سلوكيات فاشلة

  • سُلوكيات فاشلة


    وأماني زائفة وأعتقادات مُبطنة بسوء الظن تلك أمانيهُم وتلك رغبات قدسوها كمشاعر روحانية في زمن ظهر فيه أتباع الشيطان وعبدته ، أنوار تختفي وظُلمات تعلو في زمن يحارب الشر فيه الخير ،إلا لعنُة الله على الظالمين ،من لعنهم الله وختم على قلوبهم وعلى سمعهم وجعل على قلبهم غشاوة ، وظفوا القلمَ في غير حله وأسقطوا المداد في غير محله وباتوا يدوكون لياليهم كبومٍ يقتبسُ من ظُلل الأنوار صورة لا يظهرُ منه إلا صوته ،فهم في ريبهم يترددون ،أي علمٍ ذلك الذي فقهوهـ وأي دراية تلك التي طغت على فكرهم العقيم ،فمن يشأ الله يُضلله ،تأتي الحقيقة في نهارهم كالشمس على رؤوسهم ،فيستظلون بقحف أوعيتهم المهترئة ،صيحات تتعالى في حين أنفسٌ تدمي ودماء تهرق في سبيل البقاء ،ونتحمل نحن كل المسئولية ،لأننا رضينا بالعيش وسطهم دون أن نحمي أنفسنا من شرورهم وغوائلهم ،كأنهم حمرُ مستنفرة ،رضوا بما عندهم ولم يحمدوا على ما أُتوا،وتبقى الشمس تحرك ظلالهم لتكشف سراً من أسرارهم ،لولا الملامة لذكرت أسماء كانت كالبدر المنير وأسماء ظلت كالخفير ،وفي البحر ستمائة أمة لن يضر البحر شئ أن نقص منها فردٌ واحد فذلك قانون الطبيعة ،وتبقى الأربعمائة التي على اليابسة ،عوالم سفُلية تظهر وعوالم علوية تختفي لتندثر تحت التُراب ،وكلكم راع ومسئول عن رعيته ،سأحملهم المسئولية الكاملة التامة عندما يقفون في تلك العرصات ،هواجسهم كانت سبب شرود أذهانهم وبروز حججهم كأمواج عالية تلتقم أجساد حية،فتغرقها في إشتباهات مغُرضة ليسلوا سيفوهم في كلمة حق يراد بها باطل ،لكم يُحزنني أن ترتقي الأمة في التكنولوجيا العظيمة التي دشنها البشر لقضاء حوائجهم في حين أن سلوكياتهم لا زالت ولا تزال بهيمية إن هم كالأنعام بل هُم أضَل ،لم يكُن قلمي ليكُسر من فراغ لولا أن القلوب التي أحتضنته كانت السبب للطعنات الموجهة ،كطفلٌ يتيم مزقته الأيادي التي ربته ،لستُ ضعيفاً فيفتُك بي ولا مهزوزاً فأرمى بكلمات فتُصيبني بمقتل لا والله ولكن جاء اليوم الذي أحُب أن أمضي فيه لشأني كمُقاتل لا يهوي إلا مساعدة الأخرين فينتقل في رحاب الأرض متوكلاً على الرب .
    اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)

    385 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ