زهور لا تذبل أبدًًا
إن هذه الدنيا ليست إلا غابةً يعيش فيها المفترس والفريسة ، ودائمًا يكون البقاء للأقوى ، لكن هناك أناسٌ تشبه الزهور وتحب أن تبقى زهورًا في هذه الحياة ، لا تريد سوى ذلك ، هؤلاء الناس هم أصحاب القلوب المؤمنة ، التي لا يوجد بها سوى الخير وحب الغير والأهم من ذلك كله الخوف من الذي خلق الكون ومراقبته في السر والعلن ، هؤلاء زهورٌ لا تذبل أبدًا ، مهما حاول الشر الاقتراب منها لا يستطيع اقتطافها لشدة الإيمان الذي يقنط في ربوع أعماقها ، إن لكل منا قوة يختزنها بداخله ما إن اقترب منه الخطر حتى فجرها وجعل من حوله يدركون من هو تمامًا ..
حقائقٌ كثيرة تلتف من حولنا ، في أغلب الأحيان نجد الشر يحاصرنا ويلحق بنا ، والبشر الذين يستأسدون على هذه الزهور فإنهم ما إن يقتربون منها ليقتطفوها ويؤذون الإسلام ، تخرج هذه الزهور أشواكها الحادة وتؤذي الأشرار ، أعداء الدين ، ليست الأشواك التي يخرجها ذاك المؤمن هي الأشواك التي نعرفها بل هي شيء آخر سيء بالنسبة للكفار ، لكنه عظيم عند المؤمنين ، كتاب الله وما أحلاه ، دائمًا يكون سلاح هذه الزهور رجاء الله ودعاؤه لينصرهم على القوم الكافرين الذين يعادون الدين ، وما أن تجد هذه الأزهار من يعتني بها من المسلمين فإنها تبث عبق الحب في الأرجاء ، وتحتضن في قلبها كل التقدير لذاك الذي رعاها ، وبصدق وإخلاص تتضرع وتدعو الله أن يحفظ هؤلاء ويحرسهم ويظلهم بظله يوم لا ظل إلا إياه ..
ما أروع هذه الزهور ذات العبير العذب الذي يروي العطشى عندما تلقي بذورها بجوارها فتملأ البستان بأزهارٍ مثلها ، ومطابقةً لها بالعلم والأخلاق والدين وحب الله ورسوله وخشيته في كل الأوقات والحب والاحترام ، وكل شيء نجده جميل في هذا العالم الشاسع ..
قد نجد ذئابًا كثيرة تحاصرنا إن كنا زهورًا ، لكن بالصبر والتضرع لله بالتأكيد سنتغلب عليهم ، إن أريجنا ورائحتنا الزكية العطرة سمًا لهم ، تنتصر عليهم وبسهولة ، أجل فبأخلاقنا نحن المؤمنين نقتل الروح التي تحمل بطياتها الحقد لديهم وتبقى الروح الجميلة تتنفس بحرية وسعادة وهي تردد : (أِشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمد عبده ورسوله) ، الشهادتين اللتين تنتعش القلوب وترتعش لسماعها وكأنها نغماتٌ تتراقص وتبث صدى صوتها في أجسادنا كما يضخ القلب قطرات الدم عبر الشرايين والأوردة إليه ..
إننا – نحن المسلمين – سنحمل الخير لنبقى زهورًا تفوح مآثرنا في القلوب عطورا ، وتردد سيرتنا على ألسن الناس ، فيثنى علينا وينثر الحب في طريقنا ، لننتعش وننعش من حولنا ، مهما كانت الحياة ومهما كان من فيها فإننا زهور لا تذبل أبدًا لأننا مسلمين ، الله ربنا ، محمد نبينا ، الإسلام ديننا ، القرآن كتابنا ، تقوى الله زادنا ، والإيمان مركبٌ نبحر به في هذه الحياة .....
: 
: 
:
almntqm -
[FONT="Arabic Typesetting"][SIZE="7"][COLOR="blue"]بارك الله فيكي كلام معبر صحيح الحياة عبارة عن غابة فعلينا المقاومة للعيش
تقبلي تعليقي[/COLOR][/SIZE][/FONT]