ورود المحبة كتب:
بين ما تتمنى النفس وتشتهي وبين الحقيقة مسافات بعيدة ..
فدائماً ما نركُن إلى الزواية التي نُحب ..
وإن كان بلوغها مستحيل ..
أحلام اليقظة قد لا تتُعبنا ولكنها تشعرنا بالضعفِ أحياناً كثيرة ..
(19)
لا نرى أنفسنا جيداً ولكن الذين بالقرب منا يعلمون جيداً من نكون ..
وفي الوقت الذي لا نجد فيناً عيباً واحد قد يُذكر ..
إلا أن هناك عيوب يراها الأخرون فينا ..
منهم من قد يسترها ويخجل من مكاشفتنا إياها ..
منهم من يحاول أن يفهمنا ولكن بطريقة نرفض أن نفهمها ..
منهم من يخبرنا بها وحينها ..
أما أن نشكرهـ ونحاول تصحيحها وعلاجها وتغييرها ..
وأما أن نذمه ونعتبرهـ حاقداً علينا ونتمسك بها دون تغيير ..
****************
نعجبُ كثيراً عندما يُجافينا من كان أقربُ الناس إلينا ..
ظناً منا بأن العيب فيه وبأنه من تغير وما عاد هو الذي عرفناهـ ..
ولم نتصور في لحظة بأنه ربما يكون العيب فينا وبأننا من أخطأنا ..
وكيف نتلمس ذلك الجانب فينا ونحن لا نرى العيوب التي تُحيط بنا ..
*********
قد تُصدق نفسك ولا تصدق ما يقوله الأخرين ..
فتحسب ما يظنه عقلك ..وتشُعر ما ينبض به قلبك ..
وعلى ذلك تقيس باقي الأمور ...
**********
صدقني إن قُلت لك بأنك تحتاج لحكمٌ أخر غير ما توسوس به نفسك..
تحتاج لأن تقول : رحم الله أمرئ أهدى إلى عيوبي ..
فالكمال لله وحدهـ ..
*******
(خلاصة القول)
لا تحكم على نفسك بنفسك .. وتأنى في الحٌكم على الأخرين..
وتيقن بأنك أن فقدت عزيزاً على نفسك ..
فليس شرطاً أن يكون العيب فيه .. ولا العيب فيك ..
ولكنكما أفتقدما الرابط الذي يجمع قلبيكمُا ..
وهو رابط ؟؟ لم ينتبه له الكثيرون؟؟
لا أدري ربما منكم من سيكتشف ذلك الرابط ..والبعض الأخر سيجهله..
وهنا مربط الفرس ..
فهناك فرقٌ كبير بين الذي يقرأ نفسه ويقرأ غيرهـ ..
وبين الذي لا يقرأ ..ولا يساعد الأخرين على قراءته ..
لا نحكم على الأخرين من بعيد فتلك التكُهنات قد تكون ضرباً من الخيال..
فهناك تلامس بين ؟؟؟؟؟ وبين ؟؟؟؟
وهناك تباعد بين ؟؟؟؟؟؟ وبين ؟؟؟؟
وهناك تجاذب بين ؟؟؟؟؟؟وبين ؟؟؟؟
******
وأهم ما في الأمر كلُه هو أن تكون بخير ..
فكونوا بخير .. لأجل من تُحبون ..ولأقرب الناس إليكم ..
هناك من يرتجي وصالكم وهناك من يحاول أن يتقرب منكم ..
وهناك من يحاول أن يعتذر ولكن يفتقد للوصلة التي ستأخذ بيدهـ ..
هناك من يحاول أن يوصل إليكم رسالة ولكن في المقابل ..
هناك نوازع داخلية ..ونزغات من الشيطان ..وهواجس ..
لا تساعدهـ على إجتياز خطوط رسمها لنفسه ..أو رسمت له ..
********
كيف نُعين الأخرين على الوثوق فينا .. حتى يتمكنوا من أيصال رسائلهم إلينا...
ما الهدف من العقل والقلب في الأنسان ..إن كنا نعجز عن أختيار بعض القرارات ..
التي تتردد بين العقل والقلب ..
وما هو الرابط بين الأثنين ..
هل أعتقدت يوماً بأن ما كُسر من السهل جداً إصلاحه ..
وبأنه وبعد إصلاحه .. لن يترك ندوباً ولا جروح وبأن العلاقة
ستكون وثيقة أوثق من الماضي ..
وبأنك تعيش أوهام .. وبأن الشيطان له النصيب الأكبر منها ..
هل تثق بأنك قادر على التغيير ..
هل لديك قناعة بأنك كغيرك تُخطئ وبأنك بحاجة لتصحيح بعض
الأخطاء التي تبدر منك ..وبأنك تعتقد بأنك دائماً ما تكون على صواب..
هل تعتقد بأنك هناك إمكانية ولو بنسبة بسيطة لخوض تلك التجربة..
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يجب أن تفكر ويجب أن تعرض تفكيرك على قلبك ثم تختار قرارك ..
530 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ