بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله العلي الأعلى الذي خلق الزوجين الذكر والانثى من نطفة إذا تمنى ، وشرع لكل منهما من القوانين ما ينسجم مع متطلبات الفطرة وطبيعة التكوين ، أحمده تعالى بما هو له أهل من الحمد وأثني عليه وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه ، وأومن به وأتوكل عليه ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن بعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا.
وأشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله ، أرسله الله بالحجة القاطعة والدعوة الجامعة ، فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين ، صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين ..
أما بعد
فسلام الله عليكم أيها الأخوة المسلمون – ورحمته وبركاته
(1) محاضرة عن الجنس اللطيف لماذا
ما أسعد هذه الفرصة ! أن نلتقى بكم في هذا المسجد الشريف ، وفي هذا اليوم أود أن أتحدث إليكم عن الجنس اللطيف ، فكما تحدثت في المحاضرة الماضية عن الشباب وعن واجبنا تجاههم ، وواجبهم تجاه دينهم ، أود أن أتحدث – في هذه المحاضرة – عن الفتيات .
وإذا كانت الفتيات لا يسمعن حديثي ففي الإمكان أن يوصل هذا الحديث إليهن عبر التسجيل ، كما يمكن لكل زوج أن يحدث به زوجته ، ولكل أب أن يحدث به ابنته ، ولكل أخ أن يحدث به أخته .
وهناك واجبات على الآباء ، وعلى المجتمع ، تجاه هذا النوع من الجنس البشري الذي طبعه الله سبحانه بخصائص معينة ، وفرض عليه قد تختلف احيانا عن التكاليف التي فرضها على الرجل
ولا ريب أ ن استقامة المرأة من أسباب استقامة المجتمع ، فبقدر ما تكون عليه المرأه من استقامة وصلاح ، واتباع لأمر الله ، وتجنب لما نهى الله عنه ، تكون النتيجة في المجتمعات التي يتربى فيه الذكور والإناث نتيجة إيجابية ، لأن الأم هي المدرسة الأولى وإذا كانت تربية الأم تربية سلبية ، فان تربية الجيل كله سوف تكون سلبية
.
وإذا عدنا وتصفحنا التاريخ وجدنا إسهاما كبيرا للمرأة في الاصلاح ، وفي الإفساد:
فمن الذين سبقوا الى الايمان برسول الله – صلى الله عليه وسلم _ امرأة من النساء المؤمنات الصالحات ، وهي زوحه أم المؤمنين السيدة خديجة الكيرى – رضي الله عنها - ، وكان لها إسهام كبير في دفع عجلة الدعوة الإسلامية الى الأمام.
وإذا نظرنا الىالانحطاط الذي أصيب به المسلمون في القرن الرابع عشر الهجري ، وجدنا للمرأة إسهاما كبيرا في ذلك ، وإننى لا أنكر أن الرجل هو الذي دفع المرأة الي هذه المرتبة التي وصلت الى حضيضها ، وارتمت إليها بدون مبالاة ، ولكنها ايضا تحملت قسطها من الوزر.
فالله سبحانه وتعالى قد ضرب للمؤمنين مثلا بامرأتين: بمريم ابنة عمران ، وبامرأة فرعون اللعين التي كانت مؤمنة صالحة قانتة ولم يمنعها كفر زوجها أن تلتزم نهج ربها الذي يوصل الى مرضاته ، كما ان الله سبحانه وتعالى ضرب للذين كفروا مثلا بامرأتين كانتا تحت عبدين صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا ، وقيل ادخلا النار مع الداخلين (1).
وهذا يعني أن كل واحد من الرجل والمرأة يستطيع أن يحدد منهج حياته إن اراد أن يلتزم النهج السوي ، وفي هذا ما يدل على أن كل واحد من الرجل والمرأة يبوء بوزره إن انحرف عن الصراط المستقيم.
(2) الاختلاف بين الرجل والمرأة اختلاف فطري
إنه من المعلوم أن المرأة خلقت لتكون أنثى ، والرجل خلق ليكون ذكرا ، وكل واحد من الأنثى والذكر قد طبع بخصائص معينة ، ومحاولة كل واحد منهما أن يتشبه بخصائص النوع الآخر يعتبر تمرد على الفطرة ، ومعاكسة للطبيعة ، قبل أن يكون ذلك إعراضا عن أمر الله سبحانه وتعالى وتحديا لحكمه ، ومحاولة المساواة بين المرأة والرجل في جميع الأمور إنما هي معاكسة ظاهرة للفطرة التي فطر الله الناس عليها.
والله سبحانه وتعالى قد قص علينا نبأ امرأة صالحة مؤمنة قانته ، أعلنت في خطابها لربها أن الذكر يختلف عن الأنثى ، فقد قال الله تعالى حكاية عن أم مريم :" رب إنى وضعتها أنثى – والله أعلم بما وضعت ،وليس الذكر كالأنثى"(2) فقد أخبرت هذه المرأة الصالحة القانتة أن الذكر يختلف عن الانثى ، والأنثى تختلف عن الذكر.
(3) العلم الحديث.... يؤكد
وإذا رجعنا الى العلم الحديث وجدناه يقرر هذه الحقيقة التي لا مفر منها ، فالعلم الحديث يقرر أن كل واحد من الرجل والمرأة يشمل جسمه على ستين مليون خلية ، ولكن كل خلية من خلايا المرأة تختلف عن خلايا الرجل، فكل خلية من خلايا المرأة عليها طابع الأنوثة ، وكل خلية من خلايا الرجل عليها طابع الذكورة ، وتختلف هذه الخلايا من حيث الطبيعة ومن حيث الشكل ايضا – كما وجدناها مكبرة في الصور - ، وليس ذلك فحسب بل الأمر أدق من ذلك ، فهناك ما يسمى بالكروموسومات أو الأصاغ أو الجسميات اللونية (3) ، وهي من الدقة بحيث تقاس بالواحد على بليون من المليمتر ، ولكن مع ذلك فإن كروموسومات المرأة تختلف اختلافا بارزا واضحا عن كروموسومات الرجل – كما وجدنا ذلك مكبرا في الصور.
الهوامش:
(1) " وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط ، كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا ، وقيل ادخلا النار مع الداخلين ، وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا من في الجنة ، ونجنى من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ، ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين" ( التحريم : 10 ، 11 ، 12).
(2) آل عمران: 36.
(3) خيط ينتج من تكاثف مادة الكروماتين أثناء عملية الانقسام في الخلية.
وللحديث بقيه ان كان هناك من العمر بقية ان شاء الله تعالى
الحمدلله العلي الأعلى الذي خلق الزوجين الذكر والانثى من نطفة إذا تمنى ، وشرع لكل منهما من القوانين ما ينسجم مع متطلبات الفطرة وطبيعة التكوين ، أحمده تعالى بما هو له أهل من الحمد وأثني عليه وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه ، وأومن به وأتوكل عليه ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن بعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا.
وأشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله ، أرسله الله بالحجة القاطعة والدعوة الجامعة ، فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ونصح الأمة ، وكشف الغمة ، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين ، صلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين ..
أما بعد
فسلام الله عليكم أيها الأخوة المسلمون – ورحمته وبركاته
(1) محاضرة عن الجنس اللطيف لماذا
ما أسعد هذه الفرصة ! أن نلتقى بكم في هذا المسجد الشريف ، وفي هذا اليوم أود أن أتحدث إليكم عن الجنس اللطيف ، فكما تحدثت في المحاضرة الماضية عن الشباب وعن واجبنا تجاههم ، وواجبهم تجاه دينهم ، أود أن أتحدث – في هذه المحاضرة – عن الفتيات .
وإذا كانت الفتيات لا يسمعن حديثي ففي الإمكان أن يوصل هذا الحديث إليهن عبر التسجيل ، كما يمكن لكل زوج أن يحدث به زوجته ، ولكل أب أن يحدث به ابنته ، ولكل أخ أن يحدث به أخته .
وهناك واجبات على الآباء ، وعلى المجتمع ، تجاه هذا النوع من الجنس البشري الذي طبعه الله سبحانه بخصائص معينة ، وفرض عليه قد تختلف احيانا عن التكاليف التي فرضها على الرجل
ولا ريب أ ن استقامة المرأة من أسباب استقامة المجتمع ، فبقدر ما تكون عليه المرأه من استقامة وصلاح ، واتباع لأمر الله ، وتجنب لما نهى الله عنه ، تكون النتيجة في المجتمعات التي يتربى فيه الذكور والإناث نتيجة إيجابية ، لأن الأم هي المدرسة الأولى وإذا كانت تربية الأم تربية سلبية ، فان تربية الجيل كله سوف تكون سلبية
.
وإذا عدنا وتصفحنا التاريخ وجدنا إسهاما كبيرا للمرأة في الاصلاح ، وفي الإفساد:
فمن الذين سبقوا الى الايمان برسول الله – صلى الله عليه وسلم _ امرأة من النساء المؤمنات الصالحات ، وهي زوحه أم المؤمنين السيدة خديجة الكيرى – رضي الله عنها - ، وكان لها إسهام كبير في دفع عجلة الدعوة الإسلامية الى الأمام.
وإذا نظرنا الىالانحطاط الذي أصيب به المسلمون في القرن الرابع عشر الهجري ، وجدنا للمرأة إسهاما كبيرا في ذلك ، وإننى لا أنكر أن الرجل هو الذي دفع المرأة الي هذه المرتبة التي وصلت الى حضيضها ، وارتمت إليها بدون مبالاة ، ولكنها ايضا تحملت قسطها من الوزر.
فالله سبحانه وتعالى قد ضرب للمؤمنين مثلا بامرأتين: بمريم ابنة عمران ، وبامرأة فرعون اللعين التي كانت مؤمنة صالحة قانتة ولم يمنعها كفر زوجها أن تلتزم نهج ربها الذي يوصل الى مرضاته ، كما ان الله سبحانه وتعالى ضرب للذين كفروا مثلا بامرأتين كانتا تحت عبدين صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا ، وقيل ادخلا النار مع الداخلين (1).
وهذا يعني أن كل واحد من الرجل والمرأة يستطيع أن يحدد منهج حياته إن اراد أن يلتزم النهج السوي ، وفي هذا ما يدل على أن كل واحد من الرجل والمرأة يبوء بوزره إن انحرف عن الصراط المستقيم.
(2) الاختلاف بين الرجل والمرأة اختلاف فطري
إنه من المعلوم أن المرأة خلقت لتكون أنثى ، والرجل خلق ليكون ذكرا ، وكل واحد من الأنثى والذكر قد طبع بخصائص معينة ، ومحاولة كل واحد منهما أن يتشبه بخصائص النوع الآخر يعتبر تمرد على الفطرة ، ومعاكسة للطبيعة ، قبل أن يكون ذلك إعراضا عن أمر الله سبحانه وتعالى وتحديا لحكمه ، ومحاولة المساواة بين المرأة والرجل في جميع الأمور إنما هي معاكسة ظاهرة للفطرة التي فطر الله الناس عليها.
والله سبحانه وتعالى قد قص علينا نبأ امرأة صالحة مؤمنة قانته ، أعلنت في خطابها لربها أن الذكر يختلف عن الأنثى ، فقد قال الله تعالى حكاية عن أم مريم :" رب إنى وضعتها أنثى – والله أعلم بما وضعت ،وليس الذكر كالأنثى"(2) فقد أخبرت هذه المرأة الصالحة القانتة أن الذكر يختلف عن الانثى ، والأنثى تختلف عن الذكر.
(3) العلم الحديث.... يؤكد
وإذا رجعنا الى العلم الحديث وجدناه يقرر هذه الحقيقة التي لا مفر منها ، فالعلم الحديث يقرر أن كل واحد من الرجل والمرأة يشمل جسمه على ستين مليون خلية ، ولكن كل خلية من خلايا المرأة تختلف عن خلايا الرجل، فكل خلية من خلايا المرأة عليها طابع الأنوثة ، وكل خلية من خلايا الرجل عليها طابع الذكورة ، وتختلف هذه الخلايا من حيث الطبيعة ومن حيث الشكل ايضا – كما وجدناها مكبرة في الصور - ، وليس ذلك فحسب بل الأمر أدق من ذلك ، فهناك ما يسمى بالكروموسومات أو الأصاغ أو الجسميات اللونية (3) ، وهي من الدقة بحيث تقاس بالواحد على بليون من المليمتر ، ولكن مع ذلك فإن كروموسومات المرأة تختلف اختلافا بارزا واضحا عن كروموسومات الرجل – كما وجدنا ذلك مكبرا في الصور.
الهوامش:
(1) " وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط ، كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا ، وقيل ادخلا النار مع الداخلين ، وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا من في الجنة ، ونجنى من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ، ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين" ( التحريم : 10 ، 11 ، 12).
(2) آل عمران: 36.
(3) خيط ينتج من تكاثف مادة الكروماتين أثناء عملية الانقسام في الخلية.
وللحديث بقيه ان كان هناك من العمر بقية ان شاء الله تعالى