الهبة السورية للبنان أثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في كل من لبنان وسوريا.
ففي لبنان انعكس الانقسام السياسي والرؤية تجاه سوريا على الآراء.
واعتبر كثيرون أن ما حدث يثبت مجددا أن "سوريا هي الرئة التي يتنفس بها لبنان".
ووجه البعض الشكر للرئيس السوري بشار الأسد على "الهدية" وعلى "دعمه الدائم للبنان".
ووجه الصحفي أسعد أبو خليل انتقادات لمعارضي الهبة السورية معتبرا أن من "ثاروا ضد الأوكسجين السوري، هم نفسهم روجوا لضرورة التطبيع بحجّة أن اللقاح ضد كورونا لن يأتي إلا من إسرائيل".
وفي نفس السياق رأى جاد سعد أن "من يرفض المساعدات من سوريا هم نفس الأشخاص الذين يسخرون من مقاطعة البضائع الأمريكية".
وقارن محمد قازان ساخرا بين الأوكسجين الذي تلقاه لبنان من سوريا والكمامة التي وزعتها السفارة الأمريكية في لبنان.
واعتبر كثيرون أن قدرة سوريا على تقديم المساعدات، على الرغم من الحرب التي عانت منها، تعكس "مدى الفساد الذي استشرى في لبنان".
في المقابل رفض كثير من اللبنانيين الهبة السورية معتبرين أنها تأتي من "نظام لا يرحم شعبه".
وبرز من بين تلك الآراء تغريدة للفنانة اللبنانية إليسا، اعتبرت فيها أنه كان من الأولى على الحكومة السورية "تقديم الأوكسجين لآلاف المعتقلين الموجودين في السجون لديها".
وغرد النائب اللبناني السابق فارس سعيد قائلا: "إلى بشار الأسد نرفض حتى الأوكسيجين منّك "هوانا غير هًواك".
ورأى كثيرون أن ما قدمته سوريا لا يساوي شيئا مقابل ما يتم تهريبه من محروقات مدعومة من لبنان إليها كل يوم.
المشهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بدا مشابها للانقسام الذي شهده لبنان.
فرأى البعض أن سوريا، وبالرغم من الدمار و الحصار، لم ترد دولة طلبت منها عونا رغم كل ما فعله بعض سكانها بها.
أما شادي فاعتبر أن "النظام السوري يعطي لبنان كل شيء ويحرم شعبه".
لكن وزير الصحة السوري حسن الغباش، أكد أن بلاده "قدرت أن كمية الأوكسجين التي سترسلها إلى لبنان لن تؤثر على المنظومة الصحية السورية".
وتأتي الخطوة فيما تواجه قطاعات الرعاية الصحية في كل من لبنان وسوريا تحديات خطيرة بسبب جائحة كورونا ومصاعب اقتصادية وانهيارا في قيمة العملة الوطنية بشكل غير مسبوق.