الداهية كتب:
قيل من علامة الرشد أن تكون النفس إلى بلدها تواقة وإلى مسقط رأسها مشتاقة ،
ومن حب الوطن ما حكي أن سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام أوصى بأن يحمل تابوته إلى مقابر آبائه فمنع أهل مصر أولياءه من ذلك فلما بعث موسى عليه الصلاة والسلام وأهلك الله تعالى فرعون لعنه الله حمله موسى إلى مقابر آبائه فقبره بالأرض المقدسة ،
وأوصى الإسكندر رحمه الله تعالى أن تحمل رمته في تابوت من ذهب إلى بلاد الروم حباً لوطنه
وأعتل سابور ذو الأكتاف وكان أسيراً ببلاد الروم فقالت له بنت الملك وكانت قد عشقته ما تشتهي ؟ قال شربة من ماء دجلة وشمة من تراب إصطخر فأتته بعد أيام بشربة من ماء وقبضة من تراب وقالت له هذا من ماء دجلة ومن تربة أرضك فشرب وأشتم بالوهم فنفعه من علته
وقال الجاحظ كان النفر في زمن البرامكة إذا سافر أحدهم أخذ معه من تربة أرضه في جراب يتداوى به وما أحسن ما قال بعضهم :
بلاد ٍألفناها على كل حالة ٍ.. وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن
ونستعذب الأرض التي لا هواء بها........ ولا ماؤها عذب ٍولكنها وطن
512 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ