فليقُــــل خيــــــراً أو ليصمُــــــت !!

  • عاشق الأمل كتب:

    فليقُــل خيـــراً أو ليصمُــــت !!
    [HR][/HR]

    { فليقُـــــل خيـــــراً أو ليصْمُــــتْ }


    الكثير منا يحفظ حديث رسولنا الكريم :( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت...ألخ ) رواه البخاري ومسلم ، ولعلّ الكثير منا يذكر هذه الحكمة الراسخة في عقولنا منذ الصغر (إذا كان الكلام من فضه، فالسكوت من ذهب )..

    ومضمون موضوعي الماثل بين يديكم هو حينما لا يجد الإنسان ما يقوله فالأفضل له أن يلزم الصمت والعكس صحيح إن وجد ما يقوله فليقل خيراً ، ويحفظ لسانه ، فمن السهل أن نتذمّر أو ننتقد أو نتشكّى من أمر ما، ولكن من الصعب جداً أن نجد شيئاً جميلاً نقوله أو نتحدث به عن شخص ما أو بشأن موضوع معين.

    غالباً ما يُجيب الإنسان حينما يُسأل عن أمر ما بذكر الأشياء السلبية المحبطة ، على سبيل المثال لا الحصر حينما يسألك زميل أو صديق عن أمور تتعلق بالعمل وكيف هي علاقتك مع المسؤولين في الإدارة ؟ ستجده يُجيب سريعاً عن الأمور السلبية ويترك الأمور الايجابية ، مهما كان الشخص سيئ أو الظروف المحيطة بأي موضوع لابد من وجود جوانب ايجابية له ، وتكمن مهمتنا أن نكتشف هذه الايجابيات ونُسخّرها فيما يعود لنا بالنفع ، وتُعطي عنها فكرة ايجابية بحيث تُشجّع الطرف الأخر بكلامك ، ولا تنظُر إلى الموضوع من زاوية واحدة فقط ، بل يجب علينا أن نُفكّر في الأمر وكأنه تحدّي ، وأخذ الأمور بجدّيه ، ودراسة ما يُعرض علينا قبل أن نُجيب .

    وأن تقول شيء طيب أو لطيف هو صعب لدى عامة الناس ، لأن طبيعتنا نحن البشر دائماً سريعيّ الملل والتذمر من الأشياء ، بحكم ميولنا الطبيعية للتذمر من الأشياء وفطُرنا على ذلك ، فلو سألك شخص ما كيف كانت إجازة نهاية الاسبوع من السهل أن نجيبه بأن الطقس كان حارا أو شديد الرطوبة أو أن الشارع كان مزدحماً ، والأماكن العامة لا يمكن الذهاب إليها بسبب الزحمة الشديدة.. ألخ .

    الكثير منا حينما يقع في مشكلة ما يُصاب بالإحباط واليأس وكأنه نهاية العالم ، لماذا لا ينظُر إلى هذه المُشكلة من منظور ايجابي ويعتبرها مغامرة ، ويخوض فيها حتى يصل معها إلى بر الأمان .
    مغزى كلامي أيها القارئ الكريم : أن تعوّد نفسك حينما يُطلب رأيك في قضية ما أو حول شخص ما أو شيء معين أو مكان ما أن تذكر الصفات الحميدة وتمتدح الأشياء الايجابية فيها ، وتخيّل معي أيُّها القارئ لو أن كل واحد منا عوّد نفسه على ذكر محاسن الشخص أو الشيء لحفظنا أنفُسنا أولاً من ثم مجتمعنا من الإشاعات والنميمة والغيبة وغيرها من سفاسف الأمور ..

    وهذا بالتأكيد لا يعني أن نغض الطرف عن الأمور السلبية ، وإنَّ لكُل إنسان الحقّ في انتقاد ما يشاء من الكلام ، مصييباً كان أم مخطئاً ، محقاً أم مبطلاً مخلصاً أم غير مخلص ؛ ولكن يجب علينا أن ننتقد بأسلوب راقي ومهذّب بحيث يكون نقدنا بنّاء ومجدي في نفس الوقت بدون تجريح أو اهانة ، لأن الانتقاد نوع من أنواع الاستحسان والإستهجان ، وهما حالتان طبيعيتان للإنسان لا تفارقانه ، فإن أصاب الناقد فقد أحسن إلى نفسه وإلى الناس ، وإن أخطأ فسيجد من الناس ما يدلّه على موضع الخطأ فيه .

    وحينما نفشل عن إيجاد جوانب ايجابية ، فمن المستحسن أن نلتزم الصمت ، فالبعض منا يُفتّش عن السيئات الموجودة حتى يُفرغ منها فيلجأ لإشاعتها أمام الناس ليضّر بها الطرف الأخر .
    فلنروض أنفُسنا حينما يُطلب نقدنا أو رأينا في موضوع معين أو في شخص ما ، فمن المستحسن أن ندلو برأينا في استحسان ما يُستحسن من الكلام ، واستهجان ما يُستهجن منه ، ولنعّود ألسنتنا بما نُريد نحن وليست بما تريد هي ، ولتتسع صدورنا للناس ، فلنقل خيراً فيهم ونذكر محاسنهم ، ومثلما لا نرضى لأنفُسنا أن يتحدّث عنا الآخرون بما يُزعجنا ، فالآخرون أيضاً لا يرضون لأنفسهم ذلك ، وبأن نُحبّ للأخرين ما نُحبه لأنفسنا .

    الكاتب : عاشق الأمل .



    $$eالحيـاة أمـل من فقـد الأمـل فقد الحيـاة $$e

    268 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ