
أثير - ريما الشيخ
العطاء والشعور بالمساعدة لا يحدده عمر ولا زمان, فهناك قلوب ملأها الله بالرحمة والحنان لتغمر الآخرين بها، لكن ماذا لو أن المُعطِي ليس لديه الكثير ليتبرع به، إلا أنه “يُؤثر” على نفسه ويبادر بالتبرع!
قصتنا التي نستعرضها عبر “أثير” اليوم تعود لأسرة من ولاية صحار تتكون من أم وأب وثمانية أبناء أكبرهم فتاة في الثانوية العامة, ولكن لظروف معينة ترك الأب أسرته وأصبحت الأم تعيل أولادها بمبلغ بسيط جدا, لا تستطيع به توفير ما يلزم من أساسيات مثل الغذاء ومستلزمات المدرسة لأولادها.
نتيجة لهذه الظروف لم تستطع البنت الأكبر في العائلة متابعة دروسها بالشكل الصحيح وكانت كتومة ومنعزلة عن الطالبات ولا تختلط بهن, وتحمل ألم ظروفها بداخلها ولم تبح به لزميلاتها .
لاحظت طالبتان زميلتهن المنعزلة فقررت إحداهن التقرب منها ومعرفة ظروفها, فأخبرتها بوضعها الأسري وأنها تأكل القليل لعدم توفره وشرحت كل ظروف عائلتها.
قررت الطالبتان تجميع مبلغ من مصروفهن اليومي ومن أسر صديقات لهن لمساعدة العائلة، وذلك بوضعه في حقيبة صديقتهن دون علمها لتأخذه الأم لاحقًا بعد أن اتفقتا معها، كما تم تجميع بعض المستلزمات مثل الملابس والحاجيات الأخرى التي قد تساعد الأسرة لسد الحاجة.
نسقت الطالبتان مع الأم لتوفير معلمين خصوصيين بعد أن لاحظن تراجع مستوى زميلتهن بالدراسة, فتم الاتفاق مع المدرسين الخصوصيين لتخفيض التكاليف لتوفيره من التبرع.
أخفت الطالبتان عملهن هذا عن أهلهن, ولم يتوقفن عن تقديم المساعدة لمدة عام كامل, وبالرغم من أنهن في سنة مهمة في حياتهن, لكن وضع صديقتهن كان من أولوياتهن, علمًا بأن إحدى الطالبتين هي من فئة الضمان الاجتماعي.
لم تتوقف الطالبتان عن تقديم المساعدة لعائلة زميلتهن المساعدة حتى يومنا هذا، فقد وضعن مخططًا لزيارة الأسرة وتوصيل ما تم تجميعه من التبرعات.
الطالبتان طلبتا عدم الكشف عن أسمائهن، داعيات القراء عبر “أثير” إلى المبادرة وتقديم المساعدة لهذه الأسرة، مؤكدات أنهن على استعداد لإيصالهم لها.
ويُمكن لمن يريد الوصول للأسرة التواصل عبر “واتساب أثير” على رقم 71115577.