مناقشة علمية

  • الداهية كتب:

    وقعت مناقشة علمية بين أحد علماء النحو وأحد علماء البلاغة ـ وهو ابن الأثير ـ
    حول حرف
    أنْ
    في قوله تعالى " فأصبح في المدينة خائفاً يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه ، قال له موسى :
    إنّك لغويٌّ مبين ، فلمّا
    أنْ
    أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال ياموسى
    أتريد أن تقتلني كما قتلت نفساً بالأمس "
    فقال النحوي : إنّ
    أنْالأولى زائدة ، ولو حذفت فقيل
    : فلمّا أراد أن يبطش ، لكان المعنى سواء ،
    ألا ترى إلى قوله تعالى "
    فلمّا أن جاء البشير ألقاه على وجهه "

    وقد اتفق النحاة على أنّ أنْ الواردة بعد لمّا وفبل الفعل زائدة.
    بماذا ردّ ابن الأثير ،

    قال ابن الأثير (رداً على النحوي ) :
    [color='rgb(255, 0, 255)']النحاة لافتيا لهم في مواقع الفصاحة والبلاغة ،

    [/COLOR]ولاعندهم معرفة بأسرارها ، من حيث إنهم نحاة .
    ولا شك أنهم وجدوا أنْ ترد بعد لمّا وقبل الفعل في القرآن الكريم ،

    وفي كلام الفصحاء ، فظنوا أنّ المعنى بوجودها كالمعنى إذا أسقطت ،
    فقالوا : هذه زائدة
    . وليس الأمر كذلك ، بل إذا وردت لمّا وبعدها أنْ ثم الفعل ، كان ذلك دليلاً على أنّه لم تكن مسارعة موسى ـ عليه السلام ـ إلى قتل الثاني
    كما كانت مسارعته إلى قتل الأول ،
    بل كان عنه إبطاء من بسط يده ،

    لذلك عبّر القرآن عن هذا بقوله :
    فلمّا أنْ أراد أنْ يبطش " بزيادة أنْ بعد لمّا .

    وإذا ورد الفعل بعد لمّا بإسقاط أنْ......كان ذلك دليلاً على أن الفعل كان على الفور.

    وأنهى ابن الأثير مناقشته بقوله :
    وهذه دقائق لا تؤخذ من النحاة ، لأنها ليست من شأنهم .
    تمت المناقشةـ

    564 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ