هذا مقال في الأدب (!!) ننشره كما وصلنا عملا بحرية التعبير .
ننشره دون تعليق إيماناً منا بضرورة عدم الوصاية على عقلية المتلقي
ننشره بألوان رأينا أنها ضرورية لتوضيح صورة من صور النقد والأدب واللغة (!!)
ننشره دون تعليق إيماناً منا بضرورة عدم الوصاية على عقلية المتلقي
ننشره بألوان رأينا أنها ضرورية لتوضيح صورة من صور النقد والأدب واللغة (!!)
" أفق "
أُخرج من جحرك أيها ألملثم
مراهقون ومراهقات ينظرون في ألشعر
مكي الربيعي
كنت قد إتخذت عهداً على نفسي أن لا أقحمها في الحورات ألتي تدور على موائد ألأنترنت ، كون ان تلك الحورات غير متكافئة . بسبب تهافت مدعي ألثقافة والمعرفة على ألمواقع والتي أغلبها لا تدقق في ألمضامين ونستطيع القول ان أغلب ألمشرفين على هذه المواقع ألمروجة لثقافة ــ ألتشريب ــ هم من غير القادرين على فرز الغث من ألسمين ، ولذلك تحدث مثل هذه الكوارث وبالذات فيما يخص الجانب ألأدبي والثقافي بشكل عام والشعر بشكل خاص . حيث ان في أحسن الأحوال لايرتقي الجانب الكبير من ألنصوص المنشورة الى مرتبة ألخاطرة ثم يمضي ألغي بكُتاب ألخواطر ألمفككة الى التطاول على أسماء أسست لحركة ألشعرية ألعربية ألأبداعية ، بل يصل هذا ألتطاول لحدود الألغاء وألتهميش ، وقد انتظرت طويلاً ، وأنا أُتابع لعلي أجد من يرد على هؤلاء ألمدعين ، متمنياً على المشتغلين في ألجانب النقدي تحليل ظاهرة ألأنفلات هذهِ ، ولكن سكوتهم ضاعف من تراكم الأخطاء ، حتى ليبدو أن الفوضى أصبحت مرضاً لايمكن ألسكوت عليها .
وهاأنذا أحل عقدي من ذلك ألعهد بعد أن طفح الكيل وبات ألتجاهل علامة مرضية تقودنا الى العصاب، وقد لاينفع ألداء ألكي ألمتأخر. أقول : ان ألعملية ألنقدية ، بحاجة لأستعمال منظم للتقنيات غير الأدبية ، ولضروب ألمعرفة غير الأدبية ، من أجل ألحصول على بصيرة نافذة . بأعتبار ان الأدب ليس عملاً من أعمال ألبنية الأنسانية كما هي ألحال في ألمشي أو الأكل ، بل هو جزء من ألنمو ألأجتماعي . ولذا يرى ألنقاد ان علاقة ألنقد بالنص لاتقوم على ألحتمية بل تقوم على ألأحتمال .
حيث ان هناك فرقاً بين الأحكام ألنقدية التي تتضمنها ألأعمال ألنقدية ألتحليلية ، والأحكام التي تكون مجرد إنطباعات شخصية ، وحتى هذه الأنطباعات تتفاوت في قدراتها ألأستيعابية ، وذلك مرهون بطول تجربة ومراس وعلاقة ألمتلقي بالنص ، وعليه فأن المخيلة من دون نقد هي خليط مضحك من ألمبالغات والأفكار ألناقصة ، أما النقد دون مخيلة فهو أرض قاحلة . ولذا ليس بوسعنا أن نمر على تجارب ألآخرين مرور ألعابر . حيث أن مثل هذا ألمرور لايمنحنا الأهلية في إطلاق الأحكام ، أضف الى انه سيقوم بكشف ألعيب الأخلاقي لدينا ، فنبدو أمام الآخر ألمطلع أشبه مانكون بالمهرجين .
إرتأيت أن أسبق مقالتي بهذا ألأيضاح لألفت ألنظر الى موضوعة في غاية الأهمية والخطورة ، تتمثل في تصريحات لمراهقات لم يبلغّنَ سن الرشد ، ولمراهقين لا يجيدون بناء جملة سليمة أضف الى ذلكَ الأخطاء الأملائية التي تبدأ مع أول جملة وحتى ألخاتمة ، ناهيك عن ألمفاهيم ألخطأ التي تبنى على هرمها ألجمل الركيكة
ألمفتقرة لأبسط قواعد الأنشاء الكتابي . وعليه أقول لذلكَ ألملثم الذي يختفي تحت فستان تلكَ ألطفلة التي يبهرها منظر صورتها ألطفولية حين تتداولها ألمواقع ، أُخرج من جحرك ، لقد أسأت الى الطفولة وأنت تكتب مراثيك ألفجة ألمرتبكة لتذيلها بتوقيع هذهِ ألمسكينة التي أجزم أنها تجهل عمل نيتشه ، حتى يخال لها أنه بائع فواكه في سوق ألخضار ، ولأبداعات نيكوس كاز نتزاكيس ، ولاجنون رامبو ، ولاعظمة ألفراهيدي .
أُخرج أيها ألملثم ألمخصي الذي يوزع ألشتائم والسباب على ألرموز ألثقافية على لسان ألبراءة .
بربكم تعالوا نتصارح دون أن نلتفت لعواطفنا ولو لمرة واحدة . كيف نفسر طفلة بعمر 7 سنوات مازال فك حروف أللغة عصي عليها قامت بقراءة ، ريتسوس ، وكوفسكي ثم دون كيخوته الى غينواتشيني . ؟ .
كيف نفسر طفلة بسن الرابعة عشر قامت بأصدار مجموعة شعرية تحت عنوان ــ نهارات مغسولة بماء ألعطش ــ هذه الغرابة في ألعنوان لوحدها كافية للبحث عن ذلك ألملثم ألمخصي ؟ .
ثمَ كيف نفسر الأراء ألمتطرفة التي نسبت إليها وهي تقوم بنسف تاريخ السياب كاملاً ، ثم إتهامه بالقصور حيث لم يقدم ألجديد من حيث ألبنية ؟ فيما درويش بقي يكتب قصيدة واحدة طوال حياته ... وأدونيس حالة دمار وترجمته لـ . ت . أس . أليوت قبيحة .
ناهيك عن ألتهكم ألقبيح على الفيلسوف ألفراهيدي .
طفلة بعمر السادسة عشر ، كيف تسنى لها أن تلم بكتابات ريتسوس وكوفسكي ودون كيخوته ، وغينواتشيني ، ونيكوس كاز نتزاكيس ورامبو ونتشه ، والفراهيدي والسياب ، ودرويش ، وأدونيس .
لتنطلق بعد ذلك منها هذهِ الأحكام ألصلفة .
إن الأطلاع والألمام على تجارب الأسماء التي ذكرتها لوحده يحتاج الى قراءات ومتابعات تمتد الى سنوات تتجاوز عمر الطفلة نفسها لأستيعاب جزء يسير من تجارب الذين مرت أسماءهم فكيف الحال بطفلة عمرها لايتجاوز الـسادسة عشر . ؟ .
أعود لأقول : أُخرج أيها ألملثم من جحرك ، فأن كتاباتك لاتتعدى ألخواطر ألمدرسية في أحسن الأحوال .
ثم خذ مثالاً آخر عن ذلك المراهق ألذي يرتكب في كل مقالة مجزرة لغوية ، يتحاشى الوقوع فيها ألمبتدِىء في حرفة الكتابة حيث وجدت له في إحدى مقالاته ألمنشورة على احد ألمواقع (25) خطأ إملائي ناهيك عن ألأخطاء التي يحتوي عليها بناء ألجًُمل ، فكيف ألحال معه وهوَ ينظر لنا في ألمجاز ألشعري فيما هو يجهل ألعروض وأصوات ألحروف وطبقاتها ولايدرك ضرر إبتعاد أللغة عن ألمجاز ، حيث أن هذا الأبعاد يقوم بتقويض مبدأ ألتنازع ويعني فصل ذلك ألمزيج من أللاعقلانية عن ألدهشة والأنبهار أللتين يشتغل على بنيتيهما ألشعر فبمجرد فك الأرتباط يتحول ألنص ألشعري الى كلام عادي يومي لايعني الآخر .
والمجاز عادة يشتغل على تطوير الأنثيالات التي يستقدمها ألذهن حتى تصل لدرجة غليانها فيتحول التوازن الى إلغاء وبالعكس .
هذا ألمراهق يعيب تجربة كمال سبتي ألشعرية التي أجزم أنه لايعرف عنها أي شيء . من أين له أن يعرف فهل يستوي الأعمى والبصير ؟ .
يعيب تجربة سعدي يوسف ألشعرية ، ويشكك في أهلية شعر البياتي ، ويستكثر عليهما ألريادة . صدق الأمام علي ابن أبي طالب عليهِ ألسلام حينما قال (( من لا رأس لهُ لا جسد لهُ )) .
أصرخُ : ياإلهي ألا يكفيكَ ضياع ألعراق ؟ لماذا تبث في جسد لغتنا هذهِ ألأرّضة إنها كل ما تبقى لدينا في هذهِ ألحياة .
×?° أفضـــل العقـــول °?×
عقل لا يمل البحث عن الحقيقة ..!!:110103_za
652 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ