بن علوي يُوضح حول ما يُثار عن الخلافات مع الإمارات والعلاقات مع إسرائيل

    • بن علوي يُوضح حول ما يُثار عن الخلافات مع الإمارات والعلاقات مع إسرائيل



      أثير - يحيى الراشدي

      أكد معالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بأن الأزمة الخليجية ليست خلافًا ماديًا بل هي خلافات ثنائية ويمكن أن يكون لها علاقة بالتركيبة القبلية أو لها علاقة بفترة الوجود البريطاني، قائلا ” هو مزيج من عدة عوامل وتُثار مع الوقت مما يولد مشكلات من هذا النوع” مشيرًا إلى أن الأبواب يجب أن تكون دائمًا سهلة الفتح.

      جاء ذلك في لقاء تلفزيوني مع قناة “روسيا اليوم” اشتمل على محاور عدة.

      وعن إخفاق الولايات المتحدة في جمع قادة دول الخليج، قال بن علوي في اللقاء – الذي رصدته “أثير”- بأن هذا يأتي لاختلاف الظرف واختلاف الأمر، موضحًا بأن الخلاف الخليجي كان لأسباب لا يعرفها إلا أهل الخليج، لذلك من الصعب على أحد من الخارج أن يعرف متى سيظهر هذا ومتى سيتوقف وكيف سيستمر.

      وبين معاليه بأن الجولة الخليجية بمعية أمين عام مجلس التعاون إلى العواصم الخليجية الست كانت من منطلق رئاسة الاجتماعات الوزارية التي آلت إلى السلطنة، قائلا ” لذلك كان من الضروري أن نتفاهم فيما بيننا كيف من الممكن أن نعقد هذه الاجتماعات وجدولة أعمالها في أجواء وأماكن مريحة”.

      وأكد معاليه أن اجتماع وارسو لم يكن بداية علاقات مع إسرائيل أو هناك قصدًا لأي علاقات مع إسرائيل، موضحًا ” لا يمكن تجاوز حقيقة الإشكال الفلسطيني، وفي كل الأحوال، أكدنا دائما وأبدا للإسرائيليين من جميع الأطراف التي تم الاتصال بهم، سواءً كان مباشرًا أو خفيًا، أو عبر طرف ثالث، أنه لا يمكن أن يستقيم الحال بين العرب وبين إسرائيل إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.

      وأشار معاليه إلى أن نتنياهو سمع هذه الكلمات عندما جاء السلطنة وسمعها بقوة، حيث قال: “نعم، هذا أمر سمعوه وسمعوه بقوة بعد، وسمعوه من باب إنه إن لم تحل هذه القضية، فليس هناك أمن لهم ولا لجيرانهم، ولذلك الهدف هو كيف نستطيع أن نؤمن أمنًا مستقرًا ودائمًا ومتناميًا. هناك من يعتقد بقوة أن أحد وسائل انتهاء الإرهاب لا يمكن إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، لأن ما يعرف باسم التشدد الإسلامي هو مربوط بهذه القضية، إن لم يحل هذا الأمر ليس هناك مجال لإقامة علاقات مستقيمة أو مفيدة بين أي دولة عربية وإسرائيل وهم يدركون ذلك”.

      مردفًا: “عندما ذهبت لفلسطين وتجولت في القدس شعرت بأن الإسرائيليين ينتابهم القلق والخوف، وأن الفلسطينيين يظهرون قوتهم للمقاومة باستمرار تمسكهم بحقوقهم ودولتهم، فإذًا السؤال للإسرائيليين وهذا طُرح عليهم، إلى متى ستستمرون في عدم الاستقرار واستمرار الخوف، صحيح أن الإسرائيليين لديهم قوة فعالة، واقتصاد متين، ونمو تقني هائل لكن هذا لا يوفر لهم الاستقرار ما لم يتم مع الفلسطينيين أولا وقيام الدولة الفلسطينية”.

      وحول ما يُثار عن وجود خلافات بين السلطنة ودولة الإمارات، أجاب معاليه” هذا الخلاف ليس بمعنى الخلافات التي يفهمها الناس، ولكن هو تباين في النظرة وهذا طبيعي، دولة الإمارات دولة شقيقة وهذا شيء مفهوم، اختلاط الناس والقبائل والعوائل من أصل واحد، وكلنا ننتمني لأصول قبلية واحدة، وسياسة السلطنة اتجاه الجيران وبالأخص الإمارات كانت على الدوام التفاهم والاستقرار وتجاوز الخلافات، وبالتالي حدود السلطنة مع الإمارات أصبحت مرسومة ومحددة، وموثقة، وكانت في كل الأحوال هي لصالح الإمارات، والعلاقة التي تربط الأسرة الحاكمة تاريخيًا بإخوانهم في الإمارات قديمة، مضيفًا ” من الجيد قيام دولة الإمارات وهذا شيء يسرنا، ولم يكن شيئًا يزعجنا، إنما اختلفنا على مسألة حرب اليمن، ونحن موقفنا واضح ومعلن، لا ندفع ولا نتسبب في حروب أو خلافات، هم لهم رأي ويُحترم، ولهم تطلعات وكل إنسان له الحق أن يكون له تطلعات، لكن نحن نعتقد بأن تطلعاتهم يجب أن تكون محكومة أو منضبطة، حتى تتحقق”.

      وأضاف: “لا ضير لدينا أن ينتهج إخواننا الإماراتيون مسارًا آخر، وكلنا نجرب، هم يجربون مسارهم، ونحن جربنا مسارنا، والآخرون في مجلس التعاون كلٌ يجرب مساره، وهذا مباح، وأيضا ضمن النظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي بأنه يحق لأكثر من دولة، دولة أو دولتين أو ثلاث، أن تنهج ببعض الإجراءات الاقتصادية والإنمائية بوتيرة أسرع من بعض دول مجلس التعاون الأخرى وهذا أيضا متاح، ولكن في كل الأحوال كلنا ملتزمين بأن أي مسار ثنائي يجب ألا يضر التجمع الأصلي”.

      وفي سؤال للمذيع هل تعتقد بأن التحالف العربي (المعروف بالتحالف السعودي الإماراتي) قد وصل إلى طريق مسدود وأن الأمر يحتاج إلى المزيد من الجهد السياسي من أشقاء هاتين الدولتين لأجل وقف الحرب على اليمن؟! أجاب معاليه” ما في شيء مسدود في الحياة، ولكن المزعج في الوقت الحالي هو الناحية الإنسانية لشعب له تاريخ، هو أمة، اليمن أمة ودولة، وكانت أمة قبل أن تكون دولة، بهذا الوضع يتطلع الكل بما فيهم التحالف إلى التقليل أو القضاء على حالة اليأس والأوضاع الإنسانية القاهرة والمميتة في نفس الوقت، إنما يبقى دور للقادة اليمنيين أن يطلعوا فيه، سواءً من كانوا في الميدان أو من كانوا في مناطق الشتات، أن يتيحوا لأنفسهم فترة من التفكير في كيف يريدون أن يبنوا بلدهم، وأخيرا، ما في شك إخوانهم سواءً في التحالف العربي أو في العالم العربي سيكونون مستعدين لمساعدتهم لإعادة بناء بلادهم.”

      وختم معاليه الحوار بالإجابة عن سؤال وجهه له المذيع مفاده ” قلتم في بداية حديثكم أن نهاية للعبة، في المنطقة توجد ألعاب كثيرة، أي منها سينتهي قريبا؟ قائلا: كلها ستكون بتدرج واحدة تلو الأخرى، لكن من الأولى ومن الثانية لا زلنا في مرحلة ومسارات حساسة وفيها كثير من اللاعبين، وقد ترى اليوم سوريا على سبيل المثال قد استعادت العافية وجزء منهم وإن كان قليلًا بدأوا العودة إلى مناطقهم، الملف السوري بدأ يقرب من الحل لكن ربما تتغير الأوضاع بسرعة ويتأزم الوضع مرة أخرى”.