حكم عقلك

من ذو عدة أشهر وأنا أتصفح الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) ، كانت يدي اليمنى تمسك بالفأرة ، لتحرك المؤشر بشكل جميل ومتناسق ، و أناملي الذهبية تكتب عن لوحة المفاتيح ، لكي تبحث في المتصفح الشهير (جوجل) ، لتجد ما يزيل الهم وما يثلج الصدر عني ، فقمت باختيار عنوان من أربع كلمات وهي ( قصص ذات حكم وعبر) ، ثم ضغط بالمؤشر على أيقونة أبحث ، لتظهر لي عدة صفحات بها الكثير من القصص ، ولكن شدت انتباهي قصة رائعة بمعنى الكلمة ، قصة مفعمة بالحكمة ، تحكي عن رجل وامرأة كانا في المطار ينتظرون موعد إقلاع رحلتهما ، فقامت المرأة التي كانت جالسة بجانب ذلك الرجل بأكل البسكويت الذي كان بجانبهما ، فقد أشترت البسكويت من المحل الموجود بالمطار ، فكانت كلما تأكل قطعة من البسكويت تتفاجأ بالرجل الذي بجانبها يمد يديه ويأكل من ذلك البسكويت ، فلقد استثارت غيضا" من تصرفه ، ولكن لم تبديها له بل كتمت كل شي في داخلها ، وعندما مد الرجل يديه ليأخذ أخر قطعة بسكويت قام بقطعها إلى نصفين نصف له ونصف لها ، فعندها جنن جنونها وقالت في داخلها : (يا له من رجل وقح حتى أخر قطعة بسكويت لم تسلم منه ولم يدعها لي) ، وتم إعلان موعد أقلاع الرحلة ، وراحت مسرعة للطائرة وعندما جلست بالكرسي المخصص لها أرادت أن تأخذ شي من حقيبتها ، وعندما فتحتها كانت الدهشة والاستغراب من الذي رأته في حقيبتها ، نعم رأت شيءً لم تكن تتوقعه ، رأت علبة البسكويت خاصتها لم تفتح وهي بداخل حقيبتها ، لقد كانت تأكل من علبة ذلك الرجل الذي كان هادئاً ، الذي قسم لها أخر قطعة بسكويت كانت له ، فلقد تسرعت في حكمها وغضبها على ذلك الرجل فهكذا نحن نتسرع دائماً بالحكم على الأمور والمواقف التي تحدث لنا فلا نتأنا دائما" ، بل ننظر إلى الأمور من طرف واحد ، نركز دائما" على الجانب السلبي وليس الجانب الإيجابي ، وهذه القصة بها الكثير من العبرة والحكم ، ولنتمعن في هدوء ذلك الرجل وسعة صدره ، فلقد كان كريماً ولم يبخل حتى بأخر قطعة كانت من نصيبه ، فل نقف برهة من الوقت ولنجعل أنفسنا مكان الرجل تارة ومكان المرأة تارةً أخرى ، لنستنتج هل نحن من الذين يتأنوا في الحكم على الأمور أم يتسرعوا فيها؟ فلكل شخص وجهة نظر تختلف عن غيرة ، وكما يقال : (أصابع اليد الواحدة ليست متساوية) ، فيجب علينا أن لا نتسرع في الحكم لكي لا نعرض أنفسنا للإحراج أو لظلم الأشخاص ، ولنجعل شعارنا في الحياة ( عش للأفضل تجد الأفضل ودع التسرع لتجد التأني وأعمل بالحكمة لترضي ربك قبل الأمة )