الدعاء

  • لا تقل فات الأوان

    كانت ام مريـم من اعز صديقاتها . ارتبطت بها من ايام الجامعـة , لكن الايــام والقسمة فرقتهما فهما يقيمان في بلدتين بعيدتين عن بعضهما , وكانتا تتزاوران في المناسبات المهمة على فترات متفاوتة قد تطول احيانا وقد تقصر احيانااخرى , وفي بعض الاوقات يقرب بينها الهاتف .
    علاقة زوج ام مريم بزوج ام فاطمة (صاحبتنا ) لم تكن على قدر تعارف المرأتين مع ذلك كل منهم يعرف بالاسم وبعض المعلومات الشخصية الخاصة بالآخر. اذ ان ام فاطمةكانت دوما هي المبادرة بالسفر والزيارة لصاحبتها مصطحبة اطفالها .
    ويبدو ان ذلك سببه مناسبة ظروفهاالعائلية , حيث كان زوجها لا يمانع في زياراتها من جهة ومن جهة ثانية فأن ام فاطمةدائما ما كانت تجد عندها .الراحة علاوةعلى تعلق اطفالها بعائلة ام مريم .
    بالجانب الاخر ام مريم وعلى اثر مرض وعملية جراحية لم تكن قادرة على الانجاب ولم يكن لديها سوى ابنة واحدة , لذا كانت تسر كثيرا عند زيارة صديقتهاواولادها الثلاثة وكانت تدللهم عند قدومهم
    وتغدق عليهم الحنان والمحبة تعويضا لحرمانها من الاولاد , ونفس المشاعركانت عند ابو مريم والذي كانت ام فاطمة تكن له كل الاحترام والمحبة , فهو رجل كيس ذو خلق رفيعة وورع وعلم اذ كان استاذا في الجامعة , على العكس من زوجها البسيط في كل مزياه التي لم يمنعها من ان تحترمه وتحبه لبساطته وطيبة قلبه ولكونه وحسب تعبيرها ( رجل بيت ) .
    ام فاطمة وفي كل زيارة لها لعائلة ام مريم كانت تتعلم او تنكشف لها معلومةلم تكن قد عرفتها او سمعتهامن محيطها , فتظل حائرة امام هذا السر العجيب الذي يغلف سعادة وروحانية عائلة صاحبتها , فكل شئ يبهرها , العلاقة الزوجية الطيبة الى ابعدالحدود , رقة وايمان الزوج , براعة الزوجة في ادارة البيت ورعاية عائلتها , الطفلةالذكية واللطيفة والتي تبدو اكبر من سنواتها الخمس ...كل شئ فيهم يعجبها , وتتمنى لو ان الزمن يرجع بها الى الوراء لتعوض ما فاتها من تقصير تجاه ما كان يجب عليهامعرفته من الاداب الاسلامية والاحاديث النبوية التي كانت تلك العائلة تتخذهاكدستور للعيش برفاهية في الدنيا وللفوز بالجنة في الاخرة , واشد ما يبهرها هو ابنتهم, فرغم صغرها كانت تعللُ كل سلوك يبدرمنها وكل فعل تفعله واغلب ما تقوله الىسورة من الفرآن او الى حيث شريف او الى وصية امام , وعندما تسألها عن ذلك تجيبهاانها هكذا وجدت نفسها متعلمة !!!!
    ايعقل هذا يأم مريم , ابنتك تقول انها وجدت نفسها متعلمة ؟!لا ..ليس هكذايأم فاطمة لقد فهمت قصدها خطأُ , فهي فعلا لم تشعر اننا -- وخصوصا ابوها ـــ كنا نعلمها ما كنا نريد ان نعلمها اياها , وانما هو الا سلوب الذي اتبعه والدها معي ايضا وتلقفته هي سماعاًمنذ صغرها , , اليس امام الموحدين يقول"العلم في الصغر كالنقش في الصخر"؟! , فقد كان في كل كبيرة وصغيرة في علاقتنا وحياتنا , منذ تزوجته والى يومنا هذا, مبنيٌ اما على سورة من القرآن او حديثشريف او اقلها على ادب من آداب الائمة صلوات الله عليهم اجمعين والحمد لله ربالعالمين على ما انعم من زوج مؤمن كريم , وهكذا فقد كانت زينب تتأثر وتستجيب بشكل طبيعي من دون ان تشعرها بقصريةالتعليم , وعانينا في بداية الامـر معاناة كبيرة , ليس معها ولكن من المحيطالخارجي , اذ كانت دائما ما تستهجن من تصرفات اقرانها , والغريب اننا بذلنا جهدافي هذا الموضوع اكثر مما بذلناه في( تعويدها ) , ولا تنسٍ اننا لم نكن نعلمهاوانما كنا نعودها , فالصغير يتعلم ما تعودينه.
    كلامك صحيح ياأم مريم , والله لم اترك وسيلة الا استعملتها وخصوصا مع ابني الوسط (احمد ) فقد اعياني رغم انه ولد حباب وذكي , فهو يستثقل الصلاة ..لدرجة انني قلت له يوما :قم وصلِ, وراقبته فوجدته أخذ السجادة ورماها ارضا وجاءني فسألته : هل صليت ..قال : نعم .. صدقيني وبدون شعور صفعته على وجهه
    اعرف انني اخطأت .... ولكن الموقف ضايقني وبكيت على حظي معه وخاصمته ولمته وخوفته من الله ....ولم ينفع معه كل الكلام
    الحمد لله فأننا لم نعانِ من هذه المشكلة ياأم فاطمة ... اذ جائتني مريم يوما وقالت لي اريد ان اصلي فعلميني الصلاة ولم يفاجئني موقفها هذا فقد كنت مؤمنةبالدعاء الذي علمني اياه ابوها عندما كنت حاملةً بها .
    علمتني الدعاء , ولزمته في سجودي وقبل التسليم وفي الوتر وكل اوقات الاجابة, ومنذ ذلك الوقت وابني ( احمد ) محافظ على صلواته وفي اوقاتها , علاوة على ذلك أخذ يوقظنا لصلاة الصبح التي كنا متكاسلين عنها , حتى اخوانه اصبحوا اكثر حرصا منا السابق على اداء الصلاة في اوقاتها , حتى امي وفي احى زياراتها لنا لفت انتباههاالى ( احمد ) وهو يدور علينا صباحا ليوقظنا لصلاة الصبح , وفضلا عن ذلك كله , حتى حياتنا وعلاقاتنا العائلية تغيرت منذ ذلك الوقت .
    على أثر ذلك كانت ام فاطمة تتصل بأم مريم لتسألها عن الدعاء الخاص عندماتواجه امرا تريد ان تعالجه في حياتها العائلية , ثم بدأت هي الاخرى تعلم صاحباتهاوقريباتها بالادعية الضرورية ,
    نعم , فالاستهانة والتسويف والجهل وغيرها , كل ذلك قد انسانا ذكر الله فنسينا الله , فكتابه الكريم يزخر بألادعية التي تعيننا في امور حياتنا من جهةوتزيد من ارتباطنا بربنا من جهة أخرى , وتوفر لنا سبل العيش الكريم والراحةالنفسية والطمأنينة , ولكن بشرط الاخلاص في النية والقربى واليقين الكامل من ان المجيب هو الله الذي يقول : واذا سألك عبادي عني فأني قريب اجيب دعوة الداع اذادعان فليستجبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون .
    أعرف ... انكم الان متشوقون لتعرفوا هذا الدعاء , الدعاء موجود في سورةابراهيم , والدعاء هو :
    ((( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )))
    الدعــــــــــــــــــــــــــاء ....الدعــــــــــــــــــاء ....الدعـــــــاء
    بالله عليكم احسبوا كم كلمة يتكون منها الدعاء ...؟؟
    كلمات قليلة ... اليس كذلك ... ولكن ... أثرها عجيب...!!!
    احد وسائل حفظ المعلومة التي تتأثر بها هي ان تنقلها الى غيرك , فهل انت فاعلذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!
    أسأل الله ان يغفر لي ولكم وان يوفقني ويوفقكم لما فيه الخير والصلاح لدنياناوآخرتنا , وآ خر دعوانا ان صلِ ياربي على محمد وعلى آل محمد , فقد رُوي عن ائمتناعليهم السلام ان افضل الادعية الصلاة على محمد وآل محمد
    xxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxxx

    421 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ