رأي الوطن : منجزات طبية تعكس تطورا علميا

    • خبر
    • رأي الوطن : منجزات طبية تعكس تطورا علميا

      Alwatan كتب:

      تواصل صروح النهضة المباركة العلمية ـ وفي مقدمتها جامعة السلطان قابوس ـ القيام بدورها الوطني الرائد نحو تحقيق الأهداف والغايات التي جاءت من أجلها النهضة المباركة تجاه عملية التنمية البشرية وبناء الإنسان العماني، وإمداد المجتمع بسواعد التنمية والعقول والمهارات والخبرات التي تتكفل بالقيام بدورها المنشود إزاء وطنها ومجتمعها.
      لقد عنيت جامعة السلطان قابوس مثل غيرها من الصروح العلمية بإعداد أجيال الحاضر والمستقبل أيما عناية، وفي كل يوم تقدم شهادة على مكانتها ـ من بين نظيراتها ـ وما يؤكد مهنيتها ومهامها في عملية التنمية وبناء الإنسان، سواء من خلال كوكبة الخريجين كل عام، أو من خلال الإنجازات العلمية أو براءات الاختراع، أو تنظيم المؤتمرات العلمية والطبية، أو الإنجازات الطبية عبر مستشفاها وما يمتلكه من كوادر طبية ماهرة وخبيرة تولت ناصية العمل، مسجلة تاريخًا علميًّا في مجال الطب عبر العديد من العمليات الجراحية وغير الجراحية التي عكست ما تتمتع به الكوادر العمانية الطبية من إمكانات وقدرات ومهارات وخبرات، وتؤكد أن العماني لديه القدرة والإرادة على الإبداع والابتكار، بل والنجاح فيه، ومضارعة من سبقه في الإنجازات.
      وتأتي إضافة وحدة قسطرة القلب بمستشفى جامعة السلطان قابوس الخدمة العلاجية المتمثلة في القيام بقسطرات القلب التشخيصية والعلاجية للأطفال إنجازًا جديدًا يضاف إلى رصيد الإنجازات التي حققتها جامعة السلطان قابوس أو مستشفاها، حيث ترتكز الخدمة الجديدة تحديدًا على القيام بعدة عمليات تداخلية عن طريق القسطرة تمثلت في إغلاق الثقوب الخلقية للقلب لعدة حالات مرضية من الأطفال بدون تدخل جراحي وتحت التخدير العام، حيث كانت هذه الحالات تعاني من أعراض نتيجة وجود ثقوب بين الأذينين في القلب وأخرى نتيجة لوجود قناة شريانية بين شرايين القلب الرئيسية.
      وحسب الأطباء القائمين بقسطرة القلب وإدخال الخدمة العلاجية هذه، فإن هذا النوع من العمليات يفتح المجال أمام مستقبل واعد لمجال طب قلب الأطفال في السلطنة للحد من مضاعفات أمراض القلب وتقليل فترة الانتظار الطويل للمرضى، وتعد مثل هذه التدخلات من أحدث طرق العلاج لهذه التشوهات الخلقية، والتي تجنب المريض مخاطر جراحات القلب المفتوح ومضاعفات الرعاية المركزة وخطورة ماكينة القلب المفتوح، وتمكن المريض من الخروج من المستشفى في غضون يوم إلى يومين فقط يخضع بعدها للمتابعة الدورية.
      وكما هو معروف عن التشوهات الخلقية ووجود ثقوب في قلوب أطفال حديثي الولادة بأن هذا النوع من الأمراض التي تلاحظ انتشارها، ما يتسبب في ألم نفسي كبير وقلق لدى الأبوين حين معرفتهما بإصابة مولودهما بهذا المرض، لذلك فإن هذه الخدمة العلاجية الجديدة من شأنها أن تزيح عنهما جزءًا كبيرًا من هذا الألم والقلق، وتعطيهما الأمل في رؤية مولودهما معافى، يمتلك مسببات العيش والبقاء على قيد الحياة، مع الإيمان بأن الآجال في النهاية هي بيد الله. فضلًا عما يصاحب في العادة العمليات الجراحية كجراحة القلب المفتوح عدم نجاح أو مخاطرة أو مضاعفات.
      وما من شك أن هذه الخدمة العلاجية الجديدة لرتق الثقوب في قلب الأطفال المصابين بالتشوه الخلقي هي من ثمار العلم النافع، والوفاء والإخلاص في العمل، والدقة في التخطيط لبلادنا برؤية مستقبلية واضحة، فليس هناك أهم من صحة الإنسان، وكم هو الشعور حين يخرج مريض من المستشفى حامدًا لله وضارعًا بالدعاء على ما منَّ الله له به من شفاء بعد أن دخله وهو يحمل كمًّا من الآلام والمشاعر المختلطة. ولا ريب أيضًا أن هذه الخدمة العلاجية قد فتحت أملًا جديدًا للأسر التي تبتلى في أحد أبنائها بتشوهات خلقية.

      Source: alwatan.com/details/290366