر له أن يكون سليما فإننا نجده دون غيرة حجما ووزنا . وفي المستقبل يكون دون أقرانه ذكاء ومقدرة على مقاومة الأمراض وتحمل متاعب الحياة .
تأثيرات المخدر على الطلاب :
تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الطلاب يلجاون إلى استخدم أنواع من المخدرات المثيرة أو بعض لعقاقير المنشطة بهدف أن يبقوا متيقظين وبخاصة في فترة استعدادهم للامتحانات لكنهم سرعان ما يتعودون عليها مما يضطرهم إلى استمرارية تناولها وهكذا يصبحون مدمنين .
وفي هذا المجال يؤكد كولب إن تعاطي كميات كبيرة من المخدرات المزيلة للألم كالحشيش والأفيون يعمل على هم الطاقة الجسمية والعقلية للمتعاطي ويؤدي إلى الغفلة وانخفاض مستوى الطموح .
ثانيا :تأثير المخدرات على الدخل القومي
يجب ألا يأتي إلى تفكيرنا هنا مجموع الأرباح لخيالية التي يجنيها ويكدسها تجار المخدرات من المزارعين, ومصنعين ومروجين .. وبالرغم منكل ما ينعم به هؤلاء بصفة فردية خاصة فإن المجتمع يدفع باهظا من فجور المتاجر ويكلفه دمارا في بنيته الاجتماعية والاقتصادية والعلائقية ,, والإدمان على المخدر هروبا إلي عالم الوهم والهلوسة قد يشكل تاليا ضريبة من ضرائب التقدم التي يدفعها المترفون بحثا عن مزيد من السعادة المتوهمة أو الفقراء الذين لم يجدوا مكانا لهم كما يرغبون فيتعاطون المخدر علهم ينسون كما يزعمون لكن لا هؤلاء ولا أولئك يحققون مأربهم والنتيجة مزيد من اليأس والضياع والتعطيل وعيون جاحظة كأنها تبحث عن لا شي بعد أن تحطم الحلم وخار الجسد .
من جهة ثانية تقول " كلوديا باشيكو" مؤلفة كتاب " المخدر الأمريكي متعدد الجنسيات " أن تجارة المخدرات أصبحت تشكل مصادر دخل تعتمد عليها بعض دول العالم الثالث في إفريقيا آسيا وأميركا . وحتى إن بعض الدول باتت تهمل استثمار ثرواتها الطبيعية ومواردها العادية متكيفة بالمداخل الخفية الناجمة عن تجارة المخدر. فمثلا دولة كولومبيا تخلت تجارة الذهب والبن وركزت على زراعة المخدرات وتجارتها . تم صنفت المؤلفة الدول المعتمدة علي تجارة المخدرات وتجارتها فذكرت البرازيل , والمكسيك , والأرجنتين , فنزويلا وهندوراس وبناما وتوجه المؤلفة في كتابها إلى إصبع الاتهام إلى الولايات المتحدة التي تعاني من أكبر مشاكل المخدرات في العالم
ملاحظة هامة :المخدرات من الأخطار الجديدة التي استغلها اليهود أبشع استغلال وبادروا في الإمساك بتجارتها وهم الآن اكبر تجارها في العالم وهي تدر عليهم أرباحا طائلة.
والجدير بذكره إن الإدمان على المخدر يؤدي عموما إلي استنزاف المجتمع سواء في تكلفة المكافحة أو العلاج أو في تدهور إنتاجيه المدمنين . وهذا استنزاف يأخذ برأينا أشكالا متعددة منها :
· عدم الانتظام في العمل بسبب اختلال ارتباطه وتقيده بالمواعيد وأوقات الدوام
· الغياب عن عمله بسبب اعتلال صحته أو تمارضه أو بحثا عن المخدر المفقود لديه.
· التناقص المتزايد في إنتاجيه المتعاطي بسبب حاجته المتزايدة إلى مادة إدمانه
· قابلية المدمن للوقوع في حوادث العمل أو حوادث السير أو في اضطراب العلاقة مع زملائه في مكان عمله بسبب التغيرات النفسية الحاصلة لديه.
كل هذا يشكل استنزافا لدخل المجتمع وتدميرا لطاقات إنتاجيه هو بحاجة إليها وتسببا لظروف معرقلة كان من الواجب ألا تكون .
بالاستناد إلى ما سبق يمكن تلخيص مختلف الأضرار الناتجة عن تعاطي المخدر بما تلي :
v اعتلال الصحة النفسية والعقلية.
v اضطراب الصحة الجسمية .
v اضطراب في البنية الانفعالية والعلائقية .
v شل قدرة الفرد وامتصاص ثرواته .
v التأثير سلبا على الأجيال الصاعدة والمراهنة على المستقبل .
v التأثير سلبا على الدخل الفردي وعلى الدخل القومي .
v نشر الفساد بنسب وأساليب مختلفة .
25من طلبة الوطن العربي يتعاطون المخدرات ومخيف هو أن في " دول الخليج العربي الصغيرة 20ألف مدمن المخدرات 15% من الشباب والشابات طلبه يتعاطون المخدرات .
30% من طالبات المدارس يتعاطون البانجو وفي شهر رمضان مات 40شخصا في أحدى دول الخليج الصغيرة نتيجة تعاطي جرعة زائدة من المخدر . من بينهم 16 أشخاص ماتوا في يوم واحد 3 من الشباب تحت 18 سنة .
يتعاطي الشباب المخدرات في السيارات 45% , ومع الأصدقاء 28% ,وفي الحفلات 40% , وفي الحمامات 25% , والنوادي الليلية 15%
سيكولوجية الإنسان المدمن
ليس من شك في أننا فهمنا نفسية الإنسان المدمن سهلن علينا إمكانيات العلاج . والمدمن المتعافي يتذكر كيف كانت البداية حيث كان يتوخى الوصول إلى مملكة مزعومة يكون فيها ملكا أو فارسا سعادته في قبضه يده لكنه سرعان ما يستفيق على الفاجعة إذ يكون فيها البطل والضحية في آن واحد .يتمنى الرجوع إلى ما قبل الانزلاق لكنه لا يستطيع ومجبر على مواصلة مسيرة الموت البطيء والنتيجة : هدر المال , ضياع العمر, إجهاض , الأماني , تبعية مذلة.....
ومن المهم أن نشير هنا إلى أمه لا يوجد شخصية نموذجية للشخص المدمن لآن لكل فرد مدمن ظروفه الخاصة ومجتمعه الخاص وبنيته الخاصة . إضافة إلى أن الكثيرون من المدمنين أصبحوا يتنقلون من مخدر إلى آخر حسب ما يكون بمتناول أيديهم أو حسب ما يوفره السوق
وهذا يشير إلي أن المستويين الاقتصادي والاجتماعي لم يعودا يلعبان دورا هاما في انتشار نوع معين من المخدرات في طبقة معنية . لكن من الواضح وجود صفات عامة تكون مشتركة إجمالا لدى المدمنين وقد يمتاز المدمن بالخصائص التالية :-
Lتشوق وحاجة مكرهة لتعاطي المخدر والحصول علية بجميع الوسائل ( أي الرغبة غلابة وحاجة قهرية للاستمرار في تعاطي مخدر )
L نزعه لزيادة كميات .
L خضوع وتبعية ونفسية لمفعول المخدر .
L ظهور عوارض النقص عند الانقطاع الفوري عن المخدر اختباري كان أم إجباريا .
L تأثيرات مؤذية على الفرد وعلى المجتمع .
والمدمن يستعمل المخدرات ليصبح كما يعتقد . أكثر ثقة بالنفس وأكثر مقدرة على محاربة الخجل علما أنه يعاني من أزمة ثقة بمن يحيط به وبالقيم الاجتماعية والأخلاقية المسيطرة . كما يفتقر إلى نماذج يقتدي بها وهذا الاستعمال يكون بداية اليأس أو القلق ورغبة في حوض التجربة جديدة .
وقد صنف المدمنين تحت شخصيتين :-
الشخصية السيكوباتية :-وهو عادة إنسان منحرف يفتش عن تحقيق اللذة بأساليب غير اعتيادية ويفتقر إلي القدرة الضابطة أي لا يستطيع مقاومة غرائزه وأهوائه , وصاحب هذه الشخصية هو الأكثر خطرا على المجتمع .
الشخصية العصابية وصاحبها يعاني من مشاعر القلق والإحباط والدونية وهو غير متكيف اجتماعيا مما يدفعه إلى اللجوء إلى المخدر حتى يوفر لنفسه حسب رأيه , الثقة والجرأة . وهو عادة يكون ضحية إغراء المدمنين من ذوي الشخصية السيكوباتية .
ومن السمات التي يحتمل أن يحمل أن تكون لها علاقة بسلوك التعاطي والإدمان نذكر :-
m العدوانية
m البحث الحسي
m تأكيد الذات
ومن دراسات أخرى متعلقة بشخصية المدمن وبالسمات التي تمتاز بها خرج الباحثون بعده آراء وصنفوا شخصية المدمن بعدة تصنيفات نذكر منها على سبيل مثال تصنيف " كيسيل " و" التون" الذي يقسم شخصية المدمن الى عدة أصناف :-
m مدمن أناني
m مدمن ناقص النضج
m مدمن غير ناضج جنسيا
m مدمن نكد دائم التوتر
وبتصنيف آخر لشعبة المخدرات بهيئة الأمم المتحدة يمكن تقسيم الذين يتعاطون العقاقير والمواد المتصلة بها دون موافقة طبية إلى ثلاثة فئات :-
المجرب :- وهو الذي يتناول المادة على سيبل التجريب مرة واحدة أو حتى أكثر من مرة ولكنه لا يوصل تناولها .
المستهلك العارض :- وهو الذي يستعمل المادة على سبيل الترويج واللهو من حين لآخر.
المدمن :- هو الذي يستهلك المادة بصفة منتظمة ويعتبر رهينة لها أما نفسيا أو بدنيا.
إما كيف ينظر المدمن إلى شخصيته وكيف يراه الآخرون يتضح أنه :-
¬ يملك صورة سالبة عن نفسه تقوده إلى عدم احترام الذات والتقليل من شأنها مع العلم أنه د يكون على خطاه في امتلاك هذه الصورة .
¬ يعتقد بأنه لا يقوى على جسده وبالتالي لا يستطيع الإفلات من المخدر .
¬ يعتقد بأنه لا يقوى السيطرة على جسده وبالتالي لا يستطيع الإفلات من المخدر .
¬ يعتبر أن المخدر دواءه الناجع لكل مشكلاته.
¬ يعتقد بأنه يملك الطاقة الكافية لإتمام واجباته اليومية لذا يأتي التقصير والإهمال . ولأنه يستطيع مواجهة المواقف بكفاءة تزداد نسبة التعاطي لديه .
¬ لديه تقص أو خلل في المهارات الاجتماعية .
¬ ينتحل الأعذار بتصميم وتخطيط للحصول على مخدر .
¬ يمتاز بمرح الهوس الذي يتكون من ازدحام الأفكار وسرعة جريانها .
الحل الشمولي يقدمه الإسلام
الإسلام هو الوحيد الذي يقدم حلا شموليا لهذه المشاكل . ذلك لأن الإسلام يعالج المشكلة من جذورها , وأهم جذورها هو المستهلك , هو الشخص القابل لتناول المخدرات , الشخص الذي ضعف أيمانه . وأمام أي مشكلة يجد نفسه مرتاعا قلقا متوترا يبحث عن مهرب , وسرعان ما يجد المهرب في كأس من خمر , أو شمه من كواكيين أو هيرويين , أو قطعة من حشيش أو أفيون يدخنها أو يبلغها , أو أقراصا يتناولها ....ألح
وتطبيق الإسلام في كافة مناحي الحياة الفرد والمجتمع والحاكم والمحكوم , يؤدي إلى تجفيف منابع تدمير الشخصية , فالمجتمع الإسلامي الحقيقي مجتمع مترابط متكافل يحب المؤمن لأخيه ما يحب لنفسه وهو كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض , وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
وتطبيق الإسلام يعطي المؤمن شعورا غامرا بالسعادة , لأنه على صلة بالله , إن أصابته ضراء صبر, وأن أصابته نعماء شكر , وأمره كله خير .
وإذا أصابته لأواء الحياة لجأ إلى مولاه وبارئه متوكلا علية معتمد على كرمه وفيض عطائه.
وصلته بالله وثيقة , يتعرف غلي الله في الرخاء فيعرفه في الشدة , ويتودد إلية في النعماء والسراء فيكلاه ويرعاه في الضراء والبأساء .
§ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى¦(1)
ولا يوجد أشد صنكا من حياة البشر اليوم رغم ما فيها من وسائل رفاهية
وحضارة
(1)سورة الغاشية
نموذج علاج ماتريكس
مجموعة صور
من أساليب تهريب الممنوعات :
من طرق تعاطي المخدرات :
من صور مدمني المخدرات :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة ثمرة الخشخاش التي تشبه الكبسولة
مع تحيات:رونالدينهو يعافيك
يعتبر الإدمان من الأمراض الاجتماعية الخطيرة . وهو يتعدى بتأثيره المدمر الفرد ليطال الأسرة والمجتمع . وبقدر ما يتفشى يعتل المحيط ويصبح عرضه لشتى المشكلات والحوادث .
والإدمان في قاموس علم النفس " شهوة أو رغبة عنيفة باستهلاك منتجات سامة تولد حالة من التبعية "
وتبعية مزدوجة :
¯ إحداها نفسية متمثلة بالرغبة التى تقاوم بتناول منتظم للمخدر إذ بفقدان المخدر تحصل عوارض قلق وانزعاج وكآبة وإحساس بالفراغ وانعدام الوجود مما يضطره إلي تعاطي المخدر حتي يشعر بالامتلاء والوجود .
¯ بدنية أو مادية بحيث إن بعض أنواع المخدرات تعيد التوازن إلي الجسم حين ظهور الاضطراب ولا يستكن الجسم ألا بتناولها إذ بفقدان المخدر تظهر الاضطرابات عقلية مع أوجاع وتشنجات وتقيؤ ...
وفي تعريف آخر للمخدر تقول منظمة الصحة العالمية O.M.S. (أن المخدر يعنى كل مادة أدخلناها في جسم حي تغير سير عمله )
وقبل غرق الفرد في شرك المخدرات ( المورفين , الهيرويين , الحشيش ..) يمر بدرجات من التعود المتنامي وبحالات من الحاجة المتعاظمة في الضرورة إليها ويستمر بهذه الطريقة إلى أن يفع في فخ الإدمان ويستعصي علية بعدئذ النهوض والإقلاع عنه . فتتولد عن ذلك حالة من الاعتماد تؤدي إلى الاستعمال القسري بهدف الحصول على الشعور المرغوب الذي يكون , إجمالا , شعورا وهميا ومزعوما .
يعرف الإدمان الطبية " بأنه اضطراب عصبي بيولوجي مزمن يؤثر على كل من الناحية الجينية والنفسية والاجتماعية والبيئية وهو استخدم مادة ما باستمرار على الرغم م آثارها السلبية وعدم القدرة على الامتناع عن تناولها ( سلوك لااردي ) أو استخدام المخدرات لإغراض غير علاجية (أي الحنين للمخدرات) غالبا ما يصاحب الإدمان سلوكيات منحرفة مثل (سرقة الأموال وتغير الوصفات الطبية ) من أجل الحصول على المخدرات
وبحسب منظمة الصحة العالمية O.M.S فان التبعية تمر بمراحل ثلاث :
¬ مرحلة التعود Accoutumanceحيث الإمنتاع عن تعاطي المخدر لا يسبب مضاعفات خطيرة لدى الفرد . والتعود " حالة يتكون فيها التشويق لتعاطي المخدر لما يجلبه من شعور بالراحة , ولكن هذا التشوق ليست له قوة مكرهة وهذا ما يفرق بين الاعتماد والإدمان "
¬ مرحلة الاحتمال Tolerance حيث إن الجسم المدمن يستطيع المقاومة ويتحمل كمية أكبر من المخدر ويتكيف الجسم معها مع ظهور الحاجة إلي زيادة الكمية بهدف الحصول على الشعور نفسه وبهدف تحقيق سعادته المزعومة .
¬ مرحلة التسمم أو تحل السم Assuetude حيث تصبح الحاجة ملحة على المستويين النفسي والفيزيولوجي وهى الدرجة الأخطر في الإدمان إذ إن حرمان المدمن من المخدر يؤدي إلى اضطرابات خطيرة تشمل معظم وظائف الإنسان العقلية والجسمية والاجتماعية .
وهذه التبعية المرضية تكون نفسية إلي ظهور عوارض كالقلق والكآبة والانزعاج بغياب المخدر أو الامتناع عن تعاطيه . وتكون جسدية تظهر من خلال بعض الاضطرابات السلوكية العنيفة أو الغضب الشديد أو التشنجات أو التقيؤ
وعل العموم فأن الإدمان لا يمكن حصوله إلا بتوافر شروط أربعة :
­ وجود المخدر أي مادة الإدمان .
­ وجود القابلية أو الاستعداد لدى الشخص المدمن .
­ وجود الظروف النفسية والاجتماعية الضاغطة أو المستهلة لعملية التعاطي .
­ غياب سلطة القانون وفقدان الرقابة والرعاية .
.........................................................................
الإدمان إذا حالة تسمم مزمنة ناتجة عن استعمال متكرر لمواد مخدرة يؤدي الحاجة مكرهة لتعاطي المخدرات من ناحية وإلي نزعة لزيادة كمية الجرعة من ناحية ثانية
ثانيا: أنواع المواد المخدرة
وجدت هذه المواد لاستعمالات طبية وفي حالات معينة . وهي في الأصل غير معروضة للبيع ألا في بناء على وصفات طبية ومن الصيدليات ولكمن وللآسف طمع الإنسان ومتاجرته بصحة سوا من البشر جعلاها سلعة في السوق السوداء وذات مردود كبير لدى المتاجرين بها لتبعية المدمنين إليها وهي إما طبيعية ( من أصل نباتي أو حيواني أو معدني ) وإما تركيبة أو صناعية :
والمواد المخدرة التي تعتبر حلم التاجر وكابوس المستهلك مصنفة إلي فئات مختلفة نذكر منها اختصارا :
N المسكنات كالمورفين ومشتقات المورفين المصنعة ( مواد تستعمل ضد الأوجاع وتؤثر لى وظائف أخرى في الجسم ) الأفيون , الهيرويين والكودايين .
N المنبهات كالكوكايين , الامفيتامينات ( مواد مثيرة ومنبهة ومهيجة للجهاز العصبي . يزيل التعب والإحساس بالجوع )القات والنيكوتين .
N فئة القنبيات : المارجوانا والحشيشة .
N فئة المذهلة : الكوكايين , الأفيون . أوراق الكوكا , الكراك .
N فئة المهلوسة : طبيعة كالحشيشة , زيت الحشيشة ( تؤثر على الوظائف العقلية والإدراكات والسمعية ) ومصنعة كال L.S.D .
N فئة المسكرات : الكحول , الأثير , والبنزين .
N فئة المواد الطيارة : الأسيتون , الجازولين . وبعض المواد المستخدمة في التخدير مثل الأثير والكلوروفورم .
N فئة القات والكافيين .
N فئة المنومة أو المهدئة وهي عقاقير طبية مهدئة ومسكنة تساعد للحد من التوتر والقلق .
ويمكن إضافة التبغ الذي يعتبرا مخدرا لكنه يدخل إلي الجسم , عن طريق التدخين , مواد السامة كالزفت
, النيكوتين و القطران والزرنيخ والبونزوبرين وهذه كلها مواد مضرة بالصحة . أما من حيث القوة تأثيرها فهي نوعان :
M المخدرات الخفيفة أو البسيطة .
M المخدرات الثقيلة
ثالثا : هل المدمن مريض أو مذنب؟ :
هذا التسأول يدفنا إلي القول : إذا كنا نعتبر المدمن مريضا فهل يجوز لنا أن نعاقبه ؟ وإذا كان مذنب فلماذا إذن العلاج ؟ إنه ليس ذاك, بل إنه حاله نتجت عن تداخل ظروف وعوامل متعددة جعلته ضحية استمدت عناصر وجودها من أخطاء تراكمت في حياة الشخص أوصلته إلى الإدمان وجعلت منه مريضا من نوع الخاص , إنه ضحية ظروف تربوية سيئة وضحية تنشئة اجتماعية خاطئة لم تشعره بأهمية القيم الاجتماعية لذا فهو يخالفها ؟ وبقدر ما يتعزز لدية هذا المرض الاجتماعي يتشكل عنده مرض بيولوجي يؤرقه ويعاني من تبعاته .الأمر الذي يدفعنا إلى القول إنه لو عوقب في البداية لما كان بحاجة إلى العلاج فيما بعد مما يعني أيضا إنه ضحية بدأت بذنب ( السعي للحصول على مخدر ) وانتهت بمرض ( وقوعه فريسة الإدمان ) . لو إنه عوقب في البداية كمذنب وأزيلت الظروف من أمام المتعاطي لما توصل في النهاية إلى حاجاته للعلاج .
إذا شئنا التمييز الحصري نقول إن المرض البيولوجي لا يتم علاجه ألا بأسلوب طبي ( دواء أو جراحة أو استئصال أو زراعة ) بينما علاج الإدمان بحاجة , إلى جانب العلاج الدوائي ألي علاج نفسي واجتماعي وسلوكي .... وبذلك يختلف عن المرض أم القاسم المشترك بين المرض والإدمان فهو القهر والضغط النفسي الذي يقع على كل من المدمن والمريض بمعنى أن كليهما لا يستطيع التغلب على حالته ألا بمساعدة خارجية تستدعي تدخل الطبيب أو المعالج للبدء بعملية العلاج التي قد تكون نسبيا أقصر لدى المريض منها لدى المدمن .
ومن المتفق , كما يقول عمر شاهين , أن الإدمان نوع من المرض النفسي وإن مقاومته وعلاجه يجب أن ينظر من خلال هذا التصور كم وجد علاقة وثيقة بين الإدمان والمرض النفسي
رابعا :الأسباب المؤدية إلي المخدر
أولا الأسباب التي تساهم في الإدمان :
ليس من شك أن الإدمان سلوك اجتماعي . فهو عموما , لا يولد مع الإنسان إنما يكتسب لاحقا . لذا فإننا نسال : أين يكمن سبب الإدمان ؟ في شخصية المدمن أم في بيئته العائلية أو الاجتماعية ؟ من نحمل المسؤولية : الاستعدادات أم السن أم إلي الرعاية والتوجيه ؟ هل يعني أزمة حضارية أم سلوكا مريضا ؟
عوامل نفسية واجتماعية ؟
إن الأسباب تعود , على العموم , إلى العوامل النفسية والاجتماعية . فالنفسية تؤم الميل والاستعداد الذي يدفع المتعاطي إلي فعلته بدافع التجريب أو الاستطلاع أو التقليد . والاجتماعية تؤمن الظروف المشجعة .
لا بد من الإشارة هنا أن متطلبات الحياة المتضاعفة يوما بعد يوم , والمسؤوليات المترتبة علي الإنسان حيال الأدوار الاجتماعية المتتالية , وحالات التسابق إلى إثبات الذات والصراع من أجل البقاء والتفوق وما يولد من جهود وضغوطات نفسية واجتماعية , دفعت الفرد إلى البحث ع وسائل مهدئة تخلق لدية حالة من الاسترخاء والهدوء وصفاء الذهن فالكثيرون وجدوا مبتغاهم وتلمسوه من خلال تنمية بعض الهوايات لديهم كالموسيقى والرياضة والرسم والسباحة والبعض السوء حظه وجد وسيلته من خلال تعاطيه المكيفات والحشيش والمواد المصنعة
وبشكل عام فأن مشكلة المتعاطي مرتبطة باتجاهات ثلاثة :
ß المتعاطي بما يحمله من عنصر الاستعداد الفطري والعوامل النفسية
ß مرتبط بالمادة المختارة كعنصر الثمن أو توافر المادة أو القوانين المتحكمة بها .
ß مرتبط بالبيئية ( العائلية والاجتماعية ).
الفئات الأكثر تعرضا للإدمان :
أن الفئة الأكثر تورطا بشكل عام في هذا التعاطي أو الاستجابة لإغراء المخدر عي فئة المراهقين , الفئة الأكثر حبا للمخاطرة ولاستطلاع المجهول , الفئة الأكثر حبا للمعارضة وللمواجهة والأقل التزاما بمعايير المجتمع مما يسهل انجذابها إلى هذا الفخ سعيا وراء لذة مزعومة أو مرحلة في السعادة سريعا ما يصل في نهايتها إلي مأساة حقيقية . من هنا فأن المراهقة تحمل من ضمن هذه المواصفات إمكانية الانزلاق إن لم نحسن رعايتها والتعامل معها إضافة إلي أن المراهق يعشق المجازفة ويحب الحشرية ويسعى لإثبات وجوده .
ولابد من التنويه بوجود عوامل الفردية :
§ الفضولية : التي تدفع كل مراهق إلي أن يجربه كل شي بنفسه .
§ الموضة وضغط المجموع بحيث يميل بعض الشباب إلي إتباع الموضة السائدة حتى إن بعضهم يتناول المخدرات ليس أجل الشعور باللذة بل من أجل خرق وتجاوز الممنوعات.
§ أزمة المراهقة وما يرافقها من صراع الأجيال في المواقف والتصرفات والأفكار .
§ البحث في توسيع آفاق الفكر حيث أن العقاقير تحدث تغيرات في المجالات الفكر وتفتح أبعادا جديدة في حقل الذكاء والإحساس .
§ البحث عن التقرب والاتحاد مع الغير . وإن الفرد الذي يعيش في بيئة تتميز بعدم الاكثرات واللامبالاة يضطر لاستعمال جميع الوسائل ومن بينها المخدرات لكسر الطوق الذي يشعرون أنهم سجناء داخله .
أن الاكتئاب والقلق من أكثر الأسباب للجواء ألي الإدمان بحيث يدفعان الشخص إلي التجربة التعاطي لفترة ما ثم ينتهي بالوقوع فريسة الإدمان .
العوامل المحيطية :
وزيادة في التركيز علي العوامل المحيطية المؤثرة نتساءل عن أهم تلك العوامل تلك العناصر المؤلفة لمحيط المدمن : إنهاء باختصار : المحيط العائلي , والمحيط الاجتماعي
أ- المحيط العائلي
تتحمل الأسرة باعتبارها المؤسسة الأولى للتنشئة الاجتماعية والتى تعهد إليها عمليات الرعاية والاكتساب والتطبيع , مس-سؤلية التردي الحاصل أو أي انحراف قد يقع فيه الفرد . فليس بمستغرب أن نجد بين أفراد عائلة مفككة أو عائلة تعصف في داخلها اضطرابات علائقية منحرفا يتعاطي الإدمان أو اللصوصية والإجرام ..
ومن العوامل المتعلقة بالمحيط العائلي يمكننا أن نذكر :
الطبقة التي تنتمي إليها الأسرة
الحوادث التي تتعرض لها الأسرة : مثل انهيار المكانة الاقتصادية , الطلاق , الخصام
عمل الأسرة ( الوظائف المهنية )
عجز الأسرة أو ضعفها المادي أو المعنوي
ب- المحيط الاجتماعي
تؤثر عوامل البيئة الوسط الاجتماعي الذي يتحرك ضمنه الفرد في صياغة شخصيته وتاليافي سلوكه السوي أو غير السوي . فالمؤثرات تلاحق الفرد منذ ميلاده .فيقدر ما يفشل الفرد في المواجهة متطلبات المجتمع وضغوطه تضطرب عملية التوافق عنده ويصعب التكيف في البيئة مما يسبب قلقا مزمنا يشكل أرضية قابلة لتعاطي المخدر وتسهل له تاليا إمكانية الانحراف .
· ومن الأسباب التي حددها علماء النفس الاجتماعي للإمراض الاجتماعية بصورة عامة ومن بينها الإدمان نذكر :
سوء توظيف العوامل الحضارية والثقافية
اضطراب التنشئة الاجتماعية
سوء التوافق الاجتماعي
الصحبة السيئة ورفاق السوء
سوء الأحوال الاقتصادية
الكوارث الطبيعية وحالات الحرب
سوء التوافق المهني
تدهور نظام القيم
انهيار القيم المعنوية والدينية والخلقية
أسباب انتشار الإدمان في دول الخليج العربي
يمكن أن نذكر هنا اختصارا وبالاستناد إلى كتاب " الشباب والمخدرات في دول الخليج العربية "وبعض العوامل التي ساعدت على انتشار المخدرات في الخليج العربي وهي في معظمها عوامل اجتماعية اقتصادية مثل :-
v التغير الاجتماعي السريع .
v العمالة الوافدة .
v التركيب السكاني للمجتمع الخليجي .
v الموقع الجغرافي .
v ارتفاع المستوى الاقتصادي .
v السفر والرحلات خارج المنطقة .
v الشباب الخليجي والفراغ ثم النقص في الإمكانات المتعلقة بمكافحة المخدرات .
وعن القيادة العامة لشرطة دبي يمكن تلخيص الأسباب على الشكل التالي :
? الشخصية الضعيفة والمضطربة .
? الأسرة المحطمة التى تعتبر المنتج الرئيسي لأبناء مدمنين من خلال بعض العوامل مثل :
! الخطأ الوالدين وفي توقيته وطريقته .
! إهمال الوالدين للطفل ماديا ومعنويا .
! الحماية الزائدة للطفل ماديا ومعنويا
! القسوة في التدريب على عمليات النظافة وضبط الخروج .
! التشدد في فرض السلطة والنظام على الطفل أو التساهل التسيب في ذلك .
! التذبذب بين القسوة الشديدة أو اللين المفرط في مواجهة السلوك العدواني .
! الاعتماد الطويل على الوالدين الذي ينقطع فجأة وبعنف .
! الموت والتفكك الأسري .
? المدرسة التي يتواجد فيها العوامل التالية :
! الأعداد الكبيرة من الطلاب .
! وجود المدرسة في بيئة مزدحمة ومتخلفة.
! المدرس السيئ وغير الجاد .
! غياب التنسيق بين المدرسة والأهل .
! إهمال الاهتمام بظاهرة الانحراف السلوكي في المدرسة وذلك بغياب المرشد النفسي والاجتماعي عنها .
! غياب التوجيهات التربوية والوطنية العامة عن المدرسة .
! غياب الملاعب والمكتبات ووسائل مل الفراغ .
! ابتعاد برامج التعليم عن اهتمامات ورغبات الطلاب .
? الصعوبات اليومية التي يعاني منها المدمن والتي تولد لديه الإحباط الذي يصل إل عتبة الانفجار .
? البيئة التي يعيش الفرد وهي إما الفقيرة وإجمالا تدفع إلي الإدمان بسبب الحاجة والعوز وإما إجمالا تدفع إلي الإدمان بسبب ظروف الحياة الاصطناعية التي تبعد الإنسان عن السعادة الحقيقية وتجعله يعيش في الفراغ وجداني.
? الفراغ القاتل الذي لا يملأ بالعمل الجاد والنافع وإنما بأساليب تقطيع الوقت , والإدمان أهم هذه الأساليب .
? التمثيل بشخصية محبوبة .
? عدم فعالية القانون الاجتماعي ونسق القيم والضوابط الاجتماعية من خلال ضعف الرقابة الرسمية والاجتماعية والذاتية .
? التعددية الثقافية والهجرة والنزوح إلى المدينة بحيث يتشكل المجتمع الهجين الذي تتضارب فيه القيم والعادات والتقاليد ويصبح تاليا سلوك الإدمان ظاهرة طبيعية كمحاولة للهروب من الواقع الاجتماعي غير المتجانس .
تأثير المخدرات وأخطار الإدمان
أولا : التأثير من الناحية الفردية والاجتماعية
ليس من شك في أن الإدمان على المخدر يعتبر آفة اجتماعية خطيرة لا سيما بعد أن تعقدت صورة المخدرات وتنوعت لما لها من تأثير سلبي مدمر يطال الفرد بأبعاده المختلفة : وهن جسدية , تبعة نفسية ,ضعف عقلي , انحلال أخلاقي , وتفلت من الضوابط والمعايير , ضعف في القدرة على الإدراك وتوقع الأمور ... مما يسهل أمام المدمن الطريق إلى الجريمة بمستوياتها المختلفة تحقيقا للمال كي يوصله إلي المخدر الذي يعتبره , برأي فرانسراز دولتو أحد الأكبر الأفخاخ أو الكمائن في عصرنا لأنه بشكل كإرثي حياة المدمن وكامل مستقبله . مع الإشارة هنا إلى أن المضاعفات أو الآثار السلبية الناجمة قد تكون ناتجة عن آثار المخدر نفسه أو قد تكون ناتجة عن حرمان الشخص من مخدر أدمنه مما يدفعه إلي سلوكه المنحرف بدافع اللهفة للحصول على مادة المخدر كي يستعيد بوساطتها الآثار النفسية والعضوية التى يطلبها .
لابد من الآشارة أيضا إلي أن لكل مادة من المواد المخدرة( طبيعية أو مصنعة) الآثار النفسية والعضوية الخاصة بها إنما القاسم المشترك بينها جميعا عند إدمانها حصول اضطرابات نفسية واجتماعية وسلوكية تحط من قيمة الآنسان وتدمر تباعا , بحسب مستوى الإدمان , قواه الإنتاجية على مختلف الصعد .
أن حالات الإدمان تؤدي إلي الموت البطئ أو المفاجئ لأنها أشبة بالانتحار أو دفعات . إضافة إلي أنه يقتل إنتاجية الفرد بعد أن يغتال إنسانيته فيحوله من طاقة فاعله إلى شخص أقرب إلي الحطام يثير الأسى والفزع للآخرين .
والمدمنون عادة يعانون من اضطراب في دينامية الاتصال مع الآخرين ويسيئون فهم الواقع ويضطرب لديهم الآحساسهم بالوقت وإدراكهم لما يجري مما يؤدي إلى انقطاع الحوار وتاليا إلى انسحاب المدمن من وسطه الأمر الذي يسبب له الوحدة والوحشة .وهذه العزلة الموحشة المرافقة مع مشاعر الذنب ومشاعر التخلي التي تزيد من شدة اضطرابه واتصاله بالآخرين , وكمشاعر احتقار الذات وتشويه صورتا تدفعه من جديد إلى المخدر كي يؤمن نفسه إمكانية الخروج مما هو فيه ومواجهة الواقع بالسلاح نفسه الذي كان سبب تدميره فتكمل بذلك الدائرة المفرغه التى يتخبط فيها . وهذا الواقع يزداد سوءا عندما تكون دينامية الاتصال الأسرية معطلة أو مضطربة وعلى هذا الأساس يمكن اعتبار وجود مدمن في أسرة موشرا على وجود خلل فيها ونكتشف ذلك عندما تحاول أسرة أيجاد التبريرات لها .
وعلى العموم إن الإدمان إذا شق طريقه إلي داخل الإنسان فتح طريق الانهيار أمامه . انهيار في قينه الاجتماعية والوطنية والعلائقية , انهيار للمقاييس والتقاليد والروابط العائلية .
الانهيار الأخلاقي
أكثر انهيارات سحقا وتهديما هو الانهيار الأخلاقي حيث يصبح كل شي, لدي المدمن مباحا ومسموحا به .لذلك نسمع بالإجرام والاغتصاب وبكل أنواع الرذيلة . وعن تفسير للعلاقة بين تعاطي المخدرات وبين السلوك الإجرامي يعترف الدكتور عمر رمضان بعدم وجود تفسير علمي محدد ولكنه يورد بعض الاعتقادات السائدة نذكر بعضها :-
· إن المخدرات تورث من تعاطاها روح العنف والمغامرة وعدم المبالاة .
· أن تعاطي المخدرات يؤدي إلي الانحطاط في البدنية والذهنية فيقل بالتالي دخل المدمن إضافة
إلى أن تعاطي يتطلب كثيرا من النفقات مما يزيد من الضغط الاقتصادي على المدمن الأمر الذي يدفعه ألي ارتكاب الجرائم للحصول على المال ..
· أن المدمن على المخدرات بفقد الكفاية الاقتصادية والعلاقة السابقة بأقرانه فيضطر إلي الانحدار إلى الأدنى والاندماج مع من هم دمن طبقته الأساسية , أي جماعة المدمنين والمنحرفين .
وعن مدى ارتباط الجريمة بالإدمان نقرأ النتائج التي توصل إليها بحث أجري في بليمور في الولايات المتحدة الأمريكية بوساطة باحثين مدربين على 354 مدمنا للهيرويين وقد جاء فيها :-
§ وجود ارتفاع بمعدلات الجرائم التي كانوا يرتكبونها يوميا تقريبا مع بدء إدمانهم الهيروين .
§ تبين إنهم كانوا يمرون بفترات إدمان واضح المخدر كما إنهم يمرون بفترات أخرى يقلعون فيها عن التعاطي . وبحساب هذه الفترات تبين أنهمك في المتوسط مروا ب14فترة الإدمان و8 فترة إقلاع .وعندما حسب لهم معدلات ارتكاب الجرائم في كل من الفترتين تبين أن المعدل في فترات الإدمان يبلغ أربعة أمثال المعادلات في فترات الإقلاع عن التعاطي مما يدفع إلى القول أن إدمان يسبب هذه الزيادة المشار إليها أو على الأقل يسهم في ظهورها .
ومها يكن الخلاف حول أيهما السبب وأيهما النتيجة: المخدرات أم الجريمة أو حول كونهما نتيجة لعوامل أخرى ف
إننا نجد مجموعة أسباب تقود متعاطي المخدرات لارتكاب الجريمة ومن بينها :-
û أن الحصول على المخدر وتعاطيه هو عمل مخالف لقانون والمتعاطي يدرك مخالفته وأنه يقوم بعمل لا يرضى عنه المجتمع ومع الاعتياد على هذه المخالفة يسمح لنفسه بارتكاب مخالفة أكبر أي الجريمة على أنواعها .
û إن السجن الذي يضم مختلف الأشخاص الذين ارتكبوا مخالفات قانونية يفسخ في المجال أما المجرمين بأن يصطادوا وهم في السجون زبائن جددا وبخاصة من المتعاطين الذين إن خرجوا من السجن وأوصدت أمامهم أبواب العمل لجأوا إلى العصابات الممتدة بعناصرها خارج السجن التي تحتضنهم تمدهم بالمعونة الخاصة كي تغذي لديهم الميل للانخراط والانجراف نحو الجريمة .
û إن حاجة المدمن تكون ماسة إلي المال غير الكافي لديه , بسبب ضعف إنتاجيته, حتى يؤمن احتياجاته من المخدر الذي يكلف غاليا بحسب تقدمه في سلم الإدمان , مما اضطراره للدخول في عالم الجريمة بمستوياتها المختلفة تأمينا للمال الذي هو بحاجة إلية .
û أن الرغبة القاهرة والحاجة التى لا تقاوم لدى المدمن تضعه في مواقف ضعيفة جدا تؤجج دافعيته للقيام بأي عمل , أي جريمة , حتى يحصل على مادة المخدر التى هو بحاجة إليها . وهذا ما نراه لدى بعض زعماء العصابات الذين يستغلون النساء المدمنات لإجبارهن على ممارسة البغاء أو استغلال الشبان المدمنين بدفعهم للممارسة أعمال السرقة والتهريب , والمكافأة في كلتا الحالتين الحصول على مادة المخدر .
û إن الإدمان , وبما يرافقه من ظروف وينتج عنه من تبعية نفسية وجسدية , يسهل فعل الجريمة ولكن ليس من الضرورية أن تترافق الجريمة مع فعل الإدمان.,
تدليلا على انهيار الأخلاقي وما يفعله المخدر بالإنسان نسوق بعض الأمثلة .
مشكلة أسرة أوصلها المخدر إلى ما لا يتصوره الإنسان . الأب خالد (53 عاما ) يعاشر ابنته القاصر (15سنة ) سلبا وإيجابا . وابنه محمد (22 عاما ) يعاشر أخته نهى على طريقة والده .... حتى أنه عاشر والدته دينا (41 عاما ) وبعد مرور ست سنوات على علاقة الأب والإبنه وثلاث سنوات بين الشقيق والشقيقة افتضح أمر العائلة وذاع صيتها . فقبض رجال الأمن على الأب والابن وأحيلا على النيابة العامة في جبل لبنان , فادعى عليهما القاضي التحقيق بجرم ارتكاب الفحشاء والفجور وأحال ملف الدعوى إلي قاضي التحقيق فاستجوابهما وأصدر مذكرتين وجاهيتين بتوقيف الأب الذي زعم أنه يعاشر ابنته سلبا وطبيعيا وهو فاقد الوعي نتيجة إدمانه على الكوكايين وأنه يجهل أن ابنه يعاشرها يدروه , كذلك أن الابن يعاشر والدته .
أما الوالدة فاعترفت لد استجوابها من قبل قاضي التحقيق أن ابنها كان يندس ليلا في فراشها ويعاشرها . وزعمت أنها تكون في حالة غيبوبة تامة ولا يعرف إذا كان يدس لها مادة مخدرة تفقدها الوعي .
تأثيرات المخدر على الفردي :
ومن تأثيرات المخدر على الصعيد الفردي , بشكل عام , مشاعر العظمة , وكثرة الكلام , احمرار العينين , الشرود والنعاس في فترة لاحقه , فقدان السيطرة والتحكم بالنفس , أوهام نفسية ضاغطة , تقلب في المزاج , اضطراب في وظائف الحواس مما يؤدي إلى اضطراب في اتصاله بالواقع وبالآخرين .فقدان مفهوم الوقت والمكان , وزيادة ضغط الدم ودقات القلب , محاولات انتحار ضعف الشهية , اضطراب في الذاكرة , اضطراب الوعي , ضعف الرغبة الجنسية على المدى الطويل . ويقدر ما تزاد كمية الجرعة يصبح التأثير أخطر ويعمق الاضطراب .
تأثيرات المخدر على المرأة الحامل :
وعن تأثير المخدر على المدر على المرأة لحامل ,يقول الدكتور عدنان موره في السابق كان الاعتقاد بأن المخدرات تؤدي إلى العقم عن طريق تعطيل الإباضة عند الإناث وبالتالي احتلال في الدورة الشهرية , كذلك كان الاعتقاد بأن المخدرات تؤدي إلى تعطيل الرغبة الجنسية. ولكن بروز الآلاف من المدمنات الحوامل يدحض هذا الاعتقاد . إضافة إلى أن دراسات عملية التبويض عند المدمنات دلت على أن الإدمان لا يؤثر على الخصوبة . غير أن المدمنة الحامل
إجمالا تهمل الرعاية الصحية قبل الولادة كما تتعرض لظروف معيشية سيئة : الوضع السكني غير الصحي , الدخل المتدني , الحياة الهامشية اجتماعية ...كلها تزيد من التأثيرات السلبية على الحمل والجنين لا سيما أنها لا تسعى إلى الرعاية الصحية والنفسية التي تحتاجها .
ومن جهة ثانية , عندما تدمن الأم فأن الجهاز العصبي للجنين يدمن على المخدر وإذا امتنعت الأم أو وقفت التعاطي فأن الجنين يتشنج في رحم أمه وربا أدى ذلك إلى الإجهاض . والمدمنات على الهيروين والكوكايين مثلا يصبن بذلك وتراجع صحي مما يضعف أجسادهن فيصبن بفقر الدم وبعوز الفيتامينات. وفي حالة الحمل فأن الجنين بحسب الدراسات يتأثر بالمخدر المستعمل وقد يموت في رحم أمه أو يولد ميتا أو يموت أثناء الولادة أو بعدها مباشرة أو يولد قبل أوانه ويكون ضعيفا هزيلا . وتأثير المخدر على الجنين قد يؤدي إلى حدوث تشوهات خلقية ونقص في النمو مما يسبب ولادة الطفل مشوها أو ممسوخا وإذا قدر له أن يكون سليما فإننا نجده دون غيرة حجما ووزنا . وفي المستقبل يكون دون أقرانه ذكاء ومقدرة على مقاومة الأمراض وتحمل متاعب الحياة .
تأثيرات المخدر على الطلاب :
تجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الطلاب يلجاون إلى استخدم أنواع من المخدرات المثيرة أو بعض لعقاقير المنشطة بهدف أن يبقوا متيقظين وبخاصة في فترة استعدادهم للامتحانات لكنهم سرعان ما يتعودون عليها مما يضطرهم إلى استمرارية تناولها وهكذا يصبحون مدمنين .
وفي هذا المجال يؤكد كولب إن تعاطي كميات كبيرة من المخدرات المزيلة للألم كالحشيش والأفيون يعمل على هم الطاقة الجسمية والعقلية للمتعاطي ويؤدي إلى الغفلة وانخفاض مستوى الطموح .
ثانيا :تأثير المخدرات على الدخل القومي
يجب ألا يأتي إلى تفكيرنا هنا مجموع الأرباح لخيالية التي يجنيها ويكدسها تجار المخدرات من المزارعين, ومصنعين ومروجين .. وبالرغم منكل ما ينعم به هؤلاء بصفة فردية خاصة فإن المجتمع يدفع باهظا من فجور المتاجر ويكلفه دمارا في بنيته الاجتماعية والاقتصادية والعلائقية ,, والإدمان على المخدر هروبا إلي عالم الوهم والهلوسة قد يشكل تاليا ضريبة من ضرائب التقدم التي يدفعها المترفون بحثا عن مزيد من السعادة المتوهمة أو الفقراء الذين لم يجدوا مكانا لهم كما يرغبون فيتعاطون المخدر علهم ينسون كما يزعمون لكن لا هؤلاء ولا أولئك يحققون مأربهم والنتيجة مزيد من اليأس والضياع والتعطيل وعيون جاحظة كأنها تبحث عن لا شي بعد أن تحطم الحلم وخار الجسد .
من جهة ثانية تقول " كلوديا باشيكو" مؤلفة كتاب " المخدر الأمريكي متعدد الجنسيات " أن تجارة المخدرات أصبحت تشكل مصادر دخل تعتمد عليها بعض دول العالم الثالث في إفريقيا آسيا وأميركا . وحتى إن بعض الدول باتت تهمل استثمار ثرواتها الطبيعية ومواردها العادية متكيفة بالمداخل الخفية الناجمة عن تجارة المخدر. فمثلا دولة كولومبيا تخلت تجارة الذهب والبن وركزت على زراعة المخدرات وتجارتها . تم صنفت المؤلفة الدول المعتمدة علي تجارة المخدرات وتجارتها فذكرت البرازيل , والمكسيك , والأرجنتين , فنزويلا وهندوراس وبناما وتوجه المؤلفة في كتابها إلى إصبع الاتهام إلى الولايات المتحدة التي تعاني من أكبر مشاكل المخدرات في العالم
ملاحظة هامة :المخدرات من الأخطار الجديدة التي استغلها اليهود أبشع استغلال وبادروا في الإمساك بتجارتها وهم الآن اكبر تجارها في العالم وهي تدر عليهم أرباحا طائلة.
والجدير بذكره إن الإدمان على المخدر يؤدي عموما إلي استنزاف المجتمع سواء في تكلفة المكافحة أو العلاج أو في تدهور إنتاجيه المدمنين . وهذا استنزاف يأخذ برأينا أشكالا متعددة منها :
· عدم الانتظام في العمل بسبب اختلال ارتباطه وتقيده بالمواعيد وأوقات الدوام
· الغياب عن عمله بسبب اعتلال صحته أو تمارضه أو بحثا عن المخدر المفقود لديه.
· التناقص المتزايد في إنتاجيه المتعاطي بسبب حاجته المتزايدة إلى مادة إدمانه
· قابلية المدمن للوقوع في حوادث العمل أو حوادث السير أو في اضطراب العلاقة مع زملائه في مكان عمله بسبب التغيرات النفسية الحاصلة لديه.
كل هذا يشكل استنزافا لدخل المجتمع وتدميرا لطاقات إنتاجيه هو بحاجة إليها وتسببا لظروف معرقلة كان من الواجب ألا تكون .
بالاستناد إلى ما سبق يمكن تلخيص مختلف الأضرار الناتجة عن تعاطي المخدر بما تلي :
v اعتلال الصحة النفسية والعقلية.
v اضطراب الصحة الجسمية .
v اضطراب في البنية الانفعالية والعلائقية .
v شل قدرة الفرد وامتصاص ثرواته .
v التأثير سلبا على الأجيال الصاعدة والمراهنة على المستقبل .
v التأثير سلبا على الدخل الفردي وعلى الدخل القومي .
v نشر الفساد بنسب وأساليب مختلفة .
25من طلبة الوطن العربي يتعاطون المخدرات ومخيف هو أن في " دول الخليج العربي الصغيرة 20ألف مدمن المخدرات 15% من الشباب والشابات طلبه يتعاطون المخدرات .
30% من طالبات المدارس يتعاطون البانجو وفي شهر رمضان مات 40شخصا في أحدى دول الخليج الصغيرة نتيجة تعاطي جرعة زائدة من المخدر . من بينهم 16 أشخاص ماتوا في يوم واحد 3 من الشباب تحت 18 سنة .
يتعاطي الشباب المخدرات في السيارات 45% , ومع الأصدقاء 28% ,وفي الحفلات 40% , وفي الحمامات 25% , والنوادي الليلية 15%
سيكولوجية الإنسان المدمن
ليس من شك في أننا فهمنا نفسية الإنسان المدمن سهلن علينا إمكانيات العلاج . والمدمن المتعافي يتذكر كيف كانت البداية حيث كان يتوخى الوصول إلى مملكة مزعومة يكون فيها ملكا أو فارسا سعادته في قبضه يده لكنه سرعان ما يستفيق على الفاجعة إذ يكون فيها البطل والضحية في آن واحد .يتمنى الرجوع إلى ما قبل الانزلاق لكنه لا يستطيع ومجبر على مواصلة مسيرة الموت البطيء والنتيجة : هدر المال , ضياع العمر, إجهاض , الأماني , تبعية مذلة.....
ومن المهم أن نشير هنا إلى أمه لا يوجد شخصية نموذجية للشخص المدمن لآن لكل فرد مدمن ظروفه الخاصة ومجتمعه الخاص وبنيته الخاصة . إضافة إلى أن الكثيرون من المدمنين أصبحوا يتنقلون من مخدر إلى آخر حسب ما يكون بمتناول أيديهم أو حسب ما يوفره السوق
وهذا يشير إلي أن المستويين الاقتصادي والاجتماعي لم يعودا يلعبان دورا هاما في انتشار نوع معين من المخدرات في طبقة معنية . لكن من الواضح وجود صفات عامة تكون مشتركة إجمالا لدى المدمنين وقد يمتاز المدمن بالخصائص التالية :-
Lتشوق وحاجة مكرهة لتعاطي المخدر والحصول علية بجميع الوسائل ( أي الرغبة غلابة وحاجة قهرية للاستمرار في تعاطي مخدر )
L نزعه لزيادة كميات .
L خضوع وتبعية ونفسية لمفعول المخدر .
L ظهور عوارض النقص عند الانقطاع الفوري عن المخدر اختباري كان أم إجباريا .
L تأثيرات مؤذية على الفرد وعلى المجتمع .
والمدمن يستعمل المخدرات ليصبح كما يعتقد . أكثر ثقة بالنفس وأكثر مقدرة على محاربة الخجل علما أنه يعاني من أزمة ثقة بمن يحيط به وبالقيم الاجتماعية والأخلاقية المسيطرة . كما يفتقر إلى نماذج يقتدي بها وهذا الاستعمال يكون بداية اليأس أو القلق ورغبة في حوض التجربة جديدة .
وقد صنف المدمنين تحت شخصيتين :-
الشخصية السيكوباتية :-وهو عادة إنسان منحرف يفتش عن تحقيق اللذة بأساليب غير اعتيادية ويفتقر إلي القدرة الضابطة أي لا يستطيع مقاومة غرائزه وأهوائه , وصاحب هذه الشخصية هو الأكثر خطرا على المجتمع .
الشخصية العصابية وصاحبها يعاني من مشاعر القلق والإحباط والدونية وهو غير متكيف اجتماعيا مما يدفعه إلى اللجوء إلى المخدر حتى يوفر لنفسه حسب رأيه , الثقة والجرأة . وهو عادة يكون ضحية إغراء المدمنين من ذوي الشخصية السيكوباتية .
ومن السمات التي يحتمل أن يحمل أن تكون لها علاقة بسلوك التعاطي والإدمان نذكر :-
m العدوانية
m البحث الحسي
m تأكيد الذات
ومن دراسات أخرى متعلقة بشخصية المدمن وبالسمات التي تمتاز بها خرج الباحثون بعده آراء وصنفوا شخصية المدمن بعدة تصنيفات نذكر منها على سبيل مثال تصنيف " كيسيل " و" التون" الذي يقسم شخصية المدمن الى عدة أصناف :-
m مدمن أناني
m مدمن ناقص النضج
m مدمن غير ناضج جنسيا
m مدمن نكد دائم التوتر
وبتصنيف آخر لشعبة المخدرات بهيئة الأمم المتحدة يمكن تقسيم الذين يتعاطون العقاقير والمواد المتصلة بها دون موافقة طبية إلى ثلاثة فئات :-
المجرب :- وهو الذي يتناول المادة على سيبل التجريب مرة واحدة أو حتى أكثر من مرة ولكنه لا يوصل تناولها .
المستهلك العارض :- وهو الذي يستعمل المادة على سبيل الترويج واللهو من حين لآخر.
المدمن :- هو الذي يستهلك المادة بصفة منتظمة ويعتبر رهينة لها أما نفسيا أو بدنيا.
إما كيف ينظر المدمن إلى شخصيته وكيف يراه الآخرون يتضح أنه :-
¬ يملك صورة سالبة عن نفسه تقوده إلى عدم احترام الذات والتقليل من شأنها مع العلم أنه د يكون على خطاه في امتلاك هذه الصورة .
¬ يعتقد بأنه لا يقوى على جسده وبالتالي لا يستطيع الإفلات من المخدر .
¬ يعتقد بأنه لا يقوى السيطرة على جسده وبالتالي لا يستطيع الإفلات من المخدر .
¬ يعتبر أن المخدر دواءه الناجع لكل مشكلاته.
¬ يعتقد بأنه يملك الطاقة الكافية لإتمام واجباته اليومية لذا يأتي التقصير والإهمال . ولأنه يستطيع مواجهة المواقف بكفاءة تزداد نسبة التعاطي لديه .
¬ لديه تقص أو خلل في المهارات الاجتماعية .
¬ ينتحل الأعذار بتصميم وتخطيط للحصول على مخدر .
¬ يمتاز بمرح الهوس الذي يتكون من ازدحام الأفكار وسرعة جريانها .
الحل الشمولي يقدمه الإسلام
الإسلام هو الوحيد الذي يقدم حلا شموليا لهذه المشاكل . ذلك لأن الإسلام يعالج المشكلة من جذورها , وأهم جذورها هو المستهلك , هو الشخص القابل لتناول المخدرات , الشخص الذي ضعف أيمانه . وأمام أي مشكلة يجد نفسه مرتاعا قلقا متوترا يبحث عن مهرب , وسرعان ما يجد المهرب في كأس من خمر , أو شمه من كواكيين أو هيرويين , أو قطعة من حشيش أو أفيون يدخنها أو يبلغها , أو أقراصا يتناولها ....ألح
وتطبيق الإسلام في كافة مناحي الحياة الفرد والمجتمع والحاكم والمحكوم , يؤدي إلى تجفيف منابع تدمير الشخصية , فالمجتمع الإسلامي الحقيقي مجتمع مترابط متكافل يحب المؤمن لأخيه ما يحب لنفسه وهو كالبنيان المرصوص يشد بعضه البعض , وكالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
وتطبيق الإسلام يعطي المؤمن شعورا غامرا بالسعادة , لأنه على صلة بالله , إن أصابته ضراء صبر, وأن أصابته نعماء شكر , وأمره كله خير .
وإذا أصابته لأواء الحياة لجأ إلى مولاه وبارئه متوكلا علية معتمد على كرمه وفيض عطائه.
وصلته بالله وثيقة , يتعرف غلي الله في الرخاء فيعرفه في الشدة , ويتودد إلية في النعماء والسراء فيكلاه ويرعاه في الضراء والبأساء .
§ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى¦(1)
ولا يوجد أشد صنكا من حياة البشر اليوم رغم ما فيها من وسائل رفاهية
وحضارة
(1)سورة الغاشية
نموذج علاج ماتريكس
النموذج السلوكي
التدخل
الأهداف
تدني تقدير الذات والقلق والعداء اللفظي
العلاج العلاقات يجعل المريض شخص محوري
وزيادة احترام الذات واحد من العداوة والقلق
يبني شخصية معيبة وتجاهل المعاني المتبادلة
أعادة الهيكلية المعرفية بما فيها المجموعات العلاجية التوجيهية
الفهم العميق
القلق من المواجهة مثل الخوف من الحشود
إزالة هذه الحساسية
تغير الاستجابة لنفس المواقف
السلوكيات غير المرغوب فيها والافتقار إلى السلوكيات الملائمة
تجنب هذه السلوكيات والتحكم بها ومقاومتها
التخلص من هذه السلوكيات أو استبدالها بأخرى ملائمة
نقص المعرفة
تقديم المعلومات
التفاعل مع هذه المعلومات
ظروف الاجتماعية الصعبة
تدخل المنظمات التعامل مع البيئة ومشورة الأسرة
إزالة هذه الصعوبات الاجتماعية
ضعف التفاعل الاجتماعي جود العلاقات المتبادلة
التدريب في مجال التوعية والاتصال والعلاج الجماعي
زيادة العلاقات المتبادلة والتخلص من الحساسية العمل ضمن مجموعة
السلوكيات الغربية
التوصيات الطبية
الحماية من المجتمع والاستعداد لمزيد من العلاج .
مقتبس من :- أساسيات الاعتماد الإكلينيكي منشورات اسبن
مجموعة صور
من أساليب تهريب الممنوعات :
من طرق تعاطي المخدرات :
من صور مدمني المخدرات :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صورة ثمرة الخشخاش التي تشبه الكبسولة
مع تحيات:رونالدينهو يعافيك
الساحر
ف
الق$$fلب
ما دمت
حي|aاااا
430 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ