رأي الوطن: من أجل بيئة خالية من التلوث

    • خبر
    • رأي الوطن: من أجل بيئة خالية من التلوث

      Alwatan كتب:

      لم يكن يومًا النهج العماني في حماية البيئة وصونها من التلوُّث مجرَّد شعارات برَّاقة، أو نظريات عِلمية منفصلة عن الواقع التطبيقي لبرامج التنمية أو خطط التطوير الصناعي، كما أنه ليس متعارضًا مع مفهوم الربح، وإنما ظل ـ ولا يزال ـ يضع البيئة في أولوية الاهتمامات، ويحافظ على التوازن وأهميته بين التنمية والبيئة، فكما أن التنمية بحاجة إلى استراتيجيات عمل وخطط تنفيذ وترتيب وتسيير في قطاعاتها الإنتاجية والخدمية كافة، فإن البيئة هي الأخرى بحاجة إلى استراتيجيات عمل وخطط تنفيذ وترتيب تُعنى بكلِّ جوانبها، بما يصونها من التلوُّث ويحمي مفرداتها من الاعتداء.
      إن الاهتمام بالبيئة ونظافتها له انعكاساته الكبيرة على جميع المستويات، قد لا يدركها بعضنا، إلا حين يتعرض لمواقف مخلَّة بالبيئة ومسيئة لمفرداتها عاد أثرها عليه، كما لا يدرك مغزاه ويعي معناه إلا من أوتي العلم والفهم والحكمة والنظرة بعيدة المدى، وأن البيئة النظيفة ـ وكما يقال ـ عنوان ساكنيها أو أهلها، فالإنسان الذي يضع صحته الجسدية والنفسية في مقدمة اهتماماته، ويعمل على كلِّ ما من شأنه أن يحافظ عليها ويصونها من الأمراض والمؤثرات، تجده كذلك يعمل على حماية بيئته ويصونها من أي ملوِّثات ضارَّة، وذلك ليقينه وفهمه أن صحته مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة البيئة وسلامتها ونظافتها وخلوِّها من سائر الملوِّثات والمشوِّهات.
      إن مظاهر اهتمام السلطنة بالبيئة عديدة، والتشريعات والقوانين المتعلِّقة بحماية البيئة كثيرة، والمواقف المشجِّعة على جعل صونها وتوعية الناس بعدم الاعتداء عليها أو المساس بمفرداتها تقف شاهدة على ذلك، سواء من حيث الجوائز أو من حيث المسابقات، أو الحملات التوعوية أو المعسكرات الخاصة بتنظيف البيئة.
      واليوم نقف على مظهر آخر من مظاهر الاهتمام بالبيئة وصونها من التلوُّث، يتمثل في قرار هيئة البيئة بتشكل فريق دعم الانتقال إلى استخدام الأكياس الصديقة للبيئة، وذلك في سبيل التخلُّص من الأكياس البلاستيكية التي ثبت ضررها على البيئة، حيث سيقوم الفريق بوضع آلية لحظر استخدام أكياس التسوُّق البلاستيكية خلال الفترة القادمة، وتلافي التحدِّيات الناتجة عن الاستهلاك المفرط لأكياس التسوُّق البلاستيكية (50) میکرون ترسيخًا للوصول إلى الأهداف المتوخَّاة من تطبيق القرار، ولكي تكون هناك بدائل لهذه الأكياس التي قامت الأسواق بحظرها تنفيذًا للقرار الصادر بهذا الخصوص، وقيام الكثير من المحلات، خصوصًا بعض المحلات الكبرى، بعدم توفير الأكياس البديلة والصديقة للبيئة، الأمر الذي أثار حفيظة السواد الأعظم من المتسوِّقين والمستهلكين، فإن الفريق سيتولَّى أيضًا تقييم الوضع الراهن لإدارة النفايات البلاستيكية في السلطنة والخروج برؤية واضحة حيال إدارتها بنظام متكامل ومستدام بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتوجيه المصانع والمورِّدين بالبدائل المعتمدة من هيئة البيئة وهي القماشية والورقية والقطنية، ودعم اتِّجاه المورِّدين للأكياس الصديقة للبيئة والمصنِّعين لفتح خطوط إنتاج للأكياس البديلة القماشية المنسوجة وغير المنسوجة والورقية والكرتونية والقطنية وبما يتوافق مع التوجُّه الوطني والدولي للحدِّ من استخدام الأكياس البلاستيكية.
      ويبقى التعاون لنجاح هذا التوجُّه بين مختلف الأطراف هو الأساس الذي ستكتمل بموجبه مهمَّة الفريق المُشكَّل، بما يعود بالنفع على الصالح العام، وصالح بيئتنا.

      Source: alwatan.com/details/422119