المذهب الواقعي في الفن

  • بدأ ظهور هذا المصطلخ في الفلسفة - وكان المقصود به هو دراسة اي موضوع مهما كان كشيئ مستقل وقائم بذانه بصرف النظر عن مظهره
    وبمعني آخر فا ن اي شيئ في العالم هو ( واقع ) في ذاته وليس لان الانسان يشعر بوجوده فمكونات الكون موجودة بطريقة ما وقبل ان تصبح علي هيئة الاشياء المادية التي يستطيع الانسان ان يراها بصورتها الجديدة وكان أول ذكر لهذه النظرية الفلسفية في كتاب ( جمهورية افلاطون ) الباب العاشر وقد اعتبرهاافلاطون الفلسفة المناقضة للفلسفة الاسمية ا لني كانت
    سائدة في عصره والتي تقول ( ان الأشياء توجد بمرد اطلاق الأسماءعليها
    ملحوظة : نفس التناقض حدث بين الكلاسيكية والرومانسية ولكن ليس معني ذلك ان الكلاسيكية هي الاخري مرادف للواقعية –
    والواقعية لم تبدأ بتقليد النماذج الادبية القديمة ولكنها بدأت بتقليد الواقع وتقديم صورة فوتوغرافية له – فالأديب الواقعي التقليدي لابد وان يستقي موضوعه من الواقع الذي يعيشه بصرف النظر عن احساسه الشخصي تجاه هذا الموضوع او مضمونه فمهمته تتركز في تقديمه الي القارئ والمتلقي قي موضوعية وحيادية كاملتين – فقلم الاديب الواقعي لايختلف عن عدسة المصور الذي لايفعل شيئا سوي اختيار المنظر فهو مجرد أداة توصيل
    بين المنظر أو المضمون وبين القارئ أو المشاهد من ذلك يتضح اشتراك الفيلسوف الواقعي مع الأديب الواقعي بأن ( هناك نظرة موضوعية خالصة
    تجاه الواقع لاتتأثر بأية أهواء أوميول ) وكان هذا هو المعيار النقدي الذي
    اتبعه النقاد في ذاك العصر عند تقييمهم لأعمال الادباء الواقعيين( أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر ) وكان اي عمل ادبي يحكم عليه بالفشل اذا حاول الكاتب ان يتدخل فيه باطلاق العنان لخياله أو ان يتدخل
    فيه بآرائه الشخصية اذأن مهمته تنحصر في تصوير مايري من مناظر أو
    شخصيات من حوله ومعالجة الأحداث الجارية والمعاصرة والتقاليد والعادات التي تؤثر في سلوك الناس وتفكيرهم وأن يرصد التفاصيل الدقيقة للشخصيات والمواقف والاماكن مهما كانت تافهه أوذات ارتباط بالخط الاساسي للعمل الادبي وأن يقدم نسخة طبق الأصل للهجات المحلية ولغة السوقة ولامانع من ان يستخدم الاصطلاحات التي يتداولها الناس في المصاتع والادارات الحكومية والمحافل لان هذه الاصطلاحات هي خلاصة لتجارب الناس في الواقع المعاش –فالتسجيل الحرفي للواقع يلعب دورا هاما قي تكوين العمل الأدبي الواقعي – اذ لا مجال لعمل الخيال –الاان العمل الأدبي الواقعي ليس بهذا الثبات اوالاستاتيكية التي تفرضها الواقعية بل هو فيب حركة دائبة وتطور مستمر اذ ان مجرد التصوير الفوتوغرافي تجميد للحركة الحية والفن بطبيعته لا يحتمل هذا التجميد لذلك نجد كلا منجوستاف فلوبير و ارنولد بينيت و اونريه بلزاك والأخوة جونكور ينادون بأن الموضوعية الحيادية في الأدب لاتكمن في مجرد تصوير الواقع تصويرا مجردا من كل ميل شخصي للاديب ولكنها توجد في الموضوعية التي يخلق بها الأديب عمله بحيث يتخذ شكلا محددا خاصا ومستقلا عن المضمون الواقعي الذي صدر عنه –
    فالواقعية الأدبيةهي في حقيقة الأمر فنا اولا واخيرا والفن بطبيعته اختيار
    ومجرد اختيار الأديب الواقعي لمضمون معين معناه ابراز وجهة نظره تجاه الحياه والمجتمع قبل ان يبرزهذا المضمون الي الوجود والذي يتشكل طبقا لمكونات الأديب ووجدانه وثقافته وكل ما من شأنه التأثير في معالجة الأديب للموضوع لذلك حرص النقاد في القرن التاسع عشر علي تحديد معني
    الواقعية وتعريفها بأنهاالاتجاه الذي يتحدد باختيار الأديب للموضوع ومضامينه ثم بوجهة النظر التي ينظر بها الي هذه المضامين وقد هاجم كافكا
    الواقعية البحتة بقوله ( انه من غير الممكن ان يحكم علي مضمون من المضامين سوي شخص واحد وهو الذي يشترك فيه بتفكيره وكيانه ووجدانه فما دام مشتركا فيه فلا يمكن ان يصدر عليه حكما – ولذلك لايوجد في عالمنا هذا امكانية لاصدار حكم موضوعي علي الأشياء فالموضوعية الوحيدة الموجودة في عالمنا هي موضوعية الشكل الفني )-
    ناجي الدسوقيممثل ومخرج مسرحي رئيس مجلس ادارة جمعية ا لمسرحيين بالدقهليةمدينة المنصورة عروس النيل

    339 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ