جولة في عجائب الدكتاتورية




  • الدكتاتورية هي شكل من أشكال الحكم تكون فيه السلطة مطلقة في يد فرد واحد (ديكتاتور) وكلمة دكتاتورية من الفعل (dictate) أي يملي وهنالك استخدامين لمفهوم الدكتاتورية:
    الاستخدام الأول :الدكتاتور الروماني وقد كان منصبا سياسيا في حقبة الجمهورية الرومانية القديمة وقد اختص الدكتاتور الروماني بسلطة مطلقة زمن الطوارئ، وقد كان عليه أن يحصل على تشريع مسبق من مجلس الشيوخ بمنحه هذا المنصب.
    الاستخدام الثاني: وهو المعاصر للكلمة والذي يشير إلى شكل من الحكم المطلق لفرد واحد دون التقيد بالدستور أوالقوانين أو أي عامل سياسي أو اجتماعي داخل الدولة التي يحكمها.
    اذا ما راجعنا ملفات التاريخ و علي مر العصور فسنجد العجائب من افعال الديكتاتوريين, فبدئا بمدينة سان بطرسبرج في روسيا التي تخلت عن اسمها عدة مرات بقرارات ديكتاتورية ظالمة.. فهذه المدينة تأسست قبل 300 عام وأطلق عليها بطرس الأكبر اسمه قبل وفاته.. غير أن الزعيم الماركسي لينين غير اسم المدينة تكريما لنفسه ودعاها "لينينغراد".. ولكن هذه الجراءة لم ترق للزعيم التالي ستالين فأمر بتغيير الاسم إلى اسم أكثر واقعية فدعاها "ستاليينغراد".. ولأن كل شيء يعود لسابق عهده عاد للمدينة اسمها السابق بعد وفاة "الدكتاتور"…

    أيضا هناك رئيس تركمانستان السابق سابارمورات نيازوف الذي لم يكن دكتاتورا فحسب بل ونرجسيا مغرورا أجبر شعبه على تغيير شهر يناير الى "تركمانباشي" (وهو لقبه المفضل ويعني والد كل التركمان) وشهر سبتمبر الى "روكهاناما" (وهو اسم الكتاب الذي ألفه وأمر بتدريسه للشعب).. ولأنه رجل بار بوالدته أطلق اسمها "جوبانورسولطان" على شهر أبريل.. ولكن؛ وكما يحدث دائما.. عاد كل شيء لسابق عهده بعد وفاة الدكتاتور!!


    وفي نفس الموقع تقريبا وقبل مئات السنين كان القائد المغولي تيمورلنك يعاني من عقدة كونه أعورا أعرجا مشوه الأنف.. ومع أنه يحب الرسم إلا أنه قطع رؤوس عدة رسامين احتاروا في كيفية إظهاره بدون هذه العيوب، الرسام الوحيد الذي نال رضاه هو الذي رسمه كمحارب عظيم يتكئ على ركبته اليسرى (بحيث تختفي عرجته) ويطلق سهما في الهواء (بحيث يغلق عينه العوراء) في حين لم يبد تشوه الأنف (كونها صورة جانبية) !!

    أما زعيم ألمانيا الشرقية السابق ايريك هونيكر فأمر بإنشاء أغرب بنك في التاريخ خاص بروائح المواطنين (كي تتاح للكلاب البوليسية تعقبهم عند أي مخالفة).. وهكذا عمد رجال المخابرات "الستاسي" إلى تجميع أعقاب السجائر(حيث لعاب الناس) ومفاتيح المصاعد (حيث يتركون بصماتهم) وملايين الأحذية والجوارب (حيث رائحة الأقدام النتنة) ناهيك عن أكوام هائلة من القمصان والملابس الداخلية (حيث تحرس الكلاب روائح الأمة) !!

    ايضا هناك زعيم كوريا الشمالية كيم جونج المصاب بأكثر من 11 فوبيا مرضية في مقدمتها الخوف من ركوب الطائرات لدرجة اضطر إلى ركوب القطار لعدة أيام حين سافر لروسيا… ولشغل الجماهير عن جبن الزعيم العظيم ادعت وزارة الإعلام انه (أصر) على استعمال القطار كي يتلمس أحوال الناس "عن قرب".. ليس هذا فحسب بل فبركت أحداثا خارقة رافقته في كل مكان يتوقف فيه مثل خروج تسعة مواليد للدنيا حين توقف في قرية بييان (افترضت أنهم خرجوا للسلام عليه) وهطول المطر بدون سحب بمجرد توقف القطار في مدينة هامهنج، في حين ثار بركان خامد منذ قرون بمجرد مغادرته للحدود!!



    اما شاوشيسكو الديكتاتور الروماني فنظرا لسوء حال الاقتصاد الروماني، حيث وقف الناس طوابير طويلة أمام المتاجر لشراء احتياجاتهم،فامر بتطبيق نظام الترشيد الذي يقضى بحصول المواطنين على الكهرباء لبضع ساعات في اليوم، و أصدر قانون ”التغذية العلمية” الذي يحدد كمية الأغذية التي يحتاجها الجسم في اليوم لكل فرد حتى لا يتناول أكثر من ثلاثة آلاف سعر حراري في اليوم، وأقنع الشعب – مكرهاً أخاك لا بطل- إذا زادت السعرات فسوف يصاب بأمراض فتاكة، وبذلك حدد القانون الحصة الرسمية من السكر لكل أسرة بنصف كيلو شهرياً ومن الزيت لترين. بالاضافه الي فرض لقانون يحظر وسائل منع الحمل، مما أدى إلى ارتفاع نسبة اللجوء إلى الإجهاض .

    ثم الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي حكم الدولة الفاطمية من سنة 386هـ إلى سنة 411هـ ، وقد كان هذا الحاكم عجيب التصرفات ، غريب الأفعال ، وقد عرف عنه أنه كثير التلون في أفعاله وأحكامه وكان يخترع الأحكام ويحمل الناس عليها ثم يأمر بنقضها ( ما أكثر ما يفعل حكامنا مثل هذا الفعل ) ..
    وفي فتره من حكمه أجبر اليهود والنصارى بالدخول في دين الإسلام كرها ثم أذن لهم في العود إلى دينهم وخرب كنائسهم ثم عمرها وخرب القمامة ( كنيسة القيامة ) ثم أعادها ..
    بل في فترة من حكمه منع فتح الأسواق في النهار وأمر بأن تفتح الأسواق والدكاكين في الليل ، ومنع فتحها في النهار ! ونفذوا أمره في هذا ، حتى حدث له موقف مع أحد النجارين الذي فتح دكانه بالنهار ( وكان الحاكم يركب حمار ويقوم بالحسبة بنفسه في الأسواق ) فسأله الحاكم لما فتح محله بالنهار فقال له هذا النجار : أنه يعمل كما يعمل الباعة عندما يسهرون بالليل للعمل ، فعمله في النهار من جملة السهر !!
    وكان لهذا الموقف بركته على أهل مصر فأعاد لهم حالهم من البيع في النهار !
    وقد منع أيضا بيع الملوخية ، والجرجير ، والسمك الذي بلا قشر ويقول البعض في هذا الامرإن الحاكم بأمر الله أمر بمنع هذا الطبق إدراكا منه للخصائص المقوية للملوخية و الجرجير و السمك، لكي يحول دون انغماس الرجال والنساء في الملذات.
    ، وشدد على هذا حتى أنه علم بتجار قد باعوا هذا فأمر بضربهم بالسياط ! ثم ضرب أعناقهم !!
    ثم منع الزبيب والعنب في جميع البلاد خوفا من أن يتخذها الناس منها خمراً !
    ثم منع النساء من الخروج من منازلهن حتى بقين أكثر من سبع سنين وهن ممنوعات من الخروج من المنزل !!!
    وكان مقتله على يد عبدين بتدبير أخته ، في جبل المقطم ، وكان دأبه كل ليلة يذهب إلى تلك الجبال ليراقب النجوم ، فقاموا بقتله ( قطعوا يديه ورجليه وبقروا بطنه ) وكان شاهده الأخير حماره ( المدعو بالقمر ) والذي كان يسير معه في حسبته !!


    و الختام من افريقيا و تحديدا من دوله افريقيا الوسطي و ديكتاتورها الاشهر بوكاسا و الذي تمكن من الوصول إلى الحكم بعد انقلاب عام 1965، واشتهر حكمه بالقسوة والتنكيل بالمعارضين السياسيين. بوكاسا الذي اتهم في عام 1979 بأكل لحم البشر وبتقديم معارضيه فريسة للسباع والتماسيح في حديقته الخاصة للحيونات.
    ونصب نفسه إمباراطورا عام 1976، لكنه أطيح به بعد ثلاث سنوات من ذلك عندما أقدم حرسه على قتل عدد كبير من الأطفال أثناء اضطرابات شهدتها عاصمة البلاد.
    وكان هؤلاء التلاميذ يحتجون على قرار إمبراطوري يفرض على جميع تلاميذ المدارس اقتناء أزياء مدرسية باهظة الثمن تحتكر المتجارة بها شركة تملكها إحدى زوجاته الـ17 فقبض علي جميع الاطفال المتظاهرين و زج بهم في السجون و عذبهم وقتل منهم الكثير.
    وأطيح ببوكاسا عام 1979 بعد 14 عاما قضاها في الحكم و قضى في السجن 5 سنوات ومات بسبب أزمة قلبية ألمت به في أحد سجون العاصمة بانجي.

    مصادر:
    موقع ويكيبيديا
    موقع بي بي سي
    مقاله بقلم : أ. فهد الأحمدي - صحيفة : الرياض ( السعودية )
    موقع اجابات جوجل:ejabat.google.com
    لي إخوة كلما تذكرتهم
    عرفت أني أملك كنزا
    ليس مع كل البشر

    505 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ