دُمية !

  • حيارى كتب:

    منذ إن أهديتني دمية وقلت لي انها (ابنتنا) .. وأنا أتساءل بدهشة !
    لماذا تشبه ابنتنا (دميتها ) كثيرا !!]




    *

    معظم عاشقات الأرض

    يحتفظن في مرحلة ما ..بــ (دمية) !

    يخترن لها اسما

    يمنحنها الوسادة الأخرى !

    ويمارسن عليها أمومة منتظرة!

    وقد تذبل ( الدمية ) على الوسادة !

    والأمومة المنتظرة ... لاتصل !




    *

    فوعود الحب لاتمنح الدفء طويلا !

    ونحن لانشعر بفراغ و(برد ) وسائدنا الأخرى

    التي يتوسدها رأس (دمية )

    إلا بعد ان يغادرنا دفء الحب !

    فنتحسس وسائدنا بحثا عن بقايا عمر!

    فتصبح الرؤية عندها أوضح!

    فضباب الحب لايرافقنا كل العمر !




    *

    هكذا أخبروني ..وهكذا ظننتُ!

    لكن الضباب لم يغادر نوافذ قلبي أبدا !

    ولم ألمح صورتك بوضوح يوما !

    لهذا بقيت الصورة جميلة !

    وبقيت أنت في ناظري شابا برغم مرور السنوات !

    فكنتُ أنا أكبر في المرآيا ..وأنت لاتكبر !




    *
    وكان وجهك يراودني كثيرا كما يراودني الآن بإلحاح !
    فكنت أتتفاءل بذلك كثيرا !

    لاني آمنت بقول جدتي

    ان الوجوه التي تراودنا ا
    يأتي لنا الهدهد منها بنبأ عظيم !
    كنبأ بلقيس الذي سبق لسليمان بلقيس!
    أو كريح يوسف التي سبقت ليعقوب يوسف!

    لكني لم أرى الهدهد يوما على نوافذي !

    ولم ألمح على ( شباكي ) بعدك سوى

    البرد / والوحدة / والشتاء !

    الشتاء الذي كان يزداد وهنا

    عام بعد عام !






    *

    وهاأنذا بعد عشرون عاما من العمر !

    تراودني رغبة البوح لك بالكثير !

    فمن أي الصفحات أبدأ بوحي ؟

    وأي الأوراق تحتمل سرد تفاصيل عشرون عاما ؟
    فهل آخبرك عن [دميتي القطنية]
    التي أهديتني إياها ذات بداية حالمة!
    وأخبرتني أنها [ ابنتنا ]!






    *

    كبرت دميتي ياسيدي !
    أصبح عمرها الآن عشرون عاما وأكثر ؟
    أيرعبك الرقم ؟أنا ماعاد يرعبني !
    فـ (دميتي ) كبرت على غفلة مني !
    ككل المتغيرات والأشياء التي حدثت لي بعدك
    كانت على غفلة مني !

    فلم يتدرج بي شيئا !

    لا الحنين تدرج / ولا الفقد / والنسيان !




    *

    عشرون عاما ياسيدي!
    ومازالت [دميتي ] مهذبة !
    هادئة كما تركتها تماما !
    فهي لاتغادر مكانها مهما تآخرت عليها !
    ولا تسكب اللبن الساخن فوق السجاد الثمين!
    ولاتخلف قطع اللعب خلفها!
    ولاتعترض على دخول دورة المياه!
    ولاتبكي لدخول صابون الاستحمام في عينيها !



    *

    عشرون عاما ياسيدي
    ومازالت ابنتنا [ قطنية ]!
    لم تنبت أسنانها الأمامية ولاالخلفية ولااللبنية!
    ولم تفاجئني بالنطق يوما!
    ولم تزدد كأبناء رفيقاتي طولا!
    ولا كفتيات جيراني عرضا !

    لكن ملامحها تغيرت كثيرا
    بهت لون شعرها !
    وتغير قطن وجهها !
    واهترأت حشوة جسدها !
    فالسنوات تنال حتى من الجماد!




    *

    عشرون عاما ياسيدي!
    وأنا أسهر الليل على تربية [دمية] منك!

    فهل يحق لي بعد عشرون عاما
    إن أطالبك بأوراق رسمية ... لدميتي




    شهرزاد

    461 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ