::الجرح السـادس ::
في قديم الزمـان كان يعشق فتح البريد
وكان يقلبه بشوق ورغبة جامحة تعتريه في أن تلتقي عينـاه بـلون يشرح الصدر تعود ان يتلقى
رسـالة من شخص ما يحتل صدره وقلبه من الوريد الى الوريد
وبعد أن يجد المغلف المقصود .. يمد إليه كلتا يديه لتحتضنه .. قبل ان يحتضنه بقلبه
ولا يأبه بعدها بباقي المظـاريف الموجودة .. لمن هي مرسلة
او ماهي أهميتهـا .. فلقد وجـد ما يبحث عنه .. وهذا هو جـُـل ما يعنيه
ولا يأبه كذلك ان كان قد نسي صندوق الرسائل مفتوحا أو أعاد اغلاقه
فالوقت لا يكـاد يسعفه ليفتح ذلك المغلف .. فيمسكه باحكام بين يديه ويمزق أطرافه
وكأنه يخيل للمـارين بقربه انه أسير في أحد السجون يحـاول تقطيع قيده
علامات القلق كلها ترتسم على وجهه قبل ان يفتح الرسالة
وبعد أن تفتتح عيناه أطرافها .. وتتمتم شفتاه بداية السطور المخطوطة بيد ٍ نحيلة .. تبدأ الإبتسـامة ترتسم على محيـاه
وكأن مدخل الرسالة به سر عظيم يجعله يتغير من القلق الى السرور في لحظات
كيف لا .. وبداية كل رسالة كانت تبدأ بـ " حبيبي الغـالي " وما يشابهها من مفردات !
وكانت هذه المفردات كفيلة بأن تبقيه مبتسمـا ً لأيـام ٍ اخرى دون قلق من شيء آخر
ففي اعتقاده البسيط .. كان جل ما يعنيه هي فقط .. وباقي هموم الدنيا تحترق حين تحتضن عيناه كلماتها
:::::
اليوم سيدتي بــات الصندوق خـاليـا من ذلك المغلف الملون والمنقوش
من كل تلك الكلمات التي تبعث الهدوء
بات لا يعطي اهتماما ً بسـاعي البريد
ولا بـ بالرسائل المحبوسة في صندوق الحديد
انتحرت مع توقف المغلف الملون البسمة
وقررت الفرحـة أن تستعمر بلدة أخرى غير قلبه
ربما لأن هنــاك شعب آخر يحتاجها أكثر منه ..!
في قديم الزمـان كان يعشق فتح البريد
وكان يقلبه بشوق ورغبة جامحة تعتريه في أن تلتقي عينـاه بـلون يشرح الصدر تعود ان يتلقى
رسـالة من شخص ما يحتل صدره وقلبه من الوريد الى الوريد
وبعد أن يجد المغلف المقصود .. يمد إليه كلتا يديه لتحتضنه .. قبل ان يحتضنه بقلبه
ولا يأبه بعدها بباقي المظـاريف الموجودة .. لمن هي مرسلة
او ماهي أهميتهـا .. فلقد وجـد ما يبحث عنه .. وهذا هو جـُـل ما يعنيه
ولا يأبه كذلك ان كان قد نسي صندوق الرسائل مفتوحا أو أعاد اغلاقه
فالوقت لا يكـاد يسعفه ليفتح ذلك المغلف .. فيمسكه باحكام بين يديه ويمزق أطرافه
وكأنه يخيل للمـارين بقربه انه أسير في أحد السجون يحـاول تقطيع قيده
علامات القلق كلها ترتسم على وجهه قبل ان يفتح الرسالة
وبعد أن تفتتح عيناه أطرافها .. وتتمتم شفتاه بداية السطور المخطوطة بيد ٍ نحيلة .. تبدأ الإبتسـامة ترتسم على محيـاه
وكأن مدخل الرسالة به سر عظيم يجعله يتغير من القلق الى السرور في لحظات
كيف لا .. وبداية كل رسالة كانت تبدأ بـ " حبيبي الغـالي " وما يشابهها من مفردات !
وكانت هذه المفردات كفيلة بأن تبقيه مبتسمـا ً لأيـام ٍ اخرى دون قلق من شيء آخر
ففي اعتقاده البسيط .. كان جل ما يعنيه هي فقط .. وباقي هموم الدنيا تحترق حين تحتضن عيناه كلماتها
:::::
اليوم سيدتي بــات الصندوق خـاليـا من ذلك المغلف الملون والمنقوش
من كل تلك الكلمات التي تبعث الهدوء
بات لا يعطي اهتماما ً بسـاعي البريد
ولا بـ بالرسائل المحبوسة في صندوق الحديد
انتحرت مع توقف المغلف الملون البسمة
وقررت الفرحـة أن تستعمر بلدة أخرى غير قلبه
ربما لأن هنــاك شعب آخر يحتاجها أكثر منه ..!

372 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ