مقال : المـــــرأة.. والحُــــــــرّية المزعــــــــومة

  • عاشق الأمل كتب:

    المــــرأة .. والحــرية المزعــومة [HR][/HR]
    [ المـــــرأة.. والحُــــــــرّية المزعــــــــومة ]







    من هذا المنبر ومن كل مكان أوجه رسالتي هذه إليكِ يا حواء ، وبحُكم غيرتي على المرأة المسلمة بوجه العموم وعلى المرأة العمانية بوجه الخصوص ، إلى متى ستنقادين إلى الحرية المزعومة التي جرّدت منكِ أُنوثتكِ وحياؤكِ وأخلاقُكِ ودينُك ؟؟! إلى متى ستظّل الحرية الموهومة والكاذبة تستعبد كرامتكِ وأُنوثتكِ وحريتكٍ في دينك ؟؟!

    حقيقة ما نراه في عصر الحرية المزعومة والتي تدعوا المرأة المسلمة بالانسلاخ من دينها ومبادئها وكرامتها وعفُتها وأخلاقها ، وزعم بعض النساء بأن هذه الحرية التي تأتت من الغرب تدعوهن إلى التحرر من تعصب ديننا الحنيف ، ومن نظرة المجتمع الشرقي إلى المرأة بأنها مخلوق ضعيف ، سَلَبَ منها حقوقها ، وجرّدها من حرّيتها ، وبأنها مضّطهده ليس لها حول ولا قوة حتى على نفسها ، وفاضل بينها وبين الرجل ، في حين أن الإسلام هو من حرر المرأة وساوى بينها وبين الرجل في الحقوق وفي سائر الأمور ، ألم تكن المرأة في عصر الجاهلية مُستعبده ؟ ومضطهده ومسلوبة الحقوق ؟ ألما تتجرع ويلات العذاب والإهانة والذُّل ؟ ألم تكن تُباع وتشترى في سوق الرقيق حالها في ذلك حال أية سلعة ؟؟ أليس الإسلام هو من حرّر المرأة وكفل لها حقوقها ؟ وأخرجها من الضلالة إلى الهدى ومن الجهل إلى النور ؟؟ وحفظ لها عُرضها ، وكرّمها خير تكريم ، وحفظ لها نفسها وساوى بينها وبين الرجل ، وكفاكِ شرفاً وتعظيماً بأن أُنزلت سورة كريمة بإسمك وهي سورة ( النساء ) ..

    فالحرية التي يزعم بها الغرب ، والتي بث سمومها في مجتمعنا الإسلامي والشرقي ما هي إلاّ دعاية من أجل إرجاع عصر الجاهلية لنا وشلّ عقولنا ، ولكِ أيتها المرأة المسلمة على وجهة الخصوص ، وخير دليل على ذلك استعبادهم للمرأة في الغرب واستغلالها في الدعاية التجارية وفي أمور أخرى لا يسعني الحديث عنها الآن ، ولكن للأسف استطاعوا أن يغرسوها في عقلكِ ، فما نراه اليوم من خروج المرأة من البيت بكامل زينتها وإظهارها لمفاتنها في جميع الميادين ، وأخص بالذكر ميدان العلم ، أليس العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ؟؟ ألا يجب أن نحترم حُرمة العلم ونقدّس المكان الذي نستسقي منه العلم ؟

    في حقيقة الأمر اتخذت بعض الفتيات مكان العلم منفذاً للحرية المزعومة والمشؤمة والتحرر، حيث تخرج من بيتها إلى الجامعة أو الكلية أو العمل وحتى المدارس بكامل أناقتها وزينتها وبأفخر ما تملك من الملابس وبإظهار مفاتنها! واضعة أرقى الألوان على وجهها من اللون الأسود في عيّنياها إلى تركيب الرموش الاصطناعية إلى تغير لون العدسات إلى ألوان قوس قزح ما بين العين والجفن ، وتناثر البودرة من وجهها على الممرات والألوان الغريبة التي وضعتها على شفتيها وإبرازها لشعرها أمام الرجال ، والعباه التي هي لا أعلم ما فائدتها أهي وضعت من أجل ستر المرأة وحشمتها أم من أجل الإغواء والإغراء؟! ، لا أعلم ! هل تتزين للعلم أم تتزين للرجال؟! في حين العلم يتزين له بالعقل وبالجد والاجتهاد، وكأن هذه الأماكن فرصة لكي تبرز نفسها وتفرّغ ما لم تستطيع فعله في بيتها وبين أهلها، أليست هذه الجاهلية بعينها والتخلف ؟! فوالله ما نراه اليوم في أماكن العلم على وجه التحديد يُفطر القلب ويُدمي العين ، فوالله لو كنا نذهب لطلب العلم من أجل العلم لكنا في مصاف الأمم في التقدم والرقي والحضارة ، بل تفوقنا عليهم دون أدنى شك ..

    الإسلام رفع من شأنك أيتها العفيفة الطاهرة الكريمة، ورفع من قدرك وطهّرك من براثن الجاهلية، وحررك من الاستعباد وسيطرة الرجال، وأنتِ تُصرين كل الإصرار للرجوع إلى الجاهلية والاستعباد ! الإسلام لم يُقيّد حُريّتك بل على العكس أعطاكِ إيّاها ، ولم يمنعُكِ من العمل أو العلم بل أمركِ بذلك ، ولكن بقيود بحيث لا تُخلّ بالدين، ولا بمكانتك ولا بسمعتك ولا بقيمتك ولا بشرفك ولا بأنوثتك، وأنا لستُ ضد بل مع المرأة للخروج لطلب العلم والرزق جانبا بجانب مع الرجل ، ولكن بقيود تحفظها من كيد الكائدين ، وتحفظ مكانتها كإمراة شامخة قوية العزة ، وذلك بتقيّدها بأمور دينها والامتثال لما أُمرت به في دستور أمتنا وسنة نبينا ، وبهذا تستطيع أن تحمي نفسها وتصون عرضها وتحفظ مكانتها وحريتها ، فحرية المرأة في دينها وفي أخلاقها وفي علمها وثقافتها وليس في شيء آخر ..

    ولله الحمد والمنّة حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس -أعزه الله وأبقاه- كفل للمرأة العمانية جميع حقوقها ، وساوى بينها وبين الرجل في شتى الميادين ، وأصبحت تتبوأ أعلى المناصب ، ألا يجدُر بك أن تحافظين على هذه الثقة ، وتسخرينها في طلب العلم ونهضة هذا الوطن بالعلم والأخلاق والدين ، ولطالما أذكر ذلكم البيت من الشعر والذي ردّدهُ باني هذا الوطن -حفظه الله ورعاه- في إحدى المدارس في بداية السبعينات :





    إنما الأممُ بالأخلاق ما بقيت فإن ** همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    $$eالحيـاة أمـل من فقـد الأمـل فقد الحيـاة $$e

    260 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ