فرصة سعيدة




  • احسست بتوتر وقلق وحاولت تهدئة نفسي بلا جدوى كانت اعصابي ثائرة كامواج البحر في موسم الشتاء و الكلمات تتدافع الى ذهني محاولة الخروج الى العلن كي اقول اكتفيت... رسمت ابتسامة مصطنعة امام الحضورلاخفاء اعصابي الثائرة و حاولت الاختلاط بالجمع الصاخب لكن التجمهر اشعرني بالاختناق ففررت الى الشرفة المطلة على البحر لالتقاط انفاسي ..
    وقفت اتأمل الليل البهيم المسيطر على السماء التي زينتها السحب في هذه الليلة الشتوية الي تنذر بهطول الامطار .. حاولت اختراق هذا الليل الممتد فوق البحر ليلتقي به في نقطة بعيدة لم تلتقط عيناي ابعد منها
    ملأت صدري بالهواء البارد الذي اخذ يتلاعب بخصلات شعري المتناثرة .. و شعرت بالسكون ..
    اختفت الاصوات المحيطة و بقي هدوء الليل و موسيقى ارتطام الامواج برمال الشاطىء
    ظللت اتأمل هذا المشهد حتى قطع الصمت صوت خطوات هادئة قادمة من الخلف
    التفت لارى القادم فرأيت شابا في مقتبل العمر .. بدا مهيبا بخطواته الهادئة الواثقة فارتبكت و اسرعت لاعود للداخل فاسرع قائلا : اسف ان كنت ازعجتك كنت اعتقد انه لايوجد احد هنا .. فخرجت
    لانني اختنق من الزحمة
    تأملت وجه المبتسم لوهلة و اجبت ببطء : لا توجد مشكلة انا كنت
    سادخل
    قاطعني: لا ابقي براحتك لوكنتي غير مرتاحة لوجودي سادخل انا
    ترددت قليلا ثم قررت البقاء .. لم يبدو لي متطفلا .. بدا صادقا في رغبته للهروب من الزحام و الضوضاء

    ارتسمت ابتسامة على وجهه ذا الملامح الودودة فاحسست
    بالراحة
    تأملنا البحر في صمت و كل منا يتجنب النظر الى الاخر .. استرقت بعض النظرات اليه لاتأمل ملامحه التائهة في ظلام الليل .. كانت عيناه مثبتتان على نقطة تعانق السماء بالبحر الهائج و بدا كأنه يهيم في عالم اخر
    نظرت اليه لاراه قد اغمض عينيه و على شفتيه ابتسامة هادئة كمن يداعب نسائم الهواء المرتطمة بوجهه
    لم انتبه الى اني اطلت النظر في وجهه حتى فتح عينيه و اصطدمت بعيناي فخفضهما سريعا و واضح في حرج : انا احب هواء البحر
    اجبته بصوت منخفض : وانا ايضا احب البحر خاصة في فصل الشتاء
    .. ضحك قائلا : اول مرة اسمع بفتاة تحب البحر وهو هائج...
    ترى مالسبب وماتفسيرك
    لم انتبة الى الابتسامة الواسعة التي ارتسمت على شفتي و لا الى غضبي الذي انصهر حتى تحول الى نهر هادىء بعد ان كان امواجا هادرة قبل خروجي للشرفة
    لم انتبة الى اي شيء على الاطلاق سوى حديثه المرح المفعم بالحيوية .. مر الوقت سريعا و فجأة انتفض و نظر في ساعة يده و قال في عجل : الوقت تأخر و نسيت نفسي انا لازم امشي.. فرصة سعيدة اختي
    ثم نظرت في ساعة يدي وايقنت ان الوقت فعلا قد تاخر
    وان اللحظات السعيدة تمر دون ان نشعر بها
    خاصة مع من نرتاح لوصلهم

    894 ﻣﺮﺓ ﻗﺮﺃ