Alwatan كتب:

يوسف الحبسي:
الإصابات والوفيات بكوفيد-19 ترتفع بوتيرة غير مسبوقة في السلطنة مع اكتظاظ المستشفيات بالمصابين وتسجيلها أرقاماً قياسية للمنومين في العناية المركزة والأقسام الأخرى، ورغم اتخاذ اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة للحد من انتشار فيروس كورونا العديد من القرارات إلا أن مؤشري الإصابات والوفيات سجلا مستويات غير مسبوقة في البلاد، وهذه نتيجة لعدم امتثالنا للإجراءات الاحترازية بلبس الكمامات والمحافظة على التباعد الجسدي والمداومة على غسل اليدين بالماء والصابون واستخدام المعقم، وتجنب لمس الوجه والأنف والعينين، وعدم الخروج إلا للضرورة بالإضافة إلى إتباع العادات الصحية عند العطس والسعال والالتزام التام بالعزل الصحي في حال وجود أعراض أو مخالطة، كل ما ذكر آنفاً إنما تعليمات بح صوت وزير الصحة وهو يكررها مراراً وتكراراً في المؤتمرات الصحفية وقرأتها أنا وكذلك أنت وأنتِ، والتزم آخرون بتطبيقها بينما لم يبال بها غيرهم فكان نتيجة ذلك ما نحن فيه اليوم أضف إليها عزوف بعض الفئات المستهدفة باللقاح نتيجة الاشاعات والأخبار المزيفة في مواقع التواصل الاجتماعي.
كلنا في مركب واحد لمجابهة فيروس كورونا المستجد، ولا سبيل للعبور إلا بالامتثال لكي نحد من الانتشار، ونخفف عن الأطباء ومن يعملون في القطاع الصحي التعب والإنهاك الذي نال منهم الكثير بعد أكثر من عام على الجائحة، وكل من هم في الصفوف الأولى للتصدي لهذا الوباء العالمي، فلهم منا كل التحية والتقدير.
الوباء لن ينتهي قريباً نحن عالقون وعلينا التعايش مع الجائحة العالمية حتى يتم تطعيم البشرية، ولا سبيل لنا إلا الامتثال للإجراءات الاحترازية لحماية من نحب، فـ”الفيروس لا يعرف شيئاً، لأنه لا يسكن في نطاق المعرفة على الإطلاق، إنه ليس عدواً يحاول تدميرنا ـ بل يكرر نفسه بطريقة عمياء وتلقائية”، وطالما التزمنا بالإجراءات الوقائية وأخذنا على محمل الجد العمل بها فإننا سنعبر رويداً رويداً هذه الجائحة العالمية، فلنكن كالجسد الواحد ننفذ ما نؤمر به لحماية أنفسنا ومن نحب ووطننا من الأسوأ، ونتحمل مسؤوليتنا الوطنية في درء مخاطر الانتشار، وكما قال سلافويجيجك “إننا نعيش في لحظة أصبح أعظم أفعال الحب فيها يتمثل في بقائنا بعيداً عن كل من نحب”.

من أسرة تحرير الوطن