
أكد العلماء في كلية جورجيا الطبية أن تناول الخضراوات والفواكه أفضل من تعاطي المضادات الحيوية لعلاج مشكلات الأمعاء واضطرابات القولون.
فقد اكتشف هؤلاء وجود مادة ناقلة في القولون تعرف باسم SLC5A8 تلعب دورا مهما في مساعدته على الاستفادة من آخر قطعة من الطعام قبل طرحه خارجا حيث تفرز البكتيريا المفيدة فيه مادة أنزيمية تطلق الجلوكوز الموجود في أغشية النباتات كبقايا البروكولي وغيره من الخضراوات وثمار الفواكه والحبوب التي لا يمكن هضمها في الأمعاء الدقيقة.
ووجد الخبراء، أن خلايا القولون تقوم بترجمة وإنتاج مادة SLC5A8 الناقلة التي تساعدها على امتصاص الأحماض الدهنية الغنية بالطاقة فور تصنيعها وهو ما يفسّر سبب التأثير الوقائي للخضراوات والفواكه في الجسم بدلا من المضادات الحيوية التي تقتل البكتيريا المفيدة والضارة على حد سواء وتحرم الجسم المواد الضرورية التي تفرزها لذا لابد من تعاطيها في حالات الضرورة فقط.
هذا ومن جانب آخر، تعد حالة القولون العصبي مشكلة صحية واسعة الانتشار بين كثير من الناس حيث تصل نسبة الانتشار من 10 إلى 20 شخصاً لكل مائة شخص في كل من أميركا وأوروبا وتقل النسبة قليلا في آسيا وأفريقيا.
وتقول إحصاءات الدول الغربية أن النساء اكثر إصابة من الرجال بنسبة الضعف إلى ثلاثة أضعاف كما تقول شبكة صحة الطبية، وربما كانت المشاعر المرهفة للمرأة وسرعة تقلبات مزاجها والجانب النفسي لها سببا في ذلك.
تتمثل بعض أسباب القولون العصبي أي، الأسباب التي تؤدي إلي اعتلال وظيفي مؤقت في عمل الجهاز الهضمي) بالآتي، التدخين وشرب الكحول، بعض الحالات النفسية التي يكون فيها الشخص قلقاً أو مكتئباً أو حزيناً، بعض المأكولات والتي يختلف نوعها من شخص إلى آخر.
والقولون العصبي مشكلة إكلينيكية مزمنة تشمل مزيجا من آلام البطن و تغيرا في عادات تفريغ الأمعاء ويمكن أن يعاني المرضى أيضا من سلسلة من المشاكل المرتبطة بهذه الحالة مثل الشعور بعد التفريغ الكامل للأمعاء، شكل غير طبيعي للبراز، إفراز المخاط ، وشعور بالانتفاخ، وتطبل في البطن.
ويمكن للقولون العصبي أن يظهر بدرجات مختلفة من الحدة وفي اكثر أشكاله المدمرة، تكون الأعراض طويلة الأمد، مسببة العجز وثابتة دائما ولها ارتباط ضئيل بتناول الطعام أو حركة الأمعاء .
أما في الحالات الأخف حدة، يمكن للأعراض أن تظهر نتيجة لتناول بعض أنواع الطعام أو حركة الأمعاء وبغض النظر عن حدة المرض، فإن القولون العصبي مرض مزمن و يلازم المريض طوال حياته و في كثير من الأحيان.
ما هي أسباب المرض؟
ظل العلماء يعتقدون لمدة طويلة ان تشنج القولون او العوامل النفسية كانت السبب لهذا المرض و حتى لو ان هذه العوامل يمكن ان تكون مرتبطة بالقولون العصبي لدى بعض المرضى، فأنها لا تبدو بلعب دور رئيسي في المرض في المقام الأول.
وفي السنوات القليلة الماضية تمكن العلماء من تحديد خلل محدد في القولون السجمي (sigmoid)، المستقيم و الشرج من شأنه إيجاد تفسير لمعظم أعراض القولون العصبي مثل الانتفاخ، تكون الغازات، الشعور بالامتلاء أو الإمساك.
ويمثل الخلل هذا زيادة الحساسية في أجهزة الاستشعار الموجودة في جدران الأمعاء ويمكن مقارنة الحساسية الداخلية هذه بما يحدث حين يكون الشخص مصابا بحروق الشمس حيث ان اقل لمسة او حتى نسمة هواء يمكن ان تكون مؤلمة بينما ان الجلد غير المصاب يكاد بكل صعوبة الشعور بنفس المحفز وفي الشخص المصاب بفرط الحساسية هذه يمكن لعمليات انقباض الشرج او القولون و تمددهما ان تؤدي الى إحساس شديد و لذا يبدو ان معظم أعراض القولون العصبي تنجم عن الإدراك المفرط للأحاسيس الداخلية.
وفي كثير من الأحيان هناك أعراض أخرى لفرط الحساسية مرتبطة بالقولون العصبي فالمريض يمكن ان يشعر بالصداع ألم في أسفل الظهر، أو الألم أثناء الجماع و يمكن ان يعزى ذلك لحقيقة ان الآليات التي تسبب فرط الحساسية في القولون يمكن ان يكون لها نفس الأثر ايضا على أجزاء أخرى من الجسم.
ولا تزال أسباب فرط الحساسية هذه غير معروفة لحد الآن فقد تكون هناك عوامل وراثية تجعل الشخص اكثر عرضة للمشكلة وعلى كل حال، فأن الشخص حين يكون عرضة للإصابة بالقولون العصبي، تصبح عوامل في البيئة التي يعيش فيها اكثر المسائل المثيرة للحالة و المفاقمة لها.
ما هي الأشياء التي تؤثر على المشكلة؟
إن مجرد شرب الماء في بعض الأحيان يمكن ان يسبب الانتفاخ في بعض المرضى اما بالنسبة للآخرين، فان أنواعا محددة من الطعام يمكن ان تسبب او تكون ذا علاقة بانتفاخ المعدة بما في ذلك البهارات، منتجات الحليب، المواد الصناعية المحلية، الحوامض والدهون.
ويمكن أن تتفاعل كافة هذه المواد مع نفس المستقبلات العصبية في القناة الهضمية ويمكن أن تثير المشاكل العاطفية، اضطرابات النوم، الحزن، الاكتئاب والقلق أعراض القولون العصبي وكذلك المواقف التي يمكن للفرد ان يعتبرها مثيرة للتوتر وفي معظم الأحيان تظهر الأعراض بسبب عدة عوامل.
منقول