ماذا لو كنا نستطيع إيقاف عقارب الساعة عندما نأكل و ننام و نشاهد التلفاز
و لا نعيد تشغيلها إلا عندما نفكر بأن ننجز شيئاً ما؟
ما الذي كان سيحدث؟
هل سوف نستطيع أن نصل إلى ما وصلنا إليه الآن؟
أم سوف نظل بدائيين كما كان أسلاف أسلافنا؟
دائماً ما يراودني هذا السؤال: لماذا نقول نحن أنجزنا و فعلنا على الرغم من أننا لم نفعل شيئاً سوى أننا قمنا باستخدام هذه التقنيات و المخترعات، حتى أننا لم نكلف أنفسنا و نتعرف على طريقة صنعها... فنحن ما نفعله الآن باختصار (تضييع وقت)، فالوقت يمضي و نحن نتفرج عليه دون أن نقوم بعمل ما، يجعلنا من رواد عصرنا.
فعندما يتم سؤال بعض الناس: لماذا لا تنجزون شيئاً كما فعل أسلافكم؟! أو لماذا لم تنجزوا شيئاً حتى الآن؟
يجيبون و بكل ثقة، أسلافنا كانوا يحتاجون لمثل هذه التقنيات ليخرجوا أنفسهم من ظلمات البدائية التي عاشوها، أما نحن فلا نفكر بالمزيد و يدعمون رأيهم بالقول الشهير:"القناعة كنز لا يفنى"؛ و لكنهم للأسف الشديد لا ينجزون ليسوا لأنهم لا يفكرون بالمزيد، و لكن لأنهم لا يعلمون ما الذي يريدونه من هذه الحياة، فلو علم المرء مبتغاه لما تركه، بل سعى إليه بكل ما أوتي من قوة.
ما يؤسفني حقاً هو أن نعلم أننا محاسبون على عمرنا فيما أفنيناه و لكننا لا نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب، و نعلم أننا وجدنا على هذه الأرض لإعمارها و نكون خلفاء لله؛ و لكننا نتراخى و لا نحمس أنفسنا بأمر يعيننا على الإنجاز، دائماً نضع فرامل أعذار لنتوقف عن التفكير في الإنجاز، فربما يكون هذا التفكير أناني، و ذلك لأن الإنجاز لن يخص صاحبة بعينه؛ و لكن سوف تعم فائدته على الجميع مثله مثل بقية إنجازات البشرية الأولى.
لماذا لا نفكر بأن نفعل شيئاً يذكّر الأنام بنا مع تعاقب الليل و النهار؟
لماذا نترك عقارب الساعة تتحرك و نحن جامدين في أماكننا؟
لو تأملت حركة عقارب الساعة قليلاً فستجدها و كأنها تقول: أسرع..أيقظ قدراتك..
و أبدأ بتحقيق ما لم تحققه سابقاً، فأنا أجري و لم اشتكي قط من تعب الجري، أما أنت فتشتكي من الإرهاق و التعب و الملل قبل أن تتخطى نقطة الصفر...
الطفولة مرحلة جميلة أضعناها لأننا لم نكن نفقه شيئاً في الحياة، و لكن ما هو عذرنا عندما نضيع مرحلة الشباب و التي تعد أفضل مراحل عمر الإنسان؟
لماذا نعتبر الأفراد الذين يتابعون برامجاً وثائقية مثلاً معقدون؟
و الأشخاص الذين يتابعون مالا نفع منه منفتحون؟
لماذا عندما نرى شباب أو فتيات في ريعان شبابهم يبدعون و ينجزون نقول: أنجزوا لأنهم وجدوا كل ما يحتاجونه متوفر لديهم، فلم يشعروا بالتعب أو العناء من أجل الوصول إلى مرادهم، و لو كانوا عكس ذلك لما استطاعوا أن يفعلوا ما فعلوه.
أهذا فقط ما تمكنا من قوله؟
لماذا لا نقول أنهم فعلوا ذلك من أجل أن يقولوا لوطنهم: شكراً، فسوف نبذل ما في وسعنا لنعيد لك ما أعطيتنا إياه، على الرغم من أننا لن نستطيع أن نعيده إليك.
و لكن للأسف الشديد لن نفكر بهذه الطريقة لأنه ما زال وجودنا مثل عدمه،
حتى لو استطعنا إيقاف عقارب الساعة.
عمانية حيل...
قال تعالى: " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره،،، و من يعمل مثقال ذرة شراً يره".
350 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ
عمانية حيل -
تسلم اخي عذاب القبر على مرور العطر.