سعيد شاب عماني في مقتبل العمر


  • بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    سعيد شاب عماني في مقتبل العمر



    الشاب سعيد ابن السادسة والعشرون عاماً يروي لنا قصته بعد أن شائت الأقدار بأن يتخرج سعيد من الثانوية العامة بنسبة لاتؤهله للإلتحاق بإحدى دور التعليم الحكومي لمابعد الثانوية العامة ولايوجد لدى أسرته المادة الكافية للتسجيل في أحد الجامعات او الكليات الخاصة المنتشرة في البلد أو خارج البلد والتي وللأسف الشديد هدفها الربح المادي بالدرجة الأولى بغض النظر عن المخرجات وتنمية العقول !!

    بعد أن ضاقت الدنيا بما رحبت في وجه سعيد وبعد الإسطوانة الحزينة التي كانت تحوم حوله في البيت وفي الحارة ونظرة زملائه له وابناء عمومته والمجتمع فكيف لشاب في كامل قواه البدنية والعقلية يجلس في المنزل عالة على والده الكبير في السن وعلى والدته التي رسمت آمال وأحلام كبيرة في أن سعيد سيحدث نقلة في حياتها من بعد سهر الليالي وماصاحبه في تربية وتنشئة الأبناء ..

    آمال وطموحات تكسرت .. تهشمت كتهشم الزجاج حتى همس سعيد ماباليد حيلة وقدر الله وماشاء فعل ..

    مرت الأيام والسنين وسعيد رهين للقطاع الخاص فتارة نجده عامل في سيارة الغاز وتارة أخرى وجدناه سائق صهريج الماء وتارة في مقهى للإنترنت ووووو إلخ

    سعيد يعمل حالياً في إحدى الشركات التابعة للقطاع الخاص براتب شهري قدره مائتين ريال !!

    سعيد يدرك بأن المائتي ريال لن تحقق طموحه في ظل الحياة التي نعيشها الآن , نعم في زمن الثمانينات والسبعينات كانت المائتي ريال لها قدرها ووزنها أما الآن فلا تعني شيئاً بسبب غلاء المعيشة ..

    أصبحت الأيام تمضي على سعيد بطيئة ثقيلة تعيسة وهو يدرك بأن أحلامه أصبحت خيال فقد جرت الرياح بما لاتشتهي السفن وتهاوت أحلام سعيد ثم سقطت وبدأت زهرة شبابه في الذبول بسبب قسوة الحياة وشظف العيش حتى ملامح وجهه الوسيم سلبتها هموم الحياة

    سعيد يهمس بخجل كنت أفكر في تكوين أسرة صغيرة وبيت متواضع يحويني وعائلتي ولن أنسى أمي الكبيرة في السن فهي جنتي وأبي ذلك الشيخ الطاعن الذي أرهقته الحياة والذي عانى الكثير من أجلنا لن أنساهم وسآخذهم للسكن في بيتي المتواضع ثم أطرقسعيد برأسه والدموع تملأ عيناه حتى سقطت دمعة غزيرة تحاكي واقع مرير يعيشه كثير من أبناء الوطن

    من هنا أحببت طرح الموضوع لمناقشة قضية نعيشها في وطننا هموم شباب إلى الآن لم تجد لها من يرسم البسمة وينتشلها من الواقع المرير إلى حياة الكرامة والإستقامة

    توجد حالات كثير في مجتمعنا مثل حالة سعيد فياترى كيف السبيل لرفع المعاناة عن شبابنا ؟
    مع تحياتي : قمرة الكوكب :642215438:

    518 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ