بسم الله الرحمن الرحيم ... وبه نستعين
مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد _ حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب إليكم هذه اليوميات التي قضيتها _ مدة خمسة عشر يوما _ سجينا ومعتقلا ، لأنقل إليكم بعض المخالفات التي وقع فيها بعض الموظفين العاملين بجهاز الأمن ، والتي تتنافى مع توجيهاتكم السامية وسعيكم لتكون السلطنة بلد القانون وحرصكم على التزام هذا البلد برعاية حقوق الإنسان وكرامته ، ومن أجل محاسبة المخالفين لتوجيهاتكم السامية ، أكتب إليكم رسالتي هذه ، عبر هذه السبلة الطيبة ، وأنتم القائلون بكلماتكم المضيئة:" لا لمحاربة الفكر ..." ، فدمتم لعمان بانيا وذخرا لشعبكم الوفي . مع علمي بأن هذه التجاوزات لاتمثل بأي حال من الأحوال الجهود الطيبة والعظيمة ، التي يقوم بها هذا الجهاز والسهر على تحقيق الأمن والأمان داخل ربوع هذا الوطن الغالي .
أولا: التحقيق في مركز نزوى
(الأربعاء:15/6/2005) إلى الأحد(19/6/2005م
1_ طلب مني الحضور بواسطة الهاتف ، وكان الاتصال وقت الاستراحة بعد الغداء . مع العلم بأن هذا يخالف المادة(70) من قانون الإجراءات الجزائية . وقد قلت للمتصل ، الرجاء إعلامي برسالة قانونية ، كما هو المعمول به في القانون .
2_ استلام الوثائق الرسمية( البطاقة الشخصية...) والامتناع عن إعطاء وصل استلام . وتم حجزها ، فأصبحت لا أستطيع إثبات هويتي لتخليص معاملاتي المصرفية ، وهكذا مراجعاتي عند الإدارات الحكومية .
3_ رفض المحققين طلبي _ المتكرر _ بحضور محام ، مع أنها من حقوقي التي كفلها لي القانون . وهذا يتنافى مع المادة(57) من قانون الإجراءات الجزائية .
4_ التلفظ _ من قبل المحققين _ بألفاظ تتنافى مع أخلاقيات الحوار ورفع الصوت والصراخ أحيانا ، وكأنهم يتعاملون مع مجرم ، وليس معلم ، مثل: غصبا عليك أتقول بونريده ... إذا ما قلت بونطلبه منك أنعقك في السجن ونطلع عنك إجازة (الخميس والجمعة ) ... وغيرها .
5_ غلق المحقق للغرفة بعد خروجه وعودة محقق آخر بعد زمن طويل ، دون مراعاة حاجاتي كإنسان ، من: التبول ... وغيرها . مما يضطر الجالس معهم إلى التبول داخل غرفة التحقيق أو حبس هذه الفضلات مع ما تسببه من أمراض ، وفي هذا ما فيه من انتهاك لحقوق الإنسان الضرورية . وقد قلت للمحقق القادم : حمدا لله أنك جئت الآن وإلا كنت سأتبول في مكتبكم هذا عند تلكم الأدراج ، فأنا لم آتي إلى هنا لتعذبوني وتحبسوني ثم تتركوني .
6_ الجلوس لانتظار المحققين لساعات طويلة ، فقد طلب مني الحضور صباح يوم السبت_الثامنة والنصف_ فحضرت منذ الصباح وانتظرت المحققين بالخارج ، حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا ، ولم يقوموا بالتحقيق معي ، فقلت لهم ياجماعة أنا انتظركم منذ الصباح ومعطل لأعمالي فإن كنتم تريدوني ، فأهلا وسهلا ، وإلا سأذهب إلى بيتي ، فما كان منهم إلا أن أدخلوني معهم إلى التحقيق _ بغضب _ ثم أودعوني السجن ، مع انتظار أولادي لي على الغداء .
7_ في ذلكم اليوم أجلت أخذ ولدي المريض إلى المستشفى ، حتى لا أتأخر عليهم في التحقيق والتزاما بموعدي معهم .
8_ كان من الأسئلة التي وجهت إلى أثناء التحقيق في نزوى: لماذا شاركت في ترشيحات مجلس الشورى ؟
لا أدري ما مغزى هذا السؤال وما أهدافه !!!
9_ تم سجني في مركز شرطة نزوى مع المجرمين وأصحاب السوابق والعمالة الوافدة ( كان عددنا في السجن أكثر من 30 شخصا في ثلاث غرف صغيرة ، لاتتوفر فيها أدنى شروط الرعاية الصحية . ثم في المساء تم عزلي في غرفة لاتتوفر فيها وسيلة الاتصال بالحراس فقد كان الجرس معطلا . بالرغم من أني سجين على ذمة التحقيق .( هذا يتنافى مع المادة: 18، 19 من النظام الأساسي للدولة_ الحقوق والواجبات العامة) ، كما يتنافى مع المادة(41) ، والمادة(60) من قانون الإجراءات الجزائية . ويتنافى مع المادة(23) ، (24) من قانون السجون .
10_ الغذاء داخل السجن لايتناسب مع حالتي الصحية ، فقد كان حارا بالفلفل ، وكأنه أعد خصيصا للهنود المحبوسين معي . وهذا يتنافى مع المادة(25 ) من قانون السجون . ولم يبلغوني بمواعيد صلواتي ، مع منافاة هذا التصرف مع المادة(22) من قانون السجون
( صباح الأحد 19/6/2005 ) إلى مساء السبت25/6/2005م)
1_ ثم منعي من الاتصال بإخوتي وإبلاغهم بأمري وتطمينهم بأحوالي. مع العلم بأن والدتي تركتها مريضة ، وولدي الرضيع كان بحاجة إلى أن أخذه إلى المستشفى ، وعمي الوحيد يعاني من أمراض وقد كان قد أجرى عملية قريبة ، وأيضا عمتي ، فعاشوا في قلق وحزن علي .. وهكذا جميع أهلي وأقربائي وجيراني ، كانوا قليلا ما ينامون حزنا على هذا الحال ، والذي كان من الممكن أن يجعل المصيبة مصائب لولا لطف الله .
2_ أخذت من نزوى مكبلا ، وكأنهم يحملون مجرما لا معلما على ذمة التحقيق ، في قضية لم نعرفها كعمانيين إلا من خلال الجرائد الوطنية والشبكة المعلوماتية .
3_ قضيت ساعات في التحقيق بين محقق وآخر ، وفي المساء قبل المغرب ، طلبوا مني الذهاب والعودة في الصباح الباكر ، فقلت لهم أنا من نزوى وأنتم قد أحضرتموني ، وليس عندي نقود ، ولا أعرف هذا المكان جيدا ، فقالوا تصرف ، وراجع نفسك وعد إلينا غدا ، فقلت : لله الأمر من قبل ومن بعد .
4_ عدت في الصباح الباكر _ في الموعد المحدد _ ، وأبلغتهم بحضوري فطلبوا مني الانتظار ، فانتظرتهم ، حتى قبيل أذان الظهر ، ثم بدأ التحقيق .
5_ أخذت معي موسوعة القوانين العمانية ، فقلت للمحقق المادة(1) تقول: سيادة القانون فوق كل شيء . فأنا أرجوك أن ترفع ما عندك من أدلة وشواهد إلى الادعاء العام ثم إلى القضاء . فقال كلمة ما كان يجدر به أن يقولها: قال إن هذا القانون لايصلح عندنا نحن هنا ، نحن لدينا قانوننا الخاص ، وقال: لو عملنا نحن بهذا القانون ما فعلنا شيء !!!! هذا مقولة رجل يجدر به أن يوجه الناس إلى الاعتزاز بهذا القانون الوطني ، هذا القانون الذي هو أحد منجزات هذه النهضة . وبمقولته هذه يستحق أن تطبق عليه المادة(58) من قانون الشرطة ، حتى لايتجرأ مرة أخرى على هذا القانون الذي يسعى لتحقيق بناء الدولة العصرية ، ومن هو حتى يكون لديه قانونه الخاص ، وقد نصت المادة(80) على أنه:" لايجوز لأية جهة في الدولة إصدار أنظمة أو لوائح أو قرارات أو تعليمات تخالف أحكام القوانين والمراسيم النافذة " .
5_ حرص المحققون على تعطيل مصالحي ، فقد قلت لهم بأنني في نزوى قد استطنيت نخيلا ، والأيام أيام قيظ وجني للثمار وأريد الاستفادة من ثمرها ، وعملكم هذا تعطيل لي وإهدار للثروة الوطنية ، وقلت لهم بأنني سأشكوكم إلى معالي وزير الزراعة الموقر . فما كان الجواب إلا الاستهانة بكلمات هذا المزارع البسيط الذي أمامهم . ( إن أردت الذهاب إلى نخيلك فما عليك سوى التوقيع على ما نريد ) . علما بأنني عندما عدت إلى نزوى وجدت النخيل (رطب النغال) قد همدت ، فأسأل الله العوض ، ولاحول ولاقوة إلا بالله .
6_ يمارس المحققون الإغراء من أجل التجريم ، مثلا يقولون: السلطان قد عفا عن أصحاب التنظيم ... ، فقلت: أنا أتشرف بهذا العفو لو كنت كما تقول.. ، وهذا الإغراء يتنافى ويتعارض مع المادة(19) من الحقوق والواجبات العامة ... وغيرها من المواد .
7_ عدم مراعاة المحققين لظروفي الصحية ، فقد كنت أجلس الساعات أنتظر المحققين ، وكنت أبلغهم بأني أعاني من آلام في ظهري ، ولم يأخذوني إلى المستشفى إلا يوم الأربعاء الساعة العاشرة ليلا تقريبا ، وتم تنويمي في مستشفى الشرطة . ورقم بطاقة الموعد بمستشفى الشرطة(132683)
8_ لم يصبر الحراس المرافقون لي إلى المستشفى ، فطلبوا تعجيل خروجي وتقليل ساعات الترقيد ، فعدت والآلام باقية ، فقضيت ليلتي كذالك . وتم حجز ورقة العلاج عند إدارة السجن وعدم السماح لي باستلامها .
9_ حدد المستشفي لي موعدا للمراجعة صباح يوم السبت:25/6/2005 ( الساعة العاشرة والنصف ) من أجل مقابلة الطبيب ثم عرض حالتي على الجراح المختص ، وبدل مراعاة حالتي الصحية ، وتجنبا للمضاعفات التي قد تلحقني بسبب هذه الظروف ، ثم أخذي للتحقيق ذلكم اليوم ، وفي المساء بعد الغداء ، وأنا أحاول النوم تم اعتقالي مساء يوم السبت .
10_ قال لي أحد المحققين: إنني هنا أمثل حضرة صاحب الجلالة . فقلت له حاشاه صاحب الجلالة أن تمثله أنت ، فهو لايرضى أن يفعل ما تفعله أنت من تجاوزات ، فهو يرسي دعائم دولة القانون ، ويحرص على حفظ حقوق الإنسان وكرامته ...
(مساء السبت25/6/2005م إلى صباح الأربعاء 29/6/2005م )
1_ فوجئت بمجموعة من الرجال يأخذوني إلى سيارة مقفلة ، ووجدت بداخل تلكم السيارة جنديا ملثما لاتظهر إلا عيونه وفمه ، ولولا لطف الله لسقط ميتا أو مغشيا على _ فالله المستعان _ عندما يكون الإنسان يعاني من اضطراب في قلبه .
3_ أخذت إلى مكان لايعلمه إلا الله والعاملون في هذا المكان ، فكان المسير إلى المعتقل طويلا ، ولكن العودة منه ، كانت قصيرة ، فسبحان مقرب المسافات .
2_ منعت من أخذ المصحف أو توفير مصحف لقراءة القرآن الكريم لأجل استغلال وقتي إلا في الليلة الأخيرة من إعتقالي ، مع طلبي المتكرر لذلك .
3_ لم يمارس الذين قاموا باعتقالي أساليب التعذيب البدني ، ولكنهم كانوا لايسمحون بخروجي إلى دورات المياه إلا مكبلا ومغطى الوجه ، ويقومون بسوقي إلى هذه الأماكن ، وكأنها عروس تزف ، ولكن لا أرى أمامي شيء .
4_ منعت من الذهاب إلى طبيب مختص لعرض حالتي( آلام الظهر ) واكتفوا بأخذي إلى طبيب عام كان يقدم لي المسكنات ، والتي لم تكن تنجح في تسكين مرضي وآلام ظهري .
5_ عزلت في غرفة بها سماعات صوتية ، وكانوا يشغلون الموسيقى الصاخبة طوال الليل بين رفع وخفض للصوت ، بحيث يصاب المعتقل بإرهاق .مع علمهم بأن هذا يتنافى مع حقوقي كإنسان .
6_ كانت الكاميرا تراقبني في غرفتي ، بحيث كلما حاولت النوم سمعت طرقا في البلاط الخارجي لباب الغرفة ، فظللت الليل بلا نوم .
7_ كانت ساعات التحقيق في المعتقل تبدأ ، عند محاولة النوم والاستراحة .
8_ كانوا يأخذوني لأجلس في كرسي أنتظر المحققين ، وهم يراقبونني بالكاميرا ، فكلما حاولت النوم ، أفاجأ بصوت موسيقي صاخب ينبهني ويوقظني .
9_ عندما يشاهد المحققون الإعياء والإرهاق قد بدأ على يهجمون علي للتحقيق .
سئلت عن علاقاتي الاجتماعية ودراستي ، فقلت لهم ما تذكرته ، وقد حرصت أن أكون صائما يوم الأحد(26/6/2005) ، خشية أن أكذب ، ولكن هذه العبادة لم تكن معتبرة لديهم على تصديقهم لي.. وهكذا سائر المبررات : مسلم + معلم + صائم + يعتقد أن الكذب كبيرة يخلد صاحبها في النار إذا مات ولم يتب ) . فحسبي الله ونعم الوكيل .
وكان مما قلت لهم: إن نزوى بلد عرف بتاريخه العلمي ، فهي عامرة بعلمائها منذ عهد آباءنا ، وهذه النهضة التي يقودها قائد البلاد المفدى ، تسعى إلى رفع مكانة العلماء ودفع مسيرة العلم ، وبخاص في البلد التي تعتبر عاصمة عمان الثقافية ، فليس أمرا مستغربا أن يحرص الناس على الذهاب إليها والتفرغ إلى طلب العلم ، وبخاصة العلم الشرعي ، لأن ديننا الذي نعتز به يدعونا إلى طلب العلم والتسابق نحو الجد والاجتهاد ... كما أن كلمات قائد البلاد المفدى نبراسا لمن أراد لنفسه الخير: تعلموا ولو تحت ظل شجرة .
2_ تأويل المحققين لعباراتي بما يحقق أغراضهم ونواياهم ، والتي تتنافي مع شخصيتهم ( مسلم + رجل أمن ) .
3_ رفضهم كتابة عبارتي وكلماتي .
4_ إصرارهم على الإقرار بعدم الإساءة إلي . وهذا يدينهم ، فلو لم يكونوا أساءوا إلي لما طلبوا هذا الإقرار ، وألزموني إياه .
5_ التهديد بالتعذيب في حالة عدم التوقيع على ما يريدون ( إحضار اثنين من المقنعين ، وإمساكي لأظل واقفا ) بالرغم من أنني قد أجريت سابقا عملية غضاريف في رجلي .
وقلت لهم: أنا أعلم أنكم تعذبون الناس ، فقال: ومن قال لك هذا: فقلت: لقد قرأت عنكم في الشبكة العمانية( سبلة العرب ) فقال: وهل تصدق أنت أولئك الذين لاعقول لهم . فقلت: لو لم يكن هذا صحيحا لما سمحتم أنتم به ... ومعاملتكم معي ، فيها ما فيها من تجاوزات للقانون ، ولكن لا ألومكم ما دمتم تعتبرون أنفسكم فوق القانون ، فإذا نجيتم من قانون البلد ، فهل أنتم ناجون من حكم الله وغضبه .
6_ خفت على نفسي من مضاعفات آلام الظهر وفقراته ، فهؤلاء لاتهمهم صحتي ، وإنما يهمهم أن يظفروا بتجريم نفسي .
7_ استهولت فظاعة العبارات الخطيرة ، التي طلبوا مني التوقيع عليها ، فقالوا لن تخرج من هنا حتى توقع على ما نريد ، وهذه الورقة قد عممناها على جميع الناس الذين نقوم باستجوابهم .فطلبت من المحققين أن يراجعوا سجلي الأمني منذ طفولتي ، وقد بلغت الآن قريبا من الأربعين ، ولكن ماكان إلا صراخا يهددني ويأمر بحبسي واقفا ، فقلت في نفسي : إنها دنيا سنودعها جميعا ، فلله الأمر من قبل ومن بعد ، والله بعباده خبيرا بصيرا وهو خير الحافظين .
فالرجاء من أحبتي كتاب هذه الشبكة العزيزة ، أن يبلغوا قائد البلاد المفدى ، رسالتي ، فهو القائد الحكيم والأب الحنون ، والحاكم الذي لايرتضي أن تنتهك حرمة أي إنسان ، فما بالكم إذا كان هذا الإنسان فردا من أفراد شعبه .
فجزاكم الله كل خير ، وأثابكم على سعيكم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
منقوووووله
مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد _ حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب إليكم هذه اليوميات التي قضيتها _ مدة خمسة عشر يوما _ سجينا ومعتقلا ، لأنقل إليكم بعض المخالفات التي وقع فيها بعض الموظفين العاملين بجهاز الأمن ، والتي تتنافى مع توجيهاتكم السامية وسعيكم لتكون السلطنة بلد القانون وحرصكم على التزام هذا البلد برعاية حقوق الإنسان وكرامته ، ومن أجل محاسبة المخالفين لتوجيهاتكم السامية ، أكتب إليكم رسالتي هذه ، عبر هذه السبلة الطيبة ، وأنتم القائلون بكلماتكم المضيئة:" لا لمحاربة الفكر ..." ، فدمتم لعمان بانيا وذخرا لشعبكم الوفي . مع علمي بأن هذه التجاوزات لاتمثل بأي حال من الأحوال الجهود الطيبة والعظيمة ، التي يقوم بها هذا الجهاز والسهر على تحقيق الأمن والأمان داخل ربوع هذا الوطن الغالي .
أولا: التحقيق في مركز نزوى
(الأربعاء:15/6/2005) إلى الأحد(19/6/2005م
1_ طلب مني الحضور بواسطة الهاتف ، وكان الاتصال وقت الاستراحة بعد الغداء . مع العلم بأن هذا يخالف المادة(70) من قانون الإجراءات الجزائية . وقد قلت للمتصل ، الرجاء إعلامي برسالة قانونية ، كما هو المعمول به في القانون .
2_ استلام الوثائق الرسمية( البطاقة الشخصية...) والامتناع عن إعطاء وصل استلام . وتم حجزها ، فأصبحت لا أستطيع إثبات هويتي لتخليص معاملاتي المصرفية ، وهكذا مراجعاتي عند الإدارات الحكومية .
3_ رفض المحققين طلبي _ المتكرر _ بحضور محام ، مع أنها من حقوقي التي كفلها لي القانون . وهذا يتنافى مع المادة(57) من قانون الإجراءات الجزائية .
4_ التلفظ _ من قبل المحققين _ بألفاظ تتنافى مع أخلاقيات الحوار ورفع الصوت والصراخ أحيانا ، وكأنهم يتعاملون مع مجرم ، وليس معلم ، مثل: غصبا عليك أتقول بونريده ... إذا ما قلت بونطلبه منك أنعقك في السجن ونطلع عنك إجازة (الخميس والجمعة ) ... وغيرها .
5_ غلق المحقق للغرفة بعد خروجه وعودة محقق آخر بعد زمن طويل ، دون مراعاة حاجاتي كإنسان ، من: التبول ... وغيرها . مما يضطر الجالس معهم إلى التبول داخل غرفة التحقيق أو حبس هذه الفضلات مع ما تسببه من أمراض ، وفي هذا ما فيه من انتهاك لحقوق الإنسان الضرورية . وقد قلت للمحقق القادم : حمدا لله أنك جئت الآن وإلا كنت سأتبول في مكتبكم هذا عند تلكم الأدراج ، فأنا لم آتي إلى هنا لتعذبوني وتحبسوني ثم تتركوني .
6_ الجلوس لانتظار المحققين لساعات طويلة ، فقد طلب مني الحضور صباح يوم السبت_الثامنة والنصف_ فحضرت منذ الصباح وانتظرت المحققين بالخارج ، حتى الساعة الواحدة والنصف ظهرا ، ولم يقوموا بالتحقيق معي ، فقلت لهم ياجماعة أنا انتظركم منذ الصباح ومعطل لأعمالي فإن كنتم تريدوني ، فأهلا وسهلا ، وإلا سأذهب إلى بيتي ، فما كان منهم إلا أن أدخلوني معهم إلى التحقيق _ بغضب _ ثم أودعوني السجن ، مع انتظار أولادي لي على الغداء .
7_ في ذلكم اليوم أجلت أخذ ولدي المريض إلى المستشفى ، حتى لا أتأخر عليهم في التحقيق والتزاما بموعدي معهم .
8_ كان من الأسئلة التي وجهت إلى أثناء التحقيق في نزوى: لماذا شاركت في ترشيحات مجلس الشورى ؟
لا أدري ما مغزى هذا السؤال وما أهدافه !!!
9_ تم سجني في مركز شرطة نزوى مع المجرمين وأصحاب السوابق والعمالة الوافدة ( كان عددنا في السجن أكثر من 30 شخصا في ثلاث غرف صغيرة ، لاتتوفر فيها أدنى شروط الرعاية الصحية . ثم في المساء تم عزلي في غرفة لاتتوفر فيها وسيلة الاتصال بالحراس فقد كان الجرس معطلا . بالرغم من أني سجين على ذمة التحقيق .( هذا يتنافى مع المادة: 18، 19 من النظام الأساسي للدولة_ الحقوق والواجبات العامة) ، كما يتنافى مع المادة(41) ، والمادة(60) من قانون الإجراءات الجزائية . ويتنافى مع المادة(23) ، (24) من قانون السجون .
10_ الغذاء داخل السجن لايتناسب مع حالتي الصحية ، فقد كان حارا بالفلفل ، وكأنه أعد خصيصا للهنود المحبوسين معي . وهذا يتنافى مع المادة(25 ) من قانون السجون . ولم يبلغوني بمواعيد صلواتي ، مع منافاة هذا التصرف مع المادة(22) من قانون السجون
( صباح الأحد 19/6/2005 ) إلى مساء السبت25/6/2005م)
1_ ثم منعي من الاتصال بإخوتي وإبلاغهم بأمري وتطمينهم بأحوالي. مع العلم بأن والدتي تركتها مريضة ، وولدي الرضيع كان بحاجة إلى أن أخذه إلى المستشفى ، وعمي الوحيد يعاني من أمراض وقد كان قد أجرى عملية قريبة ، وأيضا عمتي ، فعاشوا في قلق وحزن علي .. وهكذا جميع أهلي وأقربائي وجيراني ، كانوا قليلا ما ينامون حزنا على هذا الحال ، والذي كان من الممكن أن يجعل المصيبة مصائب لولا لطف الله .
2_ أخذت من نزوى مكبلا ، وكأنهم يحملون مجرما لا معلما على ذمة التحقيق ، في قضية لم نعرفها كعمانيين إلا من خلال الجرائد الوطنية والشبكة المعلوماتية .
3_ قضيت ساعات في التحقيق بين محقق وآخر ، وفي المساء قبل المغرب ، طلبوا مني الذهاب والعودة في الصباح الباكر ، فقلت لهم أنا من نزوى وأنتم قد أحضرتموني ، وليس عندي نقود ، ولا أعرف هذا المكان جيدا ، فقالوا تصرف ، وراجع نفسك وعد إلينا غدا ، فقلت : لله الأمر من قبل ومن بعد .
4_ عدت في الصباح الباكر _ في الموعد المحدد _ ، وأبلغتهم بحضوري فطلبوا مني الانتظار ، فانتظرتهم ، حتى قبيل أذان الظهر ، ثم بدأ التحقيق .
5_ أخذت معي موسوعة القوانين العمانية ، فقلت للمحقق المادة(1) تقول: سيادة القانون فوق كل شيء . فأنا أرجوك أن ترفع ما عندك من أدلة وشواهد إلى الادعاء العام ثم إلى القضاء . فقال كلمة ما كان يجدر به أن يقولها: قال إن هذا القانون لايصلح عندنا نحن هنا ، نحن لدينا قانوننا الخاص ، وقال: لو عملنا نحن بهذا القانون ما فعلنا شيء !!!! هذا مقولة رجل يجدر به أن يوجه الناس إلى الاعتزاز بهذا القانون الوطني ، هذا القانون الذي هو أحد منجزات هذه النهضة . وبمقولته هذه يستحق أن تطبق عليه المادة(58) من قانون الشرطة ، حتى لايتجرأ مرة أخرى على هذا القانون الذي يسعى لتحقيق بناء الدولة العصرية ، ومن هو حتى يكون لديه قانونه الخاص ، وقد نصت المادة(80) على أنه:" لايجوز لأية جهة في الدولة إصدار أنظمة أو لوائح أو قرارات أو تعليمات تخالف أحكام القوانين والمراسيم النافذة " .
5_ حرص المحققون على تعطيل مصالحي ، فقد قلت لهم بأنني في نزوى قد استطنيت نخيلا ، والأيام أيام قيظ وجني للثمار وأريد الاستفادة من ثمرها ، وعملكم هذا تعطيل لي وإهدار للثروة الوطنية ، وقلت لهم بأنني سأشكوكم إلى معالي وزير الزراعة الموقر . فما كان الجواب إلا الاستهانة بكلمات هذا المزارع البسيط الذي أمامهم . ( إن أردت الذهاب إلى نخيلك فما عليك سوى التوقيع على ما نريد ) . علما بأنني عندما عدت إلى نزوى وجدت النخيل (رطب النغال) قد همدت ، فأسأل الله العوض ، ولاحول ولاقوة إلا بالله .
6_ يمارس المحققون الإغراء من أجل التجريم ، مثلا يقولون: السلطان قد عفا عن أصحاب التنظيم ... ، فقلت: أنا أتشرف بهذا العفو لو كنت كما تقول.. ، وهذا الإغراء يتنافى ويتعارض مع المادة(19) من الحقوق والواجبات العامة ... وغيرها من المواد .
7_ عدم مراعاة المحققين لظروفي الصحية ، فقد كنت أجلس الساعات أنتظر المحققين ، وكنت أبلغهم بأني أعاني من آلام في ظهري ، ولم يأخذوني إلى المستشفى إلا يوم الأربعاء الساعة العاشرة ليلا تقريبا ، وتم تنويمي في مستشفى الشرطة . ورقم بطاقة الموعد بمستشفى الشرطة(132683)
8_ لم يصبر الحراس المرافقون لي إلى المستشفى ، فطلبوا تعجيل خروجي وتقليل ساعات الترقيد ، فعدت والآلام باقية ، فقضيت ليلتي كذالك . وتم حجز ورقة العلاج عند إدارة السجن وعدم السماح لي باستلامها .
9_ حدد المستشفي لي موعدا للمراجعة صباح يوم السبت:25/6/2005 ( الساعة العاشرة والنصف ) من أجل مقابلة الطبيب ثم عرض حالتي على الجراح المختص ، وبدل مراعاة حالتي الصحية ، وتجنبا للمضاعفات التي قد تلحقني بسبب هذه الظروف ، ثم أخذي للتحقيق ذلكم اليوم ، وفي المساء بعد الغداء ، وأنا أحاول النوم تم اعتقالي مساء يوم السبت .
10_ قال لي أحد المحققين: إنني هنا أمثل حضرة صاحب الجلالة . فقلت له حاشاه صاحب الجلالة أن تمثله أنت ، فهو لايرضى أن يفعل ما تفعله أنت من تجاوزات ، فهو يرسي دعائم دولة القانون ، ويحرص على حفظ حقوق الإنسان وكرامته ...
(مساء السبت25/6/2005م إلى صباح الأربعاء 29/6/2005م )
1_ فوجئت بمجموعة من الرجال يأخذوني إلى سيارة مقفلة ، ووجدت بداخل تلكم السيارة جنديا ملثما لاتظهر إلا عيونه وفمه ، ولولا لطف الله لسقط ميتا أو مغشيا على _ فالله المستعان _ عندما يكون الإنسان يعاني من اضطراب في قلبه .
3_ أخذت إلى مكان لايعلمه إلا الله والعاملون في هذا المكان ، فكان المسير إلى المعتقل طويلا ، ولكن العودة منه ، كانت قصيرة ، فسبحان مقرب المسافات .
2_ منعت من أخذ المصحف أو توفير مصحف لقراءة القرآن الكريم لأجل استغلال وقتي إلا في الليلة الأخيرة من إعتقالي ، مع طلبي المتكرر لذلك .
3_ لم يمارس الذين قاموا باعتقالي أساليب التعذيب البدني ، ولكنهم كانوا لايسمحون بخروجي إلى دورات المياه إلا مكبلا ومغطى الوجه ، ويقومون بسوقي إلى هذه الأماكن ، وكأنها عروس تزف ، ولكن لا أرى أمامي شيء .
4_ منعت من الذهاب إلى طبيب مختص لعرض حالتي( آلام الظهر ) واكتفوا بأخذي إلى طبيب عام كان يقدم لي المسكنات ، والتي لم تكن تنجح في تسكين مرضي وآلام ظهري .
5_ عزلت في غرفة بها سماعات صوتية ، وكانوا يشغلون الموسيقى الصاخبة طوال الليل بين رفع وخفض للصوت ، بحيث يصاب المعتقل بإرهاق .مع علمهم بأن هذا يتنافى مع حقوقي كإنسان .
6_ كانت الكاميرا تراقبني في غرفتي ، بحيث كلما حاولت النوم سمعت طرقا في البلاط الخارجي لباب الغرفة ، فظللت الليل بلا نوم .
7_ كانت ساعات التحقيق في المعتقل تبدأ ، عند محاولة النوم والاستراحة .
8_ كانوا يأخذوني لأجلس في كرسي أنتظر المحققين ، وهم يراقبونني بالكاميرا ، فكلما حاولت النوم ، أفاجأ بصوت موسيقي صاخب ينبهني ويوقظني .
9_ عندما يشاهد المحققون الإعياء والإرهاق قد بدأ على يهجمون علي للتحقيق .
سئلت عن علاقاتي الاجتماعية ودراستي ، فقلت لهم ما تذكرته ، وقد حرصت أن أكون صائما يوم الأحد(26/6/2005) ، خشية أن أكذب ، ولكن هذه العبادة لم تكن معتبرة لديهم على تصديقهم لي.. وهكذا سائر المبررات : مسلم + معلم + صائم + يعتقد أن الكذب كبيرة يخلد صاحبها في النار إذا مات ولم يتب ) . فحسبي الله ونعم الوكيل .
وكان مما قلت لهم: إن نزوى بلد عرف بتاريخه العلمي ، فهي عامرة بعلمائها منذ عهد آباءنا ، وهذه النهضة التي يقودها قائد البلاد المفدى ، تسعى إلى رفع مكانة العلماء ودفع مسيرة العلم ، وبخاص في البلد التي تعتبر عاصمة عمان الثقافية ، فليس أمرا مستغربا أن يحرص الناس على الذهاب إليها والتفرغ إلى طلب العلم ، وبخاصة العلم الشرعي ، لأن ديننا الذي نعتز به يدعونا إلى طلب العلم والتسابق نحو الجد والاجتهاد ... كما أن كلمات قائد البلاد المفدى نبراسا لمن أراد لنفسه الخير: تعلموا ولو تحت ظل شجرة .
2_ تأويل المحققين لعباراتي بما يحقق أغراضهم ونواياهم ، والتي تتنافي مع شخصيتهم ( مسلم + رجل أمن ) .
3_ رفضهم كتابة عبارتي وكلماتي .
4_ إصرارهم على الإقرار بعدم الإساءة إلي . وهذا يدينهم ، فلو لم يكونوا أساءوا إلي لما طلبوا هذا الإقرار ، وألزموني إياه .
5_ التهديد بالتعذيب في حالة عدم التوقيع على ما يريدون ( إحضار اثنين من المقنعين ، وإمساكي لأظل واقفا ) بالرغم من أنني قد أجريت سابقا عملية غضاريف في رجلي .
وقلت لهم: أنا أعلم أنكم تعذبون الناس ، فقال: ومن قال لك هذا: فقلت: لقد قرأت عنكم في الشبكة العمانية( سبلة العرب ) فقال: وهل تصدق أنت أولئك الذين لاعقول لهم . فقلت: لو لم يكن هذا صحيحا لما سمحتم أنتم به ... ومعاملتكم معي ، فيها ما فيها من تجاوزات للقانون ، ولكن لا ألومكم ما دمتم تعتبرون أنفسكم فوق القانون ، فإذا نجيتم من قانون البلد ، فهل أنتم ناجون من حكم الله وغضبه .
6_ خفت على نفسي من مضاعفات آلام الظهر وفقراته ، فهؤلاء لاتهمهم صحتي ، وإنما يهمهم أن يظفروا بتجريم نفسي .
7_ استهولت فظاعة العبارات الخطيرة ، التي طلبوا مني التوقيع عليها ، فقالوا لن تخرج من هنا حتى توقع على ما نريد ، وهذه الورقة قد عممناها على جميع الناس الذين نقوم باستجوابهم .فطلبت من المحققين أن يراجعوا سجلي الأمني منذ طفولتي ، وقد بلغت الآن قريبا من الأربعين ، ولكن ماكان إلا صراخا يهددني ويأمر بحبسي واقفا ، فقلت في نفسي : إنها دنيا سنودعها جميعا ، فلله الأمر من قبل ومن بعد ، والله بعباده خبيرا بصيرا وهو خير الحافظين .
فالرجاء من أحبتي كتاب هذه الشبكة العزيزة ، أن يبلغوا قائد البلاد المفدى ، رسالتي ، فهو القائد الحكيم والأب الحنون ، والحاكم الذي لايرتضي أن تنتهك حرمة أي إنسان ، فما بالكم إذا كان هذا الإنسان فردا من أفراد شعبه .
فجزاكم الله كل خير ، وأثابكم على سعيكم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين .
منقوووووله
