روائع فاروق جويـدة ..

  • هذا انا عمرى ورق حلمى ورق
    طفل صغير فى جحيم الموج حاصره الغرق
    ضوء طريد فى عيون الافق يطويه الشفق
    نجم اضاء الكون يوما واحترق

    لاتسالى العين الحزينة كيف ادمتها المقل
    لا تسألى النجم البعيد بأي سر قد افل
    مهما توارى الحلم فى عينى وارقنى الاجل
    مازلت ألمح فى رماد العمر شيئا من امل
    فغدا ستنبت فى جبين الافق نجمات جديدة
    وغدا ستورق فى ليالى الحزن أيام سعيدة
    وغدا اراك على المدى شمسا
    تضىء ظلام ايامى وان كانت بعيدة


    ما كنت اعرف والرحيل يشدنا
    إني أودع مهجتي وحياتي
    ما كان خوفي من وداع قد مضى
    بل كان خوفي من فراق أتى
    لم يكن شيء منذ كان وداعنا
    غير الجراح تئن في كلماتي
    لو أننا لم نفترق لبقيت في زمن الخطيئة توبتي
    وجعلت وجهكِ قبلتي .... وصلاتي



    ومضيتُ أبحثُ عن عيونِكِ
    خلفَ قضبان الحياهْ
    وتعربدُ الأحزان في صدري
    ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه
    وتذوبُ في ليل العواصفِ مهجتي
    ويظل ما عندي
    سجيناً في الشفاه
    والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي
    فيصرخُ جُرحُها تحت الرمالْ
    وجدائل الأحلام تزحف
    خلف موج الليل
    بحاراً تصارعه الجبال
    والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي
    ويسقط ضوؤها
    خلف الظلالْ
    عيناك بحر النورِ
    يحملني إلى
    زمنٍ نقي القلبِ ..
    مجنون الخيال
    عيناك إبحارٌ
    وعودةُ غائبٍ
    عيناك توبةُ عابدٍ
    وقفتْ تصارعُ وحدها
    شبح الضلال
    مازال في قلبي سؤالْ ..
    كيف انتهتْ أحلامنا ؟
    مازلتُ أبحثُ عن عيونك
    علَّني ألقاك فيها بالجواب
    مازلتُ رغم اليأسِ
    أعرفها وتعرفني
    ونحمل في جوانحنا عتابْ
    لو خانت الدنيا
    وخان الناسُ
    وابتعد الصحابْ
    عيناك أرضٌ لا تخونْ
    عيناك إيمانٌ وشكٌ حائرٌ
    عيناك نهر من جنونْ
    عيناك أزمانٌ وعمرٌ
    ليسَ مثل الناسِ
    شيئاً من سرابْ
    عيناك آلهةٌ وعشاقٌ
    وصبرٌ واغتراب
    عيناك بيتي
    عندما ضاقت بنا الدنيا
    وضاق بنا العذاب
    ***
    ما زلتُ أبحثُ عن عيونك
    بيننا أملٌ وليدْ
    أنا شاطئٌ
    ألقتْ عليه جراحها
    أنا زورقُ الحلم البعيدْ
    أنا ليلةٌ
    حار الزمانُ بسحرها
    عمرُ الحياة يقاسُ
    بالزمن السعيدْ
    ولتسألي عينيك
    أين بريقها ؟
    ستقول في ألمٍ توارى
    صار شيئاً من جليدْ ..
    وأظلُ أبحثُ عن عيونك
    خلف قضبان الحياهْ
    ويظل في قلبي سؤالٌ حائرٌ
    إن ثار في غضبٍ
    تحاصرهُ الشفاهْ
    كيف انتهت أحلامنا ؟
    قد تخنق الأقدار يوماً حبنا
    وتفرق الأيام قهراً شملنا
    أو تعزف الأحزان لحناً
    من بقايا ... جرحنا
    ويمر عامٌ .. ربما عامان
    أزمان تسدُ طريقنا
    ويظل في عينيك
    موطننا القديمْ
    نلقي عليه متاعب الأسفار
    في زمنٍ عقيمْ
    عيناك موطننا القديم
    وإن غدت أيامنا
    ليلاً يطاردُ في ضياءْ
    سيظل في عينيك شيءٌ من رجاءْ
    أن يرجع الإنسانٌ إنساناً
    يُغطي العُرى
    يغسل نفسه يوماً
    ويرجع للنقاءْ
    عيناك موطننا القديمُ
    وإن غدونا كالضياعِ
    بلا وطن
    فيها عشقت العمر
    أحزاناً وأفراحاً
    ضياعاً أو سكنْ
    عيناك في شعري خلودٌ
    يعبرُ الآفاقَ ... يعصفُ بالزمنْ
    عيناك عندي بالزمانِ
    وقد غدوتُ .. بلا زمنْ


    فاروق جويده



    هذا من فضل ربي $$9

    677 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ