^^ طفلتي ^^

  • طفلتي الصغيرة
    كعادتي حضُرت لأقُص عليك حكاية
    أقرئها عليك حتى يُغالبُكِ النوم !
    لتُسافري عبر أحلامك للعالم البعيد !
    حكاية اليوم !
    عن شجاعٍ أحبك ورماه العشق خلف شاطئ
    النسيان يتكوره الوجع!
    يتهدهده الحنين ويؤرقه التفكير فيك !
    أقسم على أن يحميك ويُسري عنك حُزنك
    ويُرضيك بكل ما يُملك ولا يُبكيك !
    أنتِ من بينهِن !
    أختارك لتكوني توأمه الذي يُحاكيه !
    وفكرهـ الذي يُلاقيه !
    ونبضه الذي يرويه بأعذب الكلمات !
    تقرئينه كما تقرئين نفسك وتتلمسين !
    نبضه من بين أحُرفك !
    تقتاتين من وريقات سطرها لأجلك !
    ترتوين من مداد قلمه الذي ينزف بك !
    لتكوني طفلته المدللة !
    التي تتخاطر فكره وتستنزف هذيانه !
    طلفة ٌ بريئة !
    جاءت إلى هذا العام الموُحش المظلم !
    لتتخطفها أيادي الردى متناسية بطلُ الغاب!
    الذي يفتديها بروحه وبأعز ما يملك !
    طفلتي !
    كُل ما أملك في هذه الحياة الدنيا !
    شعور بالراحة عندما تبتسمين !
    وجُل ما أسعى إليه فرحة تعلو مُحياك !
    وسرور يُداخلك نفسك حتى تبتهجين!
    لكم ثمنتُ وقفتك تلك معي عندما
    عبثت بي أيادي العابثين فقررت الرحيل!
    ولكنك أبيت وأقسمت علي بالبقاء !
    فكُنت بين أمرين أخترت الأمر بينهما !
    فأخترت الأولى لأجل أن تسعدين !
    فبعتُ روحي لأبقى كحجر دحرجته الرياح ومشطته السكاكين !
    وها أنتِ تُلقي بنفسي في هامات الوغى
    لأقاتل دونك فلما شردت عني وكأنك من الموت تهُربين !
    طفلتي الصغيرة !
    ألا يكفيك أن حياتي مُلك يديك !
    وروحي ملعقة بكلمة بخلت به شفتيك !
    ها أنت ِتهزُمين الفارس الذي لم يسقط في أي نزال ٍ خاضه وعراك ٍلم يهابه !
    سقطت بين يدي طفلة حسبتها ستأرف بي
    إذا بها تُقيدني بسلاسل وتقتادني إليها !
    بملئ إرادتي وبرغبة مني !
    طفلةٌ أفتديها !
    طفلة ٌأرتضيها !
    طفلة ٌ أرتجيها !
    أرضعتُك ِ الحُب والحنان والأمان!
    فلما تُسقيني الذل والهوان والكلام !
    أين وُعدك الذي قطعت ِ
    أين عهدك الذي كتبتِ
    أين قُصرك الذي صنعت ِ
    طفلتي الصغيرة !
    أو أتظنين بأني غير قادر على الفرار!
    وقطع السلاسل وكُل الأغلال بلى !
    ولكن أبيت إلا أن أبقى أسيرك !
    حتى أحميك من هوى نفسك وشرور قلبك!
    عهدتك لنفسي لأحميك !
    أعطيتُك قلبي لأرضيك !
    أسكُنُتك ذاتي لأشفيك !
    قرئتك لأجلك وكتبت لأجلك !
    ضحكتُ لأجلك وبكيت لأجلك !
    فرحت لأجلك وحزنت لاجلك !
    وأنت كما أنت ِ لم تتغيري !
    فلماذا رفضت ِ رحيلي !
    بعد أن قررت الرحيل !
    طفلتي أسرق لحظات من نفسي لنفسي !
    بعد أن يغُازلك ِالنعاس !
    فقط لأقرأ براءة وجهك الملائكي!
    فأقول لنفسي لن أتركها !
    وسأموت دونها مفخرة مني لا هوان!
    طفلتي !
    سامحيني !
    أعفي عني !
    وأتركيني!
    كل ما أطلبه منك البكاء !
    لنفسي فأصفحي عني ودعيني أبكي !
    اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)

    390 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ