حكاية الأخذ ِ والعطاء ~ كأمتداد أفقي وعمودي

  • عندما نروي حكاية عشرة أخوة عاشوا في بيت واحد وولدوا في بيوتٍ مختلفة ولكل منهم أبٌ وأم إلا أن الزمان حكم عليهم بالعيش مع أبوين مختلفين ، تتبادر إلى الأذهان أسئلة كثيرة منها هل سيتعايش الأخوة الغير أشقاء بتفاهم ومحبة وهل ستكون لديهم الإستطاعة أن يعيشوا مع والدين مختلفين دون مشاكل وهل لدى الوالدين القدرة على تبنى هذا العدد والتأقلم مع جميع المشاكل التي ستظهر رغم أنهما يملكان عقلية متفتحة وعلوم لا بأس بها ؟

    المشكلة تكُمن ليس في تلك الأسئلة المطروحة والتي نحاول أن نفك شفرتها لنختلف نحن القُراء فيها ولكن الإستنتاجات المختلفة التي ستحتاج إلى نقاش عميق وحوار سيبدأ بنعم وسينتهي بـ لا والمشكلة ليست كما نظن بأنها في تلك العائلة المكونة من 10 أفراد مختلفين أولاد وبنات وأم وأب مختلفين لا وإنما فينا نحن لأننا نقرأهم من الخارج ومن زوايا لم نعيشها ولم نتعايش معها !
    إذا لا بد علينا أن نؤمن بأن الحياة مدرسة وبأن الخبرة والحنكة لها دور كبير في تخطي الكثير من الصعاب وبأن الطبع والتطبع عبارة عن مصادر وبأن الصفات هي الأساس وبأن المثل القائل (كُل ما يعُجبك وألبس ما يُعجب الناس) لها أساس ثابت ومتغير ومتحرك وبأننا لا نستطيع القول بأن كل ما يحصل في حياتنا صُدفة وبأن الدراسة لا تغني عن بعض الحقائق شي وإن كان لها تأثير مباشر وغير مباشر على حيواتنا
    لتبقى بين الآخذِ والعطاء كأمتداد أفقي وعمودي وجب علينا التعايش معه بنوع من السِلم أحياناً وبنوع من الرفض والتكابر عليه أحياناً ليكون محله من التكابر حميداً إذا ما أنصب في فوهة البركان الخطرة التي من الممكن أن تؤذي قناعاتنا وتسقطنا للحضيض حيث لا مناص من التلوث ولا وقت للتراجع حينها .
    اللهم إني أستغفرك لكل ذنب خطوت إليه برجلي ، أو مددت إليه يدي ، أو تأملته ببصري ، أو أصغيت إليه بأذني ، أو نطق به لساني ، أو أتلفت فيه ما رزقتني .. ثم استرزقتك على عصياني فرزقتني ثم استعنت برزقك على عصيانك فسترته علي وسألتك الزيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .. (كم من مستدرج بالإحسان إليه ، وكم من مفتون بالثناء عليه ، وكم من مغرور بالستر عليه)

    540 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ

التعليقات 0

  • روعه الرائعه -

    [CENTER]هل يستطيع الوالدين النجاح اذا طبقوا [COLOR=#800080][/COLOR][/CENTER]
    [COLOR=#800080][CENTER]الآخذِ والعطاء[/CENTER]
    [/COLOR][CENTER][COLOR=#000000]
    [/COLOR]
    وكما ذكرت فهم مختلفون من كل ناحية ..هنا يكثر سوء الفهم
    هذا البيت استمراريته لا تكون بسهوله وتحتاج الكثير من طولة البال
    وايضا كما قلت [COLOR=#000000]أمتداد أفقي وعمودي ,, [/COLOR]
    نحن في اسرة واحدة ونكون مطابقين لبعض نطلب المساعدة من خارج لنسطيع فهم تصرفات بعض افراد العائلة ..
    [COLOR=#000000]سؤال يدور في ذهني كم بالمئة يكون نجاح هذا البيت ؟؟ وكم سيستمر ؟؟[/COLOR][/CENTER]

  • ورد المحبة -

    [CENTER][COLOR=#000080][FONT=simplified arabic][SIZE=4]أشكرك روعة الرائعة ولكن

    لو نظرنا للأمر على أنه تفاهم وتناغم وعلى معطيات بسيطة يمكن التعامل معها بسهولة ويسر لكان الأمر أهون ولكنها أختلافات مصيرية فمثالاً على ما ذكرنا هناك فالأبوين من ثقافة مختلفة ومن بيئة مختلفة وهما مختلفين في القناعات ولكل منهما لغة خاصة مختلفة عن الأخر قد يلتقيان في أشياء ولكن وفي نفس الوقت يختلفان في أشياء أخرى كثيرة وفي توليهما لتلك الأسرة المكونة من 10 أطفال سيواجهون تحديات كبيرة أبرزها بأن لكل من الأطفال لغة تختلف عن الأخر لكون أنهم ليسوا من بلد واحد فلكل منهم جنسية مختلفة ولغة خاصة يتفاوتون في السن وفي الشكل وفي البنية وفي الثقافة وفي العقليات ، لا أُنكر بأنهم جميعهم أطفال ولكن حاجاتهم تختلف ولكل سِن مشاكله الخاصة فكيف للوالدين أن يراعوا كل تلك الأختلافات أليس هناك قاسم مشترك قد يجمع بينهم وقد يحول جميع كل تلك التحديات إلى أمر يتعاملون به معهم بكل شفافية وأريحية ربما لو كانوا كلهم ذكور لهان الأمر ولكان الأطفال من جنسين مختلفين ففيهم البنات والأولاد إذاً علينا أن نتفهم بأن وجود الأطفال في ذلك البيت ليس كوجودهم في المدرسة مثلاً ولكن ومع هذا يجب أن تسُن بعض القوانين التي قد تخفف من معاناة ووطأة هذه المسئولية والأسهل حين نقرأ أن نضع أنفسنا مكان هذين الوالدين لنستطيع الرد وفق الوضعية التي سنكون عليها والمسؤولية التي نضع أنفسنا فيها .[/SIZE][/FONT][/COLOR]
    [/CENTER]

  • روعه الرائعه -

    [CENTER]لتبقى بين الآخذِ والعطاء كأمتداد أفقي وعمودي


    جملة نحتاجها في المدرس وأن نربى عليها الاجيال ..ونرسخها في الاذهان ..
    بالتطبيقها وان لا نجعلها نظرية فقط
    تظهر في حياتنا اليومية أسئلة كثيرة ونقاشات شتى مع توسع الدراسات
    وتحدث بعدها مشاكل وربما قطيعه او كراهية
    وسببها ضيق الأفق ..
    ربما يكون الجيل القادم أقدر منا على فهمها إذا استطعنا نحن ان ننقلها عن طريق القدوة

    رائع كعادتك أخي ورد المحبة ..[/CENTER]