Source: alwatan.com/details/421948Alwatan كتب:
هيثم العايدي:
حتى كتابة هذه السطور كان آخر إحصاء لوكالة رويترز يشير إلى أن أكثر من 140.18 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا حول العالم، ووصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عنه إلى أكثر من 3.14 مليون حالة وفاة للفيروس المنتشر في أكثر من 210 دول ومناطق، وفي موجة جديدة من الانتشار اصطلح على تسميتها بـ(الثالثة) تُعد في بعض البلدان الأكثر شراسة من سابقاتها.. فلماذا هذه الموجة، خصوصا وأنها تأتي مع شروع معظم دول العالم في حملات التحصين وإن كان هناك تفاوت كبير بين البلدان في عملية التحصين؟
وتأتي الإجابة على السؤالين على لسان الدكتورة سوميا سواميناثان، كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية، حيث تقول إن فيروس كورونا أصبح أكثر ذكاء فيما يخص الانتشار، خصوصا في التجمعات. كما تضيف أنه حتى إذا كانت اللقاحات يمكن ألا تمنع الإصابة بالعدوى بشكل تام، إلا أن المناعة التي يطورها الجسم استجابة للتطعيم تُعد جيدة بما يكفي للحماية من الإصابة الشديدة بالمرض حتى إذا حدثت العدوى.
كما لفتت إلى أن العديد من متغيرات الفيروس، التي يتم تداولها الآن، هي أكثر وطأة بكثير فيما يتعلق بسرعة الانتشار بمعدل مرة ونصف إلى مرتين، معتبرة أن الفيروس أكثر ذكاءً في الانتشار، إنه يبحث فقط عن الفرص في التجمعات الحاشدة، سواء كانت لحفلات الزفاف أو حفلات فنية أو ما إذا كانت أحداثًا رياضية أو دينية، فإن كل هذه الأحداث لديها القدرة على أن تصبح بؤرا لعدوى واسعة الانتشار.
وحتى على نطاق التجمعات العائلية البسيطة التي يلجأ لها بعض الناس بعد الملل من فترات الإغلاق, فإن هذه التجمعات أيضا لا تخلو من كونها مرتعا للإصابة، حيث بات من الثابت أن الطريقة الرئيسية لانتشار الفيروس هي الاتصال الوثيق بين الأشخاص والبيئات المزدحمة، والتجمعات في أماكن مغلقة ذات تهوية سيئة.
وبالنظر إلى توقيت بدء هذه الموجات نجد أنها تأتي بعد مناسبات ذات تجمعات مثل احتفالات أعياد الميلاد أو التفشِّي الكبير الذي وقع في الهند بعد التجمعات الحاشدة في مهرجان “كومبه ميلا”.. وهو أمر ينذر بعواقب سيئة إذا تم الاستهتار بالاحترازات أثناء شهر رمضان.
أما النقطة الأخرى المتعلقة باللقاحات فهناك نقطة ينبغي الانتباه لها وهي أن أخذ اللقاح لا يعني عدم الإصابة بالفيروس، ولكن جميع اللقاحات تقريبًا تحمي بشكل كبير من حالات الإصابة الشديدة، التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى دخول المستشفيات أو لتداعيات تؤدي إلى الوفاة، حيث إن منظمة الصحة العالمية تشير إلى تجارب مستفادة من بعض الدول مثل المملكة المتحدة، والتي توضح أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى، يتمتعون بحوالي 70 إلى 80% من الحماية ضد العدوى.
فمواجهة هذه الموجة الشرسة تستدعي التمسك بالاحترازات والتي على رأسها إيقاف التجمعات مهما كانت أسبابها أو دواعيها.. والإسراع في أخذ اللقاحات قدر الإمكان.
موجة ثالثة هي الأشرس
- خبر
-
مشاركة
