أعداء الدين وحقدهم الدفين لمولد خاتم الأنبياء والمرسلين

    • أعداء الدين وحقدهم الدفين لمولد خاتم الأنبياء والمرسلين

      أعداء الدين وحقدهم الدفين لمولد خاتم الأنبياء والمرسلين
      ************************************************************************************************
      ...........
      ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شهر ربيع الأول عام 571 ميلادية
      ولادته عليه الصلاة والسلام كانت فى دار أبيه عبدالله بن أبى طالب الكائنة بجوار مسعى الصفا والمروة وموضعها حالياً " مكتبة مكة المكرمة " ..
      يقول ابن هشام فى "السيرة النبوية ": ( حين حملته السيدة آمنة بنت وهب خرج منها نوراً أضاء قصور بصرى فى أرض الشام وأوحى الله
      إليها أن تعيذه بالواحد من شر كل حاسد وأن تسميه محمدا )
      ...........
      أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يترقبون مولد رسول الله وينتظرون مبعثه ..
      كانوا يعرفون ويعلمون صفته ونعته فلقد أنزلها الله وبينها لهم فى كتبهم ..
      { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ }
      وكانوا يستفتحون به عليه الصلاة والسلام على أهل الكفر والضلال ويخبرونهم بأن الزمان قد حان لمبعث النبى العربى
      من أم القرى مكة وسوف يكون مؤيدهم وناصرهم عليهم . وحين بعثه الله أنكروه وكذبوه وتجاهلوا علمهم ومعرفتهم به ..
      { وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ }
      يقول ابن هشام فى كتابه " السيرة النبوية " :
      ( قال ابن اسحق وحدثنى عاصم بن عمرو بن قتادة الأنصارى عن رجال من قومه كنا أهل شرك وأصحاب أوثان وكانوا أهل كتاب
      عندهم علم ليس لنا فإن نلنا منهم ما يكرهون قالوا لنا لقد تقارب زمان النبى الذى سيبعثه الله فينا وسوف نقتلكم قتل عاد وإرم
      فلما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعانا إلى الله أجبنا وآمنا به وكفروا هم به ) ..
      ...
      كانوا يعلمون أن الدين الجديد الذى سيأتى به سوف يضع عنهم إصرهم ويحررهم من الأغلال التى كانت عليهم ..
      { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ
      وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِم }
      ...........
      بعث الله نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم
      فى حروبه وغزواته .. مُحى الكفر عن مكة المكرمة . وجلا كل ضال عن المدينة المنورة .
      وفى دعوته .. كشف خفايا اليهود والنصارى وأظهر مافى قلوبهم وما ابتدعوه فى دينهم وبين لهم أن أكثرهم فاسقين .
      ...
      كشف رسول الله لليهود والنصارى ما بدلوه وحرفوه فى كتبهم وما نبذوه وكتموه وأخفوه فى ألواحهم وصحفهم ..
      { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ }
      ...
      أخبرهم بأنهم هم من رموا السيدة مريم بالإفك والباطل والبهتان . وهم من كذبوا رسالة المسيح عيسى عليه السلام ..
      كشف إفكهم وبهتان أقوالهم وافترائهم على الله .. وبين لهم بأنْ لو كان لله ولد لكان له من أول العابدين ..
      وأن لو أراد الله أن يصطفى ولداً من خلقه وعبيده لاصطفاه ..
      { قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ }
      { لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }
      ...
      كشف زيف ادعائهم فى تمسكهم بأحكام الإنجيل والتوراة .. وأخبرهم أنهم ليسواْ على شىءٍ مما يتمسكون به ..
      فهم من خالفوها وحرفوها ولم يبينوها .. وهم من ألبسوا الحق بالباطل وكتموه وهم يعلمون ..
      {
      قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ
      التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ }
      ...
      دون فكر أو وعى .. ورِث اليهود والنصارى ما ورثوه عن آبائهم وعن أحبارهم ورهبانهم وأورثوه لمن بعدهم
      ورثواالبغض والحقد والعداوة على الإسلام والمسلمين . ويأملون زوال نعمة الإسلام التى أنعم الله بها على المؤمنين ..
      هم يعلمون أن هذه النعمة حقٌ من ربهم . ولكن :
      شقّ عليهم اتباعها فأرادوا أن يسلبوها منا كفراً وبغضاً وحقداً وحسداً ..
      { وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ }
      ...........
      يريدون أن يطفئوا نور دين الله
      بذلوا مقدرتهم وحشدوا جهودهم ومكروا مكرهم .. فانقطع رجاؤهم وخابت وفشلت كل آمالهم ..
      استقطبوا عملاءهم وأنفقوا أموالهم .. فانعدمت كل حيلهم وماهم ببالغى مرادهم ..
      أطلقوا لبغيهم العنان وقالوا عن الله ورسوله ما قالوا دون علم أو سلطان .. لايخافون عذاباً ولا عقاباً .
      فماتوا غيظاً وكمداً عبر كل العصور والأزمان ويموتون غضباً وحنقاً ولم يتحقق لهم ما يأملون أو ينشدون ..
      { إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ }
      ...
      هؤلاء هم شر البشرية ..
      يحسبون بما فعلوه أو يفعلوه أنهم يؤذون رسول الله . وهم لا يؤذون ولا يظلمون إلا أنفسهم ..
      فبكفرهم بالله وتكذيبهم بكتاب الله وجحودهم لنبى الله .. قد آثروا سكنى الجحيم على جنة الخلد والنعيم .
      { وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ }
      ...........
      ومن العرب أو الأعراب من أعانوا الكفر على الإيمان ..
      والُوهم . وساندوهم . وفى عدائهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم شُلّت أفواههم وصمتوا عنهم وناصروهم .
      يطلبون المِنعة والغلبة بهم ويبتغون النُصرة والعزة عندهم .. ساء ما يحكمون ..
      هؤلاء هم أحقر وأخبث عباد الله ..
      فرّطوا فى تعاليم دينهم وتخاذلوا ولم يدافعوا عن رسولهم ونبيهم .
      يطلبون المِنعة والغلبة ممن لعنهم الله . ويطلبون النُصرة والعزة ممن ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة والصَغار ..
      لم يفقهوا قول الله : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ }
      ...........
      *************************************************************************************************
      سعيد شويل