الأطـفـآل روعــة الــوجــود

  • الأطـفــال روعــة الــوجــود


    في معظم الأوقات تضيق بنا الدنيا ، وتأخذنا بمشاكلها وهمومها ، وتحاصرنا في دائرة قطرها الأحزان ومحيطها الشجن ومساحتها الألم والأسى ..
    وفجأة ... يظهر بلسم الجروح أمام أعيننا ، ويتماثل طيفه بفرح ، فنجد الابتسامة على محيانا كلما رأينا الابتسامة تتراقص على أوجه الأطفال ، فابتسامتهم مصدر راحة واطمئنان ، ونظراتهم مصدر للأمل تحمل بطياتها معنى البراءة ، وخطواتهم تعني حلمًا جديدًا ينبع كلما نظروا للأعلى وبين أعينهم يجعلون أهدافهم وآمالهم معلقة ، وليست أي آمال .. إنها آمال نبضها من الفؤاد ، إنها صادقة وبريئة جدًا ، صغيرة في أعيننا ، لكن بالتأكيد كبيرة بمعانيها في قلوبنا ، أحلامٌ كاللؤلؤ بالأصداف والأحجار الكريمة ، نجد الأطفال ينحتونها بأصابعهم الرقيقة على حبيبات الرمل بفرحٍ وسعادة ..

    قد نرى في هذا العالم خيوط ملونة وأقلامٌ إذ حملناها راحت تخط لنا حروف السعادة ومغريات الحياة الكثيرة ، لكن ذلك لا يضاهي شيئًا أمام طفل واحد فقط ، فما بالنا بمجموعة أطفال!! ... حقًا بوجودهم نملك العالم بأسره ؛ هم بقبضة يد ، والدنيا بيدٍ أخرى ..

    حياتنا ليست إلا عاصفة تهب على هذه الدنيا لأيام وترحل ، عاصفة تقف في محطات كثيرة متعددة وكم هو رائع عندما تقف هذه العاصفة وتبتسم في كل مكان وتغادر لكنها تغادر بذكريات جميلة ملؤها الأطفال الذين هم حياة الروح وروح الحياة ..

    الأطفال كعقد الياسمين لا يكتفي بأن يكون مجرد زينة وحسب بل يبث عبقه في الأرجاء هكذا الطفولة تبث الحب والنقاء وتزين الوجود ، إن الأطفال أنفاسٌ عذبة ، وقلوبهم كالدرر ، وهم شجرة البراءة الوارفة الظلال ، شجرةٌ أغصانها الأمل والابتسامة والمتعة ، إنهم أعين لا ترى إلا الخير والسعادة والحب ، وهم حكاية حلم ، وأشعار أمل ، وخاطرة عذبة كالماء بل أعذب ، حقـًا مـن يصف الأطفال يتعب ..

    الطفولة كالمرآة نرى أنفسنا فيها فلا تخون وترينا صورتنا الحقيقية ؛ فبعض الناس يدركون من يكونوا إذ رأوا طفلاً يبتسم ويغرد بصوته الشادي .. كم أحب أن أرى غضب الأطفال ورضاهم !! وكم أحب أن أرى طفلاً شقيًا يداعب إنسان فيذكره بماضٍ مؤلم فيبكيه فيظن أنه سبب تلك الدموع فيتقدم في حزن وندم وبيديه الصغيرتين يمحي الدمع ويقول: أنا آسف ، حينها تزول الآلام وترحل كالغروب لكن هذه المرة بلا عودة , وكم أهوى أن أرى طفلاً بيده حلوى يقاسمها أقرانه الذين يرونه ، ويبسم أحدهم للآخر فتضاء شموع قد أطفأها القدر وأشعل ضوءها الأطفال ..

    تتمنى النجوم لو أنها تصبح دمى ، فيختار الأطفال إحدى تلك الدمى ويدللونها بطريقتهم الخاصة ، حتى أنا أتمنى لو أكون دمية بيد طفل صغير يجعل قلبه مهدًا لي في الصباح والمساء مكاني هو أحضانه الدافئة مهما كان مشاكسًا يظل قلبه ناعمًا كالحرير رقيقًا شفافًا يغدقه الحبَّ..

    الأطفال هم العيد يستقبلنا بفرح ، وهم الماء نشربه فيسعدنا ، وهم الابتسامة تـَرسـم نفسها على الشفاه ، وهم الزهور تريح من يراها ، وهم الحنان يسلب فكر من يعايشه ، وهم الظلال ترافقنا أفراحهم وأتراحهم فتؤنسنا ، إذن الأطفال أروع ما بالوجود ولا شيء سواهم أجمل ..
    أنآ ][ عنـيـدهـ ][ لـگن آعـشـق عـنـآدي وعنـدي ثقـه بـ‘ النـفـس‘ ماحـدن مكنهـآ يمكـن غ’ ــرور بس مــع طـبع هــآدي

    365 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ