تتوهـ بنا العبرات إلى حد قد نتجاوزه بُخطاً ثقيلة جداً

  • ورود المحبة كتب:

    تتوهـ بنا العبرات إلى حد قد نتجاوزه بُخطاً ثقيلة جداً وكأننا نذهب لحتفنا دون خوف ولا تردد وبيننا وبين الموت خطوات تتردد النفس فالعقل يؤيدها والقلب منها ذا إشفاقٍ وترغيب ِنبنى جسوراً من الثقة وتتلاشي في حين غفلة لا تنفع بعدها إستفاقة ولا حتى إغفاءة من جديد وبين ما نُعلن وما نخفي دوائر نحب بعضها ونكره بعض فالخروج منها أصعب من الدخول لا نرمي الآخرين بالحجر وبيوتنا من زجاج ولكن نُجبرهم على طرق الباب رغبة من القلب وحباً في التوليف ، متاهات الزمن كمفاتيح نبحث عن أيها يفتح الباب الذي نُريد ،أياماً معدودات وعندها لن نرجو المزيد ،أسقاطات تتلوها أستثناءات وقد نفقد فيها المُريد ، هل نبدأ عند الشروع بالبسلمة لننتهي بالحمد ،فنكون قد أستعذنا من الشيطان الرجيم من نفثه ونفخه وهمزه ، القوة تُكمن في العِلم والصدق مناجاة ، من الغريب جداً أن تفقد من تُحب ومن المعقول أن تحتفظ بالغريب ،فتكون كما قيل رب أخٍ لك لم تلده أمك ، لا ينساك لا يُجافي طباعك ، يتفهم هواك ، يتحسس مُرادك ، ينظر إليك من خلال نفسه ، يقتسم معك اللُقمة ، يُشاطرك الفرحة كما يناصفك الحزن ، قد يبكي أحياناً معك ، وقد يؤثرك على نفسه ، أن وجدته فأنت في نعمة وإن فقدته فالحِلُ منك أرجى ، منغصات تحاول أن تُضيق عليك حالك فتزرع فيك الهم وتُلبسك الغم ،فتقول حينها آللهم أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، عندما نتسبب في إيلام الآخرين فذلك قرض سنرجعه يوماً ، وعندما ندخل السرور في قلب إنسان فذلك من موجبات رضا الرحمن وجزاء عظيم عند الله ، لسنا أحرار في ما نفعل وما نظُن وما نكتب بل تقيدنا الأوامر والنواهي ، فالعاقل اللبيب من دان نفسه أي حاسبها ، وأبتعد عن كل ما يُغضب الآخرين منه ، فوجب عليه أن يكسب القلوب لا أن يخسرها وأن يتصافى معها لا أن يخدشها ،ولا عمل بدون إيمان ، ولا كسبٌ بدون جُهد ولا محبة بدون نقاء وصفاء القلوب ، أللهم أجعلنا ممن كسب القلوب وجمعها على طاعتك وأحبها فيك ليكون من المتحابين فيك يوم الدين .
    اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)

    533 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ