ورود المحبة كتب:
من الصعب جداً أن نقتنع بأن ما يجري في حياتنا من خيرٍ وشر هو وفق
مشيئة عظمى لا يتصورها عقل الأنسان ولا يعلم الخير من الشر فيها رغم أنه
يعاكس رغباتنا وما نُحب وما تهوى الأنفس وما تكرهـ ..
وأنت تُريد وهو يُريد والله يفعلُ ما يُريد ..
لسنا بأعلم من الله فيما يصلحُ لنا وما لا يصُلح ..
فتلك الجابرية ..يقع عليها حادث فيموت طفليها وزوجها
وتوضع في ثلاجة الموتى يأتي في اليوم الأخر أهلها ..
لأستلامها ودفنها فإذا بهم يكتشفوا بأن نبض الحياة يسري في جسدها
وأختصاراً ..
هذه المرأة بعد ذلك تزوجت ورزقها الله بأبناء ..وبنات بعضهم
دكاترة وغيرهم مهندسين ..وهي الأن تعيش في البريمي وسعيدة
بحالها وحياتها وزوجها الذي أخلفه الله لها وأبناء أخلفهم لها ..
وهكذا تقتضي المشيئة خلاف ما قد يرغب به الإنسان لأنه قد
يتصور السعادة في أشياء يتصورها عقله ويرغب بها قلبه ..
ولكن عندما يحُكم الأمر من جهة ما يريده الله له عندها سيرضخ
لأمر الله وقضاءه وسيسعد سعادة عظيمة ..
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ..
فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكُن أعلمُ أن الله على كل شئٍ قدير وبأن الله قد أحاط بكل شئ علماً وأحصى كل شئ عددا
فلله الأمر من قبل ومن بعد ..
وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا
******
فلنثق فيما أختارهـ الله لنا ولنمضي قدماً في هذه الحياة لا نلتفت
للوراء إلا بقدر ما تتحرك فينا بعض الذكريات التي من الصعب
علينا محوها من ذاكرتنا لأنها جزء لا يتجزأ من حياتنا القادمة
نقيس الحياة القادمة لنتعامل مع ضغوطات الحياة وما قد يعترينا
حينها من أفكار ومطبات وهواجس وابتلاءات ..
جاء في الحديث الشريف:
إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أربعين يوماً ، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد !
فلا شك ما يجري في حياتنا تحت بصر وسمع الله لأنها خلقنا ولأنه
أوجدنا ولأنه يعلم ما الذي قد يصلح لنا وما الذي قد لا يصلح علينا
أن نتيقن بأن الأمر أمرهـ وبأن الفعل فعله ولا إله غيرهـ ..
المدبر لهذا الكون والذي له مقاليد السموات والأرض ..
ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ..
إن الحمد لله ربِ العالمين ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
506 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ
ورد المحبة -
لقلمك أبتسامة لا يغفل عن عاقل .. ولنبضك أزيز من الأحساس ..
فقط كوني بخير..